أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - عن الإخوان وأمريكا.. والسعودية وإسرائيل: أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أستعجب!!! ( 5 )















المزيد.....

عن الإخوان وأمريكا.. والسعودية وإسرائيل: أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أستعجب!!! ( 5 )


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:44
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


• تمهيد :

قلّبت الانتخابات البرلمانية الأخيرة(2005) "المواجع"، وأثارت عديدا من الذكريات الأليمة والوقائع التاريخية المحزنة، وأعادت للأذهان ما نسيه الكثيرون من مخازى الأنظمة العربية المتعاونة مع الاستعمار.. والمتعنتة مع شعوبها، بل وكادت تقلب المنضدة على كثير من المعوّلين على تغيير سياسى من خلال صندوق الانتخابات، ووضعت الغُصّة فى حلوقنا بسبب ممارسات أقرب البدائل للنظام الحاكم(الإخوان المسلمين)، وبرهنت على أن ذلك التغيير –إن حدث- فلن يكون على غرار (شالوا ألدو.. جابو شاهين).. بل سيكون أفظع وأبشع.
لكن أبلغ الدروس وأهمها تمثّلت فى الإزدواجية التى طبعت جميع المتناحرين فى الانتخابات.. ولخصتها عبارة بليغة كنا نرددها قديما هى( إننا لسنا ما نقول.. إننا ما نفعل ).
*فلا النظام الحاكم وفّى بما تعهد به أمام الشعب وأمام سادته الأمريكان بإجراء انتخابات نزيهة نظيفة.. بل عاد فى المرحلتين الأخيرتين منها إلى سيرته الأولى يرفع العصا الغليظة فى وجه الجميع وعلى رؤوس البعض.
*ولا من يتحدثون باسم الجماهير الكادحة فى إجتماعاتهم المغلقة أو فى صحفهم بقادرين على السير أمتاراً معدودة لتحقيق شئ مما يعلنونه، ومن ثَمّ وُصِفت دعايتُهم بأنها محضُ هراء.
*ولا المرشحون الفرادى لديهم أية أفكار ذات وزن أو مضمون، أو يتمتعون بالقدرة على الاستمرار مستقلين لساعات قليلة.
*ولا البديل الأقرب للنظام وللحكم.. تخلّى عن أفكاره القديمة أو جدد سياساته التي أوْدت به إلى التهلكة، أو عن ممارساته وأساليبه التاريخية التى استنكرها الشعب وأدانها، أو عن إحتقاره للجماهير تحت دعاوى شتى أبسطها استغناؤه عن أصوات الجمهور فى أى موقع يكتشف الناس فيه أن الإخوان المسلمين يظهرون غير ما يبطنون، ويفعلون عكس ما يتعهدون به، وينوون شيئا.. ويقولون شيئا آخر.. وهكذا.
*ولم يخرج عن هذا السياق إلاّ حالات فردية يمكن استثناؤها من القاعدة.
*ففى السادس من يناير 2006 طالعتنا إحدى المجلات المصرية المصورة (مجلة المصور) بوثيقة خطية لأحد المصريين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية تفصح وتؤكد وجود إتصالات سرية جارية.. وتجرى ويتم الإعداد لها مستقبلا بين جماعة الإخوان المسلمين وبعض المسئولين الأمريكيين، وتتضمن آراء وتقديرات أهمها فى نظرنا ما ذكرته الوثيقة بشأن تصريحات المرشد العام للإخوان المسلمين عن العدو الصهيونى.. وإعجاب المسئولين الأمريكيين (أصدقاؤهم) بهذه التصريحات وتقديرهم لها ووصفهم (للمرشد) بأنه رجل جدير بالاحترام (He is a respectable man)، ولأن هذا الوصف يتجاوز فى خطورته وأهميته ما سبق أن صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية من (قبول الولايات المتحدة لحكم إسلامي معتدل فى مصر) فإن هذا الوصف يضع علامة استفهام كبيرة على تصريحات سابقة أطلقتها جماعة الإخوان على مدى سنوات طويلة تصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها (الشيطان الأعظم)، وتدفعنا دفعا لأن نسترجع من التاريخ الأمثلة الحية لبعض السياسات التى تنتهجها بعض الأنظمة العربية التى احتضنت قيادات الإخوان المسلمين سنوات طويلة، بل واقتدت الجماعة فى بداية نشأتها بتلك الأنظمة واتخذت من مسارها وأفكارها مثالا يُحتذى.
• قضيتان أساسيتان:

*باختصار هناك قضيتان أساسيتان دارت حولهما سياسات أحد هذه الأنظمة منذ نشأته وحتى اليوم.
أولاهما : حماية العرش والدولة اللتين تم تشييدهما لَبِنة لبنة على جثث وأشلاء مواطنى شبه جزيرة العرب، وأطلال الهاشميين، وبدماء تنظيم الإخوان الوهابية.
وثانيتهما : هي الاستماتة فى عدم المشاركة مع العرب فى أى حرب تنشب ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين.
ونظرا لأن القضيتين متشابكتان وعلى نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة للقوى الاستعمارية.. فالبترول واستمرار تدفقه مرهون بوجود أنظمة وثيقة الصلة وتابعة لتلك القوى .
كما أن استقرار المنطقة رهن بإبقاء كفة إسرائيل أرجح من كفة كل العرب.. وهو ما يعنى ضرورة وأْد أى تحرك شعبى عربى أو ثورى فى مهده..لسبب بسيط أن البترول وُجد ليتدفق ، وإسرائيل وُجدت لتبقى .
لقد كانت تلك القوى على وجه التحديد وبالترتيب هى بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة الأمريكية..

• ولنبدأ القصة من أولها:

*بعد رفع الحظر عن بعض الوثائق السرية الأمريكية عام 1992 عرض التليفزيون الأمريكي برنامجا بعنوان (واشنطون وإسرائيل والخليج) جاء فيه أن الرئيس الأمريكى هارى ترومان والملك عبد العزيز آل سعود عقدا اتفاقا سريا عام 1950 [ بمقتضاه تقوم الولايات المتحدة بإنقاذ العرش السعودى من الإفلاس (بسبب انخفاض عوائد الحج والإسراف والتبذير والفوضى) بمنحه مساعدات مالية كبيرة، ومساعدات عسكرية للتصدى للخطر الهاشمى المحتمل (من الأردن والعراق) وفى المقابل تعهد الملك عبد العزيز بألا تشارك المملكة السعودية أبدا فى أية حروب تنشب بين العرب وإسرائيل لاستعادة فلسطين]. وفى العام التالى 1951 أُبرم إتفاقٌ آخر[ يقضى بتمديد بقاء القوات الأمريكية بقاعدة الظهران السعودية مقابل حصول السعوديين على أسلحة وبرنامج تدريبات عسكرية وقيام سلاح المهندسين الأمريكى بتشييد منشآت عسكرية لإبقاء آل سعود فى الحكم.]
*وإذا كان توقيت الاتفاقيتين المبكر ( 1950 ، 1951 ) قد أثار الدهشة لدى الكثيرين باعتبار أنهما عُقدتا بعد سنتين من إنشاء دولة إسرائيل (1948)، فإن الأكثر إثارة للعجب هو أن [ العلاقات السعودية الصهيونية قد بدأت منذ عام 1939.. فلقد كان الملك عبد العزيز آل سعود يبذل كل الجهود لتوطيد علاقته بالأمريكيين لحماية عرشه ووجد أن أقصر الطرق لذلك هو إرسال ابنه الأمير فيصل وزير الخارجية إلى لندن عام 39 لحضور مؤتمر عن القضية الفلسطينية.. لمقابلة الوفد اليهودى والاجتماع به على انفراد عدة مرات.]
*ولأن الأمريكيين كانوا يدركون مدى حاجة الملك عبد العزيز إليهم وإلى حمايتهم .. فقد نصحوه بأن يخلى مسئوليته التاريخية من قضية فلسطين المحتدمة فى منطقة الشرق الوسط بإصدار بيان شديد اللهجة ضد اليهود للتمويه دون أى تعهد من جانبه للعمل ضدهم .. وبالفعل تحولت النصيحة إلى حكمة ثم إلى سياسة سعودية ثابتة إزاء القضية الفلسطينية.. وقد نقلت هذه السياسة فيما بعد أنظمة عربية أخرى واتبعتها.. لكن الريادة كانت للسعوديين.
*وكانت البيانات الشديدة اللهجة.. المسايرة للرأى العام العربى- دون أى إلتزام عملى- هى حجر الزاوية فى السياسة الخارجية السعودية إزاء الفلسطينيين، وقد تم إختبارها إبان حرب فلسطين عام 1948 ونجحت بشدة، وتم التأكيد عليها بالاتفاقية المذكورة فى عام 1950.
*لقد رتب النظام السعودى أوضاع مملكته باعتباره جزءا عضويا من منظومة الغرب الاستعماري منذ بداية القرن العشرين، مستبدلا بريطانيا العظمى فى منتصف القرن بالولايات المتحدة الأمريكية، وإذا بعبد الناصر يقيم وحدة إندماجية بين مصر وسوريا عام 1958 ويضع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واسرائيل فى حرج بالغ.. لذلك تكفّل الملك سعود (الذى خلف والده على عرش المملكة) بإفشال الوحدة واغتيال عبد الناصر..، ومن خلال معلومات دقيقة قدمها ضابطا مخابرات يعملان فى شركة أرامكو بالسعودية (أحدهما إسرائيلي يحمل جواز سفر أمريكي والآخر سعودى من أصل سوري) وقع الاختيار على الوزير السورى والرجل القوى عبد الحميد السراج (الذى كان موضع ثقة عبد الناصر).. ليقوم بالمهمة، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن السعودية.. وفضح السراج خطة الملك سعود على الملأ بتفاصيلها الكاملة وبوثائقها وشيكاتها المموّلة للمهمة.. وازدادت جراح الملك.. وتفاقم غلّ إسرائيل التى ظلت قابعة خلف الستار تنتهز الفرص.. وتفتش فى كل ما يدورعلّها تجد ثغرة.
*وذهب سعود وجاء فيصل ملكا جديدا ليبدأ الأخير فصلا دراميا توضحه قصة حرب اليمن.
*ففى أواخر عام 1962 اجتمع الرئيس الأمريكى جون كينيدى بالملك فيصل فى لندن واتفقا تحديدا (على ضرورة مواجهة نشاط مصر العروبى، وعلى تعاون مشترك بين إسرائيل والسعودية فى هذا الصدد)، ولأن عبد الناصر أصبح موجودا بجيشه على حدود السعودية بعد ثورة اليمن الشمالى (1962) ولأن بريطانيا تحتل دولة جنوب اليمن فقد أصبح الصراع مكشوفا وجاءت الفرصة لمواجهة مباشرة مع عبد الناصر.
*وفى بيروت تشكلت لهذا الغرض مجموعة عمل سعودية إسرائيلية انضمت إليها إيران فيما بعد وحددت برنامج عملها فى الآتى:
صياغة نظرية سياسية مُكْتسية برداء الإسلام متعاطفة مع الغرب لاحتواء حركة القومية العربية، وتحجيم دور عبد الناصر، مع نشر وتعزيز فكرة التحالف العربى الغربى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وجعلها فكرة مستساغة فى البلاد العربية0)
*وفى لقاء آخر بين الملك فيصل وروبرت كومر مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومى أقنع الأخير الملك فيصل بأن مواجهة عبد الناصر عسكريا ليست ممكنة ولن تنجح، وعليه فإن البديل هو إثارة حرب أهلية داخل اليمن تستنزفه ويكون لإسرائيل فيها دور رئيسى.
*وكما تم استئجار مجموعات من الجنود والضباط المرتزقة من بيافرا والكونغو فضلا عن مجموعات أخرى من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وجنوب إفريقيا ودُفع بهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الملكيين اليمنيين المعادين للثورة الوليدة.
*قام تاجر السلاح السعودى عدنان خاشوقجى ذو العلاقات الوثيقة بالمخابرات الأمريكية بالحصول على ميزانية سعودية ضخمة لتوفير السلاح للمرتزقة وللقبائل اليمنية المنحازة للملكية، كما تولى كمال أدهم (صهر الملك فيصل) مهمة رشوة القبائل اليمنية بالمال فضلا عن تمويل المتطلبات الإسرائيلية تحت لافتة مساعدة العناصر اليمنية.
