أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو جناس - الخصائص الانتقائية عند بوابة الديمقراطية















المزيد.....

الخصائص الانتقائية عند بوابة الديمقراطية


أبو جناس

الحوار المتمدن-العدد: 666 - 2003 / 11 / 28 - 04:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن الديمقراطية (الغربية) المعوّل عليها في هذه المرحلة الزمنية المعاصرة قد يشوبه الكثير من التساؤلات وبعض الغموض في استيعاب أبعادها الحقيقية،ليس بسبب مجموعة متغيرات ظرفية حصلت بعد انتهاء الحرب الباردة والدعاية الإعلامية ؟ لمتضادة بين معسكرين لا يوحد بينهما شئ آنذاك سوى مفهوم "التعايش السلمي" الذي طرح ولم يتحقق فعله،بل كذلك نتيجة الانهيار لأحد طرفي المعادلة المتقاطعة الأهداف والمصالح والشعارات ما بين هذين المعسكرين،بحيث برزت ملامح من الإعلام الدعائي عن الأسس الديمقراطية في الحكم أمام النظم الشمولية،وبالتالي ظهرت علائم صراع وصل إلي أن يتوّج بنهاية التاريخ،بل ونهاية الصراع(!!) ما بين الاشتراكية والرأسمالية فاستأثرت بمرحلة استجدت مع التطور التقني المتفوق وفرض العولمة كأداة مسخرة فعلياً للتغيير باتجاه القطب الواحد المستثمر لكل سلبيات القطب الآخر،وتحجيم الإيجابيات منها بأسلوب دعائي مكثف يؤكد على الديمقراطية كعلامة فارقة لتحديد شكل الأنظمة المنضوية تحت هذه اليافطة.
وتأتي الدعوة الأمريكية لإرساء الأسس الديمقراطية بنمطها الغربي المعهود بمنطقة الشرق الأوسط لتكون الأمر الأحدث في الطرح المستنتج من خلال الضرورة(الأخلاقية) التي تمسكت بها الإدارة الأمريكية لتمرير حالة الاحتلال الآنية في تحقيق ما وعدت به من تحرير يسند دعائم المجتمع المدني الديمقراطي في العراق.ولكن مجريات الأحداث اليومية تشعر المواطن العادي بالذات بأن الظروف الموضوعية ليست متوفرة بتاتاً للبدء في التفكير ببناء هذه الدعائم،لأن أولويات العلاقات الديمقراطية العامة غير مؤهلة للأخذ بها،فكيف تؤخذ السياسية التي تعتمد النزاهة والوعي واستقرار في الوضع الأمني.إن الحالة المتردية قد أوجدت وضعاً وكأنه افتعل خصيصاً لخلق هذه الحساسية المتزايدة عند المواطنين تجاه(بدعة) الديمقراطية وفي هكذا ظرف استثنائي لم نألفه على مرً العصور،وأن الطلب الملح هو الأمان ولقمة العيش الهانئة وليس المزايدة الخطابية على مناقب الديمقراطية أمام انفلات أمني وفوضى وتفكك اجتماعي وتصعيد إرهابي متزايد ودمار وخراب ابعدا توفير الاستثمار ولاعادة الأعمار.
ويبدو من تضارب وتناقض الأقوال والتصريحات اليومية للمسوؤلين الكبار في الإدارة الأمريكية حول طبيعة المجتمع العربي والإسلامي وبالذات العرقي،الذي يحتفظ بالإرث من العلاقات القبلية الطابع والعشائرية الانتماء والمجبولة على سطوة الحكم والاستئثار بالسلطة والاستبداد عبر عصور تاريخية يسردها الرئيس الأمريكي تباعاً ليصف الوضع السياسي الذي ميًز المجتمع العراقي مؤكداً خلوًه من أية علاقة تربطه بالمفهوم الديمقراطي للحكم.أما التساؤل المشروع لأي مستمع أو قارئ لما يتردد على الألسنة وما ينشر في الصحافة هو كيف يمكن استيعاب الدعوة إلي توفير الأجواء الراقية ليكون  هذا البلد العريق في حضارته كشعلة ومنارة يستضاءُ بهما في المنطقة !؟، بل قد يصل للعالم الثالث،بحيث يكون انعدام ذلك هو هراء عقلانية ما وعدت به الولايات المتحدة ليضاف إلى ذات الأمر الدعائي المخادع لا غير.
وحين يشير الرئيس بوش لوضع الأنظمة في الشرق الأوسط وليؤكد على النمط الاستبدادي لها، فهو لم يأت بالجديد،لأن جميعها قد جرى ترتيبها وتقويمها نسبياً بموجب أسلوب وهدف ثابتين منذ عقود عديدة خلصت كلها لأمر موحد تستكمل فيه الرأسمالية الاحتكارية العالمية تحقيق المصالح القومية،وبالتالي فليس من السهل على المتتبعين السياسيين والنخبة الواعية بشعوب المنطقة القناعة بالنوايا الحسنة التي يراد بها تغيير الأنظمة،أو بالأحرى ترويض حكامها للانفتاح على شعوبها وللإبقاء على  الأهداف.وإلا فليس من المعقول أن يكون الغمز واللمز باتجاه مصر لتدعم الديمقراطية مقابل الإطناب في المديح لأنظمة إقليمية لم تراعِِ أية أسس تقدمية أو ديمقراطية تفيد في تحسين الأوضاع الاجتماعية المتخلفة والاستبداد الذكوري الذي تأكد حضوره في كل الانتخابات التي جرت في قطر والبحرين وحتى الكويت.فان مجرد وجود نمط عشائري وقبلي للأنظمة هو بحد ذاته أسلوب غير حضاري .وان مجرد إجراء بعض التزيين له يكون بمثابة تزكية من دولة كبرى تتباهى بالديمقراطية!؟.فلقد توضحت لدى الشعوب صيغة النمط الغربي للديمقراطية عبر عدة حالات جرت أحداثها على امتداد الزمن منذ عهد ترومان لتثبت مراراً عن جوهر الديمقراطية المصنّعة بمقاييس لا تخرج عن تلك التي ارتأتها الإدارة الأمريكية ،أو لنقل الكارتل الرأسمالي الاحتكاري بالذات. وكنموذج بشع للوجه الديمقراطي الغربي تكون برقية بيل كلينتون لقرينه بوريس يلتسين في الرابع من أكتوبر 1994  حين دُكً البرلمان بأن هذا الفعل" قد أرسى دعائم الديمقراطية في البلاد والغى النهج الشمولي للبرلمان".
إن الإصرار في كل مخاطبة وحديث في كل مناسبة إعلامية على تأكيد اقتراب الموعد المنشود كي تتحقق الديمقراطية في العراق هو تحصيل لقول يثير القلق أكثر مما يبهج الأنفس بعدما وصل الحال بالشعب العراقي حده الأقصى بكارثة طال  أمدها وبلوى لا تزول إلا بالانصياع لحقيقة الأمر القائل بأن الاستقرار والأمن لا ينجزان إلا بأيدي أبناء الوطن وان تدارك كل المعوقات التي صاحبت تلك الأشهر الثمانية لم تعد تكفي لطمأنة العرقيين بأن بوابة الديمقراطية تنفتح فقط حين تخلو من انتقائية تبقي على الوضع المأساوي المتردي بمبررات ليست لصالح الشعب ولا حتى لقوى التحالف التي قد ذاقت هي الأخرى بعض ما لم تتوقعه من تداعيات أصابتها لأخطاءٍ جاءت بها عن استعلاءٍ على عدة قرارات أفرزت العكس وبالضد مما أرادته الإدارة المدنية في العراق.فهل بالإمكان حل التداعيات في عجالة آنية مطلوبة،أم أنها قد تولد الندامة كقول العرب بأن "الخطأ زادُ العجول" .
                                                                                                                ستكهولم              



#أبو_جناس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاقم مثالب التوريث .....لاستحقاق محاسن التحديث
- تنطّعَ الصحاف ......في زحمة الخراف
- الإعدام بالمتفجرات


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو جناس - الخصائص الانتقائية عند بوابة الديمقراطية