أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الرابعة















المزيد.....



بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الرابعة


سعد الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


خمسة طرق بسيطة لمساعدة الصغار على تعزيز أنفسهم للقيام بعمل جيد

إن أسوأ سيناريو للتطور الخلقي هو السيناريو الذي ينمو فيه الطفل وهو يعتقد أن عليه القيام بشيء فقط أن أعطي له شيء بالمقابل . "سوف أتقاسم لعبتي مع سالي لان ماما ستعتقد أني فتاة طيبة" . "أنا سأخبر جوني أني أسف لاني ضربته. بابا سوف يحبني اكثر" . "أن بقيت طيباً وهادئاً فان جدي سيشتري لي هدية" . بدلاً من التصرف بطريقة صحيحة لان الطفل في الداخل يعرف انه الصحيح - أي أن يسيطر على نفسه – سيعمل بطرق تثير رد فعلنا: "سيطرة من قبل الآخرين" . والاستراتيجيات التالية هي طريقة بسيطة تساعد صغارنا على أن يصبحوا مسؤولين عن تنظيم أعمالهم .
1- حولي الضمير لديك من " أنا " إلى " أنت " . أن إحدى اسهل الطرق لابعاد الرقابة الخارجية على أطفالنا هي بتغيير الضمائر في مديحك: فقط غيري "أنا" إلى " أنت ". أن الضمير البسيط يبعد التأكيد من موافقتك ويضع تأكيداً اكثر على مديح الطفل لأعماله المناسبة . كما يساعد الطفل على أن يبدأ بتنظيم أعماله .
جملة "أنا" : أنا فخوراً حقا بالكيفية التي عملت بها اليوم .
جملة "أنت" : لابد وأنت فخور بالكيفية التي عملت بها اليوم .
2- شجعي الإطراء الداخلي : بوسعنا أخبار صغارنا من الصباح حتى المساء عن مدى فخرنا بهم ولكنهم في النهاية سيحتاجون إلى الاعتماد على أنفسهم . وأنا أجد العديد من الأطفال قد اصبحوا مع ذلك معتمدين على مدى الرضا الذي تبديه بحيث لم يعد يتسنى لديهم أن يعرفوا كيف يطروا أنفسهم . والطريقة السهلة لمساعدتهم هي تحديد ما فعلوا والذي يستحق الثناء ثم تذكيرهم باطراء أنفسهم بشكل داخلي ( باستخدام الحديث الذاتي ) .
واليك كيف يتم ذلك : افترض أن لابنك بعض المتاعب في السيطرة على مزاجه متى ما يخسر في لعبة كرة القدم . وهذه المرة لاحظت انه قام فعلاً بجهد للرقابة الذاتية وعدم إلقاء اللوم على الآخرين بشأن الخسارة . وفي لحظة خاصة شجعيه على إطراء نجاحه: "جون لقد قمت بجهد حقاً في عدم قولك أي شيء سلبي حول الفريق الأخر اليوم . لقد استخدمت الرقابة الذاتية . هل تذكرت أن تخبر نفسك انك قد فعلت شيئاً عظيماً .
3- اطلبي من الطفلة أن تطري نفسها: لقد كنت أراقب مدرسة الصف الرابع في اطلنطا ورايتها تقوم بأحد اسهل وأقوى أساليب التعزيز التي رايتها . فيبدو أن أحد تلاميذها كان يواجه متاعب جراء تعليقاته السلبية غير الطيبة على أقرانه . وكانت المدرسة قد حاولت كل أنواع طرق إدارة السلوك واعترفت بأن أي منها لم يكن ناجحاً . ثم خلال واجب جماعي في مادة العلوم لم يكن الطفل متعاوناً فحسب بل ومشجعاً لرفاقه . فاستدعته المدرسة إلى طاولتها وسلمته ظرفاً وورقة وقالت: "لقد قمت بمهمة هائلة في فريق العلوم اليوم يا ايلي . لقد كنت متعاوناً وقلت بعض التعليقات المشجعة لزملائك في الفريق أو المجموعة . اكتب رسالة إلى أمك أو أبيك الان واخبرهم ما فعلت وكم أنت رائع وأنا سوف أوقعها . ثم سنذهب لنودعها في البريد " . لقد كان البريق في عينيه لا يقدر بثمن . لقد امتدحت مدرسة ايلي جهوده وأخبرته بشكل خاص بما فعل بحيث يستحق الاعتراف لكنها أرادت من ايلي أن يكون هو المعزز لنفسه . وبالقيام بذلك عززت هي رقابته الذاتية .