*ولم يتأخر مجلس العموم البريطانى(البرلمان)عن المشاركة فى المعركة المنتظرة سعيا للثأر من عبد الناصر الذى سطع نجمه بعد حرب السويس(1956) فقام بتشكيل لجنة برلمانية من النائب الصهيونى الميول (جوليان إيمرى) والنائب (فيتزوى ماكلين) زوج بنت ماكميلان رئيس الوزراء البريطانى تحت شعار(عدن لن تلحق بالسويس) هدفها إعلان مشاركة بريطانيا فى المعركة.
*كذلك تم إفتتاح مكتبين لتجنيد المرتزقة أحدهما فى لندن والآخر فى عدن.
*فضلا عن تشكيل وحدة عمل إسرائيلية سعودية مشتركة تحت إشراف الضابط الانجليزى جون كوبر للدفع بجنود المظلات الإسرائيليين من أصل يمنى للذوبان فى المجتمع اليمنى والقيام بأعمال تخريبية.
*ولأن بريطانيا كانت تحتل دولة جنوب اليمن، فقد تقرر قيامها بدفع المرتزقة عبر الحدود المشتركة إلى داخل اليمن الشمالى، بينما تتحرك إسرائيل من مينائى جدة وجيبوتى لإنزال الأسلحة للمرتزقة والقبائل اليمنية فى جبال اليمن.
*كانت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط وترسم السياسات بينما بريطانيا والسعودية وإسرائيل تقوم بالتنفيذ.
*إلى هنا والأمر مفهوم.. فالولايات المتحدة تخطط لخنق النشاط العربى المعادى للإستعمار والرافض لإسرائيل والساعى لاستعادة فلسطين، وتحافظ على سيطرتها على أهم منابع النفط فى العالم، أما بريطانيا فتقاتل من أجل الاحتفاظ بوجودها فى عدن(اليمن الجنوبى) ذات الموقع الاستراتيجى.. وتسعى للثأر من عبد الناصر الذى كان يدعم آنذاك جبهة تحرير جنوب اليمن بقيادة عبد القوى مكاوى.. فهى لم تنسى أن عبد الناصر تسبب فى خروجها من حرب السويس وقد خسرت لقب الدولة العظمى، والمملكة السعودية اختارت أن تقف مع الغرب منذ أيام نشأتها الأولى وتتحالف مع الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) لحماية عرشها وبترولها، وتتحالف مع بريطانيا لمواجهة مخاطر الوجود الناصرى على حدودها فى اليمن .
*أما غير المفهوم فهو تحالفها مع إسرائيل وكذلك محاولتها إفشال الوحدة بين مصر وسوريا.
*لكن المُلغّز والمثير هو ماذكره الخبير العسكرى الاسرائيلى هيرش جودمان فى صحيفة الجيروزاليم بوست فى 2/10/1980 (إن آل سعود كانوا يدركون فى الفترة 1967-1973 أنه إذا تحرشت مصر بالمملكة السعودية فإن إسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربية) ، وأكده بطريقة أخرى الباحث الأمريكى ألكسندر بلاى فى المجلة الفصلية (جيروزاليم كوارترلى) (إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر فى أعقاب ثورة اليمن عام 1962 بهدف منع عدوهما المشترك من تسجيل انتصار عسكرى).
*وإذا كان ذلك التعاون قد تحقق فى معركة اليمن لمواجهة خطر قادم من الخارج فإن الأدعى للإثارة هو ما أدلى به أحد الأمراء السعوديين الكبار لمجلة الحوادث اللبنانية فى 9/9/1977 عن الخطر القابع داخل المملكة حينما قال: (إن الملك فيصل واجه محاولتىْ اغتيال ومحاولتىْ تمرد بين عامى1970،67 أما محاولة الاغتيال فقد نظمها قائد سلاح الجو السعودى اللواء عبد الله الرميح)
*وفجّر الكاتب البريطانى دافيد هولدن فى كتابه (السلالة السعودية) مفاجأة مدوية بقوله (إن كبار الضباط السعوديين اعتقدوا أن المؤامرة فشلت لاكتشافها بواسطة المخابرات الأمريكية.. لكنه (أى الكاتب البريطانى) اكتشف أن المخابرات الأمريكية قد فوجئت بذلك تماما وكذلك المخابرات البريطانية، ثم يضيف لكن الإجابة جاءت على لسان جورج كيفان رئيس مخابرات سلاح الطيران الأمريكي فى مؤتمر عقد فى يونيو 1978 حيث قال: (حدثت خلال الـ15 عاما الماضية 3 محاولات على الأقل للإطاحة بالعرش السعودى عن طريق إغتيال الملك، ونحن على دراية بأن المخابرات الإسرائيلية تدخلت وأحبطت محاولتين منها).
وإذا كنا لا نملك إزاء ما عرضناه إلا أن نضع أيدينا على قلوبنا جزعا وفزعا.. فما بالنا إزاء ما هو أكثر من ذلك ونحتفظ به لنعرضه فى قادم الأيام..
فالأقوال غير الأفعال.. والظاهر غير الباطن .. والشعارات غير التحققات، وإسرائيل عدو لكن على صفحات الجرائد وفى نشرات الأخبار، وصديق حميم من خلف الستار. والغاية تبرر الوسيلة، والضرورات تبيح المحظورات، وفى هذا المقام تكون الضرورات كالمحظورات على هوَى النفس، والنفس قد تكون أحيانا أمّارة بالسوء لكنها غالبا مالا تكون.. وهلم جرا.
تلك هى التربة التى احتضنت قيادات الاخوان المسلمين التى هاجرت إلى السعودية منذ الخمسينات وحتى الثمانينات، وهذه هى القيم والمبادئ التى تبناها من احتضنوهم و ملأوا جيوبهم وعقولهم وقلوبهم بالكثير مما لا نرغبه ولا نَوَدّه ولا نريده.
وهؤلاء هم المتحدثون باسم الإسلام فى مصر .. والمُصِرّون على احتكارهم له من دون البشر، إسلامهم على طرف اللسان بينما شوقهم للسلطة فى قيعان القلوب وفى النوايا.. يسعون إليها بكل الوسائل وفى كل الأزمان بخطة إسمها خطة "التخفى والتمكين" نشرت فى الثانى من ديسمبر بمجلة المصورالمصرية ووردت على لسانهم فى وثيقة ( فتح مصر).. مصر التى سبق أن فتحها عمرو بن العاص.. لكنهم يعيدون فتحها الآن لأنها من وجهة نظرهم عادت جاهلية ويلزم أن يضيئوها بنورهم الوهّاج، وهذا هو الشيطان الأكبر ( أمريكا ) يغازلونه اليوم من خلف الستار وغدا من أمامه.. طلبا لرضاه.. ورغبة فى مساندته.. حتى لا تستمر الظُلمة التي كَسَت وجه مصر أكثر من ذلك. فهل يحق لنا أن نضع أيدينا على قلوبنا جزعاً وفزعاً..؟!!
....عفواً.. إننا نستدرك..متذكرين عبارة رددوها مؤخراً ( نتحالف مع الشيطان فى سبيل مصلحة الجماعة) .. لكنهم فى الحقيقة.. لم يوضحوا أنه الشيطان الأكبر .

بشيـر صقــر
17/1/2006







#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )
- جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى فى مصر وجهان لعملة واحد ...
- بعد 40 عاما من إنشاء شبكات الصرف: وزارة الري المصرية تحصل ال ...
- تعدد الملاك .. والظلم واحدُ وتعددت الجنسيات .. والقهر واحد : ...
- عن جماعة الإخوان المسلمين .. والإقطاع ... وصلاح حسين*
- بعد تجريد الفلاحين المصريين من أراضيهم :وزارة الزراعة تجردهم ...
- كلمة لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى- مصر.. بمؤتمر الف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لايقاومون طردهم من الأرض بالشدة اللازمة ؟ ! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض بالشدة الواجبة ؟! الفلاحون ف ...
- لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون ...
- الخصخصة في مصر
- لا يمكن استبدال السير وراء النظام الحاكم بالإمساك في ذيل جما ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - عن الإخوان وأمريكا.. والسعودية وإسرائيل: أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أستعجب!!! ( 5 )