أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوده وهيب - اضاءات خادعه في غياهب الارهاب الصدامي















المزيد.....

اضاءات خادعه في غياهب الارهاب الصدامي


عوده وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 114 - 2002 / 4 / 27 - 11:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في مقاله المنشور في موقع النهرين يوم 24 نيسان وتحت عنوان (هل يبحث صدام عن الشهره ) استنكر السيد علاء اللامي ماذهب اليه الحزب الشيوعي العراقي في اذاعته الداخليه من ان قرار صدام حسين وقف تصدير النفط لمدة شهر واحد هو قرار استعراضي وديماغوجي ويهدف من ورائه الى المزايده وكسب الشهره . فالسيد اللامي يرى (عكس ما يرى الحزب الشيوعي العراقي ) ان صدام حسين بريء من تهمة اللهاث وراء الاضواء لانه مشهور بما فيه الكفايه لكثرة ماتكتب عنه المعارضه العراقيه (لا بسبب غرابة وسعة جرائمه ضد الشعب العراقي والشعوب المجاوره ) .وعتب اللامي على الحزب الشيوعي العراقي لعدم قوله ( كلمة الحق الوحيده التي تليق بالقرار معياريا وسياسيا واخلاقيا وتاريخيا على اساس انه قرار سليم وصائب وينبغي تبنيه ) ثم اطلق فتوى غريبه قائلا ( ان قرار النظام بوقف تصدير النفط وقرار دعم الشعب الفلسطيني ماليا ....نقطتان مضيئتان على سطح النظام الشمولي وتسجلان لصالحه بحروف تنير القمع والديكتاتوريه.
(
كانت مصيبتنا ( نحن العراقيين ) اننا نواجه اعدادا غير قليله من العرب مخدوعين بصدام ويرون فيه ( الايوبي ) الجديد الذي سيحرر فلسطين من النهر الى البحر وكنا نحاول اقناعهم بان مايرونه في صدام ليس الا سرابا خادعا

لانه لايرى في القضايا القوميه الا تجارة رابحه ، وها نحن اليوم ، وللاسف الشديد ، نجد ان بعض العراقيين ( وهم خارج مطرقة الامن والمخابرات ) قد خدعوا هم ايضا وصاروا يرون ان ( سطح النظام الشمولي في العراق ) بات مقمرا وان ظلام الارهاب مزقه نور قرارات دعم الشعب الفلسطيني ماليا وايقاف تصدير النفط .غير ان للفلسطينيين عذرهم ولهم اسبابهم المعروفه التي تجعل بعضهم يتبرك بصور ة صدام ، كما ان للمواطن الهندي الذي سمى ابنه صداما (حسب مابشرتنا وكالة انباء النظام ) عذره ايضا ، فسياسة النظام الخارجيه تقوم على اخفاء حقائق الاوضاع الداخليه في العراق عن انظار العالم الخارجي وشراء ذمم الاخرين وخداعهم وتضليلهم بالعطايا والهبات وتكوين لوبيات ضاغطه لصالح النظام حتى في بيت العم حام ، لكن ماعذر عراقي ( خرج هاربا من محرقة النظام ) في أنبهاره بمزايدات النظام واستغلاله للقضيه الفلسطينيه للهرب من ازمته الداخليه والخارجيه الخانقه ؟ ولا ادري هل ان اللامي يجد ايضا في تاسيس جيش القدس توجها صادقا لتحرير القدس وعلامة مضيئه ثالثه ( على سطح النظام الشمولي ) ؟

الفرق ياسادتي بين قراءة المحلل السياسي الضليع وبين قراءة عابر السبيل ، ان الاول لايرى في اي قرار حكومي مشهدا معزولا عن المسرح السياسي ولهذا يبحث في كل زوايا اللوحه ويقرا مابين السطور . اما عابر السبيل فلا يرى الا ماتخطفه عيناه بعيدا عن ذاكرة الزمان والمكان .ولهذا فان الحزب الشيوعي العراقي وبحكم خبرته وتاريخه وتفاعله مع الاحداث لم ينظر فقط الى قمة الجبل الجليدي بل غاص الى قاعدته ليرى ان صاحب قرار وقف النفط ماتصرف يوما بما تمليه مصلحة الوطن والامه ، ولم تشر بوصلة قوته يوما الى القدس ، وليستنتج : ان من قصف ابناء شعبه بالاسلحة الكيمياويه وهدم مدن الانتفاضه الاذاريه على ساكنيها واسترخص دماء شعبه لايعقل ان يكون رحيما مع شعب اخر ، وان اللص الذي يسرق ابناء مدينته لا يستطيع خداع ابناء هذه المدينه حين يقوم ببناء المساجد في مدن اخرى .. ابناء المدن الاخرى قد يخدعون به وقد يدعون له بالعمر المديد ، اما ابناء مدينته المنكوبين بلصوصيته فلا يرون في ( صلاحه ) الا زيفا ورياء وهو كذلك في واقع الامر ، والا فما الذي يدفع اللص الى بناء المساجد وهو لايزال لصا غير الزيف والرياء والخداع . كيف اذا نصدق ان قلب صدام قد رق لمشهد القتل في مخيم جنين وهو الذي اباد الالاف في طرفة عين في حلبجه

وهكذا نصل الى ان الحزب الشيوعي العراقي لم يجانب الصواب حين ذكّر لص العوجه بالتوبة اولا قبل ادعاء الصلاح . والحزب لم يقل ب (تجميد او تعليق كل شيء في الحياة ) حتى ينجز النظام ( قائمة المؤاخذات او المطالب ) كما فهم السيد اللامي بل اراد ان يقول ان من يدعي السعي لخدمة امته لابد ان يخدم ابناء وطنه اولا ويوفر لهم حقوقهم التي اقرتها الشرائع السماويه قبل الارضيه ، فلا يجوز ان نصدق ان حاكما يسوم شعبه ( سوء شارون) ويبكي في نفس الوقت على ضحايا شارون في مكان اخر ، من يصدق هذا وعن سبق علم لابد ان يكون ساذجا او قابضا ثمنا لضميره .

والحزب الشيوعي العراقي كما هو واضح في تعليق اذاعته الداخليه اراد فضح مزايدات النظام ودجله وتبيان حقيقة ان قرار وقف تصدير النفط لايغير من طبيعة النظام المعاديه للشعب العراقي والتي لابد ان تكون معاديه ايضاللشعب الفلسطيني مهما بدت ظاهريا غير ذلك . ما فعله الحزب هو كونه وضع قرار النظام ضمن لوحة النظام العامه ولم ينظر اليه كمشهد معزول عن ( مسرحية ) النظام .

واصاب الحزب حين اخذ على النظام عدم التنسيق والتشاور مع المصدرين النفطيين العرب والمسلمين ، فكما اتضح الان فان عدم التنسيق ادى الى فشل القرار في تحقيق اغراضه السياسيه والاقتصاديه ، لكنه نجح فقط في جانبه الدعائي ( وهو الجانب الذي كان يسعى اليه النظام ) واستطاع خداع البعض وجعلهم يتوهمون ان (ظلام القمع والارهاب ) قد بددته شمس هذا القرار . ان الاهداف الاقتصاديه التي حددها صدام ( لا علاء اللامي ) هي انزال الضرر بالولايات المتحده الامريكيه واسرائيل وهذا لم يتحقق باعتراف السيد اللامي الذي قال ( فقد بدا سعر النفط بالاستقرار وهو مرشح للانخفاض ) . اما الاهداف السياسيه فهي كما يفترض ارغام الولايات المتحده على تغيير موقفها من اسرائيل ، فهل تحقق ذلك ؟ الوحيد من خارج جوقة النظام الذي يجيب بالايجاب هو السيد اللامي الذي قال ان القرار ( قد حقق اغراضه السياسيه والاقتصاديه والاعلاميه تماما وبنسبة مائه في المائه ) ( وهنا يبدو السيد اللامي ملكيا اكثر من الملكيين لان وزير النفط في النظام الصدامي طالب العرب بالتوقف عن نقد القرار((لاعطاء الفرصه للسوق النفطيه العالميه للتفاعل مع اهمية وتاثير القرارالعراقي لياخذ مداه )) وهذا اعتراف صريح بفشل القرار على عكس ما يعتقد السيد اللامي ) .

ولا اعتقد ان احدا يشارك السيد اللامي بان تحليل اذاعة الحزب الشيوعي انطلق من ( شعار: عدوي السياسي على خطا حتى اذا قال ان الارض كرويه ) ليس فقط لانه حزب مسؤول عما يقول وان رايه ليس مجرد مقال عابر، وان قادته استرخصوا اعتلاء المشانق في سبيل قولة الحق بل لانه ايضا حزب يقوم على نظرية علميه ترفض الوصفات الجاهزه وتنادي بالبحث العلمي الرصين الذي يغوص في اعماق الظاهره ولايكتفي بشكل ظهورها، وعليه لابد ان تحليل اذاعة الحزب قد انطلق من حقائق معروفه لكل المتابعين منها : اولا ان صدام حسين في قرارة نفسه ضد تصدير النفط العراقي ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء لانه ظل طيلة خمس سنوات يرفض تطبيق قرارات النفط مقابل الغذاء ( 706- 712 - 986 ) ولم يوافق على القرار الاخير الا مضطرا وبعد ان ضمن امكانية تسخير القرار لصالح نظامه من خلال ما عرف بمذكرة التفاهم .

ثانيا ان النظام الصدامي قد هدد علنا بوقف تصدير النفط في حال اقرار ( العقوبات الذكيه ) ولما ادرك انها ستقر على الاغلب في شهر ايار القادم ( بعد اتفاق الروس والامريكان على اقرار قاتمة المواد الممنوع استيرادها من قبل النظام ) قرر عندها استباق صدور القرار واعلن وقف تصدير النفط ليبدو القرار صادرا لنصرة الشعب الفلسطيني لا احتجاجا على اقرار العقوبات الذكيه

ثالثا ان صدام يدرك ان الدول العربيه والاسلاميه النفطيه ترفض اصلا استخدام النفط كسلاح عدا ليبيا وايران وهاتان قد اشترطتا الاجماع لتنفيذ وقف التصدير

وبالتالي فان صدام يعرف ان قراره سيكون وحيدا في الساحه النفطيه وعديم الفائدة والتاثير ، فما هي اذا دوافع صدام لاتخاذ قرار يعرف انه عبثي وغير مؤثر ؟ اهناك دوافع غير الكسب الدعائي والمزايده ؟

رابعا واذا عرفنا ان وقف التصدير لايشمل النفط المهرب ادركنا ان صدام يلعب في الحصة التي يقتات منها فقراء العراق فقط ولايمس حصته بسوء وهذا بحد ذاته يلقي ظلالا من الشك على دوافع صدام الحقيقيه التي دفعته الى اتخاذ قرار منفرد بوقف تصدير النفط .

لقد اوردت هذه المعاني وغيرها في مقالي المنشور في موقعي ( النهرين) (وبوابة العراق) بعنوان ( وهب اللئيم مالايملك ) لقناعتي ان جلاد حلبجه واخواتها من مدن العراق لايمكن ان يصير منقذا لجنين ورام الله ، وخلال متابعتي لاغلب ماكتب في الصحافة العربيه لم اجد احدا يشارك السيد اللامي في ان قرار صدام ( قرارا صائبا وسليما وينبغي تبنيه ) ونقطة مضيئة ( على سطح النظام الشمولي ) في العراق ،فماذا يعني هذا غير ان السيد اللامي قد جانبه الصواب .

وعودة الى عنوان مقاله ( هل يبحث صدام عن الشهره ) فاقول لم استغرب من شيء قاله اللامي قدر استغرابي من نفيه عن صدام (تهمة ) عشق الشهره والمزايده والمتاجره بكل القضايا النبيله .

فصدام يحتل شاشة التلفاز العراقي حتى صار احتلاله نكتة يتداولها العراقيون . تقول احد النكات ( ان مواطنا ذهب لاصلاح تلفازه فلم يقم المصلّح باصلاحه بل اكتفى بلصق صورة صدام على شاشة التلفاز وقال للرجل ليس بك حاجه لاصلاحه فانت لن ترى فيه سوى هذه الصوره ) . وماذا عن الجداريات والصور ونكات العراقيين عنها ؟ ماذا عن الاغاني التي تواصل الليل بالنهار غزلا بصدام ؟ وماذا عن اعياد الميلاد ورقص الاطفال ، ووو.....

هل كل هذه وتلك دليل تواضع وزهد بالحياة ام دليل على طلب الشهره وحب الذات الى درجة مرضيه ؟ولماذا كل الأقتراحات الحساسه والخطيره التي يتوجه بها صدام الى القاده العرب لايمررها اليهم من خلال القنوات الدبلوماسيه ويقوم باعلانها من خلال شاشات التلفاز واخرها اقتراح ( وقف تصدير نصف النفط واتخاذ الاستعدادات لمواجهة اية ردة فعل او عدوان) ؟

اليس هذا وحده دليلا قاطعا على ان صدام يهدف الى الشهره والمزايده لاغير ؟

ويبقى امر اخير وهو هل حقا ان اللامي مقتنع بما قال عن زهد صدام بالشهره ام ان اللامي نفسه يبحث عن الشهره من خلال التعرض (للكبار )؟

ارجو ان يكون الامر غير ذلك ومجرد قصور في التحليل .


عوده وهيب

[email protected]



#عوده_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسر ...
- -نيويورك تايمز-: التحصينات الأوكرانية المتهالكة في خاركوف لم ...
- احتجاجات في تل أبيب تطالب بإسقاط نتنياهو
- أوكرانيا .. صافرات الإنذار تدوي في 6 مقاطعات
- زاخاروفا: زيارة بوتين للصين ستحدد مستقبل العالم
- تظاهرات في تونس دعما لفلسطين
- هدد بسحب حزبه من الحكومة.. غانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤ ...
- -حبيبة الشماع طلقتها-.. سيدة مصرية تعبر عن رأيها لزوجها في - ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- روسيا تحذر .. المواجهة المفتوحة مع الغرب في أوجها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوده وهيب - اضاءات خادعه في غياهب الارهاب الصدامي