أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بشير صقر - جماعة الهكسوس ربيبة النظام المصرى الحاكم .. وتوأمه في الفساد * ( 3 )















المزيد.....

جماعة الهكسوس ربيبة النظام المصرى الحاكم .. وتوأمه في الفساد * ( 3 )


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 12:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لعب نظام الحكم في مصر ودولته البوليسية في مختلف عهوده دورا محوريا في إعادة إحياء تيار الإسلام السياسى. وكان لاستخدام العنف - بكل أشكاله من جانب النظام في مواجهته- مبررا لأن يبدو ذلك التيار في نظر الشعب شهيدا ومضطهدا .
وبمرور الوقت أدرك ذلك التيار الذى لايملك أى برنامج سياسى محدد ومقنع أن اضطهاده من جانب النظام هو مبرر وجوده وسبب استمراره.. فحافظ على بقاء واستمرار هذا الوضع.. ولجأ للعمل التنظميى السرى والعلنى مستغلا مناخ الفساد والقمع ومصادرة الحياة السياسية لكل القوى المعارضة في تنمية عضوياته واجتذاب مناصريه خصوصا في ظل أوضاع الفقر والبطالة المتفاقمة.
وكان استنفار النظام ضد أجنحة التيار العسكرية المتعددة (التكفير والهجرة والجهاد وغيرها..) ردحا من الزمن قد مهد الأرض للعمل السرى والعلنى الهادئ لأجنحته السياسية (الإخوان المسلمون).
ورغم إدراك نظام الحكم بأن تيار الإسلام السياسي لا يملك بديلا حقيقيا يمكنه من إقناع الجمهور به.. إلا أن غرور القوة الذى تملك النظام.. واستشراء الفساد وانهماك الجانب الأعظم من رموزه في تكديس الثروات بأي طريقة وكذا ترهله وانحطاطه.. فضلا عن التبدلات السياسية التى لحقت بمساره.. لم تضع كلها في حسبانه أهمية مواجهة ذلك التيار مواجهة سياسية حقيقية.. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن سياسة الحصار والمداهمة والضربات الوقائية المتتالية - لكل القوى الديموقراطية واليسارية والقومية - المعارضة التى اتبعها النظام قد أجهضت لفترات طويلة إمكانية قيام تلك القوى بمواجهة ذلك التيار. ولم يكن ذلك غفلة من النظام.. بل كان مقصودا لأن أغلب تلك القوى المعارضة كان يضع النظام الحاكم في قفص الاتهام ويؤكد على أنه السبب الرئيسى في نمو ذلك التيار باضطراد، فضلا عن تبنى النظام الحاكم لفكرة خرقاء ابتدعها السادات في بداية السبعينات.. ترمى لموازنة أو لمواجهة قوى المعارضة بتيار الإسلام السياسي.
وكان نظام الحكم في مصر- فى خمسينات وستينات القرن الماضى - قد شرع في إتباع أسلوب البطش الدموى والعزل السياسى والاعتقال والتضييق على مصادر العيش وفرص العمل على القوى السياسية المعارضة .. ثم اختط فيما بعد أسلوبا جديدا في مرحلة تالية بالذات عندما ضعفت شوكته وتبدلت اختياراته السياسية وآثر أن يلقى جزئيا بتبعية مواجهة المعارضة على كاهل أطرافها .. واكتفى بمحاصرتها.. وإن تفاوتت درجة حصاره لها.. فكان نصيب الأسد من ذلك الحصار للقوى الديمقراطية واليسارية والقومية.. بينما لم ينل تيار الإسلام السياسي منه نفس المقدار.
لقد تطورت أفكار وأدوات ذلك التيار بالتدريج معتمدة على مناخ الانفتاح الاقتصادي حيث تدفقت أنهار الأموال من الخارج لتأسيس المنشآت الاقتصادية والجمعيات والهيئات المختلفة لترفع من قدرته على النمو والحركة، وفى نفس الوقت حافظ التيار على الفكرة المحورية له بظهوره كمضهد وشهيد أمام الشعب.
ولأن هذا التيار ليس معاديا للانفتاح الاقتصادي.. بل هو من أشد مناصريه ولأنه مع الإصلاح السياسي في طبعته الأمريكية.. وضد الإصلاح الزراعي حتى بصيغته الناصرية، وحيث أغلب قادته من رجال الأعمال فقد كان بيع القطاع العام منحة أو هبة من نظام الحكم جاءته على (الطبطاب). وحيث أن رموز التيار أصحاب (شركات، ومصانع، ومتاجر) فليذهب العمال إلى جهنم وليس فقط إلى عرض الشارع بمعاش مبكر أو حتى دون معاش.. كما ذهب قبلهم فلاحو الإصلاح الزراعي الذين طردوا من أراضيهم التي يزرعونها من خمسين عاما.
ولأن الغاية – عندهم - تبرر الوسيلة ويستخدمون الدين - ليس فقط - ستارا لأغراضهم ونشاطهم.. بل سيفا ضد الجميع ، ولأنهم أشهروه في البداية ضد المسيحيين وأثاروا الفتن الطائفية وألقوا على نارها بأكثر المواد إشتعالا، فسيرفعونه - أى السيف - بعد ذلك ضد كل من ليس معهم، لأن من ليس معهم.. ليس فقط ضدهم.. بل ضد الدين.. وضد الله من وجهة نظرهم.
الفكرة المحورية عندهم كما أوضحنا هى الظهور أمام الشعب كشهداء ومضطهدين بينما النظام الحاكم- بكل أسف- يساعدهم بكل غباء في تأكيد هذه الفكرة وتنفيذها بل وتنميتها.
والفكرة المحورية تبدأ مع الأطفال في رياض الأطفال .. ومع الفتية والفتيات على عتبات المساجد وفى الطرقات.. وبكل غباء أيضا يمنحهم النظام الحاكم مبررات قوية للإمساك بآذان الشباب.. فالعرى المطل علينا من قنوات التليفزيون والبطالة التي تساهم في نشر الفساد وتفقد الشباب أي أمل في الحياة لابد وأن تدفع الكثيرين والكثيرات لاعتزال الحياة الدنيا واجترار الآلام وتوجّع القلب، ووضع الحجاب ليس على شعر بعض الرؤوس بل على فكر كثير من العقول داخل كل الرؤوس.
العرى والبطالة أداتان - بل كنزان - ثمينان يسعى تيار الإسلام السياسي للإبقاء عليهما طويلا حتى يتمكن ويتحكم.
ولا نبالغ إن قلنا أن هذا التيار لن يستثمر فقط كل ما يقدمه له نظام الحكم من منح وعطايا تدعمه في مسيرته فحسب.. بل سيعمل على استفزاز النظام - في مواجهات محسوبة - إن تطلب الأمر ذلك لينتزع مزيدا من الأدوات تمكنه من الحفاظ على استمرار فكرته المحورية حية وناشطة.
إن المسار السابق لجماعة الإخوان والخصومة التى طبعت علاقتها بنظام الحكم وما شابها من جلبة وضوضاء لن تغطى على جملة المؤشرات العميقة التى ظهرت مؤخرا - كالإفراج عن بعض قادتها المعتقلين أو عن بعض من قضوا نصف مدة العقوبة من الأجنحة العسكرية لجماعات أخرى قبيل بدء الانتخابات البرلمانية الراهنة 2005 ، وعدم الدفع بمرشحين لها أو سحب بعضهم من أمام مرشحى النظام أثناء نفس الانتخابات - تلك المؤشرات تفصح بجلاء عن مسارها اللاحق في عقد الصفقات ليس مع النظام الحاكم فحسب بل مع الشيطان ، بل وتفصح عن عدم مناوأتها الفعلية لعملية توريث الحكم _ لأنها على استعداد لاقتسام الكعكة أو التركة مع النظام الحاكم خصوصا وأنها ستشرع فور انتهاء الانتخابات الحالية في الاستعداد الجاد لانتخابات المجالس المحلية ومجلس الشورى التى ستساهم كلها في تحديد المرشح القادم لرئاسة الجمهورية وتحديد نصيب كل منهما في الكعكة.
إن هجمة تيار الإسلام السياسي الأخيرة تشبه من بعض الزوايا هجمة الهكسوس التاريخية على مصر و تحتاج لأحمس جديد يردهم على أعقابهم بسرعة ويسحبهم كموجات الجزر إلى حيث أتوا.
ونؤكد مرة أخرى أن الهكسوس الجدد ليسوا أعداء النظام الحاكم.. بل هم خصومه.. يتفقون معه في الأمور الجوهرية ويختلفون في الأساليب والأدوات. لذلك كان النظام يسعى دوما " لقصقصة ريشهم كلما استطال" .
أما وقد تغير الحال اليوم.. فهل سيبقى النظام الحاكم على علاقته بهم في حالة خصومة؟ أم سيلتقى معهم في منتصف هذا المضمار؟ حيث يتواجد عدد من البدائل المتاحة التى منها حصولهم على حزب علنى؟ أم أنه سيتهادن معهم سريعا ويتقاسم معهم تركة الفساد والحكم والاستبداد؟
وهل سيقبل الهكسوس مثل تلك الصيغة؟ أم أن أطماعهم ستفسد عليهم الصفقة؟ وهل سيقبلون بدور الشريك الأصغر انتظارا لإعادة ترتيب معسكرهم من الداخل وجس نبض الإدارة الأمريكية في محاولة لانقلابة سلمية أو برلمانية تدفعهم لحكم مصر؟
إن تيار الإسلام السياسى بطبعته الراهنة هو ربيب النظام الحاكم في مصر، وهو الإبن الشرعى لسياساته بكل وجوهها، إنه الوجه الكئيب لعملة فاسدة والنظام الحاكم وجهها الآخر.
فهل سيبقى الشعب واضعا يده على خده متوقعا (نزول البلاء).. أم سينتظره كما هى العادة؟ أم سيكون له رأى آخر؟

