أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زياد الأيوبي - رسْالة مُغلقة إلى القيادة الكرُديّة : هل نحنُ عِراقيوّن أمْ كُردستانيّون؟














المزيد.....

رسْالة مُغلقة إلى القيادة الكرُديّة : هل نحنُ عِراقيوّن أمْ كُردستانيّون؟


زياد الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 08:06
المحور: المجتمع المدني
    


الأشقاء الأعزاء قادة الشعب الكردي و أمناء أهدافه المطاطية السامية ... السلام "عليكما" و رحمة الله و بركاته.
في البداية، أشد على يديكم غير متملق أو متزلف، و أستميحكم عذرا لهذا الاقتحام المفاجيء لجدول اعمالكم المليئ بالمشاكل العصية و القرارات الصعبة مما يمليهم متطلبات التحولات المصيرية و الواقع المأزوم لمنطقتنا، اذ ان الحديث اليكم عملا بالقوانين المرعية، يستوجب المرور بسلسلة المراجع والمستشارين ، غير أن عشمي فيكم كبير الا تتحسسوا من إثارة أسئلة مدوية تنكأ الجراح و تثقل الخواطر، كونكم غرر القوم ممن تحملون قيمنا الروحية الثابته وتعلمون أن عزتكم مستمدة من عزة شعبكم و إن سلطتكم نابعة من أيماننا بقضيتنا العادلة و إن سلاحكم الظافر في كل المعارك كانت ولم تزل جماهيركم الابية..
أخوتي الأفاضل ... أن سؤالي اليوم ليس في حول على الفهم ولا يحتاج الى تقديم مسهب، و أنتم تتمتعون بالوفير من مزايا الكفاءة وخصائص القيادة عملا وتنظيرا و تأثيرا ، فالركن الاساس لأي طرح سياسي هو ان يكون ممكنا بالدرجة الاولى وأن ترتقي الى مستوى الطموح الجماهيري بالدرجة الثانية بعيدا عن الشعارات والوعود الرومانسية والتحليق في فضاءات الوهم ، غير أن ليس كل إنجاز في حدود الممكن ينفع أن يكون بديلا مقنعا عما ترتئيه الجماهير حقا طبيعيا لها وطموحا راسخا دفعت ثمنه مظالـما ومجازرا و أشلاءً و دماء.
إن من أولويات المسؤوليات التأريخية للقيادة الطليعية الواعية هي عملية التفاعل المتبادل بينها وبين الجماهير من أجل تفعيل قواها الكامنة بغية توحيد الارادة في عملية التطور فكرا وعملا، ومثل هذا التفاعل الخلاق حريّ بأن يحول دونكم والوقوع في تقديرات خاطئة والرضوخ لحلول ملوثة عانينا منهم الامرين عقودا في ظل المسخ البعثي والدجل العروبي وخطابهم الاستفزازي المستبد والذي اتسم بالكذب والنفاق والمداهنة و افتقر الى أبسط مفاهيم الحرية والعدل والقانون.
ولقد برهن لكم الشارع الكردي بأنه يملك سلفا قناعة بعدالة قضيته وشرعية طموحاته ولا يحتاج إلى من يلقنه دروسا في الوطنية والتضحية والايثار، والاستفتاء الشعبي الذي جرى على رؤوس الأشهاد والذي ناشد حق تقرير المصير والاستقلال التام في دولة كردستان أظهر جازما ميول الشعب و تطلعاتها الحقيقة، هذه التطلعات المشروعة بقوانين الأرض والسماء ، والتي أهملت من جانبكم و افردت إفراد البعير المعبد بدلا من ان تقدم كمشروع الى الحكومة التنفيذية المنتخبة و تنقل الى السلطة التشريعية حتى يجرى التصويت له او ضده ، كما ان السلطة القضائية والمفترض بها ان تكون المراقب المحايد لسير هذه العملية التزمت هي الاخرى سكوتا يلفه الارتياب من قدراتها جاعلين من العملية برمتها وكأنها ممارسة تخريبية مواربين الباب على مصراعيه لسفاسف المهرجين و لكل شامت رخيص و متربص سفيه و قزم بليد وكل من يفتقر إلى أدنى مقومات الشجاعة من تنظيمات هلامية و تجمعات طحلبية تسفِّه القيم وتدِّني المفاهيم، ليستلوا خناجرهم المسمومة ويزرعوها في جسد شعبنا الابي غيلة و نكاية ساعين إلى حشد العداء وتكالب المتربصين في عبارات لايمكن تردادها لإنحطاطها وسفالة قائليها ، فإن كنتم يا سادة لا تأخذون برأي الشعب ففيم إستفتائهم؟ وماذا كنتم تنتظرون من شارع يتبعكم –مع الاسف - كما القطيع للراعي؟ هل توقعتم نتيجة يرضي هذا المحيط الأهوج ؟ واية قيمة لرأي يرضي الجميع؟
لقد وافى الشعب بكل تعهداته، ولقد سمعتم الجعجعة و رأيتم الطحين، و عقدة الريب قطعت باليقين ، ونتيجة الاستفتاء خرقت بكل شجاعة كل الحدود المزورة و غربلت كل المقدسات الكاذبة، وجائتكم الجماهير بالقول الفصل .... فعذيركم ؟ ولسان حالنا يقول: فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدى!.
فهل نحن يا سادة – كوردستانيون – أم عراقيون ، فمن يطارد هدفين في نفس الوقت سيفشل في الحصول على أي منهما - وكلا الخيارين جرح هذا يسيل وذاك لا يلتام - و قد أبهم علينا الامر وصار خطبا لا عهد لنا بفك طلاسمه.
فأن كنتم قد قررتم باننا عراقيون فالاولى بكم أن تحثونا على النظر للمصالح العامة للعراق وتثبيت ركائزه أولا، ودعونا من العنتريات التي لاتستند الي اي حساب دقيق ولا تتعدى بالونات أختبار لتجارب معروفة النتائج مسبقا ولا تحملونا مالا طاقة لنا عليه ففي كل الاحوال عين الرضا عن الكرد كليلة.
وأقترح البدأ بتثقيف الكرد عن ماهية الفيدرالية واهميتها ونسبة نجاحها في العراق (بلغة مفهومة) خصوصا بين اهالي ضحايا حلبجة والانفال والمقابر الجماعية والسجون المظلمة وتقديم الضمانات الكفيلة بأن مآسيهم سوق لن تتكرر، وعقوبة المدانين ممن حكموا العراق بالنار والحديد وانصارهم ، كما لابد من بناء هوية عراقية جديدة و اعادة الثقة بين السنة والشيعة وبين الكرد والعرب والتركمان والاشوريين والكلدان والصابئة على اسس وطنية بعيدة عن الاهواء الحزبية والعشائرية والطائفية.
فأيا نحن فإنا و إياكم على الدرب ماضون ولو كره الواعون والمثقفون ، وايا تختارون فأمضوا و نحن القطعان المأمورة من ورائكم ولسوف ترون تسابق المتملقين في إبداء الولائات لكل صفقة تطبلون لها و تزمرون، فبفضل ارشاداتكم الحكيمة جعلتمونا كالقردة نرقص على كل الانغام مهما بلغ فيهم النشاز والخروج عن المألوف ، ومن يسول له نفسه ان يمس أختياركم بسوء سنريهم الهرف وأيمن الله ... أنبؤونا مع نوفل الشكر.



#زياد_الأيوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَلْ يُصلِحُ نوَشِروانْ مٌا أفسَدَ الدّهرُ
- لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك أن فعلت عظيم
- ألرد على مقالة سليم مطر - شمال العراق وسياسة التصفية العرقية ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زياد الأيوبي - رسْالة مُغلقة إلى القيادة الكرُديّة : هل نحنُ عِراقيوّن أمْ كُردستانيّون؟