أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بشير الحامدي - في تونس ثلاثة أساتذة تعليم ثانوي يخوضون إضراب جوع منذ 20 نوفمبر 2007















المزيد.....


في تونس ثلاثة أساتذة تعليم ثانوي يخوضون إضراب جوع منذ 20 نوفمبر 2007


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:02
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


متابعة 1
26 نوفمبر2007
لماذا إضراب الجوع
لماذا إلتجأ الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي المطرودون عن العمل عمدا إلى خوض إضراب جوع دفاعا عن حقهم المشروع في العودة إلى عملهم بعد الإجراء التعسفي الذي تعرضوا إليه من طرف وزارة التربية والتكوين.؟
وبعبارة أوضوح:
لماذا يلتجئ منخرطو منظمة نقابية تعرضوا إلى مظلمة إلى خوض هذا الشكل من النضال؟ ولماذا يضع شباب مثلهم حياتهم في الميزان من أجل حقهم في العودة إلى عملهم بعد أن أطردوا منه تعسفا لمشاركتهم في إضراب خاضه قطاعهم خلال السنة الدراسية المنقضية 2006-2007؟ولماذا تعجز منظمة نقابية منخرطوها بمئات الآلاف عن الدفاع عن نقابييها؟
الإجابة واضحة:
إنها تداعيات الواقع السياسي والنقابي الفاسد السائد اليوم في بلادنا والمستمر منذ أول التسعينيات والمتمثل في تمسك السلطة بسياسة القمع وتكميم الأفواه ومصادرة أبسط الحقوق المدنية ومواصلة البيروقراطية النقابية الانخراط في نهج المشاركة الذي حوّل الإتحاد العام التونسي للشغل من منظمة بيد الشغيلة إلى منظمة بيد الأعراف والدولة.
لقد تعرض الشغيلة في بلادنا ومنذ أن شرعت الدولة في برنامج التأهيل إلى عمليات طرد وتسريح بالجملة سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العمومي وقد كان العمال المستهدفون وفي كل مرّة يلتجئون إلى أشكال نضالية متقدمة دفاعا عن حقهم في العمل [عمال النسيج بالمكنين ـ عاملات فوشانة ـ عمال معمل السكر بباجة ـ عمال تونس الجوية ـ عمال المغازة العامة بتونس...الخ ] لكن كانت هذه النضالات تفشل في كل مرة ولا تحقق أي مطلب لعدّة أسباب أهمها إصرار السلطة على عدم التراجع ومناورات البيروقراطية النقابية على هذه الأشكال من النضال وتعويمها بإجراء الاتفاقيات المهينة مع الأعراف من وراء ظهر العمال إضافة إلى عامل نقص التعبئة لمساندة مثل هذه الأشكال النضالية الكفاحية من قبل أغلب القيادات النقابية الأساسية والوسطي والوطنية في كل القطاعات وهو الأهم.
ولئن تعامل النقابيون في السابق مع هذه النضالات بكثير من السلبية ولم يعملوا على تأصيل هذه الأشكال النضالية وتعميمها ومساندتها المساندة الفعالة [بالإضراب مثلا] ولئن فوتت المعارضة النقابية المناضلة والنقابيون المحالون على لجنة النظام كذلك فرصة تحويل المعركة ضد التجريد إلى معركة تهم كل النقابيين وذلك برفض المثول أمام "محكمة التجريد" وبالانخراط في أشكال مواجهة قادرة على تعبئة كل المعارضين لهذه الحملة من أجل إسقاط المؤامرة وفرض التراجع علي البيروقراطية النقابية فإن إضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي هو محطة أخرى من محطات هذا النضال الكفاحي لا يجب أن تمر كسابقاتها ولإنجاحها لابدّ من تعبئة قاعدية واسعة لكل النقابيين في كل القطاعات في الجهات وفي إقليم تونس الكبرى لإقامة التجمعات والإعتصامات والإضرابات الاحتجاجية والتضامنية والبدء فورا في قطاع التعليم الثانوي في خوض إضرابات جهوية تتوج بإضراب شامل .إنه الطريق الوحيد لمساندة حقيقية وفعالة للضغط من أجل إرجاع الأساتذة المطرودين عمدا إلى عملهم.