27 /11/2005 بشـير صقـر
* كتبت إبان انتخابات مجلس الشعب الأخيرة 2005



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماى: قرية مصرية أدمنت إسقاط الحزب الوطنى ثارت ضد نائبها ال ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. من نجد إلى أرض الكنانة.. محمد رشيد ...
- عن الإخوان وأمريكا.. والسعودية وإسرائيل: أسمع كلامك أصدقك.. ...
- قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )
- جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى فى مصر وجهان لعملة واحد ...
- بعد 40 عاما من إنشاء شبكات الصرف: وزارة الري المصرية تحصل ال ...
- تعدد الملاك .. والظلم واحدُ وتعددت الجنسيات .. والقهر واحد : ...
- عن جماعة الإخوان المسلمين .. والإقطاع ... وصلاح حسين*
- بعد تجريد الفلاحين المصريين من أراضيهم :وزارة الزراعة تجردهم ...
- كلمة لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر.. بمؤتمر الف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لايقاومون طردهم من الأرض بالشدة اللازمة ؟ ! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون ...
- الخصخصة في مصر
- لا يمكن استبدال السير وراء النظام الحاكم بالإمساك في ذيل جما ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بشير صقر - جماعة الهكسوس ربيبة النظام المصرى الحاكم .. وتوأمه في الفساد * ( 3 )