التربية الفنية مادة محظورة في مؤسساتنا التربوية

امجد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 09:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لا يختلف اثنان على أن الفن احد الروافد الفكرية والثقافية للإنسان أينما كان وفي أي زمن ذلك لان الفن لغة واحدة يتكلمها ويفهمها كل الشعوب البشرية فنجد ومن خلال متابعتنا لتأريخ الفن العالمي ابتدءا من التشكيل ومرورا بالمسرح والنحت حتى وصولنا الى السينما أن هناك أعمال فنية عالمية تُفهم بلغة مشتركة وذلك لقربها من الإنسان او بجعل ذلك الإنسان هو المادة الوحيدة لمحاكاته .

فالفن وحسب فلسفة هيجل (هو وسيلة الوعي لدى الإنسان ) وإبعاد الفن عن دائرة الإنسان هو تدمير كامل لوعيه , وعلى هذا الأساس وبما تقدمنا يجب المحافظة على تراثنا الفني ودعمه بأنشطة إبداعية جديدة تلون مكتباتنا وارثنا الحضاري .

المؤسسات التربوية يقع على عاتقها مهمة خلق أجيال قادرة على الإبداع ويدعمون المسيرة الثقافية والفنية للبلد ويأتي ذلك عن طريق تنشيط المسرح المدرسي وبناء القاعات والمعرض الفنية.

اغلب مدارسنا الابتدائية والثانوية لانجد فيها أي مقومات الإبداع والفن فلا نجد ان هناك حصص لمادة التربية الفنية او النشيد او المسرح في الجدول الأسبوعي للمدرسة واذا دخلت وسألت عن معلم او معلمة الفنية ستعلم بأنه غير مستمر على الدوام اليومي بل انه يأتي كل ( رأس شهر) ليوقع على استلام راتبه ويذهب حيث الرزق الثاني الذي يؤمن به العيش الرغيد , هذه هي علاقة اغلب المعلمين لمادة الفنية .

بل وأن بعض المدارس والمعاهد تعترف بحجم وأهمية الفن فنشاهد إن مادة الفنية قد دخلت وبشكل (خجول) على الجدول الأسبوعي للحصص ولكن يأتي معلم مادة العلوم مثلا ليلغي خمسة وأربعين دقيقة من التأمل والخيال والإبداع ويأتي بمادته وعلى طريقة (الحوا سم).
هذا المعلم لايدرك خطورة ما يقوم به في تدمير منظومة الوعي للتلميذ فهو بذلك أوقف موهبة إبداعية تحبو نحو طريق التألق .

لو نأخذ مادة النشيد على سبيل المثال وتفحصنا الفنون الداخلة بهذه المادة فسنجد ان مادة النشيد او الإنشاد معتمدة على الإلقاء وان مادة فن الإلقاء معتمد على مادة النحو والشعر في اللغة العربية وكلها تؤدي بالتالي الى طريق الإيقاع والتناغم والانسجام حتى نصل الى الموسيقى , كل هذه المواد والعلوم نجدها مشتركة في مادة النشيد ناهيك عن خلق جيل يمتلك الجرأة والنقاش الموضوعي .

اغلب مؤسساتنا التربوية تحتاج اليوم الى دورات فنية لمنتسبيها تبين وتكشف مدى أهمية الفن في رفع مستوى الوعي والأخلاقي للبلد ويجب أن يعلموا هؤلاء (التربويون) أن البلدان المتطورة والمتقدمة علميا تقاس بفنها وإبداعها .
تفعيل الأنشطة والجوانب المسرحية والرياضية في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية مهمة وزارة التربية لرفد العراق بالإبداع المستمر.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات