أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صبحي حديدي - الساكت عن الحقّ














المزيد.....

الساكت عن الحقّ


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


طبيعي تماماً، وجزء لا يتجزأ من الوظيفة والمثوبة، أن يهرع بعض المعلّقين السوريين (بيادق الأجهزة الأمنية، إذْ ليتهم كانوا أبواق إعلام النظام!)، ممتهني الظهور على الفضائيات العربية في لبوس رؤساء مراكز أبحاث وخبراء معطيات ستراتيجية، إلى اتهام نشطاء المجلس الوطني لـ "إعلان دمشق" بالعمالة للولايات المتحدة. هؤلاء يعودون القهقرى إلى خطاب السنة الأولى من عهد نظام بشار الأسد، حين أعلن وزير الإعلام الأسبق عدنان عمران أنّ ناشطي "ربيع دمشق" يقبضون الفلوس من السفارات الأجنبية؛ وزاد في الطنبور نغماًً وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، الذي صرّح أنه يملك وثائق خطية عن عمالة هؤلاء!
وليس طبيعياً تماماً، حتى إذا كان قد انقلب إلى عرف وعادة وسلوك ونهج، أن تسكت عن حملة الاعتقالات الأخيرة، فضلاً عن حملات التخوين، غالبية ساحقة من أعضاء الأحزاب المتحالفة مع النظام، وبينها حزبان ما يزالان يزعمان هوية شيوعية؛ وغالبية أخرى ساحقة من المستقلين أو المحسوبين على تيارات فكرية وسياسية قومية أو يسارية أو ليبرالية أو إسلامية، غير حزبية، ممّن ينبغي أن تهزّ ضمائرهم أية حملة اعتقالات تكمّ الأفواه وتقمع الرأي الآخر. وباستثناء بيان يتيم، ولكنه شجاع ومشرّف، وقّعته 42 امرأة سورية في استنكار اعتقال فداء أكرم الحوراني رئيسة المجلس الوطني لـ "إعلان دمشق"، لم يصدر أيّ موقف آخر يحرّك المياه الراكدة في هذه القطاعات السياسية والثقافية السورية.
وليس طبيعياً، ثالثاً، بل هو مدعاة استنكار أقصى، أن تسكت عن الحملة فئات أخرى من النشطاء الذين سبق لهم خوض غمار العمل الوطني العامّ، المعارض تحديداً، في هيئات ولجان ومنتديات شتى، خلال "ربيع دمشق" وبعده، بل تعرّض بعضهم لضغوط مباشرة بينها الاعتقال أو الإستدعاء. صحيح أنّ المرء يمكن ـ بل يجب، في الواقع ـ أن يختلف مع خطّ "إعلان دمشق" الفكري أو السياسي، أو أن يختلف مع هذا أو ذاك من أحزاب وقوى وتيارات المعارضة السورية، حول مسائل صغيرة وكبيرة، وحول التكتيك والستراتيجية، وحول كلّ أمر وأيّ أمر. ولكن... هل يجوز لأي اختلاف أن يحوّل البعض إلى ساكتين عن الحقّ، ينتهي صمتهم إلى صالح السلطة القامعة ذاتها التي سبق للساكتين إياهم أن ساهموا في مواجهتها على نحو أو آخر؟
ورابعاً، كيف يمكن أن يكون طبيعياً صمت قطاعات واسعة من السوريين في الخارج، وبينهم عدد كبير من المثقفين والكتّاب والصحافيين والأكاديميين، إزاء حملة اعتقالات شرسة تستهدف ناشطات ونشطاء يناضلون من أجل سورية أفضل، مستقلة حرّة ديمقراطية متماسكة منيعة؟ وفي نهاية المطاف، أليس وطناً على هذه الشاكلة هو جوهر حلم السوريين في مغترباتهم، أو هكذا ينبغي أن يكون في ضمائر أناس أقاموا في الغرب وتذوّقوا طعم الحرية والحقّ والكرامة؟ وكيف يبدو طبيعياً، بعد السكوت، أن يكون لبعض هؤلاء قسط في لعبة التخوين ذاتها التي تديرها السلطة، عن طريق آخر غير ذاك الذي تسلكه السلطة بالطبع، يُعلي أخلاقيات صوفية عن الثوابت الوطنية، ولكنه ينتهي إلى الغاية الختامية ذاتها: التشكيك في وطنية المطالبين بالتغيير الديمقراطي؟
وليعذرني الصديق منير العكش، المثقف والناقد وصاحب الدراسات الحصيفة في المسائل الأمريكية، إذا كنت ـ من باب أنّ الأقربين أولى بالعتب ـ سأضربه مثالاً على طراز في نصب الفزّاعات ينتهي إلى شرعنة الديماغوجية ذاتها التي تمارسها أبواق النظام. وكان قد وقّع رسالة، في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2005، مع كمال خلف الطويل ومنذر سليمان وزياد الحافظ وفوزي الأسمر ومحمد دلبح (أعضاء المؤتمر القومي العربي في الولايات المتحدة) موجهة إلى زملائهم أعضاء المؤتمر ذاته، المنتمين للمعارضة السورية، في مناسبة البيان التأسيسي لـ "إعلان دمشق". الرسالة تلك أعربت عن "القلق" و"التوجس" لأنّ البيان يتجاهل "الأخطار المدمرة" التي يتعرّض لها "الوطن السوري دولة وشعباً وعروبة"، كما حذّرت الزملاء من أمريكا لأنه "يخطيء من يظن أنّ غاية [استهداف النظام السوري هي] الإتيان بنظام ديمقراطي ليبرالي يخرج البلاد من قفص الإستبداد إلى معارج الحرية".
والحال أنّ الرسالة انطوت على إهانة بالغة حين افترضت أنّ "إعلان دمشق" يرهن التغيير بالخارج، لأنّ الغالبية الساحقة من أهل الإعلان آنذاك كما اليوم، لم يكونوا البتة من رهط المؤمنين بأية ديمقراطية أمريكية تأتي على ظهر دبابة غازية، بل العكس كان الصحيح على الدوام. وهم، من جانب ثانٍ، يدركون جيداً أنّ الولايات المتحدة لم تستهدف نظام "الحركة التصحيحة" أبداً، لا في عهد الأسد الأب ولا في وراثة الأسد الابن، وهي اليوم أيضاً لا تستهدفه... إلا إذا كانت جعجعة اللفظ حاملة طائرات، وطنين الكلام قاذفة B52! ما يضيف الجرح على الإهانة أنّ أياً من الموقّعين على الرسالة القومية العربية، وأرجو أنني هنا أجهل كلّ الحقيقة، لم يكتب سطراً واحداً في استنكار اعتقال زملاء له، على رأسهم فداء أكرم الحوراني (بعضهم، منذر سليمان، لم يجد غضاضة في اعتقال ميشيل كيلو!)...
وبين ما هو طبيعي تماماً، وما هو غير طبيعي أبداً، ثمة ذلك الثابت الكبير: الشرف الوطني الذي يأتلق على جباه عارف دليلة، ميشيل كيلو، أنور البني، كمال اللبواني، فائق المير، أكرم البني، غسان النجار، أحمد طعمة، جبر الشوفي، فداء أكرم الحوراني، علي العبد الله، وليد البني، ياسر العيتي، وجميع معتقلي الرأي والضمير في سورية الصابرة.



