|
أودغيرو نونيوكول أوّل شخص أبوريجيني أسترالي يُنشر لها ديوان شعر
حبيب فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 10:03
المحور:
الادب والفن
تُعرف الشاعرة الأبوريجينية الأسترالية أودغيرو نونيوكول (1920 - 1993) أيضا باسم كاث وولكر ، وهي تنتمي إلى قبائل "نونيوكول" وولدت على أراضيهم التقليديه في "مينجيرريباه" ( جزيرة سترادبروك). عاشت نونيوكول معظم حياتها كمناضلة وقياديّة سياسية ونقابية في العديد من الأحزاب والمنظمات الجماهيرية الأبوريجينيّة والمدافعة عن حقوق السكان الأصليين، بما فيها المجلس القبلي الوطني ، هيئة الفنون الأبوريجينية، لجنة الإسكان الأبوريجينية ومنظمة كوينزلاند لتقدّم السّكان الأصليين. وفي الخمسينيّات من القرن الماضي انخرطت نونيوكول في صفوف الحزب الشيوعي الأسترالي، الحزب الوحيد، آنئذ، الذي يرفض سياسات استراليا البيضاء، وحيث وجدت في برامجه الحلول الجذرية للتخلّص من سياسات إضطهاد وحرمان السكان الاصليين، كما انضوت في صفوف اتحاد المرأة الاسترالية الذي كان يقوده الحزب الشيوعي.
إلى جانب نضالها المتفاني من أجل حقوق السكّان الأصليين، تركت نونيوكول بصماتها على العديد من جوانب الحياة الاستراليه، واحتلّت مكانة عالميّة مرموقة ككاتبة وشاعرة ورسّامة وممثّلة مبدعة. إلاّ أنها وجدت صوتها، بشكل خاص، في الشعر الذي وضعها في عداد روّاد الأدب الاسترالي على مدى العقود الأربعة الماضية ولتصبح أول شخص من السكان الاصليين يُنشر له ديوان شعري ، عندما نشرت "نحن ذاهبون" عام 1964 وهو الذي نفذ من المكتبات بعد ثلاثة أيام من صدوره. وصدر لها فيما بعد العديد من الدواوين بما فيها " الحلم في متناول اليد"(1966)،"شعبي"(1970)،"زمن أحلام سترادبروك"(1972) بالإضافة إلى عدد كبير من المؤلّفات السّياسية وكتب الأطفال.
وقد حصدت أعمال نونيوكول العديد من الجوائز المحليّة والعالمية، منها وسام ماري غيلمور (1970) ، جائزة جيسي ليتشفيلد (1975) ،الجائزة العالمية للتمثيل وجائزة زمالة إتحاد الكتّاب الأستراليين. كما منحت درجة الدكتوراه الفخريه في الآداب من جامعة ماكواري ودرجة الدكتوراه الفخريّة من جامعة غريفيث. وفي عام 1970 منحت نونيوكول (تحت اسم كاثلين وولكر) وسام ضابط (مدني) بالامبراطورية البريطانية مقابل خدماتها لمجتمعها المحلي، إلاّ أنّها عادت لترفض الوسام في عام 1987 احتجاجا على احتفالات الذكرى المائتين المقبلة لتأسيس أستراليا (1988).
أوقفت الشّاعرة عام 1972 نشاطاتها التنظيمة لتتقاعد جزئياً في منزل مستأجر في" مونغالبا – مينجيرريباه" ، أرض أجدادها ، وعرف بـ "مكان الجلوس" . وهناك أنشأت المركز التربوي - الثقافي "نونيوكول – نوغيي" حيث استمرّت في تنظيم البرامج للوفود الطلابية والزوار إلى حين وفاتها.
من قصائدها : ===========
أنشودة الأملْ * --------
أنظرْ عالياً ، شعبي ، الفجر يبزغْ ، العالم يستيقظْ ، على يوم مشرق جديد ، عندما أحدٌ لا يَشْتُمُنا ، ولا اللّون يُخْزينا ، ولا السّخرية تُرعبنا . لا تغرقوا اليوم بالتفكير في السنين البائدة فالأمل قد عاد لكم يعوّض عن الماضي ، عندما عَدْلُ العادل يَكبرُ حكمة وقوّة والإصبع تتوقف عن الإشارة صوبَ العرق الأدكنْ . انتظرنا طويلاً مُقيّدين ومُحبطين حتى تُكرَهُ الكراهيّةْ و تُخلع الظلاميّةْ ؛ اليوم سيرشدنا الضوء ، و ستفتح كل الأبواب التي أوصدت طويلاً فانظرْ بجلاء الى الوعدْ ، ايها الأسودْ المحبّ للحريّة ! الليل يقترب من الإنطواء ، وإن كان المُرتفع لم يزل شاهقاً ، حقوقٌ جديدة ستستقبلنا ، صحبة جديدة ستلاقينا ، والفرح سيغمرنا في حلمنا الجديدْ . لآباء آبائنا الألم والحزنْ ؛ لأولاد أولادنا بهجة الغدْ ________________________
الفجرُ في متناول اليدْ * -------------
