أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - روزا لوكسمبورغ - من كتاب الثورة الروسية , مشكلة الديكتاتورية















المزيد.....

من كتاب الثورة الروسية , مشكلة الديكتاتورية


روزا لوكسمبورغ
(Rosa Luxemburg)


الحوار المتمدن-العدد: 5985 - 2018 / 9 / 5 - 13:36
المحور: الارشيف الماركسي
    


روزا لوكسمبورغ
من كتاب الثورة الروسية
الفصل السادس
مشكلة الديكتاتورية
- ترجمة : مازن كم الماز
يقول لينين ( في الدولة و الثورة : الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية ) " الدولة البرجوازية هي أداة لقمع الطبقة العاملة , أما الدولة الاشتراكية فهي أداة لقمع الطبقة البرجوازية " . إنه يقول أنه إلى درجة معينة فإن الدولة الرأسمالية فقط تقف على رأسها . تفوت هذه النظرة المبسطة الشيء الأكثر أهمية : أن حكم الطبقة البرجوازية لا يتطلب التمرين و التثقيف السياسيين لمجموع جماهير الشعب , على الأقل ليس أبعد من بعض الحدود الضيقة المحدودة . أما بالنسبة لديكتاتورية البروليتاريا فإنها مسألة حياة , الهواء نفسه الذي بدونه لا يمكنها أن توجد .
يكتب تروتسكي : " بفضل الصراع المباشر و المفتوح في سبيل سلطة الحكومة فإن جماهير العمال تراكم قدرا هاما من الخبرة السياسية في أقصر وقت و تتقدم بسرعة من مرحلة إلى أخرى في تطورها " .
هنا يفند تروتسكي نفسه و زملاءه . و لأن الأمر كذلك بالفعل فإنهم قد أعاقوا ينبوع هذه الخبرة السياسية و مصدر هذا التطور المتصاعد بقمعهم الحياة العامة ! أو أنه علينا أن نفترض أن هذه الخبرة و ذلك التطور كانا ضروريين فقط حتى الاستيلاء على السلطة من قبل البلاشفة و عندها مع بلوغهما أعلى ذروتيهما أصبحا غير ضروريين فيما بعد . ( خطاب لينين : لقد فزنا بروسيا إلى الاشتراكية !!! ) .
في الواقع فإن العكس هو الصحيح ! إنها المهام الجبارة التي نهض بها البلاشفة بشجاعة و تصميم هي التي تتطلب أكثف تدريب سياسي للجماهير و مراكمة الخبرة .
إن الحرية فقط لأنصار الحكومة , فقط لأعضاء حزب واحد – مهما كان عددهم كبيرا – هي لا حرية بالمرة . إن الحرية دوما و حصريا هي حرية الشخص الذي يفكر على نحو مختلف . ليس بسبب أية فكرة متعصبة عن "العدالة" بل لأن كل ما هو تنويري , مفيد و مطهر في الحرية السياسية يتوقف على هذه الخصائص الضرورية , و لأن تأثيرها يختفي عندما تتحول الحرية إلى امتياز خاص .
إن البلاشفة أنفسهم لن يرغبوا , و أيديهم على قلوبهم , أن ينكروا أنه , خطوة فخطوة , سيكون عليهم أن يشعروا بأنفسهم خارج إطار الواقع , يختبرون و يجربون , يجربون طريقة بعد أخرى , و أن كثيرا من إجراءاتهم لا تمثل لألئ لا تقدر بثمن من الحكمة . لذلك فإنها يجب و سوف تبقى معنا عندما نصل إلى نفس النقطة – حتى لو أن نفس الظروف الصعبة لن تسود في كل مكان ربما .
إن الافتراض المستتر تحت نظرية لينين – تروتسكي عن الديكتاتورية هو : أن التحول الاشتراكي هو شيء توجد وصفته الجاهزة سلفا بشكل كامل في جيب الحزب الثوري , و الذي يحتاج فقط إلى وضعها موضع التنفيذ بنشاط . إن هذا لسوء الحظ , أو لحسن الحظ , ليست القضية . أبعد من أن تكون مجموعة من الوصفات الجاهزة التي تحتاج فقط إلى تطبيقها فإن الإنجاز الواقعي للاشتراكية كنظام اقتصادي و اجتماعي و قانوني هو شيء يوجد بشكل كامل مخبأ في غشاوة المستقبل . ما نملكه في برنامجنا ليس إلا معالم أساسية قليلة تحدد الاتجاه العام الذي علينا أن نبحث فيه عن الإجراءات الضرورية , و هذه الإشارات سلبية أساسا في طبيعتها هذه . لذلك فإننا نعرف تقريبا ما الذي علينا استبعاده في البداية كي نفتح الطريق أمام اقتصاد اشتراكي . لكن عندما يتعلق الأمر بطبيعة آلاف الإجراءات العملية المحددة تماما , الصغيرة و الكبيرة , الضرورية لإدخال المبادئ الاشتراكية إلى العلاقات الاقتصادية و القانونية و كل العلاقات الاجتماعية , لا يوجد هناك مفتاح في برنامج أو كتاب أي حزب اشتراكي . هذا ليس عيبا بل هو ذات الشيء الذي يجعل الاشتراكية العلمية متفوقة على نظيراتها الطوباوية .
