أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل كانت بوتو ضحية الغباء الأمريكي؟















المزيد.....

هل كانت بوتو ضحية الغباء الأمريكي؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت بينظير بوتو (1953-2007) رئيسة وزراء باكستان السابقة، وزعيمة "حزب الشعب" الباكستاني، ابنة للزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو (1928-1979) وكانت تقيم في مهجرها، في الأمارات العربية المتحدة، بعد أن غادرت باكستان عام 1998 .

بوتو والسياسة الأمريكية

تعتبر بوتو من أنصار السياسة الأمريكية في الباكستان، ومن أنصار العلمانية الباكستانية، ومن ألد الأعداء السياسيين للأحزاب الدينية الباكستانية، التي تُعتبر "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان امتداداً لها. وكل هؤلاء يقفون في صف واحد وجبهة واحدة ضد أمريكا في المنطقة، وضد كل ما يمثل السياسة الأمريكية في المنطقة، ويعتمدون على الذراع العسكري لهم (تنظيم "القاعدة") في التخلص من الخصوم السياسيين كما تمَّ بالنسبة للسيدة بوتو في الماضي والحاضر، الذي أعلن عن مسؤوليته قتل بوتو، كما لم ينكر السلفي عمر البكري زعيم "تنظيم المهاجرين" في بريطانيا والمقيم الآن في لبنان بعد هروبه من بريطانيا، من أن "القاعدة" هي التي نفّذت عملية اغتيال بوتو (فضائية LBC، برنامج "أنت والحدث"، (30/12/2007).

من قتل بوتو؟

وقبل ذلك، كانت "القاعدة" بعد مقتل بوتو بساعات قليلة، قد أعلنت بكل فخر واعتزاز، عن تبنيها مسؤولية اغتيال زعيمة "حزب الشعب" المعارض. وقال زعيم تنظيم "القاعدة" في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد، إن قرار الاغتيال اتخذه الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، في شهر أكتوبر الماضي، وأكد أن تنفيذ العملية تم عبر شخصية متبرعة تنتمي لخلية بنجابية.

ومن المعروف أن محاولة اغتيال بوتو بالأمس لم تكن هي المحاولة الأولى. فقد سبقتها عدة محاولات، ومن قبل تنظيم "القاعدة" نفسه.

فقد وقعت أول محاولة لاغتيال بوتو في التسعينات، وقام بها "رمزي يوسف" الموجود الآن في سجن أميركي، لقيامه بأول محاولة لتفجير مبنى "وورلد تريد سنتر". ويُعتقد أن أسامة بن لادن كان متورّطاً في تلك المحاولة الأولى. كذلك كانت بوتو هدفاً دائماً للعسكريين الذين أعدموا والدها للاستيلاء على السلطة. كما كانت هدفاً للإسلاميين بصفتها "إمرأة" ، ولأنها تمثّل حزباً ليبيرالياً وديمقراطياً وعصرياً. ولكن بوتو ظلّت، وحتى العام الحالي، شخصية مرفوضة من الإدارة الأميركية التي كانت تفضّل التعاون مع العسكر، ومع الجنرال مشرّف تحديداً.

لا حيرة إذن في معرفة من هو قاتل السيدة بوتو. وهكذا وفرت "القاعدة" على العالم، وعلى إعلام العالم البحث عن من هم وراء هذه الجريمة. ولو فعل من قتلوا رفيق الحريري الشيء ذاته، لوفروا على لبنان والعالم كل هذا الشقاء، وكل هذه الفوضى المدمرة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط خاصة.



