أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زياد الأيوبي - ألرد على مقالة سليم مطر - شمال العراق وسياسة التصفية العرقية الكردية















المزيد.....



ألرد على مقالة سليم مطر - شمال العراق وسياسة التصفية العرقية الكردية


زياد الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل الحكم على اي كتاب أو مقالة أو خطاب سياسي وبغض النظر عما  ينشده المؤلف والكاتب من أغراض، ينبغي علينا كقراء و محللين أستدراك الحيثيات والمعطيات والحقائق والذي يتضمنهم هذا النوع من المنتوج الفكري ومدى موضوعية الكاتب ومقدار تعمقه في صلب المواضيع قيد البحث ودرجة مسؤوليته ومدى دأبه على فرز الحقائق الثابتة من الأكاذيب المختلقة ، إضافة الى ان الظروف الذاتية ومسار التيار الفكري الذي ينتهجه سوف تنعكس بصورة أو بأخرى على مسار البحث مما قد يؤدي الى فقده الموضوعية المنشوده ولربما الأنحياز الأعمى لأتجاه دون آخر. فالذي يؤلف كتابا لا بد وأن يضفي شيئا من عنده ليميز موضوع الكتاب عن ما سبقهم. غير ان المسؤولية التأريخية يحتم الا تكون هذه الاضافات خارجة عن حدود آداب الحديث والأنتقاد البناء وان لا تنتهج أساليب الأثارة الرخيصة وشحذ الحساسيات بين طرفين متنابزين ترمي الى خلط الاوراق واشعال نيران الفتنه وحمامات الدم الكفيلة بأجهاض حركة الكفاح الوطني عن طريق دس الأكاذيب وأختلاق وتضخيم الأحداث البينية والهامشية.

 

ولا أخفيكم قدر الصدمة التي انتابتني وأنا أقرأ مقالة السيد سليم مطر وتوجهه اللامسؤول وجهده الدائب و المتفاني في تضخيم و توسيع ما يسميه (بالدور القيادي) للأحزاب التركمانية في المعادلة العراقية وتوسيع المكان لهم في الواجهة والذي يعتبر أخلالا صارخا بالثوابت الوطنية وتزويرا فاضحا تقف على طرف النقيض تماما من مسار الأحداث وثبوتية التأريخ لما يقارب القرن من العهود المظلمة ،  الهدف منه ذر الرماد في العيون وإثارة الأكراد على وجه "الخصوص" وتأليب شعورهم القومي لجرهم الى صراعات بينيه وجانبية لغرض تمرير مؤامرة ما عادت تنطلي  خيوطها على أحد.

 

 ولا يسعني هنا الا أن أهيب بكل فئات الشعب العراقي و بمختلف تياراته وتنظيماته السياسية المخلصة بما فيهم الأغلبية الساحقة من التركمان الشرفاء المستقلين ان يضعوا نصب أعينهم سلامة الوشائج والأواصر بين شعبينا الصديقين ألكردي والتركماني وخطورة المرحلة الراهنة، لقطع دابر كل من يخول له نفسه من الصيد في المياه العكرة وان لا تترك الابواب على مصراعيها ليتسلل من خلالها الدخلاء والمغرضون للنيل من الجهد الوطني وزعزعة الثقة بين شعبينا الى ان نصل بر الأمان في غد ديمقراطي يكون لنا فيه صوتنا وكلمتنا المسموعة ودورنا الأيجابي في بناء مجد عراقنا الحبيب. 

 

منذ البدأ، وعلى عادته القديمة في تزويق الأكاذيب وتزوير الأحداث التأريخية بما يلاؤم طيف أهواءه المتعددة والمتناقضة في جميع نقاشاته البعيدة عن الموضوعية من طروحات "ألأممية العالمية" و"العراقية الأقليمية" و"ألوطنية الصادقة" و" العروبة المنصفة" وبدافع من حقد أسود دفين ونزعة عدائية مستميته ضد كل ما هو كردي  الأصل والديدن تشبعت به روحه "الأنسانية السمحة" الخالية من أي شكل من أشكال "التعصب" الناهلة للحقائق من ينابيع الفكر الماركسي "ألحر" و "ألأستقلالية الذاتية الشيوعية"  بشكل يثير الرثاء والإشفاق ، يحدثنا مطر عن أحدث إستقرائاته الفكرية .. وتجلياته الشيوعية الأممية المحبة للسلم والسلام بين الشعوب الى النخاع ونبذه للعنصرية البغيضة ومن  يزكون أجيج نيرانها من الشوفينيين  ليستهل الخطاب بمصطلح " ألإحتلال" لكركوك ... ومن قبل من ... من قبل أولئك الناس من جنس البشر والذين لولا أجدادهم لكان سليم مطر ينطق بلغة أم صليبية ولا يربطه بلغة الضاد رابط ولربما يقاتل في الخندق المقابل للثورة الفلسطينية. فهو يقول بالحرف الواحد " ذكرت الاخبار الاخيرة عن موافقة القوات الكردية التي تحتل محافظة كركوك" ودون أن يكلف نفسه ونهجه " الأنساني" و"الفكري" و "ألأبداعي" في الكتابة من التحقيق في صحة الخبر أو على الأقل التذكير بالمصدر. وهو الذي يدعي بأن "هدفة الاول والاكبر في حياته الابداعية تكوين مشروع ثقافي  يعيد احياء  الامة العراقية  التي قد انهكتها الحروب والصراعات الاقوامية والطائفية والحزبية".

 

ولا ندري مذا يقصد بالضبط "بالأقوامية"  .. والتي تبدو كجمع تفليش  و تقبيح و تهميش لمصطلح ا لقومية .. وكيف لا وثاني أكبر قومية في العراق (وعلى عينك يا مطر" هم الأكراد ... أما لفظة ألطائفية فظني به يقصد السنة والشيعة،  وفي هذا الصدد يعلم القاصي والداني بأن العراق كان خاليا من مثل هذه التيارات حتى تبؤ ابن العوجة سدة الحكم ،  وبالرغم من وجود بعض الحساسيات والتي كانت محصورة في سجالات الراسخين في العلم في التشريعات السماوية من الطرفين فأنها لم تتجاوز هذا المحيط ولم يتسلل الى الشارع العراقي كما يريد "المفكر المبدع" ايهام القراء. ناهيك ان الطائفية هذه استهدفت في أولويات تطبيقها من قبل جلاوزة البيجات،  الأكراد الفيليين،  والذي لم يكلف سليم نفسه المرور عليهم حتى مرور الكرام.   أما ألحزبية .. فحدث ولا حرج. فالأحزاب الكردية على رأس القائمة كعادة  سليم..

 

 وطبعا لن يستطيع أحد أن يقول شيئا نابيا عن ماضي الأحزاب التركمانية لانها وخلال عقود التأريخ العراقي لم يكن لهم وجود. وحيث ان الأحزاب "الطليعية" هم الآلية الوحيدة لتحرير الشعوب المضطهدة "حسب مناهج الشيوعية بمختلف تياراتهم القومية والطائفية والحزبية والليبرالية والتحريفية ...إلخ"  فإن تحصيل الحاصل يؤدي بنا الى استنتاج واحد  يتيم " وهو لم يكن للتركمان دور في المعادلات العراقية ولمدة يفوق القرن وذلك لأفتقارهم الى أحزاب رائدة تقود الجماهير التركمانية إنطلاقا من " اوزبكستان ومرورا بقرغيزستان وكازخستان وإنتهاء بطاجكستان" على ضوء اجتهادات هذا "العراقي" في بحثه الوافي عن أصول التركمان .. وان وجدت ضمن الأطارالجغرافي الذي رسمه (سليم آبي) .. فهذه الأحزاب حتما لم تكن عراقية. لذا نتوجه بالسؤال الى الأستاذ المبدع: ما الداعي لوجود الأحزاب التركمانية الآن وقد تحرر العراق من حكم الطغاة والى الأبد؟ ...

 

 وطبعا جوابه حاضر وهو الخوف من العنصرية الكردية والتي حتما ستقوم بتهجير التركمان الى .. الى .... كردستان ... و"تكريد" تركلان و طوبزاوه و قوله ...(طبعا كعادته لم يسمع بهذه المناطق)  غير ان المشكلة الأساسية هي ان عملية التكريد هذه  سيكتب لها الفشل حيث ان التركمان سيزالون في كردستان ... حسنا .. لربما ستقوم شركات انتاج السلاح الكيمياوي الكردي بألقاء بعض القنابل الجرثومية محملة على طائرات "ألميغ 29 الكردية التصنيع" على المناطق الآهلة بالتركمان ... في كردستان ... عفوا .. هذه ايضا لها مشاكلها الطوبوغرافية  ...كاكه سليم .. ما رأيك في أن نعاملهم نفس معاملة "تركيا الديمقراطية جدا"  لأكراد الشمال ... مثلا في تقطيع أوصال فدائئيهم و بتر أعضاء مقاتليهم (وما أكثرهم) و قصل رؤوسهم .. ثم أخذ الصور التذكارية مع أشلائهم وأرساله الى أهالينا ... كمعايدات و بطاقات تهنئة .. هل هذا لطرح التركي والممارسة الأنسانية أقرب الى نوازعك الأبداعية.. أم  أن آفاقك الواسعة ولواعجك الروحية  واستقرائاتك الأبداعية المتمثلة في تلهفك لدخول الجيش التركي المعروف بشهامته الى لكردستان جديرة بأن توسع هذه الآفاق أكثر لتأتي ألينا بالقول الفصل في إنهاء التركمان.

 

 يستطرد  ألقلم الزاعف بالسم في السرد الروائي ويوصم جميع الزعامات القومية الكردية بالأستبداد ... وبأنها غير مدفوعة بحس القانون والعدل والضمير بل بحس موازين القوى والخوف فهي بعد كل جرائمها العنصرية ضد سكان" الشمال" .. وفي الرد على هذا أقول .. صدقت ورب الكرملين .. فلقد ذبح البارزاني سبعة ملايين فلاح كردي .. (أللهم هل بلغت).

 

غير ان الملفت للنظر هو هذه المحاولة البائسة واليائسة في وشم الاحزاب الكردية على وجه التخصيص و"الأستثناء"  ناسيا أو متناسيا بأن شخصه الكريم كان ولربما لا يزال شيوعيا مؤمنا بالثورية و الأنقلابية المفتقرة الى آليات تطبيق أو ممارسة الديمقراطية   سواء  في السر او في العلن حيث المحسوبية والشللية و غياب الشفافية في مناخ من السرية ناهيك عن كون مجمل الأحزاب الشرقية سواء في الحكم أو في المعارضة (ان وجدت)  لا تختلف في جوهر ممارساتها اللاديمقراطية عن الحكم المراد تغييره  و تدوس على الأفكار الذي ينادي بهم في لائحته الحزبية كلما اقتضت الضرورة "التأريخية والجدلية" . غير ان للمبدع الفطحل سليم مطر وجهات نظر خاصة قدر تعلق الأمر بالأكراد.

 

 ومن ثم يستطرد في هذيانه عن الأحزاب الكردية: وقيامها بعلميات التصفية العرقية ضد العرب وتهجير آلاف العوائل وتخريب المسجد الشيعي المقدس لتركمان طوزخورماتو، (وكل هذا خلال يومين عزيزي القاريء: أليس من حقنا اذن التكهن بأن سوبرمان والرجل الوطواط والرجل العنكبوت أكراد لا يشوبهم شائبة)  إضطرت ان تخفف من عنجيتها وروحها الاستحواذية بمجرد إن تأكدت من صحة التهديدات التركية بارسال قواتها لشمال العراق وفرض القانون بقوة السلاح

 

ويبلغ بالسيل الزبى ولما يزل في صفحته الأولى ... أولا .. لو قام الأكراد بتهجير "الآلاف" من العرب كما يهذي .. لما بقي منهم أحد في كركوك .. فهم يعدون بالآلاف على كل حال .فما زال العرب (العشرة آلاف دينارو الوافدون من بني جلدتك يصولون ويجولون في كركوك). اما عن التصفيلت الجسدية فلم تزدنا علما بالعدد وحيث ان التصفية الجسدية جريمة أكبر بكثير من التهجيرالقسري فكان الاحرى بك ومن باب "ألابداعية" و "الموضوعية"  المعروفة عنك ان تزيدنا علما بالارقام لان وقعها حتما كان أكبر على "شيوعي حريص" مثل شخصك "الكريم" ولو كنت صادقا لآليت على نفسك الوصول الى رقم .. وهذا الزلة الابداعية تجعل فضيحتك "بجلاجل".

