أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الوطن : لا يستأجر صحوات ابناءه ...















المزيد.....

الوطن : لا يستأجر صحوات ابناءه ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مصـادر موثوقـة تؤكـد علـى ان صحـوة عشائر الأنبار وما يجاورهـا والتـي تشكلت امريكيـاً ’ كانت الى وقت قريب حاضنـة للمقاومـة العاهـرة ـــ والقاعـدة البعثيـة منهـا بشكل خاص ــ تكلف قـوات الأحتهلال ملايين الدولارات’ ممـا دفعهـا للضغـط على الحكومـة العراقيـة ’ ان تتحمـل القسط الاكبـر مـن تلك المبالـغ المليونيـة والا سيدفع العراق امنـه واستقراره ثمنـاً عندمـا يعـود رجال الصحـوة الـى مـربـع الفوضـى الدمويـة ’ شيوخ عشائر الصحـوة ورجالـها المدججيـن بالسلاح والمـال والدعـم الأقليمي الجاهـز ’ والذين تجاوز عددهـم لأكثـر مـن ( 80 ) الفـاً في محافظـة الأنبار وحدهـا ’ يطلقون اشارات استفزازيـة ذات دلالات خطيـرة ’ تشير الى انـه فـي حالـة انسحاب القوات الأمريكيـة اويتوقف دفـع اثمـان صحـواتهـم ’ مـن سيدفـع لاحقـاً ليجنب العراق انهيـار الحالـة الأمنيـة فـي بغـداد وضواحيهـا والطرق التـي تربـط المدن العراقيـة ببعضهـا والعراق فـي الجـوار الشمالـي الغربي ’ وكحـل مستعجـل ضـاغـط ربمـا مخطط لـه بأتقان يطالبون في انضمام تلك الأعـداد الهائلة المسلحـة المدربـة والمشحونــة بالنوايـا المقلقـة الـى اجهـزة الجيش والشرطـة والدوائـر الأمنيـة كأمـر وقـع لتلافـي الكارثـة التـي يهـددون بهـا كيان الدولـة والمجتمـع بالأخطار الفادحـة اذا مـا انقلبـو وعـادوا الـى حيث هـم كمـا عـادت ....
مـع احترامي للبعـض الذي قـد ينطلق بصحـوتـه بدوافـع وطنيـة او قوميـة مخلصـة لا يطالب الوطـن بثمـن لهــا ’ وهـو على قناعـة ايضـاً ’ فيما اذا لـو استقـرت الأوضاع فـي العراق فسيجـد هـو وعائلتـه ومقربيـه وعشيرتـه طـرق افضـل لكسـب الـرزق الحلال فـي وطـن غنـي بكـل المقاييـس ’ تكفـي ثـرواتـه جميـع اهلـه ويفيـض عـن حاجتهـم .
الأغلبيـة ’ واستطيـع القـول ــ العظمــى ــ مـن رجال الصحـوات المتعددة لا ينكـروا ولا يستطيعـوا اقنـاع احــد ـــ والحالـة تـدعو للخجـل وتدفـع بأتجـاه غسـل العـار الذاتـي ــ ان مدنهـم وقراهـم وبيوتهـم ومساجدهـم ومدارسهـم ’ كانت والى وقت قريب ’ ورشـات لتجهيـز المفخخـات وصنـاعـة الأحزمـة والعبـوات الناسفـة ’ واوكارلأستيراد وتجميـع وتأهيـل المفخخيـن والمفجرين والبهـائـم الأنتحاريـة وزمـر الخطف والأغتصـاب والذبـح والسرقـة والأتجـار بمصائـر ضحاياهـم مـن العراقيين والأجانب ’ كانـوا كارثـة بكـل ما للكلمـة مـن معنـى دفـع العـراق ثمنهـا اكثـر مـن ثلاثـة ارباع المليـون شهيــد وملايين الأرامـل والأيتام وخراباً مروعـاً بالبنـى التحتيـة والفوقيـة وضيـاعـاً للأمـن والأستقرار وابادات يوميـة علـى الهويـة والأسم والأنتمـاء ’ وكان يـوجه بوصلة بشاعاتهـم مجاميـع الزمـر الضالـة المدانـة مـن بقايـا اجهـزة قمعيـة وضباط مغامريـن محترفين خطريـن تطبعـوا علـى العنف والغـدر والخيانـة وسقوط الأخلاق والقيـم الأجتماعيـة وتربـوا