أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كرم حليم - ماذا يريد الإخوان المسلمون من مصر و ماذا تريد مصر منهم















المزيد.....

ماذا يريد الإخوان المسلمون من مصر و ماذا تريد مصر منهم


كرم حليم

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 08:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لكن الجديد هو ( ماذا تريد مصر منهم ؟؟)
إذا إستثنينا الإخوان المسلمون من عناصر اللعبة السياسية و الحراك الإجتماعى فنحن نكون مثلهم إستثنائيون , فهم قوة منظمة و متوغلة فى بدن الشعب المصرى و تقدم المساعدات كوسيلة لغسيل الأموال القادمة من الخارج لتغطية مصاريفها فى إفتتاح المعاهد الأزهرية و مدارس تحفيظ القرأن و مساعدة الفقراء ( وشراء الذمم ) و دفع أموال للمسيحيين المتحولين للإسلام ( المؤلفة قلوبهم ) أو من يقومون بإغواء المسيحيات بالزواج لإدخالهم الإسلام و هؤلاء تخصص لهم ميزانيات كبيرة , بالإضافة للمشروعات التجارية المتنوعة و تستغل حالة السخط الشعبى و الغليان السياسى و التطور الديموجرافى و الأنثربولوجى فى المجتمع المصرى و إتساع الهوة المفرط بين الفقراء و الأغنياء و الغلاء المتواصل و قرب حدوث تغيير مفاجىء فى مصر , إستغلالا لكبر سن الرئيس مبارك و الإحتمال الكبير لمغادرته الحياة السياسية بغته بدون وضع خليفة له يتقبله الشعب بإستثناء إبنه جمال الذى لمح اكثر من مرة بعدم رغبته فى ممارسة السلطة كرئيس للبلاد , و عدم وجود شخصية قوية و كاريزمية من الجيش لتحل معضلة غياب الرئيس فى حاله عدم إنتقال السلطة لجمال مبارك ,


الإخوان إستغلوا طيبة و تدين الشعب المصرى الذى يعد أكثر شعوب الدنيا تدينا منذ فجر التاريخ , و مع إكتشاف غالبية الشعب فجأة إنهم مسلمين سنه , فقد كانوا يعتقدون إنهم مسلمين بدون طوائف و كلمة سنى كانت تطلق على الأشخاص الملتحين كبار السن , أو المنتمين للجماعات الدينية أو الملتزمين دينيا


و فجأة مع حرب العراق و الصراع الداخلى بين السنه و الشيعه , أدركوا إنهم سنه و أن هناك عدو إضافى لهم هو الإسلام الشيعى , و بدأ ظهور مصطلح جديد إسمه ( الإسلام الصحيح ) , كأن الإسلام المصرى الذى تقبلناه مسلمين كعقيدة و مسيحيين كمناخ عام نحياه , قد أصبح كفر و لابد من تصحيحه , و من أمثلته أضرحة أولياء الله التى كانت تبنى داخل أو بجوار المساجد و الإحتفالات الشعبية كالمولد النبوى الشريف و ليلة عاشوراء و موالد أولياء الله الصالحين قد تحولت كلها إلى شرك و كفر , و الإدبيات لاتى أحببناها كمصريين ك نهج البردة للإمام البوصيرى و التأملات الصوفية مثل فكر الشيخ أبى العباس المرسى و الفكر المستنير لإبن رشد و تحولت إحتفالاتنا المصرية الصرفة كوفاء النيل و شم النسيم و غيرها من الإحتفالات إلى ( من تشبه بقوم فهو منهم ) !! حتى العائلية منها مثل ( السبوع ) الذى يقام إحتفالا بالمولود الجديد , تحول الى العقيقة مثلما تفعل السعودية و شقيقاتها بدون النظر إلى إختلاف العادات و التقاليد بين مجتمع و أخر ..


نأتى بعد ذلك لتغيير فى نمط التعامل فكلمة صباح أو مساء الخير تحولت إلى السلام عليكم و غيرها من العبارات الدخيلة على المجتمع المصرى الفطرى فى تعامله و هذا ليس فى مصر وحدها بل إمتد إلى دول لم تكن تعرف هذا النمط من التعامل مثل أندونيسيا ( و التى كان من أسباب إنفصال تيمور الشرقية عنها مثل هذه التصرفات العنصرية ).