إن النظام الاشتراكي للمجتمع يجب و يمكن أن يكون فقط نتاج تاريخي يولد من مدرسة تجربته الخاصة , يولد في سياق تحققه كنتيجة لتطور التاريخ الحي , الذي – تماما مثل الطبيعة العضوية و التي يشكل جزءا منها في التحليل الأخير – يملك العادة الجيدة بأنه ينتج دائما على التوازي مع أية حاجة اجتماعية حقيقية وسائل إشباعها , على التوازي مع المهمة في نفس الوقت الحل . لكن إذا كانت هذه هي القضية إذا فمن الواضح أن الاشتراكية بحسب طبيعتها الحقيقية لا يمكن فرضها أو إدخالها بمرسوم من الأعلى . يوجد للاشتراكية و كشروط مسبقة عدة إجراءات قوية - ضد الملكية و غيرها . إن السلبي , التهديم يمكن فرضه لكن البناء , الإيجابي فلا يمكن . منطقة جديدة , آلاف المشاكل . فقط التجربة قادرة على تصحيح و فتح الطرق الجديدة . فقط الحياة غير المقيدة و التي تفور في آلاف الأشكال و المبادرات الجديدة , يمكنها أن تخرج إلى النور قوة جديدة خلاقة تصحح بنفسها كل المحاولات الخاطئة . إن الحياة العامة في البلدان ذات الحرية المحدودة هي مصابة بالفقر , بائسة , جامدة , مجدبة , خاصة لأنه باستبعاد الديمقراطية فإنها تقطع المصادر الحية لكل الغنى و التقدم الروحي ( الإثبات : عام 1905 و الشهور بين شباط فبراير و تشرين الأول أكتوبر 1917 ) . هناك كانت هي سياسية بالتحديد , و ينطبق نفس الشيء على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية أيضا . يجب أن يشارك فيها مجموع كتلة الشعب . و إلا فإن الاشتراكية سيجري فرضها من وراء بعض المكاتب الرسمية من قبل حفنة من المفكرين .
إن الحكم الشعبي ضروري على نحو لا مفر منه . و إلا فإن تبادل الخبرات سيبقى محصورا فقط داخل دائرة مغلقة من موظفي النظام الجديد . سيصبح الفساد حتميا . ( هذه كلمات لينين , النشرة رقم 29 ) . تتطلب الاشتراكية في الحياة تحول روحي كامل في الجماهير التي تعرضت للانحطاط عبر قرون من الحكم البرجوازي . الغرائز الاشتراكية مكان الغرائز الفردية , مبادرة الجماهير مكان العطالة , المثالية التي تتغلب على كل معاناة , الخ , الخ . لا يوجد أحد يعرف هذا أفضل أو يصفه على نحو أكثر نفاذا , و يكرره بعناد أكثر من لينين . لكنه مخطئ تماما بالطريقة التي يستخدمها . المراسيم , القوة الديكتاتورية لمراقبي المعامل , العقوبات شديدة القسوة , الحكم بواسطة الإرهاب – كل هذه الأشياء ما هي إلا مسكنات . الطريقة الوحيدة للولادة الجديدة هي مدرسة الحياة الشعبية نفسها , أوسع ديمقراطية و رأي شعبي بدون قيود . إنها اليوم تحكم بالإرهاب الذي يفسد المعنويات .
مع إلغاء كل ذلك ما الذي سيتبقى ؟ في مكان الأجهزة التمثيلية التي يتم تشكيلها بالانتخابات العامة الشعبية , اعتبر لينين و تروتسكي السوفييتات على أنها الممثل الحقيقي للحياة السياسية في الأرض عامة , كما أن الحياة داخل السوفييتات يجب أن تصبح مقيدة أكثر فأكثر . بدون انتخابات عامة , بدون حرية التجمع و التعبير غير المقيدة , بدون الصراع الحر بين الآراء , فإن الحياة ستموت في كل مؤسسة عامة , تصبح شيئا شبيها بالحياة , حيث تصبح البيروقراطية فقط وحدها العنصر الفاعل . تأخذ الحياة العامة بالنوم تدريجيا , فيما عدد قليل من قادة الحزب المفعمين بالطاقة التي لا تنضب و الخبرة الكبيرة تحكم و توجه . من بينهم في الواقع فإن عددا من القادة الأجلاء يقومون بالقيادة و تدعى نخبة الطبقة العاملة من وقت لآخر إلى اجتماعات حيث تهتف و تهلل لخطابات القادة , و لتوافق على القرارات المقترحة بصورة جماعية – في المحصلة إنها علاقة عصابة – ديكتاتورية , , و للتأكيد , فإنها ليست ديكتاتورية البروليتاريا بل ديكتاتورية حفنة من السياسيين , إنها ديكتاتورية بالمعنى البرجوازي , كما تعنيها حكم اليعاقبة ( إرجاء مؤتمر السوفييتات من 3 إلى 6 أشهر! ) . نعم يمكننا أن نذهب حتى أبعد من ذلك : إن ظروفا كهذه ستؤدي لا محالة إلى جعل الحياة العامة وحشية : محاولات اغتيال , قتل الرهائن , الخ ( خطاب لينين عن النظام و الفساد ) .


ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/archive/luxemburg/1918/russian-revolution/ch06.htm

 



#روزا_لوكسمبورغ (هاشتاغ)       Rosa_Luxemburg#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الروسية 1917
- الاقتصاد السلعي والعمل المأجور-
- المجتمع البدائي وانحلاله
- ما هو الإقتصاد السياسي؟
- الإضراب الجماهيري - الجزء الثاني
- الإضراب الجماهيري - الجزء الاول
- إصلاح اجتماعي أم ثورة
- الخطبة التي ألقتها روزا لوكسمبورغ في 30 ديسمبر 1918 في المؤت ...
- ما أصْلُ الأول من أيّار ؟
- رسائل من روزا لوكسمبورغ


المزيد.....




- ندوة دراسية: التنقلات الدولية للآمال الثورية في سنوات الخمسي ...
- ي?کخستني خ?باتي کر?کاران ب?د?وري ب?رژ?و?ندي چيناي?تيي س?رب?خ ...
- الأخضر عامل كام انهاردة؟ .. سعر الدولار اليوم السبت 26 أبريل ...
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- وفد عن حزب التقدم والاشتراكية برئاسة الأمين العام الرفيق محم ...
- البابا فرنسيس يلم شمل الإنسانية.. الفقراء والأغنياء يجتمعون ...
- قداس وعظة مؤثرة تظهر مناقب البابا فرنسيس نصير الفقراء والمها ...
- جنازة مهيبة لـ-بابا الفقراء- فرنسيس بحضور عالمي كبير
- تغطية مباشرة: العالم يودع البابا فرنسيس في جنازة تجمع الفقرا ...
- المونسنيور عبدو أبو كسم: اليوم هو يوم وداع رسول الفقراء البا ...


المزيد.....

- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - روزا لوكسمبورغ - من كتاب الثورة الروسية , مشكلة الديكتاتورية