أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علياء الانصاري - في العيد .. رسائل تبحث عن عنوان!














المزيد.....

في العيد .. رسائل تبحث عن عنوان!


علياء الانصاري

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نقلت وسائل الاعلام ان ستة ملايين طفل في العالم كتبوا رسائلاً الى (سانتاكلوز) بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، يطلب فيها كل واحد منهم تحقيق امنية أو حلم يداعب مخيلته الصغيرة.

جميع الرسائل كانت بلا عنوان وبلا طوابع، لانهم يعتقدون بأن هذا المخلوق الحبيب صاحب الوظيفة المقدسة، الا وهي اسعاد الاطفال بداية كل عام جديد، موجود في كل مكان، يسمع نجواهم ويقرأ افكارهم، ولهذا قامت دوائر البريد في بعض الدول الاوروبية بالاجابة عن تلك الرسائل إذ أرسلت الهدايا التي طلبها الاطفال من سانتاكلوز اليهم وبذلك شاركت في اسعادهم وتحقيق احلامهم.

لا ادري لماذا أبكاني ذلك الخبر، وأنا أتبادل النظرات مع ابنتي التي شاركتني مشاهدة ذلك التقرير الخبري المشفوع بصور الاطفال الضاحكين فرحا بالعيد القادم.

اطفال العراق يعاصرون اعياداً عديدة، فالايام الماضية كان عيد الاضحى المبارك وتلاه عيد ولادة المسيح عليه السلام وبعد أيام اعياد الميلاد... فإلى من سيكتبون؟!

وإن كتبوا، من سيقرأ لهم؟! ومن سيجيب؟!

دعوني أعود الى طفولتي، وأكن طفلة صغيرة يداعب مخيلتها حلم صغير، فاسمحوا لي ان اكتب لكم عن حلمي، وبما ان اوقاتكم عصيبة وثمينة ولا يسعكم ان تقرأوا رسائلاً عديدة فقد جمعت اطفال الجيران وكتبنا معا احلامنا وطلباتنا في رسالة واحدة:

(اريد شارعا نظيفا معبدا حتى لا انقطع عن المدرسة أيام المطر عندما يتحول الى مستنقعات كبيرة!

أريد دمية جميلة أصفف شعرها واحملها معي الى سريري الصدء الذي أكلته السنون!

ويريد حسام اليتيم الذي فقد امه وابوه في الدورة اثر حادث ارهابي، سقفا محكما يمنع عنه وعن اخوته الثلاث المطر والبرد، وان تعذر ذلك فلا بأس بغطاء سميك يختبئون تحته، وان تعذر هذا ايضا فلابأس بمعطف ولو قديم يرتديه واخوه عندما يذهبان الى المدرسة التي تبعد مسافة ساعة عن غرفتهم المتهاوية يقطعانها مشيا، وان تعذر فسيقنعه حذاء سميك يساعد قدميه على تحمل المسير!

وتريد هدى ذات العشر أعوام ان تلتحق بالمدرسة، فوالدها مقعد في البيت وأمها تعمل منذ الصباح الى الليل لتعيلها واخوتها الستة ...

تريد وداد ذات السبعة اعوام عودة ابيها الذي ذهب صباحا الى عمله كبائع متجول في سوق الحلة ولم يعد لان احدهم اراد ان يتغدى ذلك اليوم مع رسول الله!

ويريد عمر ذو الخمس سنين، رشاشة يلعب بها مع أقرانه لعبة (الشرطي والارهابي)، فيما يريد أخوه محمد ذو العاشرة دراجة وان كانت قديمة لتساعده على حمل اكياس الشكولاته التي يبيعها يوميا على مفترق الطريق!

وتريد فاطمة ذات السنوات الثلاث دفتر رسم وألوان، لترسم حديقة كبيرة تلعب بها مع صويحباتها!

أما آمنة ذات الثامنة فقالت لي: اريد ان تشفى اختي من مرضها لتعود الى اللعب معي.

وعندما هممت بانهاء الرسالة، قالت لي سميرة ذات السبعة أعوام وفي عينيها يتلألأ حزنٌ خجول: اكتبي: اريد وطنا لا خوف فيه، لا فقر فيه).

وضعت الرسالة في ظرف أبيض، وتبادلنا جميعا النظرات، الى من سنرسلها؟!

عندها تركت الاطفال، وعدت الى واقعي الكبير، لعلي استطيع ان أجيب تلك النظرات البريئة المستفهمة وأعطيها عنوانا واضحا لترسل اليه رسالتها.

هل من الصعب ان يخصص مكتب رئاسة الجمهورية، مكتباً صغيراً له يستقبل فيه رسائل الاطفال ويجيب عنها ولو بمجرد عبارة (وصلت، سنرد قريبا). ليبقى الامل في نفوس الاطفال حيا ينتظر هذا القريب متى يأتي، المهم ان يبقى الامل!

أليس ممكنا ان يفتح رئيس الوزراء، مكتبا لاستقبال رسائل الاطفال ويعين مستشارا للطفولة، يشارك احلام الاطفال ولو بعبارة (سنفكر فيما قلتموه)!! ليبقى الامل يقظا في أحداقهم!

وقبل ان أنهي مقالتي هذه، تساءلت الطفلة (علياء) في داخلي: هل سيقرأون ما كتبتي؟!

أغمضت عيني ولم أجبها...

كل عام وانتم بخير...

كل عام واطفالنا بخير... أحلامهم، امنياتهم، آهاتهم... كل عام والامل فينا بخير.




#علياء_الانصاري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمانية؟!
- شعبنا مسكين .. لكنه مبدع
- واقع امرأة


المزيد.....




- -صفقة مع الشيطان-.. نائب أمريكية تهاجم قانون ترامب -الضخم وا ...
- أثاث ينمو من الأرض على مدى 10 سنوات.. والنتيجة تحف فنية نادر ...
- الجيش السعودي يثير تفاعلا بتدشين أول سرية منظومة -ثاد- الأمر ...
- نشاط جديد في موقع -فوردو- الإيراني.. والصور تظهر ردم حفر خلف ...
- إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علياء الانصاري - في العيد .. رسائل تبحث عن عنوان!