من وراء الإخوان ؟


ظاهريا تقف السعودية وراء الإخوان لكن باطن الأمر تدخل إيران فى تمويل إخوان فرع غزة , ألمحت بأن هؤلاء لا ولاء لهم إلا لمن يعطيهم المال و هذا يبين ( حنجلتهم ) أمام الولايات المتحدة أو إسرائيل ( فى أزمة الطاقة الاخيرة فى غزة ) أو إيران أو سوريا بالإضافة للممول الرئيسى و هو السعودية.


إذا كانت السعودية خلف الإخوان فماذا تريد من مصر ؟


فى الواقع فإن السعودية تعيش أزمتان , أزمة قيام ثورة الخومينى فى إيران 1979و هذة قدرت أن تستريح منها مؤقتا بتسليط جنون صدام على إيران فى حرب داميه لمدة ثمان سنوات و بإنتهائها ظهر هذا الخطر أقرب مع سقوط نظام صدام ( العلمانى ظاهريا ) فى 2003, لكن ظلت مشكلة مواطنيها الشيعه الذين يعيشون فى الشمال الشرقى فى مناطق تفجر البترول و هؤلاء يجدون الدعم من إيران و يزيد من هذا , المعاملة السيئة التى يلقونها من حكام أل سعود و الوهابيين , إى إنها تحتاج لجبهة دعم بشرية لقلة عدد سكانها فى مواجهة مواطنيها الشيعة و الأكثرية الشيعية سواء فى إيران التى تحتل ثلاث جزر إماراتية ( تسد مدخل الخليج الفارسى , الأسم المعترف به فى كل الخرائط الدولية - العربى حسب تسمية العرب له ) أو فى العراق الذى يشاركها حدود طويلة تقع كلها فى نطاق العراقيين الشيعة و تجربة غزو الكويت لن تنمحى من الأذهان أبدا بالنسبة لطبيعة نفسية العرب , ولهذا وجدت ضالتها فى مصر كأكبر تجمع بشرى صديق ليدافع عنها

,

من جهة أخرى فإن مصر تفيض خيرا و لهذا إستطاعوا عن طريق الرشاوى بإفساد الكثير من المصريين و شراء أراضى كما فعل كل من الوليد بن طلال و صالح كامل و ناصر الخرافى ( الكويتى ) و العديد من الجهات الإماراتية و شراء الأملاك الحكومية التى بيعت من 1992 إلى الأن بأثمان بخسة ( تصفية القطاع العام تحت إسم الإصلاح الإقتصادى ) و كما فعلوا مع شركة بتروكيماويات خليج السويس لصالح منافسها السعودى ( سابك ) و عمر أفندى و بنك القاهرة و غيرهم , و لذلك , فإن البلاد فى حالة إحتلال فعلى نظرا لكبر حجم أملاك الخليجيين فى البلاد و حصولهم على إمتيازات تفوق الإمتيازات الأجنبية فى مصر أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين , و عليه لابد من الحفاظ على تلك المكاسب مستغلين إعتبار الشعب المصرى لهم كإخوة فى الدين لا يضمرون له شرا , بإستثناء المسيحيين الذين لم تنطلى عليهم هذة اللعبة , هو ما جعلهم يهيجون المسلمين على إخوتهم المسيحيين , رفاق الكفاح الذين لم يتخلوا عنهم فى أى وقت , حتى فى أيام إحتلال الفرنسيين و الإنجليز المسيحيين و فضلوا بلادهم على دينهم .