نجاح "القاعدة" أمام غباء أمريكا

الفخ الكبير الذي وقعت فيه أمريكا في الشرق الأوسط، أنها ذهبت لتحارب الإرهاب المتمثل بتنظيم "القاعدة" إلى الأرض التي تريدها القاعدة. فذهبت أمريكا إلى أفغانستان (دار "القاعدة" ومركزها) منذ ست سنوات، وهي تجهل ما تعلمه "القاعدة" حول طبيعة هذه الأرض وتضاريسها السياسية والقبلية والطبيعية. وإن كانت أمريكا قد علّمت جنودها دروس هذه التضاريس، فهي لم تصل إلى حد معرفة هذه التضاريس معرفة واقعية من خلال العيش على هذه الأرض. كذلك كان الحال في العراق. فذهبت أمريكا إلى العراق وهي قليلة الخبرة بتضاريسها إن لم تكن فاقدة الخبرة في التضاريس السياسية والقبلية والدينية والعرقية العراقية. إضافة لذلك، أنها لم تحسب حساب جيران العراق المتربصين بها منذ زمن طويل. إيران لكي تثأر من أمريكا نتيجة حربها مع العراق طيلة ثماني سنوات (1980-1988). وسوريا لكي تثأر من أمريكا لعدم مساعدتها في استرجاع مرتفعات الجولان، ومعارضة أمريكا للوجود العسكري والسياسي السوري في لبنان.

إذن، فقد نجح تنظيم "القاعدة" حتى الآن، في أن يختار أرض المعركة التي تدور رحاها بينه وبين أمريكا على وجه الخصوص. فقد نجح في أن يسحب أمريكا إلى أفغانستان أولاً، لكي يحاربها على أرضه. ونجح في أن َيجُرَّ أمريكا إلى العراق لكي يحاربها على أرض العراق، والتي هي بالتالي أرضه، لأنها أرض معركة، قريبة من القوى التي تؤمِّن له السلاح والرجال والتدريب (الدعم اللوجستي) وكذلك المال. فأنصاره ومحاربوه في أفغانستان والعراق، لا يحتاجون لأن يقفوا على أبواب القنصليات الأمريكية في طوابير طويلة، ويخضعوا لتدقيق أو FBI CIA لكي يحصلوا على التأشيرة اللازمة لدخول أمريكا بدون أسلحتهم، لكي يحاربوها على أرضها، كما فعلوا في الحادي عشر من سبتمبر 2001. ولكن علينا أن نعلم أن مثل هذه الكارثة الفظيعة من الصعب أن تتكرر مرة أخرى. حيث كوارث التاريخ الفظيعة لا تتكرر دائماً. فكارثة بيرل هاربر في عام 1942 من الصعب أن تتكرر. كذلك كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001. ولو أرادت اليابان أو "القاعدة" أن تكررا هاتين الكارثتين اللتين لا يمكن فصلهما عن سياقهما التاريخي والسياسي والأمني لما استطاعتا إلى ذلك سبيلاً.

إذاً ، وجدت "القاعدة" أن أفضل الطرق والفرص للمزيد من إذلال أمريكا وبهدلتها على النحو الذي يجري الآن في أفغانستان والعراق، هو في جرِّ أمريكا إلى أفغانستان والعراق، حيث يتوفر المال، والسلاح، والدعم اللوجستي، والإعلام الطنّان. وهكذا تمَّ الأمر، وبغض النظر عن الدوافع المختلفة لغزو أفغانستان والعراق. وحتى وإن لم يكن للقاعدة يدٌ في ذلك، فهذا هو ما تمَّ. وهذا من حُسن حظِّ "القاعدة" في حقيقة الأمر. وهو ما أطال عمر "القاعدة" في هذه السنوات الست (2001-2007)، وجعلها القوة الإرهابية الأولى في المنطقة والعالم، التي يخشاها الجميع من القوي والضعيف، ومن الفقير والغني، ومن البعيد والقريب.



لماذا جاءت بوتو إلى اللهيب الباكستاني؟

ما الذي جعل بوتو تترك مهجرها الآمن في الأمارات العربية المتحدة، وتأتي إلى الباكستان، في الوقت الذي كانت فيه الباكستان عبارة عن قطعة جمر ملتهبة؟ فخارجياً، كانت "القاعدة" وطالبان من جهة، وإيران من جهة أخرى، يغذون الاتجاهات الدينية المتشددة في الباكستان المتمثلة بالأحزاب الدينية المتشددة (الجماعة الإسلامية، وجمعية علماء الإسلام) التي انضوت تحت لواء "المجلس التنفيذي المتحد".