أيّها الأخوةُ السودُ ، العرق الأسترالي الأوّل ، قريبا ستأخذون مكانكم الصحيح في الأخوّة التي طال انتظارها ، لا تَهميش بعد اليومْ . موجعة ، موجعة الدموع التي ذرفتمْ عندما بدا الأمل حماقة والعدالة ميتةْ . أكان الليل طويلاً مضجراً ؟ أنظري أيتها اليد الدّاكِنةْ ، الفجرُ في متناول اليدْ أمضوا قدما بفخر ودون خوفْ إلى ولادة حقكم الذي تأخّر كثيراً فزمن عار الماضي سينتهي أخيراً . سوف يُرَحّبُ بكُم كصحبةٍ في الصّناعة والتجارة ؛ لن توصد مهنة بابها ، لا تهميش بعد اليومْ . سودٌ وبيضٌ على قدم المساواة في النّادي والمكتب والحقل الإجتماعي ، مشاعركم هي مشاعر الأرض الصّديقةْ لكم قبضة اليد تتقاسمون نفس المساواةْ . في الكليات والجامعاتْ ، كل طموحات اليد او الدماغ أمامكم لتتحقّقْ . فعهد الحظر والتحيّز سيمضى قريباً ، المستقبل يدعوكم للتقدّم بشجاعه نحو الفنّ والاداب وتراث الوطنْ ، لا تهميش بعد اليومْ __________________________
آخرُ قبيلَتِهِ * -------
التغييّرُ هو القانونْ. يجب ان يحلّ الجديد مكان القديمْ. أنْظُرُ إليك فأذهبُ إلى الماضي البعيدْ ختيارٌ من "بينارو"(1) وحيداً وضائعاً هنا آخرُ قبيلتِكَ . بقيتَ وحْدكَ وذكرياتكْ ، جالساً تُفكّر بمرح الحشْدْ ، الناس السعداءْ ، ألأصواتُ والضحكْ كلّهم ذهبوا ، كلّهم ذهبوا ، وأنت بقيتَ وحيداً. سألتُ وسمَحْتَ لي أن أسمعْ اللّسانُ الطّليقُ الليّنُ الذي أسمع الآنَ لن يعودَ أبداً. بالنسبة لي فإنّك تعيد المشاهد القديمة ، الأساليب القديمة ، انت الذي استخدمت "البمرنغ"(2) والرّمح . أنت تغنّي أغاني قبيلة قديمة ، كنتَ مرّة قائداً لاحتفالات "الكوربوري"(3) ، خضتَ معركتان قبليتان ضاريتان مع أعداء سود شرسين ما وراء النهر ، كلّهم ذهبوا ، كلّهم ذهبوا . وأشعرُ فجأةً بالدّموع اللاّسعة ، ويلي ماكينزي(4) في مأوى "جيش الخلاص"(5) . مشرٌداً في بلدك ، وحيداً في مدينة الجموع المحتشده ، آخرُ قبيلتِكَ *** ملاحظات:
(1) بلدة في ولاية جنوب أستراليا قريبة من الحدود مع ولاية فيكتوريا.
(2) قطعة خشبية ملوية يتخذ منها قذيفة الكيد المرتد وهي أحد الأسلحة التقليدية التي استخدمها الأبوريجينيز خاصة لاصطياد حيوان "الكنغارو".
(3) هي الكلمة الإنكليزية الموازية للكلمة الأبوريجينية "كاريبيري" تستخدم لوصف احتفالات الغناء والرّقص الأبوريجيني . (4) ويلي ماكينزي هو أبوريجيني مئة بالمئة وكان اخر الأحياء من أفراد قبيلته "دارواربادا" من منطقة "كابولتشر". توفي عام 1968 عن عمر مجهول، لكنه ربما كان في الثمانينات. كان اسمه القبلي "غيربو" وكانت "النّحلة الأصليّة" رمز قبيلته ، أطلق إسم ماكينزي" على أسرته من قبل أول ربّ عمل أبيض للأسرة. (5) منظمة خيرية معنيّة بتقديم المساعدات للمحتاجين وتمنح العاملين فيها رتباً عسكرية مثل تلك الخاصة بالجيوش .
* ترجمة الكاتب ______________________________________ مراجع : -----
Actors - Oodgeroo Noonuccal listing-index.ebay.com/actors/Oodgeroo_Noonuccal.html
Fryer Library Manuscript collection 84 - Oodgeroo Noonuccal www.library.uq.edu.au/fryer/ms/Uqfl84.html
Oodgeroo Noonuccal on PoetrySoup www.poetrysoup.com/famous_poets/famous_poet_detail.asp?PoetID=47 –
OODGEROO On 3 November 1920 www.australianworkersheritagecentre.com.au/10_pdf/oodgeroo.pdf PoARTry in Motion: Oodgeroo Noonuccal (State Library of Queensland) publib.slq.qld.gov.au/poartry/noonuccal.htm
QUT | Oodgeroo Unit | About Oodgeroo Noonuccal www.oodgeroo.qut.edu.au/oodgeroo_noonuccal/
#حبيب_فارس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءاتٌ مُشاكِسَة
-
سقوط الحكايات
-
جوديث رايت رائدة في الشعر الأسترالي المعاصر
-
قراءة أوّليّة في قصص -شقائق الأسيل- للأديبة راوية بربارة
المزيد.....
-
وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم
...
-
الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو
...
-
في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
-
شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ
...
-
اللغة الروسية في متناول العرب
-
فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها
...
-
عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع
...
-
-الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد
...
-
بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب
...
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|