 

ثم منذ متى حرص شيوعي على ابقاء مسجد أو تقديس مصلى لتبدأ بها أنت..  لماذا لا تكتب عن المساجد والكنائس التي سويت بالأرض في عهود أجدادك وملهمي عبقريتك في تأريخ المغفور له الأتحاد السوفيتي  ومن لف لفه من الدول والأفراد المؤمنين بتحرير الأنسان من "الصراعات الطائفية" أمثالك. يبدوا لي ان حرصك نابع من حقيقة كون الفاعلين أكرادا .. اذن فالجريمة في فكرك المبدع غير مرهون بديدن الفعل بل بقومية الفاعل . ثم هل يا أممي أصبحت بين عشية وضحاها تؤمن بأن الرجال قوامون على النساء،  وللرجل مثل حظ انثيين،  وشهادة رجل واحد تساوي شهادة إمرأتين و رجم الملحدين بالحجارة. أم انه دليل قاطع  بان ا لحركة التي تنتمي إليها وتمثلها سياسيا هي عاجزة في الأصل في خوض الصراع السياسي من أجل الظفر بالسلطة وهذه التلاعب بالكلمات ليست سوى مراوغة وخداع الأتباع والمؤيدين مهما بلغ الثمن، أم انك نسيت أدبياتكم الوفيرة عن عن " تأريخ الإسلامي الدموي" على صفحات "قضايا السلم والأشتراكية" أم تغافلت عن نزع الفكر الديني لكونه بالنسبة لكم لا يستمد واقعيته ووجوده الموضوعي من المصالح المادية المباشرة للإنسان.

 

و ما هذه القوانة المشروخة و التي تعلمتها حتما من هؤلاء الناشئين من الساسة التركمان (البرجوازيين الصغار حسب مفهومك الماركسي) .. وهو خوف الأكراد من دخول الجيش التركي . ماذا تريدنا أن نفعل .. نطبل ونزمر على شاكلتك وبقية الأقزام. ولتعلم بأن العراقيين، كل العراقيين قد حذروا تركيا من مغبة الدخول العسكري والتي ستكون  بالنسبة لهم مهلكة حقيقية وذات عواقب سياسية وأقتصادية تركيا اليوم في غنى عنهم ، إضافة الى رفض الشارع التركي عرضا و طولا لمهام ومقاصد وأغراض مثل هذه المغامرة الطائشة لأن الغرض الأمريكي من جر المؤسسة العسكرية التركية الى المأزق لا ينبع الا من الحرص على مصالحهم الآنية في تقليل الأصابات والخسائر في صفوف الجيش الأمريكي وليس لسواد عيون الأتراك دع عنك التركمان (والشيوعيين).

 

ثم أنى لك ان تتفوه بهذه الترهات وأنت المرتوي من ينابيع الفهم والعلم والتحليل .. هل تعتقد ان تركيا كانت ستتردد لحظة واحدة لو تيسر لها الأجتياح العسكري لكردستان؟  هل تعتقد بأن تركيا المنهكة أقتصاديا على عتبة الافلاس والمنحلة أجتماعيا حيث تصدر الراقصات بالكيلوغرام والمكروهة أقليميا  من الأكراد والعرب (هل تتذكر الأسكندرونة يا حفيد عدنان وقحطان أم ان الأحتلال التركي له له تفسير شيوعي يرضي الجميع) وأوروبيا " للحديث شجون" ودوليا ... بأستطاعتها المغامرة بالدخول  من دون رضى ولي النعم "أمريكا" في سبيل حفنة من أنصار الجبهة التركمانية ... والذي يقودهم بغدادي على حد زعمك .. "لربما تلميح منك بأن بغداد أيضا من تركات طغرل بك" .. أما سمعت بمصطلح الخطوط الحمراء والذي يسري مفعوله على الجميع من عنصريين أكراد أمثالنا الى قرة عينيك تركيا "الديمقراطية جدا" ...  ألم يبدر الى ذهنك الوقاد بأنه لولا الدولار الأمريكي لعجز الأتراك عن درء مخاطر حزب العمال ...ناهيك عن القوت اليومي لملايينها الجائعة. ثم ما هذا الحب العذري بينك وبين تركيا الرأسمالية والداخلة سرا وعلنا في معاهدة مع أسرائيل الذي يستبيح كرامتكم العربية في رابعة النهار. أم كان أحرى بك الأنتظارعلى الأقل حتى يستلم حزب "الراكاح" مقاليد الحكم إذ آنذاك سيكون عذرك أيديولوجيا. المهم ، لنعد الى طروحاتك حيث تستمر في قظم جوز هورامان وتقول:

وهذا الواقع يؤكد حاجة العراقيين الى تقبل فكرة قدوم القوات التركية الى شمال العراق، لأنها سوف تلعب دورا ايجابيا في تهدئة المنطقة وتخلصيها من حالة الفوضى المتفشية فيها بسبب هيمنة الميليشيات الكردية العنصرية وكذلك عبث الميليشيات الكردية التركية الانفصالية.

 

نلاحظ مرة أخرى مصطلح "ألشمال"  وحيث أننا متهمون  شئنا أم أبينا بالأنفصالية ... فأزيدك علما يا سلوم بأن شمالك الحبيب هذا ماهو الا "ألجنوب" في معاييرنا نحن الأكراد. يا حفيد عدنان وقحطان ويعرب،  ان أول من تصدى لفكرة دخول الجندرمة من بقايا آل عثمان و يهود ألدونمة من سالونيك الصليبية .. هم عرب الفلوجة .. الذين أقسموا بتحويل أرض العراق مقبرة لهم ... وكافة فئات الشعب،  ألشيعي منهم والشيوعي في الجنوب العراقي لهم نفس الموقف. تريد أيهامنا بأن الجيش التركي سيكون عامل استقرار .. يا أخي الأقربون أولى بهذا المعروف .. فلماذا لا يقومون بذلك في عقر دارهم؟  ولو كان للجيش التركي هذا الدور الانساني الفذ لماذا لا تنادي بدخولهم الى الضفة الشرقية وقطاع غزة لكي يوفروا بعضا من هذا الاستقرار لأخوتك الحقيقيين وليس أخوتك من شقيقات بنت خالة زوجة جيران صديقة أمك .. ثم اية فوضى وميليشيات كردية هذه التي أقضت مضجعك الوفير في بلاد اللجوء السياسي والضمانات الاجتماعية والقوت الحلال الحاضر بدون قطرة عرق (والا من اين لك الوقت لكل هذه النتاجات الابداعية والكتب الفكرية).. كيف تسمح لنفسك وأنت الشيوعي نصير الشعوب المضطهدة و سليل الثوريين بأن تعيش على فتات موائد الامبرياليين مصاصي الدماء.

 

ذكرت بالحرف ميليشيات عنصرية .. و ميليشيات أنفصالية .. هل لكم بألقاء الضوء على اوجه الفرق بين الأثنين .. وما دمت جريئا الى هذا الحد فلماذا لا تسمي الأشياء بمسمياتها ولماذا لا تقول الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني .. مم خائف أنت فلست في كركوك لتكون هدفا لعبثهم و اعتدائاتهم .. أنا مثلا أقول وبالحرف الواحد ودون أعتذار من أحد .. (طز في الأحزاب التركمانية الذيلية حاضرا ومستقبلا وفي كل من يدافع عنهم وبالأخص شخصك اللئيم) .. وطوبى للتركمان أخوتي و أخواتي عضيدي الأكراد في كل مصاب ومحنة و كرب ولو عن أضعف الأيمان، فكلا الشعبين على علم بسلبيات وايجابيات الآخر ولولا الدخلاء المغرضين الحاقدين امثالك ممن لا يعرفون بمدى عمق الوشائج بين شعبينا لما كان بي حاجة من الرد على خطابك المسموم بالأحقاد والأفترائات والأكاذيب والذي يتسم بها كل سطر يسطره قلمك المأجور وضميرك المنعدم ,أخلاقك الهابطة ومستواك الضحل.

 

نستنتج أذا، ومن خلال شغفك الكبير بعدالة الدولة التركية و انسانية جيشها المتعاضد المتداخل المتفاعل مع أحفاد صهيون لا بد وانك تفخر بالاستقرار الذي ينعم به أهل الأسكندرونة . بل تذهب الى أبعد من ذلك وتتمنى لكركوك الذي بذلنا من أجله كل غال ورخيص ودككنا قلاع الجائرين عقودا و عانينا النزيف الدموي النصفقرني والسموم و الغازات والأنفال والتعريب والتهجير والمقابر الجماعية والاعدامات الصورية ووشم الجباه وقص الآذان  .. و .. و .. لتخرج لنا أنت ولا أدري من تحت أية "صريفة" في "الجنوب الحبيب"  لتنعم علينا بالحل الأشمل والقول الأفصل والطرح الأكمل في كل مآسينا و جراحاتنا  ومصائب وجودنا،  في الأجتياح العسكري التركي ضاربا بأبسط المفاهيم والقيم الانسانية من نبل وعدالة و أنصاف وأعتراف بالحق ورفع الضيم وتجريم الطغاة عرض "الصريفة"  لتكمل وعن جدارة حلم آل صهيون .. وكل هذا من أجل خلاص التركمان من بطش الكرد !  صدق المتنبئ حيث أنشد:

 

ذل من يغبط الذليل بعيش  ... رب عيش أخف منه الحمام

 

ويستمر قلمك المأجور في تزوير الثوابت ويرتفع عقيرتك بالنهيق: فتقول متحدثا عن كركوكنا المكلومة بخناجر الدخلاء على مر العصور:

وهي منطقة مقطونة باكراد وعرب وتركمان وسريان. ان الاكراد فيها لا يشكلون ابدا الاغلبية وفي احسن الاحوال لا يبلغ عددهم اكثر من ثلث السكان

وكعادتك قبحك الله تذكر مجموعة من الحقائق البديهية لتدس بينهم كذبة كبرى لتعطي انطباعا بأن الكذبة هي حقيقة. فنعم, كركوك سكنه منذ القدم الكرد والتركمان مع أقلية عربية محصورة في بعض الباعة المتجولين في أحياء كركوك الفقيرة الى أن بدأ التعريب ألمنهجي إبان وزارة ياسين الهاشمي والذي أستهدف المناطق الغنية بالمياه أطراف المحافظة. ومن الجدير بالذكر الأشارة الى موقف كبريات القبائل العربية النازحة الى المنطقة حيث أرسل شيوخها بمبعوثيهم الى الشيخ محمود الحفيد  أواسط الأربعينات يستشيرونه في استقرارهم في سهل الحويجة ويستلطفون الأجواء. وان دل هذا على شيء فانما يدل على معرفة تلكم القبائل بكردية الديار وأحقية الأكراد به والا لما الأستشارة بزعيم كردي.(لربما لم يكن الشيخ محمود كرديا أصلا اذ حسب أجتهادات المعتوه مطر أفندي فأن أصل الأكراد يعود الى قبيلة قريش العربية ... وبذا فنحن لسنا من العرب المستعربة.. لا وألف لا بل نحن من العرب العاربة ..وهذا النمط الغريب العجيب في الجهل المركب والتعصب الأعمى والأعرج والأبكم الأصم  لا يسئ الينا نحن الكرد،  بل العقلية والثقافة العربيتين مجملا لما يحمل في طياته من ضحالة وسطحية هذا المغفل العربي المستخف بالقراء والمثقفين)..ستشارة 

 

 ثم لا يذكر لنا مصدرا واحدا لمعلوماته المستقاة هذه من بواطن نفسه المريضة،  أذ يستحي ويتغافل عن ذكر نسبة الأكراد حسب الإحصائية الرسمية الوحيدة والتي جرت في العام 1957 أذ أن الأكراد شكلوا الأغلبية الساحقة من حيث التكوين السكاني للمحافظة ومن بعدهم التركمان. جاءت نسبة الأكراد بمعدل 48% والتركمان 28.2% والعرب 21.4% وتعد هذه الأحصائية فريدة في نوعها من قبيل الدقة والمشروعية. وطبعا تطعن أنت ألمؤرخ المجرد من الضغائن الشوفينية والأحقاد القومية في شرعية مثل هذا مستند .. لان التعداد قام بها دولة يتحكم فيها القوميون الغلاة من العرب فضغطوا على بعض العرب والتركمان على تسجيل أنفسهم أكرادا (على حد قولك) .. وتحليل ذلك له باب واحد احد لا ثاني له.. ربما كان  لتقليص عدد التركمان و دفع شر ثوراتهم ودرء أنتفاضاتهم المسلحة والتي باتت سكينة خاصرة تقض مضجع الحكام في بغداد  في الأعوام 1919 و 1922 و 1924 و 1930  بقيادة الشيخ محمود الأوزبكستاني وثورة أيلول 1961 بقيادة الملا مصطفى الطوراني  وآخرهم في 1976 بقيادة جلال الطاجيكستاني .... (سليم أي نوع من أنواع  حبوب ألأكستاسي تدمن عليه أذ ان النتائج في الأنسطال تبدو مضمونة ).

يستمر المطر في الهطول والاعصار : علمان بان معظم الاكراد الحاليين هم مهاجرين اليها من الجبال الكردية بعد اعوام الثلاثينات للعمل في شركات النفط. لهذا فأن عناصر البيشمركة بعد اجتياح المدينة منذ اشهر قاموا بحرق دائرة الطابو بعد الاستيلاء على وثائقها ومن ثم القيام بمنح اوراق الملكية والاقامة المزورة الى اكراد من مناطق اخرى بما فيهم اعداد غفيرة من اكراد تركيا.

أن كنت قد عشت في كركوك يوما واحدا لعلمت بأن شركة النفط كانت حصرا على التركمان (والسنة منهم في ذلك) ومنذ أيام آل عثمان اذ على نقيض ما تريد افهام القراء فاكتشاف النفط في العراق سبق الوجود البريطاني واستحوذت عائلة "ألنفطجي زادة" التركية على استخراج النفط وعليه التسمية،  و بتشجيع وأيعاز من ولي النعم العثماني أستثني الأكراد من العمل في مؤسساتها الا القلة القليلة ممن كانوا على دراية باللغة التركية والذين كان لهم أقارب خدموا في  والمحسوبين على الجيش العثماني. غير ان قدوم الأنكليز واحتلالهم للعراق شجع الاثوريين والكلدان على الأنخراط في أجهزة المؤسسة.  ولو كلفت نفسك عناء الرجوع الى كتب التأريخ يا  "مؤرخ"  لزدت علما بحقيقة كون كركوك وضع حجر أساسه من قبل الميديين 1600 ق. م  وما هؤلاء الا جدود الأكراد حسب دائرة المعارف البريطانية و أرشيفات جامعة السوربون وموسكو ومعاهد التثقيف الشيوعي وجامعات الصداقة بين الشعوب ... الصالح من المصادر والطالح كما ترى.

 

ثم أن فكرة منح هويات التركمان ودفاتر نفوسهم لأكراد تركيا لن تفوت على أحد فهؤلاء و بتفعيل من أحبتك و أشقاءك الأتراك (واهبي الأستقرار للانسانية) قد حرمو من تعلم لغتهم الأم و هم لا يفقهون اللهجة السورانية وحتى ملكتهم في لهجتهم الكرمانجية تعد ضعيفا قبالة ما هو عليه قدرتهم في اللغة التركية ... ثم لم تخبرنا ما الموجب لذلك ... ولو فرضنا جدلا بأن كل أكراد تركيا وبقدرة قادر قد أصابهم مس من الجنون ونزحوا الى الجنوب وتركوا كل الشمال لمثلك الأعلى في انسانية وعدالة الدول المحبة للسلام  .. تركيا !!.. الا يكفي هذا بان يكون لك باعثا بمشاعر الفرح  و اليمن والخيروالبركات  حيث سينتهي والى الابد مشاكل تركيا الامنية و يتنفس اقتصادها الكسيح بعض الصعداء ..

 

ثم الا تخبرني "بالماركس" عليك ! ما مصدر هذا ألأعجاب من شيوعي ثوري بروليتاري قبالة دولة رأسمالية يتحكم فيها قلة قليلة مصاصة للدماء بالأنتاج وعوامل الأنتاج .. أم أن المفاهيم الشيوعية العليا لديك قد أكل عليهم الدهر وشرب وتقيأ   .(لا لا لا يا  سليم .. حججك فاقت معايير الضعف وبدأت تلمس حدود السخافة ..)

 

ويستمر المزن:

 ان كركوك تعتبر تاريخيا وحتى الوقت الحالي مدينة تركمانية عراقية إذ يتقن معظم سكانها اللغة التركمانية بما فيهم العرب والسريان

 

يا قرة عين الأمهات التركمانستانيات .. كون الأكراد يلمون ببعض التركية أو التركمانية ، السبب في ذلك يعود للأحتلال العثماني .. وحتى لو تحدث البعض منا بالتركمانية فمؤدها هو أعتزازنا بهم ومحبتنا لهم و احترامنا علاقات التزاوج بين الطرفين والوشائج الاجتماعية الأخرى كالجيرة والزمالة الدراسية والعيش في محيط واحد ... فمعظم التركمان يلمون بنوع من الكردية ولكن هذا لا يعطينا الحق في حسابهم أكرادا ... ثم استنادا الى مقاييسك هذه فأن كل الجنوب العراقي و دويلات الخليج يعتبرون فرسا وأيرانيين و من أقحاح أصلاب كسرى فهم يستعملونه حتى في محادثاتهم اليومية أختيارا وليس اضطرارا. وما دمنا بصدد الحديث عن الأكراد وكمهم في العراق وعلى ضوء طرحك الفذ هذا في اعتبار الشيعة العرب فرسا و أعاجم .. فأن الاكراد سيشكلون الأغلبية الساحقة في العراق من حيث عدد السكان مما يعطينا كل الحق في اعلان دولة كردية عموم العراق وليس كردستان فقط .. فأرجوا ان تنتبه الى زلاتك الأستراتيجية ّ!! أين أصبح حركة التأريخ وماديته ودوره في تكوين الشعوب والأمم ... يا أحمر قاني. 

