مجتمع محافظ مهووس جنسياً

عبد العزيز التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قبل أسابيع تصفحت جريدة المبوبة السعودية فوجدت إعلاناً إباحياً يسوق لمنتجات شعبية حملت أسماء طريفة
فمنها (الشلال) لزيادة السائل المنوي و (الكوبرا) لإطالة العضو الذكري و (السلحفاة) لإبطاء القذف و(الديناصور) لتعريض العضو وفي ذات الصحيفة إعلانات تسوق لمنتجات تخص النساء كتكبير الأرداف وتصغير وتكبير النهود وتنقية البشرة وإطالة وتلميع الشعر
والصحيفة قائمة بشكل أساسي على الدعايات التي تسوق للتهيئة الجنسية للرجال وللنساء فتحتل دعايات العيادات والمراكز الصحية وصالونات التجميل أكثر من نصف مكون تلك الصحيفة كلها تسوق للرشاقة وجراحات التجميل وتقوية الرغبة الجنسية وتهيئة الطرفين لإغراء الآخر
وللأمانة فإن تلك الصحيفة ليست الوحيدة التي تنفرد بنشر تلك الدعايات الجنسية الصريحة فحتى صحافتنا الرسمية تسوق لعلاجات العجز الجنسي وشفط الدهون وتعريض الشفاه وتقويم النهود وتكبير الأرداف
ويشهد الله أنني لم أجد فيما اطلعت عليه من صحافة ووسائل إعلام في الشرق والغرب دعايات مماثلة توازي حجم ما ينشر في صحافتنا الرسمية وغير الرسمية 00
ولم أجد من ينافسنا في عدد العيادات والمراكز والصالونات التي تسوق للبرامج والعمليات والعلاجات الجنسية والتجميلية
ولم أجد من يماثلنا في سيطرة الهاجس الجنسي على كل مناح الحياة فكل نقاشاتنا تدور حول قضايا الخلوة والاختلاط وقيادة المرأة للسيارة وتوظيفها وتبرجها وزواج المسيار والمسفار وعباءة الكتف 000الخ
ولا يوجد في العالم جهاز خاص مدعوم من الدولة مهمته الخاصة حماية الفضيلة وتحصين الفروج إلا في بلادنا
ولا يوجد فصل تام بين الجنسين في أماكن الجلوس والمطاعم وأماكن الترفيه هاجسه العلاقات الجنسية كما في بلادنا
كل هذا يدل على أننا نعاني مشكلة سيطرة الهاجس الجنسي ويصور لمن يراقبنا بأننا شهوانيين حيواني الغريزة
وفي تصوري أن الأمر طبيعي وصحي فما نراه ليس سوى محاولة جماعية للخروج من حالة الإحباط والإفلاس وفقدان المحتوى والمنجز بحيث لم يعد لنا من شيء نفرض فيه وجودنا وحضورنا وأهميتنا سوى ما هو متاح وموهوب لنا فطرة وهو الغريزة الجنسية التي نحاول من خلالها إثبات قوتنا وأهميتنا وحضورنا 00
فرجالنا لم يعد لهم ما يفاخرون به سوى أنهم يبزون غيرهم من شعوب الأرض في الفحولة وحماية العرض متهمين شعوب تلك الدول بالدياثة والبرود الجنسي
ونسائنا المقموعات المهانات المغيبات يحاولن إثبات أنوثتهن ومدى منافستهن لنساء الشعوب الأخرى في الجمال والإغراء الجنسي

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات