كريم عزمي
الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:52
المحور:
حقوق مثليي الجنس
كنت طفلا صغيراً ... لا يفهم شىء في الحياة سوى انه يشعر أنه مختلف ... مختلف عن أصدقائه فى الهوايات و في الطباع ، يميل اكثر للهدوء و للمكوث في البيت و مشاهدة التليفزيون ... لا يحب كرة القدم يفضل اللعب بالعرائس ... يهوي أعمال المنزل و يحب النظام و النظافة ... يميل لكل ما هو جميل ... لا يحب الفوضي
يميل اكثر لمشاهدة الرجال الوسيمين و يتمني ان يصبح مثلهم عندما يكبر
كان المعلمين هم اول من لفت انتباهي ، كنت احب و اعجب بمعلميني في المدرسة
كنت اتمنى ان يصبح احدهم أبي ... اوقات كثيرة كنت اخطأ و انا أحدث أحدهم و اقول له أبي ... ربما لنقص الاحساس بالأبوة أو حنان الأب ... نعم هو كان موجود و لكن لم يكن له وجود
و عندما وصلت للمرحلة الأعدادية و عند ظهور علامات البلوغ ... و بداية مرحلة المراهقة التى نمر كلنا بها و مع بداية الأفكار الجنسية .... بدأت الكارثة
لم أجد نفسي مثل أقراني و زملائي
لم أجد النساء أو البنات ما يجذبني و يشد انتباهي
بل وجدت نفسي اهيم عشقا برجل
كان جارنا ... كلما رأيته ينتفض قلبي عشقاً به
و عندما اسلم عليه باليد كنت اطير فرحاً
تمنيت ان اقبله , ان اتذوق طعم لعابه
كل شىء فيه كان يجذبني اليه بداية من شعر رأسه الى اصابع قدميه
بدات حياتي تنقلب
بدأت اشعر بالأثم ... ما هذا الذي بداخلي
لماذا لست مثل اصدقائي ... لماذا الرجال و ليس النساء
بدأت اتقوقع حول ذاتي
اصبحت انطوائي لاقصى درجة خوفاً من أن يكتشف أحد ما في داخلي من حب و عشق لهذا الرجل و احساس بالأثم
بدأت أشعر بالأثم .. بالخوف من الله .. بالاحساس بأني من أهل النار
تخيل طفل يشعر بكل هذا و يعيش وحيداً في هذه الصراعات
يخشى ان يخرج أي شىء من داخله
يخشي الله و الناس و الأخرة
تخيل طفل يحمل كل هذه المشاعر داخل صدره الصغير
وحدة يحمل كل هذا ... مسكينة نفسي تلك
تحيى صراعاتها منذ نعومة اظافرها
كلما ضاقت بي الدنيا و ضاق صدري و عقلي عن التفكير
كنت اقول لنفسي ...
لما أكبر هتغير و هبقي زيى باقى الناس
#كريم_عزمي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