فمن المعروف أن "حزب الشعب" الذي كانت ترأسه بوتو وبالتضامن مع "حزب الرابطة الإسلامية" (جناح قائد أعظم)، يعتبر هو الحزب الذي يتفق مع التوجه الأمريكي والسياسة الأمريكية في الباكستان والتي تتلخص فيما يلي:

1- استمرار السياسة الخارجية الباكستانية الحالية المتمثلة في المشاركة في الحملة الأمريكية ضد الارهاب، وتقديم كل التسهيلات اللازمة للحكومة الأمريكية بهذا الخصوص من القواعد العسكرية والتعاون الأمني، وبقاء مكاتب (FBI) في باكستان وإعطائها كامل الحرية في عمليات التفتيش.

2- المحافظة على القواعد الأمريكية الحالية في باكستان كما صرحت بوتو في حملاتها الانتخابية.

3- القبض على كل من يتهم بالارهاب. ويؤيد الحزبان ("حزب الشعب" و"حزب الرابطة الإسلامية") السياسة الباكستانية تجاه الحملة الأمريكية في أفغانستان ضد الارهاب.

4- ليس لدى الحزبين معارضة في قبول سياسة حكومة برويز مشرف تجاه القضية الكشميرية، والتضييق على الارهابيين وإغلاق الحدود أمامهم، والتوجه نحو التنازل عن الموقف التقليدي لباكستان.

5- معارضة بوتو لقيام وبقاء المدارس الدينية الباكستانية. كذلك، وإضافة إلى أن بوتو امرأة، تسعى إلى الولاية (منصب رئيس الوزراء)، فقد كانت بوتو من المعارضين الأقوياء للمدارس الدينية السياسية في الباكستان وعددها يتراوح بين 40-50 ألف مدرسة (حسب تقديرات معهد بروكنجز بواشنطن) في حين تقول باكستان، على لسان وزير الشؤون الإسلامية والحج، أن عددها كان 12500 مدرسة فقط في عام 2005. وهي التي قالت في أحد خطبها الحديثة من أن "هناك المدارس الدينية السياسية، التي تُعلّم تلاميذها كيف يصنعون القنابل، وكيف يستخدمون البنادق، وكيف يقتلون النساء، والأطفال، والشيوخ". وهذه المدارس تعتبر ماكينات تفريخ الارهابيين الصغار الذين سرعان ما ينضوون تحت لواء "القاعدة" وفي صفوف "طالبان"، حيث لا عمل لهم غير هذا. وتلاومت بوتو في مناسبات كثيرة على حكومة مشرّف، لأنها لم تستطع حتى الآن القضاء على الإرهاب، وطالبته بإغلاق هذه المدارس.



مواقف الأحزاب الدينية المتشددة

إضافة لذلك، فإن غالبية الشارع الديني الباكستاني يقف إلى جانب "المجلس التنفيذي الموحد" وحلفائه ("القاعدة"، و"طالبان") ويقدم لهم كل ما يحتاجونه من دعم سياسي. وتعارض الأحزاب الباكستانية الدينية المتشددة وعلى رأسها "الجماعة الإسلامية" بزعامة القاضي حسين أحمد، و "جمعية علماء الإسلام" بزعامة المولوي فضل الرحمن هذا الخطاب السياسي، وتعتبره منافياً لسيادة باكستان. ويعتبر "المجلس التنفيذي المتحد" الذي يضم الأحزاب الدينية المتشددة، أن "حزب الشعب" وما يمثل هو مجرد بوق أمريكا. ويتوعدون أمريكا بحرب طويلة.

ففي حملة الانتخابات التي كانت ستتم في الثامن من يناير الحالي قال القاضي حسين أحمد أمير "الجماعة الإسلامية":

" حكامنا تحت غطاء أمريكي لا علاقة لهم بأرض وطنهم الأم. أعضاء الحركات الإسلامية جنود لله، ولا يمكن لأحد أن يسد طريقهم للوصول إلى هدفهم النبيل وهو إقامة الحكم الإسلامي على الأراضي الباكستانية".

وقال مولانا سميع الحق رئيس "جمعية علماء الإسلام":

" نحن سنطرد جميع العملاء الأمريكيين من وطننا".

وقال العلامة ساجد النقوي رئيس "الحركة الجعفرية" المحظورة :

"سنقوم موحدين بإبادة الحكم الغاصب على أراضينا".