4- احتفظي بمجلة للانجازات: اشتركت إحدى الأمهات معي بطريقة أخرى لمساعدة الصغار على تعلم تعزيز سلوكهم . وهي تقول أن أطفالها كانوا يتوقون للاطراء بحيث يتجاوزون في الغالب جهودهم وانجازتهم . لذا فان إحدى الأشياء التي تعطيها لكل طفل حين يجلس معها هو مجلة صغيرة . وهي تطلب من كل طفل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع أن ينفق بضع دقائق لكتابة ( أو رسم ) نجاحاته . وأوضحت الأم أنها تخبر صغارها دائماً بأن التحديد الحقيقي للنجاح هو كلمة من أربعة أحرف وهي ( يكسب ) . أنها أي تحسن – صغير أم كبير – يعتقد الطفل انه قام به . ويساعد هذا الروتين البسيط أطفالها على أن يميزوا بشكل بطيء أن لديهم السيطرة على حياتهم .
5 - صممي شهادة : قامت معلمة في الصف الثالث في مدينة اورورا في ولاية كولورادو بانشاء مركز للشهادات في صفها حيث يكون الأطفال أحراراً في تقديم شهادة لأنفسهم أو لأقرانهم . وهي تترك تنوعاً من المواد الفنية – أقلام إشارة ، ملصقات ، ورق ملون ، طوابع ، ستنسل ، صمغ – في صندوق ثم متى ما يلاحظ تلميذ وهو يقوم بسلوك يعززه المدرس ( تعليقات إيجابية ، عطف ، مشاركة ، صدق ، جهد نوعي ) يرسل التلميذ إلى المركز ليصنع شهادة لنفسه . وقواعد المدرسة الوحيدة هي أن الطفل يجب أن يحدد السلوك ويصف ما يفعله للحصول على الشهادة التي يجب أن توقع من قبل المدرسة قبل ذهابها إلى البيت . أوضحت المدرسة أنها شرعت بالمركز لان تلاميذها قد اصبحوا معتادين على الحصول على الشهادات والمكافآت من مدرساتهم الأخريات وانهم كانوا يتسائلون متى ستمنحهم هي الشهادة . وبجعل التلاميذ يصممون شهادتهم فأنها تكون قد أضعفت توقعهم على حصول إطرائها وبدأوا يعززون إطراء أنفسهم بدلاً عن ذلك . لقد اخبرني بعض قادة الكشافة وأولياء الأمور أنهم استخدموا الفكرة مع صغارهم وقد احبها الصغار .
بنّاء الذكاء الخلقي
ثمانية طرق لمساعدة الصغار على السيطرة على اندفاعاتهم
تكشف الدراسات أن أطفال اليوم لديهم سيطرة ذاتية على توفير المال حيث وجد مسح حديث أن اثنين من كل ثلاثة أبوين كانوا يشعرون أن أطفالهم يقيسون قيمتهم الذاتية اكثر عن طريق ممتلكاتهم مما كانوا يفعلونه في نفس العمر . ونحن نحتاج أن نساعد صغارنا على محاربة اندفاع الأنفاق لديهم وتعليمهم مهارات إدارة المال حين يكونوا صغاراً . واليك ثمانية طرق:
1- أعط منحة أسبوعية أو شهرية ( اعتماداً على العمر ) بحيث يمكن للطفلة أن تتعلم توفير المال .
2- اشتر لها قاصة صغيرة لتوفير القنود . واصنعي قاعدة بأنها يجب أن تمتلئ قبل إنفاق المال .
3- اجعليها ترسم أو تكتب مشترياتها وتبعث بها قبل عدة أيام من الشراء .