 

أما من ناحية العرب (القلة القليلة الساكنة في المدينة) .. فبالدرجة الأولى بسبب علاقات التزاوج بين الجانبين .. غير أن السريان والذين يعتزون بحق بهويتهم ..ووطنيتهم مشهودة لها، فأن أفكك عليهم لا رجاء فيه .. فهم قلبا و قالبا و تراثا أقرب الى الكرد منهم الى التركمان .... خذ نظرة فاحصة على زيهم الشعبي و .. (أخجل) هذا اضافة ان السريان كان لهم دوما فصائل من الأنصار يقاتلون الأنظمة العراقية المتعاقبة جنبا الى جنب مع أخوتهم الأكراد ... و" الفدائية مارجريت" في حقبة الستينات كانت أول عنصر نسائي غير كردي تحمل السلاح وتشرف قمم الجبال بقتالها بيد وتضميد جروح الأنصار بألأخرى بحكم مهنتها في التمريض ... مرة أخرى .... أخجل ثكلتك أمك.

 

و يستمر الأستاذ العبقري فيقول:

يعتبر التركمان من الجماعات التي تعود باصولها القديمة الى آسيا الوسطى الناطقة بالتركستانية والتي تتكون حاليا من الجمهوريات السوفياتية السابقة مثل اوزبكستان وقرغيزستان وكازخستان وطاجكستان.

هنا يزل به اللسان مرة أخرى : فها هو ذا الاعتراف الضمني بأن التركمان دخلاء على العراق وليسوا من المنطقة تأريخيا عكس الأكراد. (وهذا مما لا نرضى به)  ليس هذا فقط بل هو اعتراف صريح بان التركمان تأريخيا لا يمتون للأتراك بصلة... ويستمر في اللغو:

وقد ارتبطت منطقة آسيا الوسطى بعلاقات تاريخية قديمة مع منطقة المشرق الشامي العراقي وبالذات مع العراق

طبعا يعني بذلك الهجمات البربرية الشرسة الذي جعل من العراق مقبرة لأهاليه ودمرت بغداد مرات عدة واحرقت على يد هؤلاء الهمج خيرة المكتبات و كتب العلوم والمعرفة والطب والرياضة من قبيل المغول والتتار وعشائر الخرفان البيض والسود والذي يبدوا مبعث عز و فخار لهذا اليساري المؤمن بالأستلاب والأغتصاب وأحتقار الشعوب.  

 

وفي مقطع آخر يواصل مطر الحديث:

ان الحضور التركماني الحقيقي الذي دونه التاريخ يعود الى اوائل الفتح العربي الاسلامي ..(كذا) .. وطبعا فان هؤلاء من التركمان قد انصهروا مع العراقيين واستعربوا مثل الآلاف المؤلفة من المهاجرين من مختلف البلدان.

 

وهنا نستدرك أشارة عجيبة وغريبة .. فالتركمان أستعربوا (وعليه فلا يوجد شيء أسمه التركمان) ... غير ان نفس التحليل يؤدي بنا الى طرح آخر مفاده ..هو ان أصل العرب .. تركمان. وحيث أنه يصنف الأكراد جملة و تفصيلا بالقريشيين العرب ... فهذا يعني ان الأكراد أيضا .. تركمان.  فهل سمعت قاريء العزيز بتفاهة هذا التحليل الذي لا يجرؤ على التفوه به غير المعتوهين .. ويستمر في اللغو والعربدة ويؤل ديمومة العرب في المنطقة الى فضل التركستانيين الذين جلبوا خصوصا لمواجهة خطر الجماعات الرعوية الاوربية القادمة باسم الحروب الصليبية. اذن لا فضل لصلاح الدين ولا قيمة لدوره التأريخي كونه الوحيد الذي استطاع ان يمرغ انف الأوروبيين بالتراب في ان اذاقهم مر الهزيمة .. فهؤلاء ما كانو الا شرذمة من الرعاع ... غير ان السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا ولحد الآن وبعد مرور القرون الزمنية لم نسمع أو نقرأ لأحد من هؤلاء التركمان الأبطال الذين درأو شر الشراذم الصليبية .. و أضمنوا بقاء العرب والمسلمين في الحكم ...

 

يتحول السيد المطر الى البحث في الأحزاب التركمانية  ويغربد:

اما بالنسبة لواقع الحركة السياسية التركمانية فأنه لا يختلف كثيرا عن واقع الحركة السياسية العراقية بجميع اطرافها واتجاهاتها

ولا ندري ماذا يقصد هنا بالضبط: فواقع الحركة السياسية التركمانية يخلف الأحزاب العراقية الأخرى من عربية وكردية قرابة قرن من الزمان .. فعلى سبيل الحصر لا المثال: تكونت بذور حزب خوييبون الكردية في نهايات القرن الثامن عشر .. أي حزب تركماني عاصر هذا الحزب ... فالمعروف بأن مجمل الأحزاب التركمانية ظهرت على على هامش الحرية الفكرية التذي تمخض بها البرلمان الكردي بعيد أحتلال الكويت و في أجواء المظلة الآمنة .. بالرغم من ان ساستهم الجدد وبمحاولة يائسة لأضفاء الشرعية التأريخية يدعون بالعام 1979 كمولد لهذه الأحزاب. وان كانت هذه الأدعاءات صحيحة .. فما كانت فعالياتهم خلال الثلاثين سنة الماضية من النضال ضد حزب البعث ؟ فكلنا آذان صاغية يا سليم ..