إضافة لذلك، فإن هؤلاء جميعاً يقفون ضد ولاية المرأة في الباكستان كما هو معروف في التيار الديني المتشدد في العالم الإسلامي كله. ويتمسكون بحرفية الحديث النبوي الشريف: "لعن الله قوماً ولّوا أمرهم امرأة". وهو حديث ما زال يُساء دائماً تفسيره وتطبيقه، حيث يُنتزع من سياقه التاريخي الذي كان بمناسبة تولّي بوران ابنة الإمبراطور أنو شروان الفارسي الحكم بعد أبيها في بلاد فارس، الذين كانوا عبدة النار في القرن السادس للميلاد، وكانوا أعداءً للإسلام. والإخوان المسلمون في بيانهم الأخير الذي تمخّض عن مجلس الشورى التابع لهم قالوا بهذا، واستندوا على هذا الحديث، الذي قيل في مناسبة معينة وفي فترة تاريخية معينة، وعلينا أن لا ننزعه من سياقه التاريخي ذاك، ونطبقه على حاضرنا، وواقعنا السياسي.



ماذا استفادت "القاعدة" من قتلها لبوتو؟

اعتراف "القاعدة" السريع بمسؤوليتها عن قتل بوتو على لسان زعيم تنظيم "القاعدة" في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد، وبتأكيد من عمر البكري زعيم تنظيم "المهاجرون" الموالي لـ "القاعدة"، كان متعمَّداً وذكياً في الوقت نفسه، حتى وإن لم تكن "القاعدة" هي قاتل بوتو الحقيقي. فـ "القاعدة" بحاجة إلى هذا الحدث الطنّان، وإلى هذا "الوسام"، بعد أن توالت هزائمها في العراق وبعد أن قامت عشائر الصحوة في الأنبار وغير الأنبار في العراق بمحاربة أنصار "القاعدة"، واجبارها على الهروب من هناك. كذلك فإن انكفاءة حماس في غزة، وما أصابها من عزل تام من قبل السلطة الفلسطينية ومن قبل العالم العربي والغرب عموماً، وحرمانها من عطايا وهبات كل هؤلاء، وصبِّ أكثر من سبعة مليارات دولار في جيب السلطة الفلسطينية خلال السنوات الثلاث القادمة اعتباراً من عام 2008، وكذلك الخسارة الكبيرة التي مُني بها الإخوان المسلمين في الانتخابات النيابية الأخيرة وخسرانها لأكثر من عشرة مقاعد في البرلمان الأردني، يُضاف إلى ذلك السمعة السيئة التي خسرتها "القاعدة" جرّاء التفجيرات الإجرامية التي تمَّت في الجزائر وأعلنت القاعدة عن مسؤوليتها بكل فخر واعتزاز عن هذه التفجيرات التي أودت بحياة العشرات من الأبرياء.. كل هذا قد تسبب في خفوت صوت "القاعدة" وفقدانها للكثير من بريقها الإعلامي العربي خاصة، الذي تمتعت به خلال الست سنوات الماضية (2001-2007)، فجاء مقتل بوتو لكي يعيد الحرارة لأسلاك "القاعدة"، ويطفو بها مرة أخرى على سطح الإعلام العالمي، وتصدُّر نشرات الأخبار، وأولية شاشات الفضائيات. وكان مقتل بوتو بذلك هو أحد المكاسب التي تعتقد "القاعدة" أنها قد حققتها من عملية قتلها لبوتو، إضافة إلى المكاسب التالية، التي تعتقد القاعدة أنها حققتها من خلال اغتيالها لبوتو:

1- على المستوى الأفغاني، خدم اغتيال "القاعدة" لبوتو، تموضع "القاعدة" وذراعها القبلي الأفغاني (طالبان) في أفغانستان. وكانت "القاعدة" في أمس الحاجة إلى هذا الحدث المدوّي، لكي تقول للإعلام الأمريكي على وجه الخصوص الذي اهتم اهتماماً غير عادي بمقتل بوتو، وجنّد كل وسائله للحديث وتحليل هذه الفاجعة، بأنها ما زالت قوية في أفغانستان، وبأن يدها تطول ما تريد أن تطوله، رغم مواجهتها الصعبة لقوات تحالف دولية مزودة بأحدث الأسلحة في أفغانستان. وهي كذلك رسالة موجهة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، تنذره فيها بعواقب الأمور.

