أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصالحة : ان يصالح الوطن اهله ...















المزيد.....

المصالحة : ان يصالح الوطن اهله ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعـد التغييـر الذي حـدث احـتـلاً فـي 09 / نيسـان / 2003 ’ كُـسـر عنـق زجـاجـة الأزمتة البعثيـة ’ وفُتحت امـام العراق ثغـرة نُفـذت منهـا الى السلطـة كبـدائـل للنظام السابق قـوى كانت معارضـة ’ وكنـا نطلق عليهـا انذاك ـــ الوطنيـة والديـموقراطيـة ـــ ’ وكان هـذا ملـزمـاً ان يحـدث حيث لا تـوجد فـي حينـه بـدائل اخـرى فـي اليـد ’ وكـان مـن بيـن الخطوات المنتظـرة والملحـة ’ هـي ان يبـادر الـوطـن لمصالحـة اهلــه مـن ضحـايـا النظام البعثـي السابق .
لقـد تـرك النظام البعثـي ــ والمفـروض ان يكـون مقبـوراً ـــ ’ فـواجــعاً تاريخيـة وكوارثاً مـدمـرة لا يمكـن علاج اثـارهـا وتضميـد جراحهـا الا عبـر الصبـر والجـد والجـراءة الأستثنائيـة ونكـران الـذات مـن اجـل العـراق وحــده .
تـرك النظام العروبي العنصري ـــ غيـر المقبور مـع الأسف ـــ دمـاراً هائلاً فـي الأنسان والبيئـة والجغرافيـة والأقتصـاد والثـروات والتـراث والمتبقـي هـويـة مـن الثقافـة والحضـارة والتراكمـات المعرفيـة .
تـرك ملايين الشهـداء حـروبـاً وتصفيات جسـديـة وفكريـة وسياسيـة داخـل اوكار التعذيب ’ اكثـر مـن عشـرة الآف شهيـد مـن الكـرد الفيليين وتهجيـر المتبقـي بشاعـة غيـر مسبوقـة ’ اباد مـدينـة حلبجـة بأهلهـا ’ انفـل وعـرب ومـذهب وشـوه التركيبـة السكانيـة لمـدن كـردستانيـة ومدن فـي وسـط العـراق وجنـوبـه ’ فتـح تربـة العـراق مقابـراً جماعيـة لأهلـه ’ دمـر البيئـة التاريخيـة البريئـة قـي الجنوب العراقي اهـواراً ومكونـات هيـي اقـدم مـن العـراق ذاتــه ’ وفـي مسرحيات مشبوهــة ارتكب مجـازر الخطف والتغييب وبصمت همجـي دمـر الكثيـر مـن المـدن العـراقيـة فـي مجـازر المـدن . ’ جعـل العـراق ملجـاء للأيتـام والأرامـل والثكالـى والعـوانس والعجـزة والمعوقين جسدياً ومعنـويـاً ’ مسيجـاً بالفقـر والجهـل والـرذيلـة ’ دمـر الحقيقـة العـراقيـة ومـزق الهـويـة الوطنيـة التاريخيـة المشتركـة لمـكـوناتـه الأجتماعيـة عبــر تهجيـر واجتثـاث اكثـر مـن اربعـة ملايين عـراقيـة وعـراقـي ’ بينهـم خيـرة بناتـه وابنـاءه ’ واستـورد اكثـر مـن ذلك العـدد حثالات مـن المخـابرات ومافيات الرذيلـة ومحترفي الأجـرار وتجـار المخـدرات مـن دول الجـوار العروبـي والأسلامـي مسخـاً للتركيبـة السكانيـة التاريخيـة للمجتمـع العـراقي .
هـذا هـو البعـث العـروبي العنصـري والطائفـي ’ كـان ولا يـزال وسيبقـى فـكراً وعقيـدة وثقافـة وسلوكيـة وممـارسات ’ ولـم يبـق امـام العـراق خيـاراً ’ فأمـا ان يصبـح مشافِ معـافـى مـن اعـراض واصابات الطاعـون البعثـي ’ او ان يبقـى مصـاباً بـه بشكـل وآخـر ’ امـا ان يخطـو نحـو مستقبلـه كشعب يملك وطـن الثـروات والتاريـخ والحضـارة والتـراكم المعـرفي وجماليـة التكويـن الأجتماعـي ’ او ان يبقـى يـراوح خـراباً تتبـادل بؤس مصيـره ثقافات العنف والكـراهيـة والثآرات والممارسات المـدمـرة طائفيـاً وعنصـرياً بواجهـات ممـوهـة خادعـة ’ امـا ان يتقـدم نحـو الأفضـل ... ثـم الأفضـل ’ او يبقـى ردحـاً ساذجـاً فـي حالاتـه الأسـواء ’ انهـا عقـدة واشكاليـة الـوطـن ’ فـأمـا مصالحـاً اهلــه وحاضـره ومستقبلـه ’ او متصالحـاً مـع قــدره البعثـي عروبيــاً ... ؟
