أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصيرجاسم صياح الخفي - أيام يتمازح السنة والشيعة !














المزيد.....

أيام يتمازح السنة والشيعة !


نصيرجاسم صياح الخفي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اخبرني رجل سبعيني من مدينتي العمارة وهي إحدى مدن الجنوب العراقي ولها شهرة لابد واصلة .فأبنائها أفذاذ في الآداب والعلوم على حد سواء وقد أوفدت الكثير منهم إلى جميع او اغلب مدن العالم المتحضر .فهي غير خافية ميسان .ما أخبرني به هذا العجوز السبعيني مباشرة بعد الفرحة بذهاب نظام الأمن والمخابرات الذي جثم على قلوب العراقيين عقود من الزمن .روايته التي اخبرني تتعلق بشخص معلم متقاعد و مفصول من وظيفته بين حين وأخر. يمارس مهنة كتابة العرائض للناس ممن لهم حاجة يسطرها لهم على ورقة سمراء وبخط وأسلوب مميز لتصل إلى يد المعني من موظفي ومدراء دوائر أو مركز شرطة المدينة . كاتب العرائض هذا كان شيوعيا واشتهر بها وكان له مع الشرطة السرية ايام العهد الملكي (فيما بعد أصبحت مديرية الأمن ) وهي تعنى بأنشطة السياسيين ممن لا يمالون توجه حكومة كل انقلاب مر على العراق بعد أنقلاب الجيش في 1958 وحتى سقوط أعتى مديرية أمن مع احتلال العراق . كان له مع الشرطة المذكورة صولات وجولات حسب ما أخبرني المرحوم فقد توفى قبل أشهر . كان عندما تأتي سيارة الشرطة السرية (يسمونها المسلحة) وهي عبارة عن شوفرليت بيك أب من موديلات الخمسينات من القرن الماضي . إلى داره لغرض تفتيش البيت الذي يسكنه وأيضا لاعتقاله تنفيذا لأمر قاضي اوحاكم بحضور مختار المحلة (العمدة اوختيار الحي) وشخصين من الشهود ليشهدا بعدم التعرض لعائلته ولا لسلب أوسرقة شيئا من إغراضهم (ليس على طريقة مداهمات متعددة الجنسيات الأمريكية ! او مليشيات الطوائف) فهي أكثر حضارية وقبل اكثر من ستين سنة من اليوم .كان في كل مرة يصعد فيها إلى ظهر أو (بطن) البيك أب المسلحة ؟ (بمسدسات ام البكرة لا غير او بندقية ام السركي مع أحد الشرطة ) وحين أورد هذه الملاحظة تداركها بان المسدس مربوط بحبل من جهة كتف الشرطي او الضابط اليمنى وصولا للمسدس في الجهة اليسرى من حزامه العريض الذي يلف به سرواله .لا على طريقة البعثية الصداميين والكاوبوي المحتل .كي يأخذ وقتا اطول قبل سحب مسدسه وأيقاع الاذى بهارب من او معتدي على القانون . كان يلقي لازمة خطابية عصماء يلقيها بأعلى صوته مخاطبا بها زوجه أم جواد . كان اسمه سيد كاظم القزويني (سيد .بمعنى انتسابه لإل الرسول) يا أم جواد إني ذاهب مع هؤلاء الأوباش . عليك بالبقرة الحلوب فإنها رزقك وعيالك .بأعلى صوته . الإحداث والأطفال من خلفه يحيونه ويهللون ويصفقون حتى يغيب عنهم عند نهاية شارعهم المتصل بشارع عريض . ولهذا السيد كاظم قصة مع احد وزراء العهد الملكي كان الوزير ممن يكنى بالكيلاني حين تقدم لمقابلته في مكتبه بالوزارة في بغداد رافعا إليه إحدى عرائضه في حاجة تخص صاحبنا السيد كاظم القزويني. بعد إن انتهى الوزير من قراءة العريضة وموافقته على حاجة صاحبنا أراد ممازحته حين سأله من أي قزوين أنت ؟ فأجابه القزويني من قزوين المحاددة لكيلان مشيرا إليه بسبابتيه دلالة الجوار وخارجا من الوزير بحاجته التي طلبها . هكذا كان يتمازح السنة والشيعة العراقيين وتتماها الديانة والنسب والأفكار التي يعتنقون تعاطفا مع البؤساء والمساكين والسائلين ممن لا تنهر .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جهاز تتبع وكمين مسلح.. تفاصيل إحباط مخطط مراهق واتهامه بحياز ...
- -خطاب انتحار-.. الداخلية المصرية تكشف تفاصيل عن وفاة برلماني ...
- ما الذي يُفاقم العواصف الرملية الخطيرة ويجعلها أكثر خطورة؟
- طهران تستبعد محادثات قريبة مع واشنطن.. وعراقجي يسخر من نتنيا ...
- بميزانية تصل إلى 64 مليار يورو بحلول 2027.. ماكرون يعلن مضاع ...
- إسرائيل: مستشار مقرب من نتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات ...
- الكاميرون ـ أقدم رئيس في العالم يرشح نفسه لولاية ثامنة
- احتفالات بالعيد الوطني الفرنسي.. متى تم إقرارها؟
- طهران غاضبة بعد قصف منشآتها النووية واغتيال علمائها النوويين ...
- الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصيرجاسم صياح الخفي - أيام يتمازح السنة والشيعة !