متابعة 2
02 ديسمبر2007
إضراب الجوع : لِمَا لاَ يوم وطني لمساندة الأساتذة المطرودين عمدا ودفاعا عن الحق في الشغل؟!
اليوم يكون قد مرّ اثنا عشر يوما على إضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي المطرودون عمدا من قبل وزارة التربية والتكوين في تجاوز صارخ لكل القوانين والأعراف. ولأن إضراب هؤلاء الشباب من أجل حقهم في العودة إلى عملهم معركة تهم في المبدأ كل النقابيين وكل مكونات المجتمع المدني والمعارضة الديمقراطية ولابد لهذه الأطراف انسجاما مع ما ترفعه من شعارات من المساندة والمساهمة في إنجاحها فإننا نسوق الملاحظات التالية.
1 ـ كيف تعاطي النقابيون إلى الآن مع إضراب الجوع
لئن تعددت في السنوات الأخيرة معارك الدفاع عن الحق في الشغل التي نتجت عن موجات التسريح والطرد التعسفي من العمل والذي طال الآلاف من العمال فإن مساندة النقابيين لأشكال الدفاع الذاتي المتعددة والمتنوعة التي التجأ إليها العمال كحل أخير للدفاع عن مواطن شغلهم الضامن لحقهم في العيش لم يتجاوز إصدار البيانات ولم يرتق إلى ما هو مطلوب لقد عجز نقابيونا إلى اليوم عن تطوير أشكال مساندتهم لهذه النضالات الأصيلة. بالطبع الأسباب متعددة ومعلومة ولا مجال في هذا المقال لطرحها فقط نقول لنذكر الجميع أن لا معني لفعل نقابي لا يكون التضامن أحد أسسه وركائزه ولا نقصد بالتضامن تدبيج بيانات المساندة والوقوف عندها إننا نعني به التضامن الفعال النشيط والذي لا يكون إلا بالنضال.
فهل نسي نقابيونا إضرابات المساندة ،الدورية القطاعية،والجهوية !
وهل أصبح نقابيونا عاجزين حتى عن التجمع للمساندة ناهيك عن الاعتصام!
الإجابة ليست مهمة على كل حال لكن المؤكد أن تعاطي نقابيينا مع نضالات الشغيلة التي خيضت في السنوات الأخيرة بتلك المساندة الشكلية لم يخدم في الأخير غير الأعراف والدولة حيث رمي بآلاف العمال للبطالة و بآلاف العائلات للجوع والحرمان.
إن ما جرنا إلى التذكير بكيفية تعاطي نقابيينا مع نضالات الدفاع عن الحق في العمل التي خيضت سابقا هو أن المساندة النقابية لإضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي منذ 20 نوفمبر لم تختلف في الجوهر ومن حيث الشكل وطرق التعبئة عن ما سبقها ولم تتجاوز المساندة بالبيانات والزيارات فباستثناء إضراب ثلث الساعة الذي خاضه قطاع التعليم الثانوي يوم 30 نوفمبر المنقضي والاجتماع الذي نظمته النقابة العامة للتعليم الثانوي في العاصمة غداته والذي كان إخباريا ولم يشر لا من بعيد ولا من قريب لتبني النقابة العامة ومكتبها التنفيذي لخطة نضالية لإنجاح إضراب الجوع هذا اللإجتماع الذي تغيب عنه ممثلو القطاعات الأخرى الذين تعودنا صعودهم إلى الشرفة للخطاب وتقديم "المساندة " في التحركات المطلبية السابقة لم تحرك القطاعات الأخرى ساكنا ولم تتجرأ ولو نقابة واحدة على تنظيم تجمع عام أو إضراب تضامني مع المضربين. أين قطاع التعليم الإبتدائي مثلا أليس معنيا بإنجاح هذه المعركة أم أن الأمر لا يعنيه؟ أين قطاع البريد؟ أين قطاع الصحة؟ أين بقية القطاعات؟ أين مناضلو اليسار النقابي ؟ أنسي الجميع أن اليوم عليهم وربما غدا علينا جميعا! لماذا هذا الانسحاب من المعركة؟ أليست المعركة معركتكم وبكل المقاييس؟ ألا يحتم عليكم واجبكم و مسؤولياتكم النقابية مساندة هؤلاء الشباب مساندة فعالة؟ إن الأساتذة المضربون عن الطعام معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي أبناء هذا الوطن ولم يقتحموه اقتحاما وقضيتهم قضية عادلة ومطالبهم مشروعة فلماذا التقصير حول هذه المظلمة المسلطة عليهم؟
كذلك لابد من الإشارة إلى أن تبني إضراب الجوع لا يجب أن يبقى منحصرا في نقابة التعليم الثانوي فلابد لكل النقابات وفي مرحلة أولى على الأقل على نقابات التعليم أن تتبنى هذا الإضراب وتنخرط في إنجاحه بالطرق النضالية وهي خطوة لاشك ستكون سند فعالا لنقابة التعليم الثانوي التي من المفروض أن لا تبقى بمفردها في مواجهة هذا الملف. إن تبني إضراب الجوع والانخراط في المساندة بالنضال هو الضمانة الوحيدة الممكنة ليحقق المضربون مطلبهم ولمنع أي محاولة للالتفاف عليه من أي طرف كان.
2 ـ مساندو الإضراب من خارج الإتحاد
لم تختلف مساندة إضراب الجوع من خارج الإتحاد عن مساندة النقابيين له فقد انحصرت أغلب ردود الفعل المساندة في زيارة ممثلي أحزاب ومنظمات للمضربين وإصدار هذه الأحزاب والمنضمات لبيانات مساندة.
في الحقيقة لقد تعاملت هذه الهيئات مع الإضراب على اعتباره شأنا نقابيا صرفا وقضية نقابية داخلية وهو موقف خاطئ تماما فالمسألة ولئن كانت تبدو في الظاهر نقابية إلاّ أن أبعادها سياسية أو ليس الحق في العمل أحد أهم الحقوق السياسية والاجتماعية ؟ ألا تناضل هذه الهيئات السياسية والحقوقية من أجل الحق في العمل ومن أجل احترام القانون ألا تمثل هذه المعركة[إضراب الجوع من أجل العودة إلى العمل] أحد أهم المعارك التي تكثف النضال من أجل الحقوق!إن التعلّل بعدم التدخل في شؤون الإتحاد تعلّة واهية ومردودة على كل هيئة تتبناها. وأكثر من ذلك أين نقابيو هذه الأحزاب [المعترف بها وغير المعترف بها] أم أن ليس لهذه الأحزاب نقابيون؟ لماذا لم يسع هؤلاء لتشكيل لجنة وطنية لمساندة المضربين تواكب وقائع هذا الإضراب وتنظم ما يمكن تنظيمه من تحركات وتتولى مهمة التغطية الإعلامية؟ أين صحافة بعض هذه الهيئات و ما حجم اهتمامها بهذه المعركة وكيف واكبتها وغطتها؟ أنسيت هذه الهيئات أنه بدون النقابين لا يمكن أن ينجح لها أي تحرك؟ فأين هي عندما يتطلب الأمر دعمها للنقابيين؟
3 ـ لما لا يوم وطني لمساندة الأساتذة المطرودين عمدا ودفاعا عن الحق في الشغل
إن مساندة هذه الهيئات لإضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي المطرودون عمدا من قبل وزارة التربية والتكوين وإنجاحه لهو أحد الواجبات النضالية لهذه الهيئات وعليه فإننا نقترح على هذه الأحزاب والمنظمات وعلى النقابيين وممثلي القطاعات النقابية الذين أبدوا مساندتهم بالبيانات والعرائض بالالتقاء والبدء في التحضير لتنظيم يوم وطني لمساندة المضربين خلال هذا الأسبوع تنبثق عنه لجنة وطنية تكون مهماتها:
ــ متابعة وقائع إضراب الجوع.