 

ويتطرق المفكر الداهية الى مطاليب التركمان ... يرغد ويزبد ثم يدق على الوتر الطوراني الذي أكل عليه الدهر وشرب ثم تقيأ ... ويقول:

-  التأكيد على عراقية كركوك وخصوصيتها التركمانية، ورفض المزاعم القومية الكردية باعتبارها جزءا من كردستان

وما دمنا بصدد الخصوصيات .. وطبعا تأخذ بنظر الأعتبار الثوابت التأريخية .. فلنمعن النظر مثلا في عدد مقابر كلا من القوميتين في كركوك و أطرافها .. وان شئت فكركوك وحده  (وكم من المقابر زرت في كركوك يا سليم)... وعدد المدارس .. والتكايا ومرافق الدين ورجالاته.. ورؤساء البلدية ونواب البرلمان منذ تأسيس الدولة العراقية والى اليوم .. ولنأخذ مثلا أسماء الأحياء السكنية والقصبات .. وأخيرا .. لنتفحص الثمن الذي أبدى كل من القوميتين استعداده الدفع من أجل هذه الخصوصية .. ولنقارن عدد الشهداء  من القوميتين (في أي مرحلة تاريخية من مراحل العراق قديما وحديثا .. نترك الأختيار لك ياعبقري).. ومستوى التضحيات ومدى الأيثار من الجانبين لأثبات هذه الخصوصية.

 

 فهل يعقل بأن نصدق بأن قرنا من الزمان مضى على هذا الغبن والأجحاف بحق التركمان لم يستجرئ أحد منهم على أطلاق رصاصة يتيمة واحدة صوب الطغاة والجائرين؟ هل من الممكن أقناع أحد بأن كل هذه الجبال الشماء والوديان المستعصية في طول وعرض البلاد  وهذا الكم الهائل من البشر لم يخرج منهم ثائر واحد ليرفع أعلام النضال المسلح؟ هل يعقل بأن التركمان المتاخمين لحدود تركيا والتي كانت حتما ستتبنى مثل هذه الثورات لم يفكروا يوما في اعادة الأمجاد الغابرة للجدة تركيا .. وهل من المنطقي بأن تركيا غضت النظر عن مثل هذ الجرائم اللانسانية بحق رعاياها ولقرن من الزمان ولم تكفل نفسها عناء الدفاع عنهم ناهيك الحصول على حقول النفط  وهي التي عبرت البحار من أجل أرض جرداء و أحدثت صدعا في حلف الناتو بغزوها لقبرص ودخولها حربا شعواء مع اليونان من أجل حفنة من الرعاع الأتراك. هل يعقل كل هذا يا مريض النفس والعقل؟ ...

 

غير انه يعود ويقول:

ان هذا الموقف يقتضي اولا اتفاق العراقيين جميعهم على تحديد ماهية "حدود كردستان" بصورة رسمية وعقلانية نهائية، وعدم ابقائها هكذا معلقة وعرضة لنزوات الادعاءات القومية والميليشات المسلحة التي استغلت للأسف غياب الدولة العراقية وتشتت القيادات السياسية وإهمال النخب المثقفة، بالقيام بحملات تنقية عرقية كردية ضد المواطنين العرب والتركمان والسريان وطرد الناس من بيوتهم وفرض اتباعهم على الادارات المحلية

 

ولتعلم يا مريض بأن كردستان قيمة مطلقة ترتهن الى التأريخ وتعود الى الماضي وليس الى تلاوين الحاضر وتباينات الواقع المفروض قسرا.  وان حدود كردستان ليست بضاعة تباع و تشترى في أسواق السياسة العراقية لكي يحددو ماهيتها .. فهذه الحدود كانت وستبقى مستندة بالمعطيات التأريخية ومثبتة في دواوين ومكتبات كبريات المعاهد والجامعات الغربية منها والشرقية ومستوحاة من المعاهدات الدولية و ديباجات عصبة الأمم  ومبنية على أجتهادات المستشرقين الأفذاذ وجلهم من غير الكرد. والا،  فهل يعقل ان يكون المؤرخ والرحالة التركي أوليا جلبي (شمس الدين سامي) من المناصرين لكردستان والأكراد .. ان هذه الحدود  ليست معلقة الا في اذهان الأقزام من أمثالك والمتنكر حتى لقوميته العربية والعروبة منك براء.

 

تتأسف لغياب الدولة العراقية .. متنكرا حقيقة كون هذا الغياب مهرجانا للمضطهدين من  موشومي الجباه و مقصوصي الآذان ... تتحسر على حفنة الأفاقين والسراق واللصوص ...و القتلة المستثنين من كل القيم .. وتصف غيابهم بغياب النخب المثقفة ... وترى مكمن الداء في هذا الفراغ ايها الدعي الأجوف. وحتى اذا ما فرض الكرد أتباعهم في الأدارات فهذا لا يعدو ان يكون حقا تأريخيا لهم فهم أول من طردو فلول جيش البعث الجبان من المدينة وأطرافها وهم الوحيدون الذين كان لهم الجرأة والأقدام والرجولة في الوقوف بوجه جلاديهم .. وعلى طول وعرض التأريخ ، ففيم اذن اعتراضك ... وهل استطاع فراش مدرسة من الحصول على وظيفته في فردوس الشيوعية دون ان يثبت ولائه وانخراطه في صفوف الحزب القائد أم ان ذلك ايضا له تفسير ماركسي مغاير وليس من حق الأحزاب الكردية.  

ويستمر في غيه وتخبطاته ويقول ضمن ما يسميه بالمطالب التركمانية:

- توجيه الاهتمام بالمناطق التركمانية المهملة والمهمشة ، وايقاف حملات التعريب ومحاولات تكريد هذه المناطق في كركوك وأربيل، وتعويض العائلات التركمانية المبعدة الى جنوب العراق أو الى شماله، واعادة الجميع الى وظائفهم.

ولاحظوا عبارة محاولات ابعاد التركمان الى" شمال" و "جنوب" العراق. ولنتوقف لحظة واحدة ها هنا ولنتأمل تخبط هذا المفكر الفذ:  أو ليس التركمان قاطنيين "شمالك الحبيب" على مر الدهور؟ فكيف يتم أبعادهم الى نفس مناطق سكناهم ؟ ثم أية تعويضات تطلب؟ وممن ؟ ولو أتفقنا جدلا في حقهم في التعويض فمن يعوضنا نحن الأكراد عن القتل بالسموم والغازات وأنفال 180 ألف كردي  والمقابر الجماعية ودفن ثمانية آلاف برزاني في صحراء البادية؟ هل ممكن مثلا تكرمك بطلب التعويض لنا أيضا .. ونترك لحسن أختياركم الجهة المعوضة .. وعلى الله العوض فيك أيها المجنون.

ثم يردف ويعود الى تذكيرنا بقوانته القديمة الجديدة:

الغاء آثار العملية التي قامت بها اجهزة الاحصاء الحكومية بإرغام التركمان وباقي الفئات العراقية من غير العرب والاكراد، على تسجيل انفسهم في الوثائق الرسمية، اما كعربي او كردي!!

وللمزيد من المعلومات ، من أجل الوقوف على الحقائق  و لسبر أغوار الدوافع التي أدت بالحكومات العنصرية العربية الحاكمة في العراق و أهدافهم في تضخيم عدد سكان الكرد على حساب عدد نفوس التركمان، وخصوصا في كركوك  يرجى مراجعتكم  لتفاصيل الثورات والحركات والأنتفاضات التركمانية المسلحة المذكورة آنفا أعلاه .. كما نرجوا ان لا يفوتكم المرور على قصص الملاحم التأريخية من أمثال " رستم  و زهراب" و "الأمير أرسلان " و "عنترة العبسي" و "الملاك الطائر" .. ألخ ألخ .

 

ويستطيل الحديث الشجي على  شفاه المعتوه ولا ينتهي سلسلة مطاليبه للتركمان  عند حد،  وكأن التركمان قد قد طلبوا منه رسميا التحدث نيابة عنهم وخوض غمار السجالات والمقارعات السياسية.

 

في الختام لا يسعني الا ان أقول ان كل من يستهويه قراءة هذا النوع من المقالات ويطالع الكتب التي تنحو في مثل هذه الأتجاهات وبنظرة علمية وبموضوعية فاحصة ومدققة لا يجد فيهم الا تحريفا للعلم ، تشويها للحقائق، تعصبا مقيتا ومعالجة ضحلة وسطحية دالة على افتقار مروجي هذه البضاعات الرخيصة لجوهر القضايا و ديدن المشكلات اضافة الى كونهم بطيئي الفهم وضيقي الآفاق غرضهم الوحيد ظهور اسمائهم على الملأ و ايجاد سبيل للعيش الغير كريم.

 

الأكراد و بصورة عامة وبالرغم  من تحفظاتهم قبالة بعض التيارات الذيلية التركمانية المسندة من المخابرات التركية، لم ولن ينكروا وجود التركمان كفئة رئيسية في المجتمع العراقي لا في السر ولا في العلن مع اننا نأخذ عليهم مواقفهم السلبية تجاه كل الثورات والوثبات الكردية على طول وعرض التأريخ وهم الملامون في ذلك اذ اكتفوا بدور المتفرج مفضلين أمنهم الذاتي ولعقود طويلة ظنا منهم بأن النار لن تصلهم وبأن مواقفهم من الحركة الكردية ستكون جديرة بحفظهم من ويلات الأحداث. وكان الأحرى بهم ان يستدركوا حقيقة مغازلات البعث لهم في اقرار التدريس والتعليم بلغتهم ومنحهم بعض التسهيلات من هذا القبيل والذي لا تتعدى حقوق المواطنة (وكانت هذه الحقوق دائما على لائحة طلبات الأحزاب الكردية خلال المفاوضات العديدة مع الحكومات المختلفة) وكان الأجدر بهم سلوك مسلك اكثر فاعلية وايجابية تجاه الأكراد لأضفاء الشرعية على مطاليبهم اليوم. انني كلي ثقة بأن الكرد الذين عانوا خلال عقود الظلام من كل غدر و جور و اجهاض للآمال وكبت للحريات ودحض للهويات و  صراع من أجل الوجود سوف لن يسمح لهم انسانيتهم الغدر وقلب ظهر المجن،  فما العرقية والعنصرية من صفات المحكوم والمضطهد.

 

أن ندائي الى شرفاء التركمان اليوم ومن صميم دوافع المحبة الصادقة والمؤازرة الغير مشروطة ومن انسان يربطه بهم أواصر الدم والقربى هو وضع اللبنات الأولى لوعي جديد و بمعزل عن الأستقطابات الاقليمية وغير دائرة في فلك الأتهامات السياسية وأختيار مواقفها دون الوصاية من دخيل و تشييد منابر مفتوحة والدخول مجابهات شجاعة مع عناصر و تيارات التخلف المتوارية تحت الشعارات ألأستفزازية وفهم مأساة الكرد بحجمها التأريخي والأنساني والتواصل الأرثي و ادانة كل ادوات العنف والقمع والعبودية في تركيا والمفاهيم المغلوطة والمؤدلجة حتى لا تعود التواصل مع لغة العنف وتمجيد الدم والعواطف المشحونة بالتضاد وظواهر الرداءة والأنفعالات الحادة والمفردات المبالغة وتفعيل آلية طرح مغاير لكي يكون في مقدورهم خلق أرضية يعود عليهم بالأحترام  و أيجابية الدورفي اطار الوطن الواحد.

 

كما هو مطلوب من الكرد وبخاصة على مستوى القيادات تصفية الحسابات التأريخية مع الذات أولا  ثم نبذ الموروث القمعي وصيغ التعميم والمبالغة كأسس البناء في انطلاقته الحضارية ومعركته الفكرية القادمة لكي يكون في قدرتنا ازالة العوائق و مراجعة المعضلات بجدل فاعل وعلى ضوء معطيات التأريخ في عمقه المفهومي ورؤية فلسفية قادرة على احتواء اجابات راسخة تتجاوز سلبيات الماضي لتفضي الى مناخ ملائم للتسوية الشاملة. فأيا كانت معضلتنا مع التركمان فأن القواسم المشتركة وما يجمع الشعبين أعمق وأكبر بكثير مما يفرقنا،  وحتى لا ينتهي بشعبينا المطاف بالدخول الى دوامة ابدية من التنابز بين طرفين خاسرين،  والله ولي التوفيق.

*********************

شمال العراق وسياسة التصفية العرقية الكردية

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=10175



#زياد_الأيوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زياد الأيوبي - ألرد على مقالة سليم مطر - شمال العراق وسياسة التصفية العرقية الكردية