أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اديب دالؤيج - ألارهاب ليس له مكان في عراق المستقبل














المزيد.....

ألارهاب ليس له مكان في عراق المستقبل


اديب دالؤيج

الحوار المتمدن-العدد: 642 - 2003 / 11 / 4 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تحتل بغداد، بل تم تحريرها في إحدى الحروبات القصيرة، الناجعة، المفاجئة، وقليلة الدمار والضحايا في تاريخ العهد الحديث. لم يكن الجيش الأميركي سيصل إلى مركز بغداد، في رحلة استغرقت 21 يوماً، فقط، لو كان العراقيون قد اعتبروه جيشاً محتلاً، أو قوة غريبة تجتاح بلادهم. كانوا سيسدون طريقه بأجسادهم، ولم يكن الجيش الأميركي سيتمكن من كسر المقاومة العراقية الشعبية، لا عسكرياً ولا أخلاقياً، ولا سياسياً.لكن هذا لم يحدث. لقد رأى الشعب العراقي بالجيش الأميركي، جيشاً محرراً. جيش الديمقراطية. وفي الوقت الذي تظاهر فيه معارضو الحرب في شوارع باريس، ضد أميركا، كان سكان بغداد يستقبلون الجيش الأميركي بهتافات الفرح. وعندما كان المتظاهرون في برلين، يحرقون العلم الأميركي، كان سكان بغداد المحررة يقبلون العلم الأميركي.
صحيح أن الأميركيين يحضرون الديمقراطية إلى بغداد، اليوم، على فوهات الدبابات، لكن العراق سيكون ديمقراطياً بفضل نفسه. سيكون أول دولة عربية تتحرر من لعنة الأجيال التي تقول إن الديمقراطية والعروبة تلغيان بعضهما البعض، وتتناقضان بكل ما تعنيه الكلمة. وسيثبت العراق فشل النظرية التي تقول إن الحضارة العربية ترفض القيم الديمقراطية المتحررة، لأنها لديها قيمها المختلفة.أي قيم مختلفة تلك التي يجري الحديث عنها هنا؟ قيم الشرطة السرية المتربصة في كل زاوية؟ قيم أروقة التعذيب؟ قيم الناس الذين يختفون في منتصف الليل؟ قيم الشعب الجائع في وقت يبني فيه حكامه القصور لأنفسهم؟ قيم تطوير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بثمن حرمان المستشفيات من الأدوية؟ قيم معسكرات الاعتقال والقبور الجماعية وثلاثة حروب امبريالية فاشلة؟
لا وجود لحضارة إنسانية تكون هذه هي قيمها.بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حدد خبراء الشرق الأقصى بأن اليابان لن تكون، أبداً، دولة ديمقراطية. وقالوا إن الديمقراطية الغربية تتناقض مع قيم اليابان وحضارتها وتقاليدها وقيصريتها، وكذلك مع "قيمها". وأوضحوا قائلين إن اليابان لن تستوعب الديمقراطية الغربية، أبداً، لأن من أحضرها هم المحتلون الأمريكان الأجانب، الذين ألقوا القنبلة النووية على هيروشيما.بعد خمسة أعوام من استسلام اليابان، أصبحت دولة ديمقراطية متكاملة، وبقيت كذلك حتى اليوم، بعد زمن طويل من مغادرة آخر الجنود المحتلين لأراضيها.هناك الكثير من الدول التي قيل عنها إنها لن تنجح، أبداً، بتبني الديمقراطية، لأنها تمتلك "حضارة" و"تقاليد" و"ديانة" تتناقض مع الديمقراطية. لكن هذه الدول أصبحت ديمقراطية بكل ما تعنيه الكلمة. ومنها: الأرجنتين وتشيلي ورومانيا وبولونيا وكوريا الجنوبية وغانا وجنوب أفريقيا واسبانيا والبرتغال ومونغوليا. وسيكون العراق، أيضاً، دولة دموقراطية. ولماذا لا يكون كذلك؟ فهناك دول ذات مبنى إثني وقومي أكثر تعقيداً من العراق، أصبحت ديمقراطية. وكان ذلك في مصلحتها. تنطوي الديمقراطية على قوة داخلية لا مثيل لها في أي نظام حكم آخر. إنها تتوجه إلى الإنسان، وتبني على الإنسان، إنها الحالة السياسية الطبيعية للإنسان، دون فرق في الجنس أو العرق أو القومية، أو الثقافة أو الدين. الإنسان لا يحتاج إلى دراسة الديمقراطية، فهي مجبولة بدمه، مزروعة فيه منذ ولادته، محفورة في جيناته.تأسيس الديمقراطية في العراق، بأيدي العراقيين ومن أجل العراقيين، سيستغرق وقتاً طويلاً، لكنه سيتسبب بهزة أرضية في كل منطقة الشرق الأوسط. وستظهر الحقيقة أخيراً، وهي أن "مشكلة" العالمين العربي والاسلامي، لا تكمن في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، وإنما في الإرهاب فلسطيني و الأنظمة المتسلطة، الدكتاتورية وغير الديمقراطية التي تتحكم بها. ويمكن لازالة أحد هذه الأنظمة تفعيل سلسلة من ردود الفعل والقضاء على الدكتاتوريات في سوريا وايران والسودان وليبيا والسعودية، واحدة بعد الأخرى.لكل دكتاتور يومه. لقد سقط، أمس، أحد آخر هؤلاء. لقد سقط صدام حسين. لكن بغداد لم تسقط. بغداد نهضت وانتصبت قامتها.

 



#اديب_دالؤيج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً عرف الجميع قاتل الحكيم
- حلال عليهم وحرام علينا


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اديب دالؤيج - ألارهاب ليس له مكان في عراق المستقبل