تلك الأسئلـة تقف الآن متحـديـة للـواقـع وعيـاً وارادة فتيـة وتـراكمات تجربـة مـريـرة ’ تبحـث فـي كيـان مـؤسسات الدولـة والسلطـة واجهزتهـا الحكـوميـة وخارجهـا عـن روائح للكـرامـة ونـوبات للشـرف الوطنـي ويقضـة للضميـر الأنساني وقيـم تحـاول الشفـاء جـادة مـن اوبئـة الخـراب البعثـي ’ ان القـوى الخيـرة متـوفـرة هنـا وهنـاك فـي مـؤسسات الـدولـة ومـراكـز السلطـة واجنحـة الأحـزاب ’ وانهـا كثيـرة فـي كيـان المجتمـع بطوائفـه وقـومياتـه واعراقـه ومعتقداتـه ’ انهـا الآن فـي صلب الحـراك اليـومـي ’ تنهض مـن عمـق المآساة وبـرك الـدم وتفاقـم الأزمـة وتفاصيـل المأزق ’ انهـا الخيرين المخلصين داخـل وخارج السلطـة مـدعـومـة ببـدائل المستقبـل ’ انهـا الـوطـن يصالـح اهلـــه .
كالعـادة نختتـم حسرتنـا واشلاء خيبـة الأمل والأحباط سـؤالاً للمخلصين لـوطنهـم وشعبهـم .
ايـة جـدوى فـي البحث بيـن مـزابل العـواصـم العـروبيـة وداخـل اوكار الخطف والأغتصاب والذبـح علـى الهـويـة ’ وورشات تجهيـز المفخخـات وتصنيـع العبـوات والأحزمـة الناسفـة وبيوتات استئجـار وايـواء وتأهيـل البهـائم الأنتحاريــة ’او البحـث سـذاجـة عـن بقـايا مـن مجـرمي النظـام البعث البغيـض عـن قتلـة لـم تتلطـخ ايـديهـم بـدمـاء الشعـب العـراقي ’ وان لـم تتـوفـر تتعـمدون صـب المـاء على ايـديهـم لتـبـدوا خـداعـاً علـى انهـا نظيفـة واصحـابهـا يستحقـون الأعتـذار والمـكرمـة والتعويضـات السخيـة تحـت خيمـة اسمـال المصالحـة الوطنيــة .
ومـاذا عـن ضمـائرهـم وقلوبهـم المعطوبـة ونـواياهـم الشريـرة وممـارساتهـم وسلوكياتهـم المنقوعـة بالـدم العـراقي المستباح يـومياً فـي مجازر الأنتقام والفتنـة والتآمـر الطائفـي العنصـري خلـف واجهـات بعثيـة متعـددة مصبـوغـة تضليلاً بالأدعات الكاذبـة لخلفيـات لا شـرف لهـا ’ وتتجـاهل بنفس الوقـت وتتـرك اضابيـر الضحـايا مغبـرة مكسورة الخاطـر علـى رفـوف ازمنـة القمـع البعثــي ’ ذكـريات بلـون الحـزن والأسـى ’ تلـوث ذاكـرة العراقيين وتستفـز الضميــر الوطنـي .
لمـاذا كـل هـذا العبث وعلى امتداد اربعـة اعـوام كلفت العـراق اكثـر مـن ثلاثـة ارباع المليـون شهيـداً وملايين الأرامـل والأيتام والمفقودين والمعوقين ’ فـي وقت يحتـاج الوطـن فيـه الـى ان يصالـح اهلـه مـن ضحـايـا زمـر ذلك النظـام البعثـي الكـريـه ’ هنـاك الملايين مـن بنات وابنـاء المقـابـر الجماعيـة والملايين المهجـرة والمهاجـرة انفلـة واجتثتاث ’ بينهـم الآلاف مـن الخيريـن المخلصيـن الكفؤيـن محبـي شعبهـم ووطنهـم يمكـن مصالحتـهـم وفتـح ابـواب الوطـن امـامهـم ومنهـم مـن هــم داخــل العـراق ليتحملـوا مسؤوليتهـم علاجـاً لجـروح الفساد واورام الرذيلـة والفـوضى المليشياتيـة بضمـادات الوعـي والمعـرفـة والثقافـة والقيـم الوطنيـة .
ايهـا الآخـوة الأفاضـل ’ مـن داخـل السلطـة وخارجهـا ’ سـاعـدوا الـوطن ووفـروا لـه فرصـة التصالـح مــع اهلــه اولاً ... بعـدهـا تفتـح ابـوابـه لكـل مـن يعتـرف بخطايـاه نادمـاً تجـاه ذاتـه ووطنـه وبجـراءة ونقـاء يخلـع ثـوب ماضيــه ويغتسـل وطنيــة امـام رحمـة اهلـه وشعبــه ’ فسعـة صـدر المجتـع العـراقي واسعــة .
06 / 01 / 2008



#حسن_حاتم__المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصالحة : ان يصالح الوطن اهله ...