4- اطلبي منها أنفاق مالها على الترفيه وبعض المواد غير الأساسية . ولا تقدمي القروض .
5- ساعديها على فتح حساب توفير بحيث تستطيع أن تراقب أموالها وانفاقها .
6- اطلبي منها أن يذهب جزء من مصروفها إلى عمل الإحسان من اختيارها.
7- اطلبي منها أن تضع جزءاً من مصروفها في التوفير .
8- قولي لا للمشتريات الفائضة المندفعة – ولا تستسلمي .

الاطراء الذي ينشئ الاعتماد على النفس
يعتبر الإطراء أحد اقدم الاستراتيجيات التي يستخدمها الوالدان لتشجيع التصرف الجيد لدى صغارهم . لكن هل يعزز الإطراء حقاً السلوك الخلقي لدى الطفل ؟ هذا ما أرادت عالمة النفس جوان غروسيك أن تجده . فقد لاحظت مع فريق من الباحثين مجموعة أطفال ووجدت أن الذين يمتدحون مراراً من قبل أمهاتهم متى ما قاموا بسلوك كريم هم اقل كرماً على الصعيد اليومي من الأطفال الآخرين .
إذن ما الذي يجري هنا ؟ إلا ينبغي أن يصبح الأطفال اكثر كرماً لان والديهم يمدحون تصرفاتهم ؟ ليس بالضرورة كما يقول الباحثون ولسبب بسيط: فعلى اكثر احتمال لم يكن الأطفال ملتزمين شخصياً بهذه السمة – وهي اكرم في هذه الحالة – بحيث أن أمهاتهم يطرينهم عليها . فبدون تشجيع أمهاتهم ليس هناك من سبب لديهم للاستمرار بالأعمال الكريمة من جانبهم لان سلوكهم الجيد موجه بالرضا الاجتماعي وليس من قبل قناعاتهم الداخلية .
إن ذلك لا ينطوي على انه يتعين علينا التوقف عن تشجيع السلوكيات الجيدة لدى أطفالنا: بل يعني أننا بحاجة لان نكون اكثر وعياً لكيفية تشجيع صغارنا وما نقوله لهم . كما نحن بحاجة للتأكيد بأن هدف تشجعينا هو تنشأة الاعتماد الذاتي لدى أطفالنا بدلاً من اعتمادهم علينا . ويوضح ( الفي كون ) مؤلف كتاب ( معاقبة عن طريق المكافآت ) انه "مع كل تعليق نقوم به – خصوصاً مع كل إطراء نقدمه – نحتاج إلى أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نساعد ذلك الشخص على أن يشعر بإحساس من السيطرة على حياته" . وهناك أربعة نقاط تجعل التشجيع مؤثراً في تعزيز السلوكيات الخلقية كما تجعلهم اقل تعلقاً بالاعتماد على إطرائنا . أن الخبر الجيد هو أن بوسعك استخدامها مباشرة للبدء بتنشئة الدافع الداخلي لطفلك .
1- امتدحي العمل وليس الطفل: أن الهدف الحقيقي للإطراء الفعال هو مساعدة الطفل على تعلم الخطأ من الصواب واكتشاف كيفية تحسين سلوكه . لذا فمن المعقول أن نركز إطرائنا على سلوك الطفل وليس على الطفل نفسه . لاحظي كيف أن جملة "أنت طفل طيب" قد تخاطب الطفل وتجعل التعليق يركز على ما يمكن أن يمثله الطفل كشخص . ويركز الإطراء الأكثر فعالية على ما قام به الطفل: " لقد كان لطفاً منك أن تتقاسم اللعب مع مارتيزا" .
2- اجعلي الإطراء محدداً قدر الإمكان: عندما تلاحظ سلوكاً تريد أن تشجعه تفوه برسالتك بحيث يعرف طفلك بالضبط ما هو الشيء الجيد الذي تم عمله . مثلاً لو رأيت طفلك يبدي رقابة ذاتية اخبريه بشكل محدد الشيء الجدير بالملاحظة: "أنت لم تدفع كيم لكن استخدمت كلماتك . هذا يعني انك استخدمت الرقبة الذاتية". أو "هاي ، عمل جيد ! اعرف انه كان من الصعب عليك الانتظار في الصف طويلاً، لكنك أبديت رقابة ذاتية عظيمة " .
3- الإطراء يجب أن يكون في محله : يعرف الأطفال متى يستخدمون الاطراء لذا كوني متأكدة أن الآراء الذي تقدميها في محلها : "لقد استغرق الأمر وقتاً كي تتم واجباتك المدرسية ولم تسرع . أن الأمر يبدو اكثر دقة" .
4- الإطراء يجب أن يكون أصيلا : أن افضل تعزيز هو التعزيز المخلص الأصيل والذي يدع الطفل يعرف أن ما قام به بالضبط هو الشيء الصحيح: " لقد استغرق الأمر جهداً في أن تبقين مسيطرة لكنك فعلت ذلك ! جيد جداً" . أن الأطفال يعرفون في الحال أننا غير مخلصين . أن إحدى مدرسات أولادي في المتوسطة كانت ضعيفة جدا في ادارة الصف وقد حاولت أن تجعل التلاميذ إلى جانبها عن طريق إطرائهم . المشكلة كانت أنها ذات صوت ساخر وفوق كل ذلك كان إطرائها ساذجاً – "أوه ، أنا اعشق الطريقة التي يجلس بها هامبرتو !" – أن لذلك رد فعله . فبدلاً من تقييم نواياها فقد رأى التلاميذ ذلك من خلال إطرائها .

الخطوة 3- علمي طفلك السيطرة على دوافعه والتفكير قبل العمل
من الصعب أيجاد أحد الوالدين هذه الأيام دون قلق بشان العنف . ادرسي هذه الاحصائيات حول شباب اليوم:
- تشير ألاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن الولايات المتحدة من بين ست وعشرين أغنى دولة فيها أعلى معدلات الانتحار والجريمة بين الشباب . ورغم أن المعدل الشامل للجريمة قد انخفض في السنوات الأخيرة إلا أن تيارين مزعجين قد بقيا على حالهما: ازدياد القتل بواسطة المسدسات لدى الشباب ، وازدياد معدل الجريمة بين شباب المدن الصغيرة والريف بنسبة (38%) عام 1997 .
- معدلات العنف لدى البالغين هي أعلى في الولايات المتحدة من أي من الأقطار الأخرى . مثلاً أن الشباب الأمريكي هم اكثر بعشرة مرات احتمالاً على ارتكاب الجريمة من الشباب في كندا وان معدل الجريمة بين الذكور والبالغين هو أعلى باثنتي عشرة مرة في الولايات المتحدة مما في اغلب المجتمعات الصناعية .
- وجدت دراسة واسعة من قبل مؤسسة كارنيجي انه في عمر السابعة عشرة هناك حوالي ربع البالغين الأمريكان "متورطين في سلوك مؤذ لانفسهم وللآخرين" . في عام 1998 وجد مسح محلي أن واحداً من كل أربعة ذكور في المدارس المتوسطة أو الثانوية قال انه ضرب شخصاً في الأشهر العشرين الماضية لأنه كان غاضباً "وان 24% من تلاميذ المدارس الثانوية الذكور اعترفوا بجلبهم سلاحاً ( مسدساً أو سكيناً أو قبضة حديد ) إلى المدرسة لمرة واحدة على الأقل في السنة الماضية " .
أنها أوقات مخيفة لتربية الأطفال . ففي عملي كأستشارية في المدارس كانت إحدى التيارات الكبيرة التي أراها مع جميع الأطفال هي زيادة في سلوكيات انفلات السيطرة كالدافعية والعدوانية والغضب . وتؤكد المعطيات هذا التيار: إذ تشير المسوحات القائمة على أساس التقارير الخاصة بطب الأطفال إلى أن عدد تشخصيات أمراض الحساسية المفرطة والعجز في الانتباه قد ارتفع إلى اكثر من 700% في العشرين سنة الماضية . ورغم وجود عدة أسباب لهذه الزيادة فان ما لا ينبغي تجاهله هو أن العديد من الصغار لم يتعلموا كيفية التعامل بصورة مؤثرة مع مشاعرهم القوية واستخدام الرقابة الذاتية في مواقف الشدة . وسواء أعرنا اهتماماً للاعتراف بذلك أم لا إلا أن الميل الثابت للصور العنيفة والكلمات في التلفزيون والعاب الفيديو والانترنيت والأفلام السينمائية وفي الصحف والموسيقى إنما يؤذي أطفالنا ويقصفهم برسالة مفادها أن العدوانية هي الطريقة الوحيدة لحل أية مشكلة . فان لم نصوغ طرقاً هادئة لمعالجة الاحباطات فأن النماذج الوحيدة لصغارنا ستكون سلبية . ويقدم هذا الجزء الأخير استراتيجيات حول كيفية مساعدة صغارنا على تعلم استخدام السيطرة الذاتية في مواقف الشدة والأغراء – أن تفكر قبل أن تفعل ففي هذا اليوم وهذا العصر قد تكون هذه بعض أهم المهارات لتعليم طفلك .

أربعة استراتيجيات للسيطرة على الغضب من شأنها أن تساعد الصغار على مواكبة مواقف الشدة
في عام 1960 أجرى والتر ميشيل وهو عالم نفس في جامعة ستانفورد اختبار الحلوى الشهير الان . فقد تحدى ميشيل مجموعة من الأطفال بعمر الرابعة: هل يريدون الاختبار في الحال أم هل بوسعهم الانتظار لبضعة دقائق لحين عودة الباحث وفي هذه النقطة كان بوسعهم الحصول على قطعتي حلوى ؟
بنّاء الذكاء الخلقي
الحديث عن الرقابة الذاتية مع الصغار
إليك بعض الأسئلة التي تساعد الصغار على التفكير حول قيمة تعلم الرقابة الذاتية واستخدامها في حياتهم:
• ما هي الرقابة الذاتية ؟ ماذا يعني الأمر حين يكون لدى شخص معين رقابة ذاتية ؟ لماذا تعتقد أن لبعض الناس رقابة ذاتية دون غيرهم ؟ .
• هل رأيت شخصاً يفقد رقابته الذاتية ؟ ماذا فعل ؟
• ما الذي يجعل الناس يفقدون رقابتهم الذاتية ؟ ما الذي يجعلك تفقد الرقابة الذاتية ؟
• ما هي الأشياء التي بوسع الناس عملها أو قولها والتي تجعلهم يمتلكون الرقابة ؟ هل بوسعك أن تسمي بعض الأشياء التي يمكنك عملها أو قولها بحيث تساعد الشخص على استعادة السيطرة ؟
• هل يمكنك أن تتذكر مرة شعرت فيها بالانزعاج أو الإحباط واستخدمت فيها الرقابة الذاتية ؟ كيف تشعر حين تكون غاضباً ؟ هل يعطيك جسمك أية إشارات مباشرة قبل أن تغضب ؟ ما الذي يساعدك على استعادة غضبك ؟
بعدئذ تتبع الباحثون الأطفال في تخرجهم من المدرسة الثانوية ووجدوا أن أولئك الذين كانوا قادرين على انتظار قطع الحلوى قبل سنوات في عمر الرابعة هم اكثر كفاءة الان من الناحية الاجتماعية: اكثر تأثيراً من الناحية الشخصية ، اكثر تأكيداً من الناحية الذاتية وافضل قدرة على مواكبة احباطات الحياة . أما المجموعة الثالثة ممن انتظروا أطول فقد حققوا نقاطاً مشتركة أعلى ( بمعدل مائتي نقطة ) من المراهقين الذين لم يسعهم الانتظار في عمر الرابعة . لقد كشفت هذه النتائج بشكل واضح أهمية مساعدة الصغار على تطوير قدرتهم على مواكبة الدوافع السلوكية وتعلم الرقابة الذاتية .
