أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد زكارنة - جائزة المتذاكي














المزيد.....

جائزة المتذاكي


أحمد زكارنة

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 06:59
المحور: المجتمع المدني
    


يخطئ من ينظر تحت قدميه فقط، ليعتقد أنه خارق الذكاء والدهاء حينما يتآمر لا لشيء إلا لإفشال الآخرين، أو أن وصوله إلى الهدف الآني هو نهاية المطاف، فكما قال جبران خليل جبران "إن قيمة الإنسان لا تقاس بما بلغه من نجاح، وإنما بما يتوق للبلوغ إليه"..وعليه جدير بنا العلم أنه لولا الإخفاق ما كان النجاح، ولولا تعلُم المُعلم ما كان ليُعلم.. فمن يتوهم أنه بنجاحه في التآمر على الآخرين إنما وصل إلى الغاية والمراد، لسوف تعلمه الأيام أنه عاد إلى نقطة الانطلاق.
والسؤال البرئ لأمثال هؤلاء هل تستطيعون النظر في المرآة ؟؟. أما السؤال غير البرئ هل بإمكانكم إقناع الآخرين أنكم تنشدون الصالح العام، عندما تحولون القضايا العامة إلى حروب شخصية؟؟.. ربما تنجحون في حبك المؤامرات وإدراك الإخفاق للآخرين، ولكن هل كنتم تستطيعون أنتم النجاح دون حبك المؤامرات؟. أعتقد أنها إرهاصات أحقاد إنما تنم عن أمراض نفسية يستعيض بها المريض بعض شخصيته المنهارة على أعتاب فشله المتكرر في أغلب مناحي الحياة سواء الاجتماعية أو العملية.
فربما يخسر أحدنا بالتآمر عليه جولة هنا أو هناك، ولكنه قد يكون قد كسب احترامه لذاته، لا لشيء إلا لكونه خسر معركة أدارها بشرف، فلم يخن صديق له أو يعلي مصالحه الشخصية على مصلحة العامة بغية الوصول لمرتبة هي في نهاية المطاف تكليف وليس تشريف، خاصة وأنه كان ينشد الدفع نحو الهدف الجماعي لا نحو البعد الشخصي، دون أن يسمي أحدا بعينه للتآمر عليه، وذلك ليس لكونه قديساً وإنما لكون " النحن " الجماعية تغلب لديه " الأنا" الأنانية" ، وتلك أيضا ليست لأنه بلا خطيئة ، وإنما لإدراكه أن بحثه الدؤوب عن الصالح العام أكثر صلابة وتأثيرا وقوة، من بحثه عن المصلحة الشخصية.
قد يكابر البعض فيقول إن هذا الكلام، إنما هو ردة فعل أناس لم يسعفهم ذكائهم الوصول إلى النجاح، وهنا نؤكد لكم انه لشرف لكل خاسر لم يدرك النجاح عبر التآمر، ولم يقزم العام لحدود الشخصي، ولم يصرف جل فكره فقط في حدود حبك المؤامرات، وإنما الأيام دول يوم لك ويوم عليك، فمن يدرك ما له ليحصد باتجاه الكل الجماعية، لم يخسر ما عليه، ببساطة شديدة لأنه لم يحصد باتجاه الشخصي إلا شرف الكلمة وثبات الموقف.
وهنا تستحضرني حادثة غريبة وقعت مع الخليفة العباسي " هارون الرشيد" أختم بها هذا المقام، إذ يحكي أن دخل رجلا على الرشيد قائلا: إني أستطيع أن أعمل عملا يعجز عنه جميع الناس، فقال الخليفة: هات ما عندك ، فاخرج الرجل علبة بها كثير من الإبر فغرس احداها في الأرض، ثم أخذ يرميها أبرة بعد أبرة فتشتبك كل إبرة في ثقب الأخرى.. ووقف الرجل مزهوا بما عمل منتظرا من الخليفة جائزة كبرى، فأمر الرشيد بضربه مئة جلدة ومنحه مئة دينار، مما أدهش الحضور لهذا .. فقال لهم الخليفة إنما كافأناه لمهارته وضربناه لانه صرف ذكاءه في ما لا يفيد.
إلى اللقاء.



#أحمد_زكارنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن الحرب.. من يرفع راية الوطن؟.
- المشهد النقابي ومدّعو المسؤولية


المزيد.....




- نتنياهو يناشد زعماء العالم منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
- ترامب يعلن استعداده لاستخدام الجيش لطرد المهاجرين غير الشرعي ...
- مفوض الأونروا: لم يُطلب من سكان رفح بجنوب غزة إخلاء المدينة ...
- في غياب آخر الشهود.. من سيحكي للطلاب قصص الحرب العالمية الثا ...
- رئيس الوزراء البريطاني: المملكة المتحدة لن تقبل عودة طالبي ا ...
- قانون تجريم العلاقات المثلية والتحول الجنسي في العراق يثير ح ...
- -سنقضي عليهم باتفاق أو بدونه-.. نتنياهو يؤكد أمام عائلات الأ ...
- المرشد الإيراني يلغي حكم إعدام أكبر رجل أعمال متورط بالفساد ...
- -دعسًا ودهسًا بالسيارة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي ...
- أعضاء بالكونغرس الأمريكي -يحذرون- المحكمة الجنائية الدولية م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد زكارنة - جائزة المتذاكي