النقطة الثالثة هو تقوية الشعور الدينى بالصورة المظهرية من خلال الإغراء بالحج , و عليه فإن غالبية المصريين أصبحت قلوبهم معلقة بالسعودية و قل إهتمامهم بمصريتهم مع ما يرونه من ضغوط معيشية مما يسهل سيطرة السعوديون على مصر , و الإستفادة من أموال المصريين التى تضيع فى إستخراج تأشيرات الحج أو العمرة كل عام و الإشغال السياحى و تشغيل الفنادق و الأسواق التجارية و هى ما عبر عنه أحد الإصدقاء بأنها ( الثروة التى نزلت عليهم من فوق ),


و فى نفس الوقت تمارس إيران ضغوطها عن طريق العراقيين الفارين من جحيم المعارك و المصريين الشيعه ( المضغوطين ما بين مطاردة السلطات لهم و قمع الوهابيين ) لنشر المذهب الشيعى الصرف فى مصر


( حتى نهاية الستينات كانت الإسلام المصرى خليط من الممارسات السنية والشيعية معا )


و هو ما صعد نزر الصراع السعودى الإيرانى فى مصر , و إحتياج السعودية لجنود تحارب بهم فى الجبهة الداخلية المصرية , و ووجدوا ضالتهم فى الإخوان إتباع مذهب محمد بن عبدالوهاب و أدبيات و أفكار بن تيمية و أبو الأعلى المودودى و حسن البنا وسيد قطب و محمد رشيد رضا ,


كيف يمكن أن يستفاد المصريون من الإخوان المسلمين


كما سبق و ذكرنا الإخوان المسلمون قوة ضاربة فى عمق المجتمع المصرى , و يمكن الإستفادة منها بإعتبار قادتها أساتذة جامعات و تجار و رجال إقتصاد و غيرهم من المؤثرين إقتصاديا و إجتماعيا , هؤلاء يتوغلون فى المجتمع المصرى لأن السلطات تزايد عليهم فى الإسلام المظهرى و تقمعهم فى ذات الوقت مما يعطيهم الحق فى إدعائهم بأن الدولة الكافرة تضطهدهم لانها لا تريد تطبيق شرع الله و كل منهم ينادى بأنه حامى حمى الإسلام و لو أن الدولة أعطت الإولوية للولاء المطلق لمصر عن طريق الإعلام و القوانين بدلا من المزايدة على التطرف مع الإخوان , لما وجد الإخوان البيئة التى تساعدهم على النمو و هذا ما ستجنى الدولة ثماره ( بالرغم من كل الإرهاب الذى عانى منه الجميع إلا إن الدولة مصممة على المضى فى طريق المزايدة على الإخوان ) لضمان عدم إنقلاب الشعب عليها , فإن نفض الإخوان ثيابهم العنصرية و عادوا كمواطنين مصريين أولا و أخيرا ( و هى المعجزة التى نتمنى حدوثها ) نكون قد إستفدنا منهم و إستفدنا بطاقاتهم كما منعناهم من تحجيم المسيحيين و إستغللنا طاقات هؤلاء أيضا , و منعنا التدخل الدولى كما حدث فى السودان و غيرها


ماذا لو لم يتغير الإخوان أو وصلوا للسلطة


وصول الإخوان للسلطة سيستعدى القوى الكبرى ضد مصر لأن الإخوان لن يكتفون بمصر بل سيجعلونها قاعدة للتوسع لضم الدول واحدة تلو الأخرى داخل الدولة الإسلامية العظمى ( كما فعل هتلر سابقا فى المانيا ) بالإضافة لسيطرتهم على قناه السويس و محاكم التفتيش التى ستقام لمعارضيهم , بالإضافة إلى أنهم يعتمدون على التمويل السعودى الذى سيجف مع إكتشاف بديل للبترول , أو نضوب البترول المحدود فى خلال 10 سنوات ( حسبما يرى خبراء الطاقة ) و إذا إعتمدوا على نظرية الإسلام هو الحل , مع إعتراضى الشخصى على أن أى دين أيا كان يمكن أن يكون هو الحل ( لأن الدين ثابت و العلم متغير ), فستلاقى الفشل كما لاقته تجربة فرعهم فى غزة , أو السودان أو أفغانستان أو الصومال و لا أتمنى أن أرى هذا اليوم حتى لو كان ثمن ذلك هو حياتى , التى أفضل أن تبقى لا خوفا عليها , بل لأربى الأجيال التالية و أسقيهم حب الوطن بكل ما فيه و من فيه .



#كرم_حليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذى يحدث فى مصر من 1997 إلى الأن
- البهائيين و الحنجوريين
- العلمانيون و محاولات إصلاح المجتمع


المزيد.....




- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كرم حليم - ماذا يريد الإخوان المسلمون من مصر و ماذا تريد مصر منهم