أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع عشر















المزيد.....

سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع عشر


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 06:45
المحور: سيرة ذاتية
    


لا أريد كتابة قصيدة للحزن،بل أن أفخر بأعلى صوت مثل ديك الصباح الباكر،على الآقل لآيقاظ الجيران من سباتهم العميق ...هنري ديفد ثورو ...فيلسوف أمريكي ..

قد تكون المصادفة تقودني بالتقاء أحد معارفي,, هكذا كنت أقول مع نفسي ,,بالرغم التعب يقود أجفاني الى أحضان النوم ..أسير بين الحركة العفوية وصخب أرجل الناس وحدي كطفل مشدود البال يجيل ببصره بأنشداه الى شوارع المدينة ..أقدامي ولت بي من ذيل السنتر الى الآسواق المتداخلة بدرابين المحلات العاجه بأشكال وألون بضائعها الغذائية والجسدية والخدمية..وجوه الكرد المثلثه وأنوفهم الصقرية الناظره الى الآسفل مزدحمة على بالات الملابس الآجنبية المستعملة ..شعب نزل من كهوف الجبال وأسسوا مدن وبدأوا التعايش مع الحرف والتعليم حين هجروا العقيده المسلحة والحروب والعقائد الثورية السريعة بعدما نجا القواد والزعماء والآمراء وهلك الآتباع وتوقفت تصفيت الحسابات بين الزعماء ..مدينة( البابانية)‘ مفتوحة يتسرب منها النور وهواء الحياة ..تقع وسط سلاسل جبلية تشتهر في الفصول الآربع بتفتح الزرع الآخضر وتراكم الثلوج وعذوبة عيون المياه الجبليه ونسائم الهواء الطيب بالرغم هبوب قساوة الرياح الشرقية التي تسمى من قبل السكان بالرياح السوداء ..لكن نشأت من بواطن الجمال ..يتسيدها عشائر الجاف والهماوند وبشدر ..نبع فيها التصوف الديني والطريقة القادرية والنقشبندية ..يتكلم سكانها اللغة السورانية ..ويعملون في غزل الفرش والسجاد والتجارة ..يغامرون بالتسوق من الآسواق الآيرانية والبغدادية لعرضها في أسواقهم المسقوفة ..(أن أخطر الآعداء هو الخوف.والآمر الجوهري هو ألا ننتظر المسيح ..أن البشر لايموتون حقا الا أذا فقدوا مبرراتهم في الحياة ,وهذا وحده مايجعلني أعيش بعد ....(غارودي،).. خرجت من السوق والشك يخامرني في أستقرار ضوء الشمس التي تلعب لعبة العتم والضوء الخافت والسماء تنقط بعيون المطر الناعم ..جلست في أحد المطاعم بين الوجوه المتباينة بالكبر والصغر بعدما تركت رسم صورة شخصية الحفيد بسنتر المدينة .. كسرات وجهي تعطي الزعل والغضب !!!..أنطلقت بالسير من جديد وأحرق سعرات ما أكلته ..سألت رجلا كرديا عن سوق العملة والصرف ..أجابني وطويات شعر رأسه تصطف كأجنحة الغراب الآسود ويمص سكارته الآجنبية بمتعة ..أشار لي بأصابعه المطبوقة على السيكارة وفمه يبخ في وجهي روائح الدخان عن مكان السوق .. دخلت بورصة المدينة والدنانير والخمسات والعشرات السويسرية مربوطة في لاستيك رفيع وأصفر اللون على مكاتب محلات البورصة ..محلات البورصة متقابلة ومتجاورة يقسمها ساحة مبلطة ..تختلف أختلاف كبير عن بورصة الكفاح في بغداد ..بورصة بغداد الكفاح يبتاعوا في الشارع والمحل والبيوت وساحات الشورجة حتى المقاهي من سينما الفردوس الى نهاية شارع الكفاح!!!..استبدلت خمسين دولار بألف دينار سويسري ..بينما أخرج من باب المحل ألتفت يمينا برأسي ..واذا بنظرات عيناي تقع على أحد السجناء الذي كان معي في أبي غريب ..واقف أمام محل مجاورللذي صرفت منه ..تصافحنا وقبلنا بعضنا بقوة ..أدخلني الى المحل ..قال لي ..جائع أم تشرب شاي ..قلت له ..أكتفي بالشاي ..قال لي وأنا أشرب الشاي ..كاكه ...(راحت الآيام السودة )..ووجهه كلون ثمار الجوز عريض يخفي أنفه المفتوح ..رأسه المدور عاري غير حليق ..و شعيرات حاجبيه غير منتظمة تنام على جفون عينيه العسليه ..تلبس قامته القصيرة والثقيلة الزي الكردي الخاكي وأقدامه الصلبة تلبس حذاء خفيف نسج من الخيوط البيضاء ..تفجر بوجهي كبركان نائم منذ سنين بحممه النارية ..ظل يقذف الشتائم على رجال الآمن والسجانة والعاني مراقب أحد الجملونات بالسجن ..يصفه بأقذع اللعنات ..(منيوك ..أخ الكحبه )..كان العاني معروف لدى السجن شاذ جنسيا ..