ــ تغطية الإضراب إعلاميا.
ــ تنظيم تحركات مساندة للمضربين في الجهات وفي العاصمة.



متابعة 3
09 ديسمبر 2007
حول حقيقة بعض المواقف المتعلقة بإضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة المطرودون عمدا عن العمل
20 يوما مرت والأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي في إضراب جوع في المقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل.وبرغم أن إضراب الجوع قد مثل الحدث الأهم على الساحة النقابية والسياسية في بلادنا منذ 20 نوفمبر الفائت فإن ما يروج في ساحة محمد على من أحاديث وما ظهر إلى حدّ الآن من مواقف الأطراف المعنية بهذه المسالة حول مواصلة الإضراب يطرح عديد التساؤلات التي لابد من توضيحها للنقابيين وللرأي العام.
أولا: حقيقة الموقف القائل [لاتفاوض تحت التهديد]
انطق الأساتذة المطرودون في إضراب الجوع من أجل هدف واضح ومعلوم من الجميع :إنه العودة إلى أعمالهم التي أطردوا منها بعد مشاركتهم في الإضراب الذي خاضه قطاعهم السنة الفارطة. ويتفق جميع النقابيين والمتابعين لهذا الملف أن ما أتته وزارة الإشراف في حق الأساتذة المطرودين يعد خرقا واضحا للقانون ولا يدخل في غير سياسة العصا الغليظة التي تنتهجها ومسؤوليتها مباشرة عن كل ما سيلحق بهؤلاء الأساتذة المضربين من مضار وتعكرات صحية بما في ذلك الأخطار الحقيقية التي تهدد حياتهم:ألم يقل أحد المضربين وهو محق في كلامه «سأواصل إضراب الجوع ولن أسلّم حتي أفتك حقّي في العودة إلى عملي حتى وإن كلفني ذلك حياتي».
إن المؤسف حقا هو طريقة تعامل وزارة الإشراف مع المضربين وطبعا من ورائهم كل النقابيين وكل الهيئات الحقوقية والإنسانية والرأي العام الوطني والدولي وإلاّ فبماذا نفسر ما يروج من أحاديث مفادها أنها [لا تتفاوض تحت الضغط]ّ! عجبا ما الضغط الذي يمثله ثلاثة أساتذة وضعوا حياتهم في الميزان من أجل حقهم في الرجوع إلى أعمالهم التي أطردوا منها عمدا لمجرد أنهم مارسوا حقا يضمنه دستور البلاد. عجبا ما الضغط الذي يسببه هؤلاء لوزارة الإشراف! في الحقيقة وبقراءة سريعة لهذا الموقف لا يمكن أن يفهم منه غير التنصل من المسؤولية والإمعان في سياسة العصا الغليظة! بماذا كانت سترد وزارة الإشراف يا ترى لو دخل الآلاف من النقابين في إضراب جوع مساندة للأساتذة المطرودين ودفاعا عن مطالبهم هم أيضا وعن الحق النقابي ! بماذا كانت الوزارة سترد لو دخل الآلاف أيضا من أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في إضراب جوع أليسوا هم أيضا بالآلاف! ألا تعلم وزارة الإشراف أن الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي قد إلتجؤوا إلى إضراب الجوع التجاء ولم ينخرطوا فيه إلاّ بعد أن سدّت جميع الأبواب في وجوههم ! ألا تعلم وزارة الإشراف أنهم لم يدخلوا في إضراب الجوع إلاّ بعد أن استنفذوا كل الحلول ولم يبق لهم غير الدفاع عن حقهم بأجسادهم. في الحقيقة إن ّما يروج حول عدم التفاوض تحت التهديد مبرر مردود ومتناقض مع الحقيقة ولا معنى له إلاّ تعويم هذا الملف وفك الإضراب والخروج بيد فارغة والأخرى لاشيء فيها وهو وضع تراهن عليه وزارة الإشراف لطي ملف هذه المظلمة وركنه مع عديد ملفات المظالم الأخرى في حق مربي هذا الوطن.

ثانيا: لماذا تتعمد البيروقراطية النقابية وجهازها التنفيذي استنزاف طاقة المضربين الثلاثة؟
لا يمكن في الحقيقة اعتبار سكوت جهاز البيروقراطية النقابية وغضه النظر عن تنظيم إضراب الجوع في مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي مساندة حقيقية لهذا التحرك بقدر ما هو في الواقع محاولة من هذا الجهاز لتحييد الأنظار عن قضية التجريد ولتهميش ملف االديموقراطية المطروح بحدّة داخل هذه المنظمة النقابية في محاولة لخفض حالة الاحتقان التي أصبح عليها الوضع في الإتحاد. إن ما يؤكد كلامنا هذا هو حقيقة تعامل هذا الجهاز مع وقائع إضراب الجوع الذي مرّ عليه اليوم عشرون يوما هذا التعامل الذي لم يختلف من حيث الجوهر عن تعامل وزارة التربية والتكوين فإذا كانت الوزارة لم تبال بما يجري وتنصلت من المسؤولية وتركت الحبل على الغارب في قضية بهذه الخطورة فإن متنفذي البيروقراطية وعلى مختلف ألوانهم ومواقعهم تعمدوا تعويم الإضراب والسكوت عنه لاستنزاف طاقة المضربين في هدف واضح هو إغراقهم في وضع من الترقب والفراغ لإنهاك صحتهم ودفعهم في الأخير إلى التراجع وفك الإضراب دون تحقيق مطلبهم. إن كل المؤشرات تدل على هذا التمشّي والمسألة في ترتيبات الجهاز البيروقراطي مسألة وقت ليس إلاّ. إنها مؤامرة أخرى من مؤامرات هذا الجهاز على نضالات العمال لا بل أكثر إنها مؤامرة على حياة المضربين. إن مثل هذه المناورات ليست جديدة فالجهاز له سوابقه في هذا المضمار. ألم يأمر عبد السلام جراد ذات شتاء وفي ساعة متأخرة من الليل زبانيته باقتحام أبواب مقر نقابة البريد لإخراج أحد النقابيين المعتصمين فيها هو وعائلته من أجل العودة إلى عمله الذي أطرد منه ورماهم في الشارع هم ومن معهم.
إن على كل النقابين الصادقين المساندين للأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي وعلى المضربين أنفسهم التنبه إلى أن صمت البيروقراطية النقابية لا يمكن أن يستمر ولا يمكن له كذلك أن يتحول إلى مساندة حقيقية إنهم سيتحركون في الظلمة لفك الإضراب إنهم سيعملون ما في وسعهم لإنهاء هذا الملف وستتعدد وعودهم وتطميناتهم الكاذبة بتسوية الوضعية فهل سنلدغ من الجحر مرّتين؟ إن مطلب الأساتذة المضربين عن الطعام واضح وعادل وعلينا ونحن في هذه المرحلة أن لا نسلّم وأن لا نقبل بغير تحقيق مطلب رجوع المضربين إلى عملهم.
ثالثا: نقابة التعليم الثانوي وسياسة ذر الرماد على العيون؟
لئن كان موقف نقابة التعليم الثانوي التي تبنت إضراب الجوع الذي يخوضه الأساتذة الثلاثة الذين وقع طردهم من عملهم على خلفية مشاركتهم في إضراب القطاع موقفا شجاعا فإن كيفية إدارتها لهذا التحرك وكذلك حقيقة الخطة التي رسمتها لإنجاح هذا الشكل النضالي تطرح عديد الأسئلة التي ولا شك ستتوضح إجاباتها في قادم الأيام.