إن تعليم الأطفال طريقة جديدة لمواكبة مشاعرهم المتوترة ليس بالأمر السهل – خصوصاً وأنهم مارسوا طرقاً عدوانية للتعامل مع احباطاتهم . والخبر الجيد هو انه برغم أن العنف يمكن تعلمه غير أن السيطرة عليه يمكن تعلمها أيضاً . واليك أربعة طرق لمساعدة صغارك على التعامل مع مشاعرهم القوية واستخدام الرقابة الذاتية في المواقف الصعبة . فتعليمهم كيفية استخدام الرقابة الذاتية قد يكون افضل طريقة لايقاف فورة الغضب والعنف ومساعدة صغارنا على العيش بصورة أخلاقية ومسالمة .
1- طوري مفردات الشعور: يكشف العديد من الصغار عدوانية لأنهم لا يعرفون كيف يعبرون عن احباطاتهم بطريقة أخرى . فقد يكون الرفس أو الصراخ أو الشتم أو الضرب أو رمي الأشياء الطريقة الوحيدة التي يعرفونها والتي توضح مشاعرهم . ويحتاج الصغار إلى مفردات العاطفة للتعبير عن مشاعرهم وبوسعك أن تساعدي طفلك على تطوير إحدى المفردات عن طريق تكوين ملصق "لكلمة الشعور" معاً . فقد تقولين "دعنا نفكر بجميع الكلمات التي بوسعنا استخدامها والتي تخبر الآخرين أننا غاضبون أو بدأنا بالانزعاج" ثم ادرجي أفكاره واليك القليل من هذه المفردات: غاضب ، منزعج ، هائج ، محبط ، متهيج ، حانق ، متوتر ، حاد ، عصبي ، قلق ، مضطرب ، هلع ، مكتئب . اكتبيها على لائحة وعلقيها وحين يكون طفلك غاضباً استخدمي الكلمات بحيث يمكنه أن يطبقها على الحياة الواقعية: "يبدو انك غاضب حقاً . هل تريد الحديث عن ذلك ؟" "أنت تبدو مهتاجاً . هل تريد أن تتمشى لتهدأ ؟" ثم استمري بإضافة كلمات العاطفة إلى القائمة متى ظهرت كلمات جديدة في تلك اللحظات التعليمية العظيمة التي تظهر خلال اليوم .
2- حددي علامات التحذير من الغضب: وضحي لطفلك أن لدينا جميعاً علامات صغيرة تحذرنا من أننا أصبحنا غاضبين وان علينا الانصات لها لأنها يمكن أن تساعدنا على الابتعاد عن المشاكل . ثم ساعدي طفلك على أدراك ما هي تلك العلامات التحذيرية المحددة والتي تشير بأنه بدأ يغضب . مثلاً "أنا أتكلم بصوت عال . وجنتاي تحمران . ؟؟؟ يداي ، قلبي ينبض . فمي يتيبس . وأتنفس بصورة أسرع" . وحين يدرك الطفل هذه العلامات ويشرع بالاشارة إليها حين يبدأ بالإحباط لأول مرة: "تبدو وكأنك ستفقد السيطرة" ، "أن يديك مزمومتان . هل تشعر انك بدأت تغضب ؟" . وكلما ساعدنا صغارنا على أدراك هذه العلامات التحذيرية المبكرة حين يتحرك غضبهم – عادة ما تظهر عليهم علامات الشد والتوتر – كلما كانوا افضل اقتداراً على تهدئة أنفسهم وتعلم تنظيم سلوكهم . يتصاعد الغضب بسرعة وان انتظر طفل معين حتى يبلغ الذروة في محاولة لاستعادة السيطرة يكون الأوان قد فات .
3- استخدمي الحديث الذاتي للبقاء مسيطرة : يشير الخبراء إلى طريقة أخرى لمساعدة الصغار على البقاء مسيطرين إلا وهي تعليمهم على قول تأكيدات – وسائل إيجابية وبسيطة – إلى أنفسهم في الأوضاع المتوترة . واليك القليل من هذه التأكيدات التي يمكن أن يتعلمها الصغار: "قف واهدأ" ، "ابق مسيطرا" ، "خذ نفساً عميقاً" ، "بوسعي أن أعالج ذلك" . اقترحي عبارات قليلة لطفلك ثم دعيه يختار العبارة التي يشعر أنها الأسهل قولا ، وساعديه على التمرن على ذلك عدة مرات في اليوم . وقد ترسلين الكلمات التي يختارها إلى كل أنحاء البيت كتذكرة. وكلما مارس طفلك التأكيد اكثر كلما كان احتمال استخدامه له خلال الموقف الصعب الذي يحتاج الهدوء السيطرة فيه اعظم .