قاطعته من هذا الهذر الزائد ..قلت له ..كيف يسير عملكم هنا ..قال لي ..بعد التوقف عن الشتائم ..نحن مرتبطون بسوق بغداد الرئيسي ..وعيناه تذوب اللون العسلي الى الآشيب بحدقات عينيه حين يغضب ..أستدرك غضبه ..وقال ..عفوا ...وهز رأسه المدور وهو يضحك ..وتبع جملته المبتوره ..(هم رحت زايد )..كاكه ..قلت له ..يعني سوقكم يعتمد بالشراء والبيع وتصريف البضائع على بغداد ..قال ..بأعتقادك أين نصرف بضاعتنا ؟؟؟..قلت له ..ماذا يصلكم من بغداد ..قال ..كل شئ ..يعني مثلا ..سوق العملة وجوزات السفر والسلاح وقطع الغيار والمواد الغذائية والآنتيكات وقطع الآثار وأشياء أخرى ..كل مادة لها روادها وطرقها وتعاملها وسوقها وعمولتها ..على سبيل المثال ..قلت له نعم ..جوازات السفر ..أسعار اللوك ..كان يمط شفتيه الثخينة عندما يلفظ كلمة اللوك ..سعره أعلى من المستعمل والمستخدم بكثرة عندما يشترى من تجار بغداد ..قال لي ..بالمناسبة أنا لم أسألك ..أنت لماذا أتيت الى هنا ..هل تشتغل في سوق العملة أو أتيت الى هنا للزيارة أم العمل ..قلت له ..كلا ..أنا أريد السفر خارج العراق ..وسكت ..أنظر الى وجهه الذي يسترق السمع ..قال ..كاكه يعني ..تريد تشتري فيزا أوربية ..أم تطلع قجق الى اليونان عن طريق تركيا ..أم ماذا تفكر ..حتى أقدر ان أساعدك ..ولسانه يتحرك بين فمه العريض ..أخرجت من بين محتوياتي من الكيس النايلون ..جواز سفر ..وضعته فوق المنضده أمام وجهه ..قلت له ..هذا الجواز أصلي وحصلت على فيزا تركيا من سفارة تركيا في بغداد ..فتح الجواز ونظر الى الفيزا ..ورقبته متوترة ويديه السمينة تمسك بالجواز كقارئ سورة الفاتحة ..ناولني الجواز ..قال ..أنصحك أن تحافظ على الجواز والفيزا ..(ديربالك من القفاصة )..ضحكت بصوت عالي وهو مشدوه من ككراتي المتتالية في الآصوات ..قلت له بعيون دامعة ..عفوا كاكه ..ضحكت على كلمة ..(قفاصة) ..قال لي.. حتى هذه الكلمة جاءت من أسواقكم ..طلبت منه أن يرشدني على مقر حشك ..نهضت وسلمت عليه بحرارة بالرغم تعب السفر والسير في المدينة ..وصلت عصرا الى محلية كركوك بمساعدة سائق السيارة ..سلمت على شاب جميل وأنيق يدير مكتب الآستقبال ..المكتب مؤثث على الطراز الآوربي ..عرضت تزكية الحزب وبطاقة الآحوال المدنية ..أخذها ودخل ممر مبلط ونظيف والغرف أسمع أصوات أبوابها عندما تفتح وتغلق ..رجع الشاب وقال لي بلكنته المختلطه بين الكردية وضعف العربية ..أتفزل!! مشكلة الضاد عند الكرد والمصرين معروفة في لفظ هذا الحرف العربي ... كاكه ..أهناك ..أخذني الى قاعة الآستقبال ..فيها كراسي مريحة وجلدية وأرائك جلدية سوداء ..نظيفة ..وتلفاز يبث قنوات عديده ..كردية ..عربية .. ...قال لي ..أنتظر هنا ..سوف يأتي يقابلك مسؤول المحلية ....جلست على الآريكة ..أنتظر المسؤول الحزبي ..لكن جسدي المتعب بث فيه الخدر وأجفاني غلقت محاجرها ..لا أعرف نمت أم كنت أحلم على أصوات ..رفيق ..رفيق ..يتبع


البابانيه ..هي أمارة بابانية ..نسبت وتقلد أمورها ..محمود باشا بابان ..لكن سيمت سليمانية ..على أحد المماليك سيلمان باشا ..أحد الملوك في الشيشان
غارودي ..روجيه غارودي فيلسوف ومفكر فرنسي



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث عشر
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثاني عشر
- سيرة بن سباهي ....الجزء الحادي عشر
- سيرة بن سباهي ....الجزء العاشر
- سيرة بن سباهي ....الجزء التاسع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن
- سيرة بن سباهي ....الجزء السابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء السادس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث
- سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني
- سيرة بن سباهي ..الجزء الآول
- ورقة من أوراق السير الذاتيه
- أوراق الطفولة
- أهل الشهداء ....ج
- أهل الشهداء ...ب
- ...أ..أهل الشهداء ....10
- أهل الآعدام ....9
- أهل النساء ....8


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع عشر