أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - خيط القمر / قصة قصيرة














المزيد.....

خيط القمر / قصة قصيرة


عمر حمّش

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



عمر حمّش / من غزة / بيتنا في المخيم تحت القمر، والقمر تفاحة محروقة معلّقة ، خيط رفيع يربطنا به ، نهتزّ نهتزّ، القمر جميل ، لكن لو انقطع بنا الخيط سنهوى في الفراغ السحيق.
جاورتني على الفراش ، مشدودة معي إلى القمر ، أراها يغادرها الشحوب ، تغدو وردية ، تفاحة يغزوها الاحتراق ، أراها بنتا للقمر ، عروسا جاءتني من عالم الفضاء ، محرابا يغريني أن أعبره.
مشحون أنا في تلك الليلة ، تتقدمني روحي نحو المحراب ، اقترب ، أرى القمر يبتهج ، يربطه وتر رفيع يجذبنا ، وأنا رحى تدور، الدوران فن ياقمر ، يوحدني مع المحراب يجعلنا نصول ونجول ، فارس أنا يحرث بحصانه الصحراء ، عازف يعامل آلته مثل ساحر ، وخيط القمر يزداد توترا ، يصبح وترا يشدو ، نعزف عليه دوراننا ، دوراننا نشيد ، نشيد يا قمر.
الليلة غافلناهم ودرنا ، كأننا لسنا هنا ، كأن المخيم بستان , وهم؟ , زالوا أوماتوا , نحن في بستان , ويكفى ، ندور مع القمر ، أنا والمحراب ندور ، نذوب ونمتزج ، ننصهر ونختلط ، نصدح بلحن البستان ، أنا العابر صحن المحراب ، فيه أذوب ، أنا الصادح بنشيد البستان المفقود.
في لحظة انشد الخيط بعنف ، وصرنا كمن يهوى ، داست أقدام على السماء ، والأرض والجدران ، والهواء ، والماء ، واليابسة ، والسائلة ، أقدام انتشرت فوق رأسي ، وصدري ، وقدميّ ، قبضت على نشيدي ، وصوتي ، ولهاثي ، وأنفاسي ، عضّت على شهيقي ، وزفيري ، ونبضي ، وضغط دمي .
الدنيا صارت أقدام .
أقدام تدق باب البيت بجنون ، كانت تهوى على الخيط المشدود ،أقدام تهرس تحتها القرميد وفى معدتي تجوس .
صرت مشدودا من عنق رأسي ، معلّقا ، عارياكنت، كما عملني الله .
حملقوا عجبين في عريي ، فأنا كنت أفعل ما يفعله الرجال .. أنا اكتشاف .
ضبطونا في أوج اللّحن ، قبل أن يكتمل اللحن ، ويصل ذروته ، آه ، لم يصل اللحن لذروته .
ساقوني ، وتركوا محرابي يبكى داخل اللحاف الملفوف ، صفدوا قبضتيّ ، وعقلي ، وقلبي ، ورئتيّ ، دفعوني إلى العربة ، وقبل أن يقفلوا نصفىّ العلويّ بكيس الخيش سرقت نظرة إلى السماء ، كان القمر يهوي مذبوحا ، والخيط خلفه يجري.



#عمر_حمّش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمامة الفتى / قصة قصيرة
- جوادٌ أبيض / قصة قصيرة
- ابن آدم/قصة قصيرة


المزيد.....




- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - خيط القمر / قصة قصيرة