أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة محسن - فنجان قهوة














المزيد.....

فنجان قهوة


فاطمة محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 04:19
المحور: الادب والفن
    



لونه كحبة قهوة ورائحة كلامه كلون الليل، ينسج بيارق الألم وهو يكلمني، غافلته ورسمت ابتسامة رقيقة على شفتي، كانت رسالة بريئة ودعوة مفرطة لترك هذا الألم، غافلني وقهقه بصوت حزين، ضحكت وتناثر صوت ضحكاتنا في أرجاء ذلك المقهى، اغرورقت عيناه بالدموع من شدة الضحك لكنه صمت مرة أخرى وراح يهلوس ويتمتم بكلمات مبهمة، ماتت وغادرت أرضاً تحمل لها النوارس وتزرع ياسمين الحلم على عنقها، كانت رقيقة، ناعمة، مخلصة تصوري ماتت على يدي، بين أحضاني وهي تُسمعني اعترافات حب مزقه الصمت: أنت من أحببت دائما، كنت هنا وتشير لقلبها تسكن حناياه بهدوء لم تك كالآخرين، تحب في هدوء ويقين لا طمع في مال ولا جسد، وكنت أنثر حولك نظرات مليئة بالحب والعطف، لم أكن أستطيع أن أبثك حبي أنت بالذات، لا أستطيع أن أبثك هذا الحب إلا وأنا على هذا الفراش، أحببتك دائماً. أخذت يديّ واحتضنتهما بين دموعها، كانت تلوم هذا القدر الذي يجعل منا طبقات، قبلتني ونامت، نامت كملاك يحرس قلبي وبقت على حراسته حتى اليوم، لا يمكن لأنثى أن تفك هذه القيود وتزيح حراستها. كيف يمكن أن أحتمل؟ مرت السنون وأنا أذكر نظرتها وأحقد على المرض والطبقات. كان يتكلم وهو ينخر في قلبي ذكرى لا تندمل جراحها: أيها الموت ماذا لو أعطيتني قليلا من الوقت لأراه؟ كان يرفل في الحب، وكنت متيمة، وكانت المسافة تخرق القلب، والبعد لا يصنع إلا قربا أتنفسه ويعيش على هوائي، نقتات بكلمات رسائلنا ونثرثر بأيام اللقاء القليلة، نشرب ذكرياتنا مرا وعسلا، وكان المرض ينهش كليتيه، كان يكابر كي لا أعرف ولم أعرف ولكنني كنت في شك دائم. هناك أمر ما تركني وترك الشك يساورني، كان يهدف أن أكرهه وأحقد عليه وكنت في شك من أن ينساني، كانت الصديقات المقربات يعلمن وكنت أردد لهن لماذا يتركني؟ وتمر الأيام متشابهة سلاحف تجر ثوانيها، ومازال حبه يغرد بصمت. داخلي هتاف لا ينفك يتطوح مع أنفاسي ينادي باسمه كصدى الليالي الباردة في كهوف الوحدة، كيف يحرك نرجسات العشق بداخلي وهو الذي خذلني وتركني فريسة لوحوش الظنون تقتات من قلبي؟ لماذا لا أكرهه؟ لماذا هذه الذكرى تحاصرني وتشد قيودها وتترك آثارها على معصم القلب وتغلفه بحزن قاتل؟ لماذا لا يتناغم قلبي مع غيره وهو المخادع في نظري، ولكن هيهات، للقلب حس صادق، وشهقات الحب مازالت تصلني عبر ابتكارنا الخرافي "ناديني فقط حين يضيق بك الوقت سأنفلت من المكان وأرسل محطات قلبي لتستريحي عليها" وأناديه وكان يحضر متعبا يملأ القلب بصليل لا يهدأ، كانت الصدفة وحدها التي أخبرتني أن هناك خطب حين رأيته كان هزيلاً. رميت بجسدي المثقل بالهم والحب عليه. ذكرني حينها أننا في الشارع سألته عن صحته ولما هو هزيل، ضحك وقال: العمل كثير، كنا نودع صديقاً مشتركا ولم أره بعدها إلا بعد معرفتي بمرضه. أمه من أخبرتني حين اتصلت بحجة واهية أطلب المساعدة بما أني غريبة عن بلدي. قالت: "يا عيني عليه هو بالمستشفى مريض.. ألا تعلمين؟ تكلمت كثيرا لا أعرف كيف انتهت المكالمة ولا كيف عدت لبيت صديقتي التي تستضيفني كل ما أعرفه أني تمرغت على أرض الألم أصرخ بجنون وعتب لصديقتي لما لم تخبروني؟ والتقيته كان لقاء الوداع ودعته قبل أن يسافر لأحدى الدول طلبا للعلاج. عدت لبلدي وكان الهاتف هو همزة الوصل، إلى أن كان ذاك اليوم اتصلت فيه للاطمئنان على صحته، وكنت أغالب حلم فسره أحد الأصدقاء بما لا أرغب، كلمني أخوه بعد سلام قصير (..........)، هل يمزح؟ ماذا يقول؟ كيف أتصرف؟ لمن ألجأ؟ كل دموع الدنيا لا تشفي غليلي كل الحزن يتواضع أمام حزني، هو هناك في البلاد البعيدة وأنا أغالب وجعي، هل أبتر الحزن ودموعي؟ أبتر روحي؟ وأكمل لك حكاية قلب حين غادر الحب كيف استحال رمادا. من أجل حزنك اختصرت كل الحزن، لم أذكر التفاصيل الموجعة وتغاضيت عن مشاعري، من أجل حزنك نفيت روحي لبلاد الصمت ومزقت ذكرياتي على فنجان قهوتك، حين زرته كان شاهداً واسماً. صمت كثيراً قبل أن يطلب فنجان قهوة أخرى ويطلب مني أن أحتسي الحزن وألم الفقد.



#فاطمة_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتهاءات
- فاطمة ناعوت ...قارورة صمغ أم قارورة مرارة؟
- ألوذ بك
- تعافيت منك
- سيدةُ الخساراتِ


المزيد.....




- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية
- لوحة لفريدا كاهلو تباع بـ54.7 مليون دولار محطمة الرقم القياس ...
- انطلق بـ-صوت هند رجب-.. مهرجان الدوحة للأفلام يفتح أبوابه لث ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة محسن - فنجان قهوة