ــ لماذا لم تسع النقابة العامة إلى توسيع جبهة مساندة الإضراب وحصرت عملها داخل القطاع في حين كان بإمكانها أن تدعو بقية القطاعات النقابية وفعاليات الحركة االديموقراطية المناضلة المساندة لإضراب الجوع لتنظيم يوم وطني لمساندة المضربين ومن أجل الدفاع عن الحق في العمل وتكوين لجنة وطنية لمتابعة ملف الإضراب من أجل عمل أكثر إشعاعا وأعمق تأثيرا.
ــ لماذا لم تسع النقابة العامة للتعليم الثانوي منذ الأيام الأولى للإضراب إلى تنظيم لقاء جهات وتدفع من أجل أن يقرّر نقابيو الجهات إضرابا عاما بيوم أو إضرابات جهوية دورية مسترسلة واكتفت بتنظيم وقفة لم تكن وفي كل الحالات لترتقي إلى مستوى الحدث.
ــ لماذا كان لقاء الجهات بعد أكثر من أسبوعين من بداية الإضراب؟ وما هذه القرارات التي اتخذها هذا اللقاء؟ وقفات احتجاجية! وشارات حمراء! وماذا أيضا؟ وتلويح بموعد لإضراب في 10 جانفي 2008 مؤكد مسبقا أنه لن يقع! لماذا هذا الذر للرماد في العيون ؟ أليست هذه القرارات وبفصيح العبارة خذلان ما بعده خذلان للمضربين وللقطاع ولنضالاته وللأساتذة ومطالبهم؟ ألهذا الحد أصبحت هياكلنا النقابية عاجزة عن الدفاع عن منخرطيها؟ ألا تعلم نقابة التعليم الثانوي أن بمثل هذه القرارات وبمثل هذه المساندة ستعمق الهوة بينها وبين منخرطيها وستزرع اليأس في نفوسهم وستساهم في تمييع مفهوم التضامن النقابي وستدفع إلى الانكفاء والخوف؟ أليس من حق القاعدة العريضة أن تدعم الإضراب؟ ثم ولنكن صرحاء مَنْ مِمّّنْ حضر لقاء الجهات من النقابات الجهوية للتعليم الثانوي جاء وتدخل وصوّت بموقف القاعدة! ومن منهم في الأساس اجتمع مع هذه القاعدة؟ أيعجز القطاع عن مساندة منخرطيه إلى هذا الحدّ ؟ لمن تسوق مثل هذه القرارات؟ أهو إستبلاه للقواعد أم ماذا؟ ومهما كانت المبررات فإن ما أتخذ من قرارات لا يمكن أن يعكس غير رغبة في إنهاء هذا الملف بأي شكل من الأشكال ولا يدفع في غير السعي لفك الإضراب وهو لعمري موقف يلتقي ولا يختلف في شيء عن موقف جهاز البيروقراطية الخائن.
في الأخير نقول للجميع أنه من العار عليكم أن تخذلوا هؤلاء الشباب وهم في قمة عطائهم النضالي وهل هناك من قمة يبلغها الإنسان أكثر من أن يضحي بحياته من أجل الدفاع عن حق له مهضوم ومفتك منه فارفعوا مضلاتكم عن هؤلاء الشباب وكونوا من أنصار الدفاع عن الحق وتخلوا عن أساليب المناورة والركون للبيروقراطية فالتاريخ لا يرحم.
رابعا: إلى معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي وإليهم وحدهم
ــ إن تنظيمكم لإضراب الجوع في مقر الإتحاد ليس هبة من جهاز البيروقراطية ولا من غيره. إنه من حقكم بوصفكم نقابيون ومنخرطون في هذه المنظمة النقابية أن تخوضوا نضالاتكم وبمختلف أشكالها في مقرات منظمتكم ولا أحد في الجهاز أوفي غيره يمكن أن يمنع عنكم هذا الحق.
