أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - غني يا فيروز...














المزيد.....

غني يا فيروز...


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


دمشق الياسمين، تحتفل بنفسها كعاصمة للثقافة العربية، أضاءت سمائها الألعابُ النارية، واكتظت ساحة الأمويين بآلاف المحتفين، وابتهج الكثير بألوان الطيف، التي كانت ترسمها الألعاب النارية في سماء الشام
، ورقصت الكثيرات في الهواء الطلق، وأعلنت الموسيقى افتتاح المهرجان، ولكن أين مثقفوها من هذا المهرجان؟؟؟



إن التحضير للمهرجان باشر أعماله منذ الصيف الفائت، حيث زفتت معظم شوارع دمشق، وجددت أرصفتها، و اقتلعوا اللوحات الإعلانية التي تشبه كل واحدةٍ منها غولاً رابضاً بانتظار فريسته على واجهات المكاتب ونظفوا واجهات المباني الحكومية والتاريخية ، وقاموا بتعريب أسماء المطاعم والمقاهي التي لم تكن عربية وقاموا بتزفيت أرضية جسر الرئيس في البرامكة، وانتقلت معظم السرافيس إلى كراج السومرية.



دمشق درة الشام، وعاصمة الأمويين، حاضنة ضريح الناصر صلاح الدين، ومرقد رأس الحسين حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقبر النبي يوحنا المعمدان، لما لم تسالي في يوم المهرجان، أين مثقفوك الذين سيحتفلون بعيدهم، وبسنة كاملة من الثقافة العربية في المهرجانات؟؟؟



دمشق التاريخ، دمشق قاسيون، دمشق بردى، والفيحاء وجلق... أين شعراءك؟ وكتابك؟ أين هم أبنائك الروائيين والمسرحيين؟ أين هم صانعوا ثقافتك التي تحتفلين بهم الآن ؟؟؟



دمشق الياسمين، عروسة الغوطة الحزينة، أين ربيعك؟؟؟ أين أزهارك؟؟؟ فلا تكفي رائحة البارفان والعطور الصناعية؟؟؟ نريد للياسمين أن يفوح من جديد.



دمشق... اسألي المليكة فيروز لما تأخرت كل هذه السنين، أين وعودك بأغنيتك شام أهلك أحبابي وموعدنا أواخر الصيف؟؟؟



اسألي المليكة فيروز لما لم تغني للياسمين منذ سنين؟؟؟ لما لم تغني للحرية، والحب، والحنين إلى قاسيون، فكم مرة عاد الصيف في الشام ولم تغن يا فيروز؟؟؟



أما زلتِ تغنين سائليني يا شام، وشام يا ذا السيف، وقرأت مجدك، ونسمت من صوب سوريا الجنوب، وبالغار كللت أم بالنار يا شام؟؟؟



فيروز اعلمي أنك اليوم تغنين للأثرياء فقط، وليس لدمشق عاصمة الثقافة العربية؟؟؟ عندما يكون ثمن تذكرة دخول دار الأوبرا التي ستغنين فيها هو نصف راتب موظف سوري، يسمعك كل صباح وأنت تغنين. يستغني عن قهوته أو أكله صباحاً، ولكن يسمع صوتك في البيت، والسرفيس، وحتى وهو يمشي في الشارع.



المليكة فيروز، ألم تسألي عن الملايين من الشعب السوري الذين يتمنون بل يحلمون أن يرونك وأنت تغنين وتمثلين في مسرحية "صح النوم"؟؟؟ كان الأجدر بك أن تحتفلي بدمشق كعاصمة للثقافة العربية، في ملاعب وساحات عامة، لا أن تباع بطاقات حفلاتك بعشرات الآلاف. ويذهب القسم الأكبر منها إلى المسؤولين. وبقية الشعب يكفيهم سماع صوتك من مذياع قديم.



فيروز دمشق عاصمة الثقافة الحزينة، اسألي معدي برامجك في سوريا كم عدد المثقفين في السجون؟؟؟ كم عدد المثقفين الممنوعين من السفر؟؟؟ وكم عدد المثقفين المغتربين الذين يتمنون العودة للشام، والعيش فيها ولكن تحكمهم أحكام قاسية، ولو عادوا لكانوا نزلاء في السجون، ولا ضيوفاً في دار الأوبرا.



اسأليهم فيروز أيعقل أن نحتفل بدمشق عاصمة الثقافة العربية، ومثقفون سوريون مثل عارف دليلة، وأنور البني، وميشيل كيلو، وكمال لبواني، ومحمود عيسى، ورياض درار، وفايق المير، وفداء الحوراني، وأكرم البني، ووليد البني، وأحمد طعمة، وجبر الشوفي، وعلي العبد الله، ومحمد ياسر العيتي، وفايز سارة، ومحمد حجي درويش، ومروان العش. اسأليهم كيف نحتفل بالثقافة العربية وهؤلاء يقبعون في السجون؟؟؟ اسأليهم أرجوك أين كل تلك الأسماء؟؟؟ ولمَ هم في السجون؟؟؟ ألا يريدون الاحتفال معك بدمشق كعاصمة للثقافة العربية؟؟؟ بلى والله هم يريدون!!!



دمشق عاصمة الثقافة الحزينة، فلا ثقافة بدون مثقفين، ويبقى الاحتفال حزيناً بدون أولئك المسجونين بسبب ثقافتهم وأفكارهم... نعم يا فيروز ستكون دمشق عاصمة للثقافة الحزينة، التي يئن معها كل مثقف يتذكر أبناءها القابعين في السجون. فالأجدر أن نحتفل بدمشق معهم لا بدونهم.



غني أيتها المليكة فيروز، فقدومك لدمشق عيد لكل السوريين، وفرح لكل الحزينين، وأمل لكل البائسين، غني لنا جميعاً، وليس فقط للأثرياء والمسؤولين، غني لكل سوري أحبك منذ سنين.



غني يا فيروز لسوريا، غني لكل السوريين... غني لأطفالها... غني لشبابها وشاباتها، الذين كبروا مع صوتك، غني لكبارها نسائها ورجالها الذين امضوا من عمرهم سنين، مع قطرات الندى التي كانت تنهمر من صوتك الحنون في كل يوم تشرق فيه الشمس، وفي صباح كل نهار جديد.



غني أيتها المليكة فيروز، لدمشق، وللقدس، ولبيروت، وللأقصى... غني للحب، والحرية، والزيتون... غني للغوطة، والياسمين... غني لقاسيون.



لكن لا تنسي أن تغني أيضاً لأولئك المعتقلين!!! غني يا فيروز فالغناء سر الخلود وسيبقى أنين الناي الحزين، بعد أن يفنى الوجود.




#مسعود_عكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق.. اغتيال ربيع آخر
- رصيف أمن الدولة
- القمع الأمني للظواهر الكردية
- جرائم الشرف... وأد الأنثى من جديد
- خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة
- أصدقاء الأمس أعداء اليوم ... سوريا وتركيا وحزب العمال الكردس ...
- تركية وتحديات المرحلة الجديدة
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى


المزيد.....




- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - غني يا فيروز...