عرس الواويه .... واصدقاء صدام

عوده وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 121 - 2002 / 5 / 5 - 09:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اذا اتت المذمة من ناقص فهي شهادة كمال للمذموم



ماذا لو اتى المديح من مثل جان ماري لوبين زعيم حزب

الجبهه الوطنيه الفرنسيه .. ذلك الفاشي المتعصب المعادي للعرب والمسلمين المقيمين في فرنسا ؟



لوبين الذي استضافته ( الجزيره ) يرى في صدام حسين ( رجلا هادئا ومتزنا ومرحا وودودا ) و(يجسد ارادة هذا الشعب - العراقي )



ولأن لوبين عاجز عن اخفاء جرائم صدام المتمثله في اغتصاب السلطه والبقاء فيها بوسائل الارهاب والقمع وزج العراق في حروب عبثيه ، لذا راح يبحث عن اعذار تبرر عشقه لصدام ... فهو يعتقد ان صديقه صدام بريء ويستحق الشفقه والتضامن لأن ( جيران العراق دفعوه الى محاربة ايران ) والامريكان خدعوه ( لانهم جعلوه يعتقد انهم لن يحركوا ساكنا تجاه اي عمل ضد الكويت ) ،ونسى لوبين ان القانون لايحمي المغفلين . ولكن ماذا عن سياسات صدام الارهابيه وحملات الانفال واستخدام الاسلحه الكيمياويه ضد ابناء الشعب العراقي وعقوبات قطع الالسن وصلم الاذان وكل جرائمه الاخرى المنافيه لحقوق الانسان ؟هذه يبررها لوبين وجود مثيلات لها في المنطقة ، فالنظام الصدامي حسب قول لوبين ( ليس نظاما فريدا في المنطقه ولا في مناطق اخرى من العالم ) ولانه ليس النظام الدكتاتوري الوحيد في المنطقة فلاباس ( حسب الفقه اللوبيني ) من الوقوع في غرامه لاسيما ان (وصاله ) محفوف بالغنائم ومفروش باليورو . فما عاد خافيا ذلك الدعم السخي الذي يتلقاه السياسيون اليمينيون في اوربا من قبل النظام الصدامي ابتداء من لوبين الفرنسي مرورا بهايدر النمساوي وليس انتهاء بجيرنوفسكي الروسي ..

فباب الكرم الصدامي مشرع لكل من لفظتهم شعوبهم وتبرأت منهم الانسانيه شرط ان ينظموا لسيادته الشعر ويتغزلوا بمفاتن (حكمته ) وجمال هدوئه واتزانه



غير ان العراقيين لم يعتبوا على لوبين حين شتمهم معتبرا جرائم صدام حسين تجسد ارادتهم ، لان لوبين لايستحق العتب ( ولو يسوى العتب جاعاتبينه ) . كما ان العراقيين لايرون في ( هدوء واتزان وترحيب وبشاشة ) صدام دليلا على طيبة انسانيه -كما يتوهم الفاشي لوبين - بل يرونها دليلا على تاصل الجريمه في نفس صدام حسين، فالجريمة عادة تدفع بمرتكبها المبتديء الى التوتر النفسي والارتباك والقلق ، ولكن حين يواصل المجرم ارتكاب الجرائم يصير معتادا عليها ولاتثير في نفسه اي احساس بالندم ، فيبدو المجرم المتمرس (رجلا هادئا ومتزنا ومرحا وودودا )غير ابه بانّات ضحاياه تماما كما بدا صدام امام شبيهه لوبين.



يقول المثل : الطيور على اشكالها تقع ، وهكذا وقع الطير الفاشي لوبين على طير العوجه المتوحش فدقت (الجزيره ) طبولها لعرس الواويه





عوده وهيب



[email protected]

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل