أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - عروش انهارت و اخرى تنبني على الانقاض














المزيد.....

عروش انهارت و اخرى تنبني على الانقاض


محمد مشير

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"مثقفون يتحدثون عن التنوير ولكن في زمن لايتمتع المواطن فيه بساعة من نور"

مع سقوط نظام البعث الدكتاتوري في العراق انهار عرش احدى اعتى الدكتاتوريات في تاريخ العراق والمنطقة تاركة وراءها البؤس والتخلف و الدمار و التناحرات الطائفية و و و.الا ان رموز التناحرات الطائفية و الاسلاميين المتشددين والمتطرفين بكافة اشكالهم مازالوا مصرين على السير بالاتجاه الخاطيء و بعكس التيار الديمقراطي و التقدمي الوطني الذي تتطلبه المرحلة الراهنة من تاريخ العراق معلنين بذلك عن جهلهم المطبق لدروس وعبر الماضي العنيف و الدموي الذي لم يفرّق فيه الدكتاتورالمقبور طوال فترة حكمه بين العرب والكُرد و بين الشيعة والسنة و بين المسلم والمسيحي و بين اليزيدي و الصابئي و...الخ، بل مارس ضدهم جميعاً كافة اشكال الاستبداد و القهر و القمع و حرمهم من التمتع بابسط حقوقهم.
ماض قاس و حاضر لايقل كثيراً في قساوته يعيشه هذا البلد المُدمرعلى الرغم من ان جميع الاحزاب و الكتل السياسية النافذة في الحكومة و البرلمان وعدت العراقيين بعدم تكرار مآسي و اخطاء الماضي بل العمل المشترك من اجل بناء عراق ديمقراطي تعددي موحد اختيارياً ليستعيد الانسان العراقي مسلوب الارادة و الحرية قدراً من ارادته الحرة و يعيد بناء نفسه التي سُحقت الى اقصى حد ممكن عن طريق ممارسات النظام الفاشي و اجهزته القمعية.
فلا يخفى عن اي مطلع على الاوضاع الراهنة في العراق بأن عدداً غير قليل من وعود مسؤولي الحكومة الحالية اصبحت في عداد خبر كان وان وعوداً اخرى على وشك ان تكون في هذا العداد، و ان رموز الطائفية و التشدد المشار اليهم اعلاه منهمكون في بناء عروشهم و ممارسة الطقوس والمراسم الخاصة بهم، فبينهم من يقف منذ بداية تشكيل الحكومة و البرلمان الجديدين حجر عثرة امام التجربة الديمقراطية في العراق و مازال ينفخ في الابواق التي تصدر نفس الضوضاء التي افسدت مسامعنا في زمن النظام الدكتاتوري، و بينهم من يفضّل السفر الى الخارج على معالجة مشاكل البلد المتراكمة في الاوقات الحرجة، وبرلمانيون عراقيون ذهبوا بالجملة الى الحج و بالكاد عالجوا بعض مشاكل المواطنين، وبينهم من يقف بالضد من تخصيص نسبة 17% من ميزانية العراق لاقليم كوردستان و لكنه يغض النظر عن عمليات نهب ثروات العراق النفطية في الجنوب، وزراء يتكلمون عن سيادة و تطبيق القانون و لكن شرط ان يكونوا مستثنين منها، مسؤولون يتكلمون عن النزاهة و لكنهم يرفضون لجنة النزاهة و الكشف عن ممتلكاتهم الخاصة ، حزبيون يتكلمون عن الشفافية و لكنهم احلك من الدُجى، مثقفون يتحدثون عن التنوير ولكن في زمن لايتمتع المواطن فيه بساعة من نور، اناس يتكلمون عن حرارة دم العراقي ولكنهم يمتنعون الحديث عن البيوت التي تفتقر الى 5 لترات من النفط، مسؤولون يتكلمون عن زيادة رواتب الموظفين و لكن شرط وضع اسمائهم على صدر القائمة، ناس تتمتع بامتيازات لايستحقها و اخرى تحرم من ابسط حقوقها ، ناس تعيش في قصور فخمة و اخرى لا تمتلك ايجار غرفة مظلمة،قلة من الناس بنت عروشاً على انقاض النظام الدكتاتوري و كثرة محرومة من ابسط مستلزمات الحياة، ناس تعض بالنواجذ على المناصب الحكومية و تتحدث عن الديمقراطية، ناس تجبر العقول المخلصة و الكفوءة الى الهجرة و لكنها تفضل مشاهدة اخر من يترك البلد مقهوراً، و ناس من الخارج والداخل تلعب بمصائرنا ولن تدعنا نختار درب الحياة التي لم نعشها احراراً قرابة اربعة عقود مضت وجعلتنا نرى حتى المستقبل الخالي من الدكتاتورية اسود قاتماً، وكما يقول المطرب الراحل عباس جميل في احدى اروع اغانيه:
اكول اترك هواهم
عذابك من وراهم
يعاندني و يكولي وعد مكتوب
اكول يا كلب اترك خليهم
ما يريدوك ظلام انت باليهم
فهل الحياة التي نعيشها الآن كعراقيين وعد مكتوب أم حقيقة صنعتها وعود الساسة الكاذبة؟!



#محمد_مشير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه مختلفة لعملية واحدة (الارهاب النموذج الاكثر بشاعة)
- حماية اقليم كوردستان مهمة جميع العراقيين- في ضوء التفجيرات ا ...
- الى الاخوة في الحوار المتمدن
- احتل العراق وانهار النظام والشعب وحده يدفع الضريبة
- ما مدى تأثير حجاب المرأة في الغاء النظرة الدونية لها؟
- مستلزمات التحول من الطائفية الى المواطنة الديموقراطية..العرا ...
- الارقام تشير الى ان اقتصاد اقليم كوردستان العراق لا يملك بُن ...
- بالحوار نتمدن وبالتمدن نتطور
- بصدد العلاقة بين الدولة العلمانية والدين
- حكومات العراق ما بعد صدام
- محاكمة صدام .أم محاكمة النموذج العربي للحكم؟
- مسودة دستور أم تناقضات بلا حلول ؟


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مشير - عروش انهارت و اخرى تنبني على الانقاض