أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - المكر والمغامرة وجهان لعملة واحدة !!















المزيد.....

المكر والمغامرة وجهان لعملة واحدة !!


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجهة نظر محايدة فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في العيد الوطني لمملكة البحرين

لقد سَئِم المواطن في مملكة البحرين هذا المسلسل الدوري من الاحتقان العبثيّ، الذي ينفلت من عقاله في كل مرة، يتأجج خاصة في المناسبات الرسمية وفي مناطق محددة من البلد، لتأخذ شكلا غريبا من العصيان الفوضويّinsurrection في محاولة يائسة ومحبطة لـ "كسر العظم" من خلال تجييش متخندق لشارع طائفة واحدة فحسب، ضمن الطائفتين الكريمتين اللتين- دائما وأبدا- تشكلان النسيج الموحد للمجتمع البحريني .. تتمترس الطائفة الأكبر عددا خلف شعارات وهميّة غير واقعية عصيّة المنال، بعيدة كل البعد عن الاعتصام والاحتجاج السلمي/القانوني/ المُجدي،المرغوب فيه من قبل الرأي العام كشكل من أشكال الضغط المجتمعي/المدني/ الجامع/ العابر للطوائف (الأكثر مردودا بما لا يقاس) civil pressure بُغية إجبار الحُكم -أي ُحكم- للاذعان للقانون والشروع في تطبيق الاستحقاقات الاجتماعية!!

بدل ذلك يبدأ مسلسل الجنون والحرق والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة !!.. وما يتبع ذلك من رد فعل مفرط /عشوائي/ مبالغ فيه /غير متوازن من قبل قوات الأمن، حيث تجري-على مرأى الناس- عملية تحطيم أبواب بيوت المواطنين العُزّل عنوة واعتداء –غير مبرر له قانونيا- على حرمات البيوت والممتلكات الخاصة، وكأن المواطن البريء يحاسب بجريرة المواطن المذنب!! وطبعا تحدث خسائر مادية ومعنوية جسيمة وقد تسقط ضحايا بريئة(آخرها المواطن علي جاسم-رحمه الله)..والغريب في الأمر أنه في كل مرة بعد أن تتلاشى فورة الغضب تلك يقوم كل طرف بلوم الطرف الآخر بالتسبب والبدء في الأحداث(فكرة البادي أظلم!)وكأننا في لعبة شيطانية لا يمكن معرفتها بدقة!! هل هي من فعل أناس عقلاء ذوي دهاء ومكر– غير اعتيادي- أم هي فقط أعمال صبيانية ومراهقة سياسية من قبل تيار ديني/طائفي مغامر؟!.. هل هو مخطط جهنمي دقيق، الهدف منه لجم من تسول له نفسه أن يطالب بحقه في العمل والسكن والعيش الكريم..الخ ؟! أو محاولة مستميتة من قبل كابحي مسيرة الإصلاح وتسييد حكم القانون ودولة المؤسسات لخلط الأوراق والحط من هيبة الدولة ، والعودة إلى المربع الأول؟!

والأنكى أنه يجري- في كل مرة- نفس السيناريو ويتكرر كمأساة/ملهاة ، يختلط الجد بالهزل وكأننا أمام منظر "سريالي" مُفعم في الغرابة، حيث يتحول هؤلاء جميعا-بقدرة قادر- إلى عقلاء/ حكماء/ واعظين ، وتُذرف دموع التماسيح؛ كل فريق يدعى البراءة والحرص الشديد على الأمن والأمان وراحة المواطن والسلم الأهلي.. الخ ، في محاولة لتهدئة الشارع حيث يجري امتصاص فورة الغضب تلك(على جرعات)،ولا يدري المواطن العادي مَن/ما تسبب فيها بالضبط ؟!.. ثم يأتي دور "المرجعيات" لتخرج من صمتها في محاولة لإعادة الهيبة والوقار وفرض الطاعة لـ "أولي الألباب"، بدل الدفاع عن دولة المؤسسات والقانون وتطبيق بنود قوانينها على الجميع دون استثناء!

ويلعب الإعلام الرسمي والشعبي دورا مفارقا ومتناقضا ( ايجابيا وسلبيا) ، حيث يدلوا رجال القلم بدلوهم في التحليل والتمحيص، وهو دور ايجابي بلا شك، و لو أن الكُثر من الأقلام قد ساهم، من حيث يدري أو لا يدري، في "تتويه" المواطن ( من التيه) ولكن القليل منهم كان منصفا من حيث الدقة والحياد الموضوعي والبعض منهم اختار المهمة الأسهل ؛ الانحياز لأحد طرفي المعادلة وخاصة الطرف الأقوى!!

وبالطبع لا يدّعي كاتب هذا المقال أنه قد أصاب حيث أخطأ الآخرون، بل يمارس حقه القانوني في إبداء رأي من الآراء في بلدٍ ُقنّنت وضُمِنت فيه حرية الرأي والتعبير والمُعتقد،وهو انجاز ومفخرة- في حد ذاته- لم يألفه المواطن البحريني من قبل!

في هذا السياق بودي أن أشير إلى ملاحظات محددة النقاط، عسى أن يجدها المعنيون بالأمر مفيدةً:

• الحُكم هو اللاعب الأقوى وبحوزته مفاتيح حل الإشكال الديموغرافي (هاجسه الأساس) وذلك بحلحلة الملفات المُلحّة وإيجاد حلول للوضع المعيشي المستعصي والمنغصات الاجتماعية والثقافية وتفادي ظاهرة "الديمقراطية المبهرجة"flashy democracy
• تستدعي الضرورة القصوى/العاجلة ، سن قانون تاريخي وشجاع باسم" قانون الأرض" في مملكة البحرين (الجزر والسواحل والفشوت) وإعادة ملكيتها للدولة
• تبديل معادلة الدولة/الدين إلى شعار" الدين لله والوطن للجميع" وعدم زج الدين بالسياسة وذلك من خلال سن قانون عصري لتشكيل أحزاب سياسية على أساس غير ديني/طائفي/مذهبي
• تستدعي الضرورة تشكيل "هيئة تخطيط عليا" مستقلة عن مجلس الوزراء ، تأخذ على عاتقها التخطيط الاستراتيجي للبني التحتية الشاملة لمملكة البحرين
• تقنين الحد الأدنى التصاعدي للأجور، بما فيه قانون التامين ضد البطالة، يلائم معدل التضخم السنوي المتصاعد باضطراد، الأمر الذي سيحافظ على القوة الشرائية لدى المواطن ولو في حدها الأدنى مما سيشكل مكسبا اقتصاديا/اجتماعيا
• سرعة انجاز وتنفيذ عملية دمج صندوق التقاعد والتأمينات الاجتماعية وتقنين استثماراتهما ، بكثير من الحيطة والحذر والشفافية والوضوح وذلك لأن هذا المال العام هو ثمرة تعب المواطن وشقائه طوال حياته فله الحق والضمان في شيخوخته وعجزه
• تفعيل شعار"تمكين المرأة السياسي" فعلا وليس قولا أو بهرجة وذلك باستخدام آلية "كوتا" مرحلية لتمثيلها النيابي والعمل الجاد على إنصافها التام وضمان "حقوق الأمومة والطفولة" من خلال إصدار قانون متقدم للأحوال الشخصية
• تستدعي الضرورة قيام تيار سياسي ديمقراطي عريض (أصعب الأهداف واجداها) ، يعيد التوازن السياسي في المجتمع مقابل الجمعيات السياسية(الطائفية/المذهبية) المعارضة والموالاة المحافظتين، يتفق على برنامج الحد الأدنى وبلا شروط مسبّقة ويتكون من 7 جمعيات سياسية عصرية : التقدمي/وعد/التجمع القومي/التجمع الوطني/الوسط/المنتدى/الميثاق
• يجب أن يكون على رأس بنود البرنامج المقترح أعلاه، برمجة واستمرارية الضغط الشعبي/المدني/القانوني/الممنهج على الحُكم وتعبئة الرأي العام خلف شعارات وملفات ممكنة التحقيق، من اجل تلبية المطالب الواقعية والعادلة وتنفيذ الاستحقاقات الاجتماعية والحقوقية المنطلقة جميعها من بنود الميثاق الوطني والدستور
• يجب الابتعاد في الوقت الحاضر عن الملفات الأصعب منالا والحساسة للحكم والمؤججة للشحن الطائفي/المذهبي والانقسام الشعبي، انطلاقا من ميزان القوى وحساب الربح والخسارة في العمل السياسي
• يجب اختيار المكان والزمان المناسبين للاحتجاجات المدنية الجامعة/السلمية/القانونية public civil protest بُغية جذب المواطن العادي وإشراكه في الحراك السياسي المتاح وعدم الانزلاق إلى وضع العصيان المدنيinsurgence والمشاركة مع طيف متنوع (قوس قزحيّ) يتكون أساسا من الجمعيات السياسية المذكورة أعلاه بجانب منظمات المجتمع المدني الأخرى من نقابات وجمعيات أهلية ونسائية وحِرَفية والشخصيات التقدمية المستقلة بالإضافة إلى العناصر المستقلة من المتنورين الدينيين المعتدلين
• يجب على التيار الديمقراطي/الحداثيّ النأي بنفسه عن فعاليات التيارات المغامرة والعدمية risky anarchistic nihilism ،التي لم تتعلم أية لغة بعد ، غير العناد والعاطفة المفرطة وسياسة الأبيض أو الأسود وعدم تفهمها من أن الوصول إلى أكل العنب لا يتحتم بالضرورة قتل الناطور!
• يجب أن تدرك النُخب السياسية (للمرة الألف) أن الركون إلى الضغط الشعبي القادم من طرف واحد والاعتماد على رافعة الطائفية ، بُغية نيل الحقوق لا يجدي ولا يسمن عن جوع، بل يزيد الطين بلّة في "طأفنة" الوجدان والوعي السياسي للناس ويهدر الطاقة الكامنة للمواطنين ويشتت وحدة النسيج الوطني ويؤخر الاستحقاقات الديمقراطية ويطيل من أمد عوائق تفعيل دولة المؤسسات والقانون
• يجب الاستفادة من أية إمكانية لبناء الثقة المتبادلة والضرورية بين الحكم والقوى السياسية بالتوافق على سلسلة من الإجراءات من بينها-على سبيل المثال- الاتفاق على"يوم الشهيد" في وقت آخر، مناسب لجميع الأطراف ، لا تتضارب مع الأعياد الرسمية

هذا" شيء من الرؤية" المفترض تواجده في أذهان الحريصين على إخراج بلدنا ومجتمعنا من الجحيم الطائفي/المذهبي والفوضى الـ " ميني – خلاقة"mini innovated chaos التي تنخر في نسيجنا الاجتماعي والذي يتطلب – أول ما يتطلب- من أصحاب القرار والنخب السياسية ؛ الإحساس بالمسؤولية الوطنية والترفع عن الصغائر والابتعاد عن الجشع والأنانية والمجد الشخصي ، في سبيل مستقبل الأجيال القادمة



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد خنجي - المكر والمغامرة وجهان لعملة واحدة !!