داخـل اوكـار ومؤسسات واجهـزة التصفيات والقتـل الجماعي للنظـام البعثـي المنحـط ’ انهـا قـوى لا امـان لهـا ولا ذمـة ’ تـواصـل تكريس تاريـخ البـداوة فـي تدميـر الآخـر ’ انهـا مـواصلـة امينـة لمـا ابتداءه النظام العنصري البعثي الدمـوي ولا زال يمارسـه بكـل دنـاءة ’ لهـذا فمـن يـدفـع لهـا اكثـر ممـا تدفعـه القـاعـدة ’ سيكون الحليف الأفضـل وبلا شروط ’ فحجـم الرشـوة هـو المقياس الأخلاقـي التاريخي لتلك التجمعات العشائريـة النازحـة الـى العـراق مـن ظلام همجيـة الصحـراء الغـربيـة والشماليـة الغربيـة ’ ومثـال ادوارهـم القلقـة ومـدفوعـة الثمـن فـي اشتراكهـم بثـورة العشرين لا زالت ازدواجيتهـا صـارخـة ’ الناس فـي العراق عضـوا علـى جراحهـم وضغطـوا مآساتهـم وحاولـوا مكابـرة مـوجعـة ان يتناسـوا شهدائهـم وضحـاياهـم ومهجريهـم ومهاجريهـم وعـن دورة الـذبـح والأغتصاب وسلـخ جلـد الضحـايا تشفيـاً فـي شوارع مـدن الصحـوة الراهنـة ’ عضـوا علـى كـل شـي فيهـم لا زال مخضبـاً بمـآساتهـم ’ عـــلً الأخـوة فـي الدين والوطـن والبقوميـة يقتنعـوا اخيـراً على ان التاريـخ قـد نـزع جلـده الرث لسيطـرة الأقليـة المهـوسـة بعقـدة السيطـرة والتحكـم بمصيـر الأغلبيـة مـن اهـل العراق واستعبادهـا ’ وان الزمـن قـد تغيـر تمامـاً’ وان الخطـاء المخجـل قـد تجـاوزه الواقـع العراقـي وقنينتهـم قـد انكسرت بعنقهـا بتاريـخ 03 / نيسان / 2003 وخـرج العـراق الذي كان مضغوطـاً داخلهـا بأهلـه ’ خـرج وتحرر دون رجعـة ’ عليهـم ان يقتنعـوا وينزعـوا احلامهـم الواهيـة ’ أن مـا يقومون بـه هـو مجـرد ساديـة مـوروثـة فقـدت صلاحيتهـا واسباب استمراريتهـا وقـد تجاوزهـا الواقـع العراقي تمـامـاً ’ وكـل مـا قـامـوا ويقومون بـه ويتوعـدون لناس بمخاطـره ’ هـو مجـرد محاولات لألحـاق الأذى بأهـل الوطـن وسوف لـن يحصـدوا في النهايـة سـوى ضـريبـة اخلاقيـة واجتماعيـة سيدفعونهـا اذا مـا تراكمت نوبـات جنـون ساديتهـم وانحرافاتهـم واضـرارهـم فـادحـة امام القانـون العـدل والرفض القاطـع للـرأي العـام .
ليأخـذوا مثلاً يقتدون بـه مـن عشائـر الجنوب والوسط العراقي ومدنهـم ’ ورغـم جميـع التدخلات الخارجيـة والزمـر المليشياتيـة المؤذيـة والأحزاب والمنظمـات والأجهـزة المخابراتيـة المدعـومـة اختراقـاً مـن دول الجوار الطائفـي والقومـي ’ لكنهـم تحملـوا وصبـروا وصمـدوا وطنيـاً وانسانيـاً واخلاقيـاً وقيميـاً واستمـروا مواقف مضحيـة الـى جانب العراق ولـم يفتحـوا ابواب مدنهـم وقراهـم وعشائرهـم ــ بأستثنـاء بعـض العلاسين ــ لمـن يكـره العـراق ويتوعـده شـراً ’ واستمـروا داعمين للجـوانب الأيجابيـة للعمليـة السياسيـة وجاهزين وعيـاً وارادة وقناعـة لتطويـر التجربـة الديموقراطيـة اخلاصـاً للشعب ووفـاءً للوطـن ’ وبهـذه الحالة لا يحتاجون الـى صحوات قـد يؤجروهـا لمـن يدفـع مهينـاً تاريخهـم الوطنـي او يهـددون بهـا الأستقرار والأمـن ومصيـر العراق بأكملـه او يبتـزون بهـا الدولـة والمجتمـع ليحققـوا مكاسبـاً دنيئـة مخضبـة بمعانات الوطـن ودمـاء وارواح الضحـايـا مـن اهلـه .