4- علمي طفلك التنفس العميق: أن تعلم التنفس بالطريقة الصحيحة - خصوصاً في المواقف المتوترة – هو أحد الطرق الفعالة للاحتفاظ بالسيطرة لذا فان ذلك يعد أسلوباً مهما لتعليم الصغار . وينصح جون ديسي وليزا فيور وهما خبيران في نمو الطفل ومؤلفان لكتاب ( طفلك القلق ) بأن تقومي بتعليم طفلتك طريقة الاسترخاء وهي جالسة في وضع مريح حيث يكون ظهرها مستقيما ومستنداً إلى كرسي . ثم أوضحي لطفلتك كيف تتنفس ببطىء وتعد حتى الخمسة ( واحد مسييسبي ، اثنان مسييسبي . وهكذا ) ثم وقفة لكلا العدين ثم التنفس ببطىء بنفس الطريقة ثم العد مرة أخرى حتى الخمسة . أن إعادة أو تكرار هذا السياق يخلق أقصى استرخاء . وقد سمى أحد تلاميذي هذا الأسلوب بأسلوب التنفس بالعد إلى الاثنا عشرة لان هناك اثنا عشر عداً . وقد بقيت هذه التسمية وأخذت استخدمها مع الصغار منذ ذلك الحين .
من الأمور المساعدة أن تضع طفلتك يدها على بطنها لتجعل يدها تتحرك متى ما تأخذ بالتنفس بشكل عميق من بطنها . يشير ديسي وفيور إلى ضرورة أخبار طفلتك في أن تجعل بطنها ملتصقة كما لو أن فيها بطيخة ، وقد أخبرتني إحدى الأمهات بأنها تجعل صغارها يضطجعون وظهورهم إلى الأرض بحيث يتسنى لهم الشعور بأن معدتهم ترتفع مع كل نفس . أن الحيلة هي أن تساعدي طفلتك على تعلم التنفس ببطىء وعمق ثم ممارسة ذلك مرة اثر مرة في وضع هادئ ومسترخي بحيث يكون بإمكانها تذكر استخدام الأسلوب خلال وقت الشدة .
صيغة ثلاثية الأجزاء لمساعدة الصغار على السيطرة على الاندفاعات
يوضح مايكل شولمان وايفا ميلكر ، مؤلفا كتاب ( تربية طفل خلقي ) أن ما يتعلمه الطفل في القول لنفسه خلال لحظات الأغراء هو عامل مهم لما إذا كان بإمكانه قول كلا للاندفاعات الانفعالية ، ويسمي علماء النفس هذا الأسلوب

بنّاء الذكاء الخلقي
صيغة لمساعدة الصغار على كسب السيطرة: 1 + 3 + 10
إن اكثر الاستراتيجيات التي استخدمتها مع الأطفال فعالية لمساعدتهم على كسب السيطرة تدعى 1 + 3 + 10 . وأنا اقدم الصيغة بطبع "1 + 3 + 10" على قطع كبيرة من الورق وتعليقها في الغرفة . ثم اخبر الأطفال كيفية استخدام الصيغة . وبوسعك قول نفس الشيء لطفلك: "حالما تشعر أن جسمك يبعث إليك بعلامة تحذيرية تقول انك تفقد السيطرة قم بثلاثة أشياء: أولا ، توقف وقل: "كن هادئاً . هذا 1. خذ ثلاثة أنفاس عميقة وبطيئة من بطنك . هذا 3 . أخيراً عد ببطئ حتى الرقم عشرة داخل رأسك . هذا 10 . صغهم جميعاً معاً فيكون لديك 1 + 3 + 10 والقيام بذلك يساعدك على الهدوء واستعادة السيطرة ." أنا عرفت أن صغاري قد سيطروا على هذا الأسلوب حين قالوا لي ثلاثتهم في أحد الأيام "يبدو أنك تحتاجين إلى 1 + 3 +10 يا ماما" انهم على حق .

