أنا مع قيام الدولة الكردية

اديب دالؤيج

الحوار المتمدن-العدد: 693 - 2003 / 12 / 25 - 12:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لكل من تسول له نفسه أني أرقص فرحا وطربا لكل هذا الكم الهائل من الدول العربية القائمة شكلا لا مضمونا.. هذه الدويلات الشكلية لا تنفع وقد تضر.. وإن كان قيام دولة كردية سيضرب بيد من فولاذ على أياد الخونة العرب فأنا أول من يلهب يديه بالتصفيق لها ويتشرف باللجوء إليها ويحتمي بها.. أما إن كان قيام الدولة الكردية لمجرد الاصطفاف إلى جانب هذه النذالات العربية والتركية والفارسية وغيرها ليكون لهم دولة اسمية أقل تأثيرا من فلسطين بالقرار الفلسطيني فلا قامت لها قائمة ولسني مناديا لها.. بل وأتمنى أن تستعمر الدويلات القومية الحالية وتندحر، لأنها دويلات الزعامة وليس الشعوب.. ولا فرق أن أكون مستعمرا من قبل خائن وطني أو مستعمر أجنبي.. فالخيانة لا لون ولا وطن ولا قومية ولا دين لها. ان الاوان للعراقيين ان يعودوا الى رشدهم و يعطوا للشعب الكردي الفدرالية بما اقره البرلمان الكردي.
التاريخ لم يشهد حرباً قامت بين الأكراد والعرب ، وفي الوقت نحن أولاً مع وحدة التراب العراقي ووحدة الأراضي والدولة في العراقي ، ولكننا أيضاً مع الفدرالية ومع جمهورية ديمقراطية يعيش فيها العراقي والكردي معاً دون تمييز أو حساسية، ولذلك يجب أن يسمح للمواطنين الأكراد باستخدام الفدرالية في كافة المجالات، وأن يطوروا تراثهم وأن لا يكون ذلك ضمن الممنوع بعد الآن، ونؤكد أن ترك شعب الكردي للسلاح فرصة تاريخية يجب استغلالها لحل المسألة الكردية من خلال الاعتراف بهم كقومية والاعتراف بحقوقهم ، لتسود الديمقراطية الحقيقية على الأصول الأوروبية في العراق، ويجب أن نعترف بالقوانين الدولية وأن نطبقها ونحترمها، وأن لا يضطهد أحد بسبب دينه أو عرقه أو مذهبه.
الذي كانت فيه الدولة العثمانية تشهد ثورات التحرر والانفصال بقي الأكراد في ظل تلك الدولة، ولم يخرجوا عنها ولم يتعاونوا مع الأعداء ولم يخونوها، بينما الدين الإسلامي يجمع غالبية الأكراد والعرب ، أي إن دينهم واحد، وتاريخهم واحد، وجغرافيتهم واحدة، وبينهم صلة رحم وقرابة، لذلك فإن افتراض تكرار ما حدث في البلقان سيجري في العراق ، افتراض غير صحيح لأن الشروط في الحالتين مختلفة تماماً، صحيح أننا عشنا حرباً استمرت 40 عاما مؤخراً، لكنها انتهت الآن ونحن نسعى لإعادة الثقة بين مجلس الانتقالي وشعبنا، ونحن مستعدون لتقديم جميع ما يطلب منا، لكن على مجلس الانتقالي أن تبدأ بخطوات عملية ولو بسيطة لحل هذه المسألة وهذا ما لم يحدث حتى الآن .

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل