أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ما الذي جرى بشأن تغيير العلم العراقي؟ أهمية آلية الاختيار؟














المزيد.....

ما الذي جرى بشأن تغيير العلم العراقي؟ أهمية آلية الاختيار؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وردت الأنباء من داخل الوطن بوجود نية تغيير قراءة الرموز الموجودة في العلم العراقي واستخدام ألوان جديدة! وعرض الأمر على البرلمان العراقي للإقرار.. وبهذا يعتقد من تقدم بهذه الجزئيات أنه انتهى من إشكالية تغيير العلم وانتهى من مشكلة رفعه في عموم الوطن...
إنَّ هذه المحاولات الملفقة تشير إلى الطرف الذي لا يقف وراء أزمة رفع العلم العراقي حسب بل ووراء المشكلات المفتعلة نتيجة سياسة يصر عليها المعنيون بإدارة الوضع العراقي بعمومه... كما أن الإشكالية لن تنتهي برفع النموذج الذي سيُفرض في الغد في ربوع الوطن جميعها...

فأزمة العلم العراقي ليست خلافا شخصيا أو حزبيا وهي ليست قرينة لمشكلة تفسير رموزه حسب بل إلى آلية تصميمه واختيار تلك الرموز وعائدية الشفرات الدالة فيه.. وليس من المنطقي أن نعود لنفس الآلية في طريقة اختيار علم العراق وجميع العراقيين... إذ أنَّ آلية اختيار العلم لا يمكنها أن تعود بنا إلى خيارات أفراد أو مجموعة منهم كما حصل مع العراقيين في مراحل منصرمة..
إنَّ حصر الأمور في مجرد قراءة الرموز ومن ثمَّ وقفها على إعادة تلفيق القراءة سيبقي على الأزمة مفتوحة الأبواب أمام احتمالات تفسيرات مغايرة لهذا الطرف أو ذاك وهو حق مكفول للجميع؛ لنعود مجددا للبحث عمّا يفيد في حل المشكل المتولِّد أو يجنبنا أزمة جديدة أخرى متوقعة...

أما الحل الحقيقي فيكمن في الابتعاد عن آفاق التفسيرات الحزبية أو الفئوية الضيقة ومنع حصر القرار في أفراد أو أحزاب بمعنى إخراج قضية العلم العراقي من دائرة المحاصصة التي تتحكم بالوضع العراقي بعد أن فرضت المحاصصة وجودها بديلا للدكتاتورية وكلاهما من أمراضنا المستعصية...
الحل يكمن في تشكيل لجنة من المتخصصين: من المفكرين والفلاسفة والمؤرخين ومن الفنانين التشكيليين تحديدا، للإشراف على عملية اختيار نموذج من بين نماذج عديدة مقترحة يجري دراساتها بدقة وتُعتمد مبدئيا بقراءات وطنية عراقية دقيقةسواء في اللجنة المعنية أم في البرلمان أو بالتصويت العام أيضا حيثما كان متاحا الأمر في الأوضاع المعينة لحظة إقرار الصيغة المختارة...
إن الاعتراض يبقى موجودا حيثما جرى اختزال سلطة القرار بزعامات حزبية سياسية أو بأفراد يمالئونهم الرؤية الأيديولوجية السياسية ويطوِّعون القيم الفنية التعبيرية بما ينسجم معهم...
ولابد لكل قضية وطنية عامة أن تعود لرؤية شعبية عريضة واسعة لا تستلب أحدا أو فئة أو قسما من أبناء الشعب بل أن تعبر عنهم وعن اتفاقهم الجمعي بممارسة أوسع آليات الديموقراطية..
فإذا كنّا نحن أبناء الشعب مغلوبين على أمرنا حتى في اختيار الرمز الذي يعبر عنّا ونرفعه فوق رؤوسنا باعتزاز، فأية ديموقراطية تحققت بإزاحة دكتاتورية الطغيان؟ هل هي حقا ديموقراطية الحصص والمحاصصة.. سنوافق على الأمر إذا كانت حصتنا نحن جياع العراق ومنكوبوه ومشردوه في الشتات والمنافي وضحايا آلامه ومآسيه، حصة الأغلبية المقهورة أي حصة القرار لا حصة الخنوع والخضوع لكل ما يقوله من يعتلي كرسي السلطة منذ حصة الطاغية المستبد وحتى حصص آخر من احتل هذا الكرسي اللعين...
لا قبول بعلم ملفق من أي طرف إلا طرف الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته وعبر آليتي الديموقراطية الحقة لا ديموقراطية المحاصصات المرضية بل ديموقراطية احترام صوت الشعب وعبر آلية توظيف المبدعين والمفكرين المعنيين بالصياغة والاختيار بطريقة صحيحة صائبة...
وكل ما عدا ذلك سيظل مجرد تلفيق بقصد اختلاق أزمات مستمرة من جهة ومشاغلتنا بعيدا عن المشكل الحقيقي الجاري في الوطن وبحق الشعب... ويبقى السؤال عن سر الإصرار على عدم التغيير الحقيقي وعلى التمسك بالقرار بيد أنفار لإدارة فلسفة إخضاعنا للطائفية وحصص زعاماتها لا أبناء أطيافها المصادرين...
إنَّ أي علم عراقي جديد وبديل ينبغي أن يتم اختياره عبر هاتين الآليتين بما يلبي مطامح الشعب الوطنية وليس بما يلبي رغبات أو رؤى وأفكار زعامات الواقع العراقي المريض بالطائفية والمصادرة والاستلاب وأشكال الاستغلال..
فهل نحتفظ بأمل أن نمارس موقفا جديا وطنيا مسؤولا أم يستمر من يدير الوضع في نهج الابتعاد عن فلسفة الديموقراطية وحقوق العراقيين؟؟؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من أجل صيانة نصب الحرية وحمايته
- بين الفعل والانفعال في علائقنا ومعالجاتنا .. ماذا ينتظر بعضن ...
- المؤسسات الجامعية: بين رأس المال المادي ورأس المال البشري؟
- متغيرات منتظرة من أحزاب الإسلام السياسي
- المجتمع العراقي بين تقاليده وثوابته وبين أدعياء التديّن
- الجامعة العراقية بين العقلين التنويري والظلامي
- الوسطية والاعتدال البديل للقطبية والتطرف
- الأزمة التركية الكوردية وترحيلها نحو العراق وآفاق حلول
- مديّات التهديدات التركية: الخلفيات، الدوافع، التداعيات والنت ...
- العراقيون بين الفديرالية والتقسيم
- منع المسلسلات والأعمال الفنية والإرهاب الفكري التكفيري؟
- الهجمات المغرضة على الشخصيات الوطنية والأكاديمية والثقافية ا ...
- الفديرالية بين مبدأ تعميق الديموقراطية وآمال نهَّازي الفرص و ...
- في العراق الجديد ما جرى ويجري وما نتطلع إليه!؟ لتراجع الأحزا ...
- علماء العراق الراحلون قبل الأوان وما قبل التصفية الجسدية؟!!!
- العراقيون في دول الجوار مرة أخرى تحت جنازير الآلة الجهنمية
- حول أنشطة رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين ومستقبلها
- الاعتداءات الإيرانية التركية على العراق المسؤولية الإنسانية ...
- تأثير شروط صندوق النقد الدولي على السياسة الاقتصادية العراقي ...
- اللاجئون العراقيون مسؤولية الحكومة العراقية وأوضاعهم في الأر ...


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ما الذي جرى بشأن تغيير العلم العراقي؟ أهمية آلية الاختيار؟