ــ إن إضراب الجوع الذي تخوضونه في مقر الإتحاد هو حق مشروع افتككتموه ولامزيه لأحد في ذلك. وبصمودكم وإصراركم على المضي قدما في ما قررتم ستحقّقون مطلبكم العادل.
ــ إن صمودكم في الدفاع عن مطلبكم وعدم فك الإضراب دون تحقيق عودتكم إلى العمل هو سبيلكم الوحيد للرد على كل المواقف التي ستناور في قادم الأيام على إضرابكم وستدفع وبكل الطرق لإيقافه.

متابعة 4
22 ديسمبر 2007
أخبار وتعاليق

1 ـ أعلنت اللجنة الطبية المتابعة للحالة الصحية للمضربين مرات أنه عليهم فك الإضراب!
2 ـ يوم 13 ديسمبر 2007 نقل اثنان من المضربين إلى إحدى المصحات إثر تعكر صحتيهما وعادا إثر حصولهما على الإسعافات الضرورية لمواصلة إضراب الجوع!
3 ـ بعد 29 يوما من بدء إضراب الجوع تكونت لجنة وطنية لمساندة الأساتذة المضربين عن الطعام. [ المليح يبطى]
4 ـ يوم 13 ديسمبر نفذ أساتذة ولاية صفاقس إضرابا عن العمل مساندة لزملائهم الذين يخوضون إضراب جوع. [جهة صفاقس تنفذ إضرابا في حين لايقدر المكتب التنفيذي للقطاع على غير الدعوة لوقفات بـ 15 و20 دقيقة عن العمل وحمل شارات حمراء]
5 ـ لجنة المساندة الوطنية ليس فيها أي عضو من مركزية الإتحاد العام التونسي للشغل أو من المكاتب التنفيذية القطاعية أو المكاتب التنفيذية الجهوية للإتحاد .[ الجماعة لاهين بما هو أهم ]
5 ـ موقع ضد التجريد و موقع الديمقراطية النقابية و السياسية يصدران تقريبا نشرات يومية تتابع الإضراب وتنقل أخبار المضربين والمساندة.
6 ـ أصدرت فروع تونس الكبرى للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في 19 ديسمبر 2007 رسالة مفتوحة إلى أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ومن بين ما جاء في هذه الرسالة [...ونحن إذ نحمّل المسؤولية للسلطة التي حرمت الأساتذة من حقّهم قي الشغل وكذلك حقّهم في الإضراب وتغاضت إلى اليوم عن مخاطر إضراب الجوع على حياة وصحّة المضربين فإنّنا لا نخفي عليكم أنّ جانبا هامّا من المسؤولية يبقى ملقى على عاتق المركزية النقابية.] [ لماذا لم تتخذ المكاتب التنفيذية الجهوية والمكاتب التنفيذية القطاعية والنقابات الجهوية والأساسية للإتحاد العام التونسي للشغل مثل هذا الموقف. "الحق معها" إنها تخشى التدخل في شأن داخلي خاص بالمكتب التنفيذي! برافو للرابطة ]
7 ـ أين جماعة المكتب التنفيذي؟ لعلهم لم يسمعوا بالإضراب! معهم حق مازال ملف التجريد يحجب عنهم الرؤية!
8 ـ بعد 33 يوما مازال الأساتذة معزّ الزّغلامي ومحمّد مومني وعلي الجلّولي المطرودون عن العمل عمدا مضربون عن الطعام فتحية لهم وتحية لكل من يساندهم.
بشير الحامدي
تونس 22 ديسمبر 2007






#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى النقابيين في تونس وفي المنطقة العربيةعن طبيعة مؤسس ...
- دفاعا عن الحرية النقابية من أجل نقابة مناضلة


المزيد.....




- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...
- رابط التقديم على منحة البطالة للسيدات المتزوجات في دولة الجز ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بشير الحامدي - في تونس ثلاثة أساتذة تعليم ثانوي يخوضون إضراب جوع منذ 20 نوفمبر 2007