أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام خوري - المريخ ووزراء العالم الثالث















المزيد.....

المريخ ووزراء العالم الثالث


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


خلال الحرب الباردة، تنافس الندان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على اختراق الفضاء، والأسبقية العلمية في الوصول للقمر، ويحكى أن الإنسان وصل للقمر، لكن وثائقيات عديدة بينت أن هذا الأمر تم عبر معالجة في الصور من قبل استوديوهات هوليود، بغية إشعار المنظومة الاشتراكية بتخلفها العلمي عن الولايات المتحدة.
لكن ومع انتهاء الحرب الباردة وتفرد الولايات المتحدة لوحظ ضعف الإنفاق العلمي في مجال غزو الفضاء وكشف أغواره، لا بل باتت "ناسا" تشرك في إنفاقها العلمي عديد من الدول الأوروبية.
إلا أن الحدث الجديد واللافت الآن، تصريح وكالة أبحاث الفضاء ناسا رغبتها في إيجاد متطوعين لرحلها نحو كوكب المريخ، وطبعا هذا التوجه لم يتوجه نحو رواد الفضاء الأميركيين أو الأوروبيين، لأن عرض التطوع يرافقه مبلغ يومي لكل متطوع وقدره "120$ يوميا" ولا يتسلم المبلغ إلا في حال عودته للأرض.
مما يجعل المدخول الشهري للمتطوع في حال عاد للأرض "3600$" وهو مبلغ من الوارد جداً أن يحققه الأوروبي أو الأميركي في الشهر بدون مغامرة زيارة القمر أو المريخ أو عطارد.
لذا سيكون هذا التطوع مخصص لبلدان العالم الثالث ورواده....!! وهنا يبدأ مقالنا ودور القطاع الوزاري فيه:
لقد دعيت دول العالم الثالث بدول العالم النامي تهذيبا لصفة الرقم.
إلا أن المعيار الرئيسي في تصنيفها، ليس ناجم فقط عن تخلف منظوماتها الديموقراطية والمؤسساتية والإنمائية وعدم استقرار أسواقها، وتدني مستوى الحريات الاجتماعية والثقافية والرعاية الصحية وغياب الضمان الصحي، وتدني الإنفاق العلمي والتعليمي، وغياب التخطيط الرشيد في هياكل مؤسساتها، وغياب المحاسبة، واختفاء معيار الشفافية من تصنيف دوائرها كافة... إنما للسبب الأكثر وضوحاً فيها وهو الفقر الذي يسبب في حال غياب معالجته جذريا كافة الأمراض السابقة وغيرها، مما استدعى الأمم المتحدة أن تضعة في أول برامجها من برامج الألفية.
إن هذه البلدان بحق تشكل مناخاً خصبا لتنامي البطالة وتزايد الفجوة المادية بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، وهو المؤشر الأعلى في تراجع دور ووجود الطبقة الوسطى في هذه البلدان، حتى اختفائها مستقبلاً.
لذا سنفكر من قد يسافر نحو المريخ من دولنا، ولنركز على أمر هام "إنه لو عاد المتطوع من المريخ وكان من بلدنا، لكان حدثا سنذكره كل وسائل الإعلام، وسيدون في موسوعة غنيس للأرقام القياسية لحين زيارة متطوع آخر ومن بلد آخر للمريخ، لذا فألق هذه التجربة سيستمر عقودا وربما قرونا، وفي حال اختفى هذا المتطوع وكان من بلدنا، فسيكفينا فخراً أن أحد أبناء جلدتنا ومن بلدنا قد داس على أرض المريخ وربما تبول عليها مما سيساهم في توفير السماد العضوي للنبات الذي سينمو يوما هناك، فستكون ربما مياه الفيجة أو الفرات أو السن انتقلت لتغزو أرض المريخ... والله سيكون خطباً عظيماً، فجميعنا نذكر عبارات المعلق الرياضي المرحوم "عدنان بوظو" الذي كان يعلق على لحظات سفر الرائد الفضائي الوحيد في سوريا "محمد فارس" في منحة من قبل الاتحاد السوفيتي  (الله معك يا فارس.... سوريا معك كل سوريا معك، الله يحفظك يا فارس...)
لكن محمد فارس وبعد سفرته الوحيدة نحو الفضاء لم نشهده سوى مرتين على التلفاز، واختفت كل أخباره، واكتفى التلفاز السوري بذكر أنشطة الوزراء والقيادات الحاكمة وحدها، مع الأخبار التقليدية حول العالم.
وطبعا لا تختلف الأخبار عندنا عن بقية دول العالم الثالث، فالمواطن العادي فيها هو الأقل حظا في التغطية التلفازية والإخبارية.
فحتى يخلد اسم من سيسافر نحو المريخ يجب أن يكون من مكانة أعلى من مواطن عادي وذلك لعدة أسباب نذكر منها:
1. لو سافر مواطن عادي وهو على الأرجح فقير، فإنه سيحصل شهرياً على مبلغ 3600$ وهو مبلغ هائل في هذه الدول، فقد يفقد رشده ويبهدلنا في الفضاء، وهو أقسى من أن تحتمله هذه الدول، وشعوبها.
2. لو لم يفقد رشده هذا المتطوع الفقير، فإنه قد يعود للوطن لكن بعد عدد كبير من الأعوام، وعندها سيصبح فاحش الثراء والشهرة، وسيكون من نخب الأغنياء في بلده، وقد يقصي الكثير من السياسيين عن مناصبهم، وهذا لا يناسب القيادات في هذه البلدان، لأنه لا يوجد أقسى من شخصية الجائع الذي يصبح غنيا.
3. لو كان المتطوع حكيماً ومثقفاً "وغالبيتهم فقراء أو من الطبقة الوسطى"فإنه سيسبب أزمة علاقات بين بلداننا والولايات المتحدة، فلو نجح وجوده على ارض المريخ، قد يرفض العودة منها، فستصور وكالة "ناسا" أنه أصيب بالخرف نتيجة الأبعاد المغناطيسية، أو السفر المضني، مما لا يخدم الهدف العلمي، وقد يعرقله.
4. أما لو كان المتطوع من المعارضة في إحدى البلدانه ومن دون أدنى شك سيستقر في المريخ ويعده أرض اللجوء السياسي الأمثل، مما يخسر وكالة ناسا الغزير من رسائل الانتقاد لحكومة بلده، وقد تضطر الحكومة الاميركية لإسقاط نظام بلد هذا المتطوع، كي يرضى العودة للأرض والتثبت من نجاح هذه التجربة، أو سيضطر حاكم البلاد تمويل سفرة للمريخ يرسل فيها أحد عناصره الأمنية لتصفية هذا المعارض، مما يؤدي لخسائر مالية بالغة لهذا البلد النامي، يدفعها مواطنوه من خلال جدول ضرائب منوع ومغنج.
ومن هذه الأمثلة سنضطر لنفي كافة احتمالات وجود متطوعين من النوعيات سالفة الذكر، وبما أن حكام البلاد والقيادات العليا يحبون وجود شخصيات تمتدحهم أينما ذهبوا، فإن الأجدى إرسالهم عناصر تؤدي هذا الغرض، ومن هذا الواقع لدينا احتمالين هما:
أولا: عناصر مستفيدة جداً، ولكنها غير ظاهرة إعلامياً: ومن عادة هذه الشخصيات أنها لا تحب الأضواء والشهرة، فهي من عادتها صنع المشاهير، لذا ستكون هي الأبعد عن التطوع.
ثانيا: الوزراء في هذه البلدان: فمن طباعهم التمتع بالأضواء، وإجادتهم التمتع بالحركات أمام الكاميرا، وعدم الرغبة في الوصول إلى سدة الحكم ، بالإضافة إلى إخلاصهم الدائم وأحيانا المصطنع للحاكم، ورغبتهم السريعة بجمع المال، فقد يعود هذا الوزير المتطوع للأرض مجرد وصوله سطح المريخ، خوفا أن يخسر وزارته، مما سيسبب نجاح كبير وسرعة لهذه التجربة.
وبدوره الوزير المتطوع، قد يطوع سفرته لترسيخ أقدامه على كرسيه الوزاري أعوام وأعوام...
ولعل أهم ما يميز تميز الوزراء بهذه السفرة. أن المواطنين ولربما القيادات لن تزعل أبداً إن ضاع هذا الوزير في غياهب هذا الكون، فالمماثل له موجود دائما سلطوياً. وفي أسؤ الأمور رسميا سندعوه شهيد الأمة و"الله أكبر"
لكن هل سيعوض مبلغ 3600$ شهريا، راتب الوزير المتطوع مع كم الحوافز المادية التي تتناسب وكم نجاحاته في بلاده!!!...



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغريب والأغرب والحكمة لمن يحتكم
- تحقيق الصرف الصحي رسميا
- الضجيج وأذان الجوامع
- جمهورية بلا كرامة
- الحمضيات في الساحل السوري
- الإعجاز العلمي للشيخ أحمد حسون//مجال الاقتصاد//
- الإعجاز العلمي للشيخ حسون //مجال المرأة//
- لبنان وبن لادن يحكمان العالم
- 119-120 رقمي فقراء سوريا
- الأكراد وحق تقرير المصير
- سوري بامتياز
- الأسد بين الداخل وضغوطات الخارج
- الحق في الغذاء و...الفقراء
- الأسد ومنحة العيد والخلل الإداري
- حقوق الملكية الفكرية في سوريا
- تقرير انتخابات التشريعية السورية التاسعة
- جزأ من كتاب: عسكرة النفط ومشروع الشرق الوسط الكبير
- تقرير -مراكز الدراسات ظاهرة غريبة في مجتمعاتنا
- كل عربي له الحق بأن يعيش مع السوريين لقاء 700دولار
- علم بلادي العظيمة صغير جدا


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام خوري - المريخ ووزراء العالم الثالث