أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين الدليمي - منكم..صارت شرائع الغاب تستمد وحشيتها














المزيد.....

منكم..صارت شرائع الغاب تستمد وحشيتها


حسين الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:56
المحور: كتابات ساخرة
    


انني واحد مثل كل الناس في بلادي.. الهواجس والظنون الحالكة والمخيفة تلاحقنا في كل مكان كل يوم..

كل يسأل: ان خرجنا من البيت، هل سنعود اليه؟ وان بقينا محبوسين بين جدرانه هل سنبقى احياء!؟

كنا نفسياً على الاقل واثقين من استمراريتنا في الحياة الى ان يشاء الله تسلم امانته في موعد لا تأجيل له او فيه.. يأخذنا الى جواره او الى ملكوته ذلك هو الموت الذي لا مفر منه وهو اية من ايات الله كل شيء فيها مقدر ومكتوب ومرسوم.. ومن يموت على حين غرة فوق فراشه مثلاً او على رصيف شارع او بسبب حادث مروري عابر لا متوقع او اثناء عملية جراحية حين نموت هكذا او لاي سبب آخر لا تبقى جثتنا ملقاة في عرض الشارع او فوق ركام النقض او غريقة في وسط نهر منتفخة كالبالون او الرأس مقطوعة عن الجسد او نصبح في ثواني اشلاء متناثرة بسبب عمل تفجيري او مفخخ.

لقد كان بإمكاننا قبل اقتحام المغول الجدد لحدودنا ومدننا ان نتحاشى مواقع الخطر والضرر والزلل ومواقع الاعتقال من قبل اجهزة النظام السابق لاننا كنا نميز المواقع هذه وكأننا نمتلك ازاءها جهازاً للانذار المبكر، اما الان فإننا قد اصبحنا (ضحية) ممكن ان تقع في أي وقت واي مكان نتواجد فيه حتى ولو قرب جامع او كنيسة او داخل مستشفى او مدرسة ابتدائية تضج بمئات الاطفال والعشرات من المعلمين او المعلمات..

من هنا اصبح لكل منا رأسه المشحونة بهواجس وظنون شتى كلها من النوع الحاد تتشابه في وقعها وتوقعها مع ضربات ناقوس الخطر منذرة بحلول لحظة كارثية لا متوقعة او متوقعة، ومصدر هذه الهواجس والظنون هو ان الامن لم يعد مقصوداً او منفلتاً فحسب بل صار حالة مخيفة تتحكم فيها عناصر غاضبة ومغضوب عليها من جنسيات مختلفة تسللت عبر الحدود او اتيح لها التسلل وصارت تتجول في مرابع البلد حسبما تشاء...عنفاً غريباً مثيراً للاشمئزاز من أي مفهوم حضاري -انساني مستمد من شرائع الغاب او يمكن القول ان شؤائع الغاب تستمد اليوم وحشيتها منه..

فما احوجنا في هذا الخضم الدموي الى مراجعة قصيرة صغيرة ، سريعة مع العقل و الضمير نتساءل خلالها الى متى هذا التوحش والى اين؟ ومتى يعي القائمون ببمارسته ان اللثام ستسقط حتماً عن وجوههم وهم غارقين في بشاعة تورطاتهم العنيفة التي اضحت تتميز بعمى الالوان والابصار بأكثر مما كان يرتكب في عهود وحقب الهمجية الاولى. ومن الاشارات والحالات المؤسفة ان الانسان العراقي اصبح اليوم رافضاً حتى الخبز ما دام يعجن بالدم وبالظنون والهواجس والوساوس، ومثل هذه الحالة لا نسميها عزوف نفسي -اجتماعي بقدر ما هي (غصة) تحصل عند مضغ اللقمة وابتلاعها.

حالة نفسية عميقة الجروح والاوجاع سببها ولا شك خليط مر من القهر والخوف والشعور بالحزن على الذين مزقهم التفخيخ والعبوات الناسفة التي صار كل شارع ومكان ارضاً صالحة وملاءمة لزراعتها.

اقول بعد هذا للدمويين لن ولن تنالوا من ارض العراق شبراً واحداً تتسيدوا عليه، خربوا ما شئتم ..التاريخ سيفصل بيننا والباغي ستخنقه سواعدنا وسيلهث عائداً الى الحدود فراراً وخلاصاً، عندها كرامة الروح ودم القلب سيكونان في انتظاره سيكونان اهم فصلين في امتحان مادتي الحساب والتاريخ.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نهب اثار العراق
- سلطة التكلنوجيا
- الى متى


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين الدليمي - منكم..صارت شرائع الغاب تستمد وحشيتها