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدوارد سعيد: عود على بدء
- نمطان في -تكريم- حقوق الإنسان: هراوة الأسد وممسحة ساركوزي
- شحارير الرياء
- اقتصاد السوق والديمقراطية الغربية: زواج أضداد أم سفاح قربى؟
- الغريبان
- صفقة ساركوزي الجديدة: ألعاب ذرّ الرماد في العيون
- النظام السوري بين غارة وأخرى: العجائب الخمس
- إحتراف الحسبة
- الهند في ميلادها الستين: كعب آخيل عمالقة القرن
- الشعر و-الطرب الوطني-
- تكعيب البصرة
- السير رشدي والمستر لوكاريه
- باكستان العسكر: هل ينقلب الفقه الأصولي إلى حاضنة اجتماعية؟
- على أهدابه عشب الجليل...
- ولاية الأسد الثانية: السنة ال 37 في عمر -الحركة التصحيحية-
- كعكة كافكا
- ولادات الأمّة الأمريكية: ليس رحم التاريخ، بل برميل النفط الع ...
- القوقعة والذاكرة
- كسر الجليد السوري الإسرائيلي: ما يطرأ سريعاً يتطاير أسرع
- أدونيس والوهابية: عود على بدء


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صبحي حديدي - الساكت عن الحقّ