يـا رجـال الصحـوة : تراجعوا عـن طريـق الأبتزاز المسدود’ لا تهددوا بغـداد وضواحيهـا بالعـودة الى مـربع المـوت اليومـي ’ لا تكونـوا اداة معيبـة تحـت الطلب لزراعـة الفوضـى والرعب والخـوف فـي نفـوس اهـل العراق ’ وهـم اهلكـم علـى ما اعتقـد ’ اليـس كذلك ... ؟ ’ اغتسلوا مـن بقايـا طبـع البداوة والتراث البعثـي القميء وخرافـة امكانيـة التحكم مـرة اخـرى بمصـير اهـل العراق ’ ازيلـوا بقـع دم الضحـايـا عـن وجوهكـم وابتـداءوا بكتابـة تاريخـاً جـديداً مشتركاً مـع اهلكـم واخـوانكـم فـي العراق ’ ومثلمـا تطالبـون اهـل الجنـوب في ان يتقاسموا ثرواتهـم معكـم ـــ ولكـم الحق ــ افتحـوا ابواب مدنكـم المعلبـة كانتونات للعنصريـة والطائفيـة البغيضـة بوجـه اهلكـم ’ لقـد انتهـت لعبـة الأبتزاز والوعيـد والتهديد والتسلق على طهـور الآخرين ثـم كسرهـا بلا رحمـة ’ نبارك صحوتكـم ونأمـل لهـا ان تكـون وطنيـة مـن القلب والوجـدان ’ لا تعرضوهـا بضاعـة مخجلـة او تفرضوهـا ارتزاقـاً فـي اسواق الأختراقات الأقليميـة والدوليـة المـدمرة ’ لا تجعلوهـا اوراقـاً ضاغطـة مهـددة بأبشع الكوارث ولتصبـح اسبابـاً اضافيـة لمعـاناة اهلكـم وارباك الحكـومـة المـرتبكـة اصلاً نتيجـة الضغوطات غيـر العاديـة لقـوى الأحتلال والمقاومـات العـاهـرة والتدخلات الأقليميـة والدوليـة والعروبيـة الطائفيـة ’ الـى جانب ادواركـم السلبيـة المكلفـة مـع الأسف ’ دعـوا اهـل العراق يتناسون مـا كان ’ يسامحوكـم ويثقون بتصرفاتكـم ونواياكـم ويتقبلونكـم اخـوة فـي المصيـر المشترك ’ اهـل العراق طيبـون متسامحون لا يرغبون التعاطي مـع ثقافـة الأحقاد والكراهيـة والثأرات المـدمـرة ’ لا تضيعـوا فرصـة دخـول الحياة السويـة النافعـة الآمنـة المشتركـة مـن ابوابهـا الوطنيـة الصريحـة ’ انجـزوا وطنيـاً مـا تستطيعـون مـن صحوتكـم وعودوا الى حياتكـم العاديـة بعيـداً عـن عسكرة عشائركم ومدنكـم وثقافـة الضغـط والأبتزاز غيـر المجدية وقصيرة الحبـل ’ فالحكومة العراقية الراهنـة وفـي جميـع الحالات لا يمكـن لهـا ومـن غيـر المسموح لهـا وطنيـاً ان تـزرع كيان القوات المسلحـة والشرطـة والأجهزة الأمنيـة بأورام قـد تكون نتائـج اصاباتهـا فاجعـة فـي المديات القريبـة والبعيـدة ’ انـه امـر غيـر ممكـن اطلاقـاً ومثيـر للقلـق ’ وعلى الوطنيين مـن بينكـم ان يدركـوا ذلـك ــ بعيداً عـن النوايـا الخلفيـة لقـوى الأحتلال ـــ وعندمـا تصبـح القناعـة راسخـة على ان الحالـة لا تتطلب هـذا الكـم الهائـل المثيـر للريبـة مـن السلاح والمسلحيـن ’ عليهـم ان يتركوا استغناءً مـن ليس ظروريـاً منـه وينخـرطوا مواطنيـن صالحيـن مخلصين لوطنهـم ومستقبـل اهلهـم ويرتمـوا دون تردد او وجـل فـي احضـان مجتمعهـم ’ فالعراق الثـري جـداً يستوعبهـم ابنـاءً مـدلليـن ’ وثقـوا اخيـراً ان البعث لا يمكـن لـه ان يكـون تـراثـاً مشرفـاً لـكـم .
ان الوطـن لا يستـأجـر صحـوات ابنـاءه ’لأن فـي الأمـر مـن العيوب والمخازي مـا يخجــل .
19 / 01 2008





#حسن_حاتم__المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العمال الكردستاني : حق ’ وعدوان جائر ...
- الكرد الفيلية : جذور في وطن ...
- المصالحة : ان يصالح الوطن اهله ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الوطن : لا يستأجر صحوات ابناءه ...