2- على المستوى الباكستاني، خدم اغتيال "القاعدة" لبوتو، تواجد "القاعدة" القوي في الشارع السياسي الديني الباكستاني. وأثبتت "القاعدة" للأحزاب الدينية الباكستانية المنضوية تحت لواء "المجلس التنفيذي الموحد" بأنها قادرة على ضرب أعدائها ("حزب الشعب"، و"حزب الرابطة الإسلامية" المتحالف مع "حزب الشعب") في الصميم. وأن عودة بوتو إلى الباكستان لا يخيفها ولا يخيف "المجلس التنفيذي الموحد"، بقدر ما هو نهاية لبوتو وحزبها الذي كان يقف بصلابة متناهية أمام "القاعدة" ووجودها في أفغانستان.

3- ومن بعيد، خدم أغتيال "القاعدة" لبوتو وجود "القاعدة في العراق وصراعها المرير مع القبائل العراقية، فيما أطلق عليه "قبائل الصحوة" التي بدأت تضرب بيد من حديد فلول "القاعدة" هناك. فجاء حادث اغتيال بوتو، ليؤكد من جديد قوة "القاعدة" في ضرب ما تريد، وفي أن تطول ما تريد.

4- وفي الأيام الماضية، سمعنا وشاهدنا كيف رُدت الروح في الأيام الأخيرة إلى كل وسائل الإعلام العربية، التي تقف إلى جانب "القاعدة"، وخرج علينا محللوها ومعلقوها بوجنات حمراء، وعيون براقة، وابتسامات عريضة، والفرح الكبير يغمرهم، بعد أن امتقعت وجوههم في الأسابيع الماضية، نتيجة الضربات التي لحقت بـ "القاعدة" في العراق، والخيبات التي لحقت بالقوى الدينية المتشددة في طول العالم العربي وعرضه.

5- وأخيراً، يعتبر اغتيال "القاعدة" لبوتو تسديد "هدف قاعدي" في مرمى أمريكا. فمنذ أن وصلت بوتو إلى كراتشي، وإعلام "القاعدة" لا يفتأ أن يعلن أن "رسول أمريكا" ومنفذ سياستها في الباكستان قد وصلت لتنفيذ هذه السياسة. وأن سفيرة أمريكا في الباكستان لا بُدَّ أن تلقى جزاءها، وقد كان.

***

وفي النهاية فإن الخاسر الأكبر – على المدى القصير – هو السياسة الأمريكية بدون شك. وهي التي بغباء سياستها في الشرق الأوسط، وضعت نفسها في مواضع زادت من خيباتها وإذلالها على النحو الذي نراه الآن. في حين أن الرابح الأكبر كان الشعب الأفغاني والشعب العراقي اللذين نالا بفضل غباء السياسة الأمريكية الخارجية ما لم يحلما به من قبل، وما زال الحبل على الجرّار كما يقال.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنشرب نفطنا في عام 2020؟
- السوق الخليجية المشتركة : وحدة الجيوب قبل القصور
- بدأت عودة الروح للعراق
- حاضنات الإرهاب الدافئة
- أنتم وأنا بوليس
- الحداد لا يليق ببغداد
- هل سينسحب ديمقراطيو أمريكا من العراق لو فازوا؟
- -عام الجماعة- أم اقتربت الساعة؟
- بشائر غرق سفينة الإرهاب
- نُذُرُ هزيمة -القاعدة-
- كيف ندفع أمريكا إلى الانسحاب من العراق؟
- في الاستراتيجية العربية لعصر العولمة
- عودة الوعي الديني وانتصار الليبرالية
- تقسيم العراق: هل هو كالكي.. آخر الدواء؟
- هل هناك حداثة اجتماعية سعودية؟
- اللهمَّ اهدنا إلى إسلام الأتراك السياسي
- كوارث الديكتاتوريات العسكرية على العالم العربي
- دور العسكرتاريا في فشل دولة الإستقلال الوطني
- ضرورة ابتعاث رجال الدين إلى الغرب
- معركة سوريا وأمريكا في -نهر البارد-!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل كانت بوتو ضحية الغباء الأمريكي؟