بناء الذكاء الخلقي
مراحل تطور الرقابة الذاتية
يرى الباحثون أن الرقابة الذاتية تتطور بصورة بطيئة لدى الأطفال وفي سلسلة من المراحل المتكهن بها رغم الحذر بأنه ليس في وسعك أن تتأكد من مرحلة الطفل من مجرد عمره الزمني . فالأطفال يختلفون بصورة هائلة اعتماداً على تجاربهم وقدراتهم . فكلما فهمت اكثر مستوى الرقابة الذاتية الحالي لدى طفلك كلما كان ذلك افضل بالنسبة لك في مساعدته على التحرك نحو المرحلة التالية . لقد تم تكييف المراحل التالية من كتاب مايكل بلومكويست وهو عالم نفس متخصص ومؤلف كتاب ( تدريب المهارات لدى الأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية ) .
المرحلة 1: تكوين قائمة آمنة الطفولة (من الولادة حتى السنة الأولى)
يكون الطفل أنانياً ويستكشف بيئته باستخدام من يقوم على رعايته كقاعدة أمنية. يزحف الطفل نحو الدمية المحشوة ثم يستدير ليتأكد أن والده لا يزال في الغرفة .
المرحلة 2: توجيه السيطرة الخارجية الطفولة المتأخرة ( 1-3 سنوات)
يستجيب الطفل إلى السيطرة الخارجية للبالغين ويتطابق مع مطاليبهم. "حسناً ماما ، سأذهب والتقط لعبي" .
المرحلة 3: الاتباع القاسي للقواعد عمر ما قبل المدرسة (3 -6سنوات)
يتبع الطفل القواعد الموضوعة له من قبل الكبار المسؤولين عنه وغالباً ما يتكلم بصوت عال كوسيلة للسيطرة على سلوكه . "من الأفضل إلا آكل الحلوى لان العشاء سيكون في الحال وأمي لا تريدني أن آكل ما بين الوجبات" .
المرحلة 4: الوعي بالدوافع المدرسة الابتدائية (6-12سنة)
يستخدم الطفل الأفكار الداخلية لتوجيه سلوكه وادارة دوافعه . وهو يتعلم بالشروع بمهارات حل المشاكل وتطوير وعي قوي بسلوكه . ينظر الولد إلى المشاكس ويقول لنفسه "احتاج إلى أن اهدأ . أنا دائماً افقد أعصابي حين يبدأ هذا المشاكس بمضايقتي " .
المرحلة 5: توجيه السيطرة الداخلية البلوغ ( 12-20 سنة )
يكسب الطفل مهارات اكثر تعقيداً لحل المشاكل وهو اكثر وعياً لدوافعه السلوكية. عرف كيفن أن أصدقائه سيسألونه أن يدخن لذا فقد بنى استراتيجية: "بوسعي أن اخبرهم أني مريض أو اخبرهم حول الوعد الذي قطعته لوالدي بعدم التدخين سأقول الحقيقة .

بالتعليم الذاتي ويمكننا أن نعلمه إلى صغارنا . أن الأجزاء الثلاثة التالية لهذا الدرس تعلم الصغار في أن يكونوا اقل دافعية وان يستخدموا الرقابة الذاتية خصوصاً وقت الشدة . ويتعلم الأطفال على التوقف والتفكير قبل الشروع بالعمل بحيث حين يقوموا بالعمل فانهم يقوموا به بشكل مناسب . ويعد كل جزء خطوة مهمة في تعلم تقييد اندفاعاتهم . والأجزاء الثلاثة هي (1) توقف (2) فكر (3) اعمل الصواب . لقد اعتاد تلاميذي على تسمية الدرس بالأحرف الأولى لكل جزء بالانكليزية (STAR) وهي طريقة لتذكر كيفية الابتعاد عن المتاعب وعمل الصواب .
1- توقف : كان ابن سالي البالغ من العمر خمسة أعوام يلعب لعبة الليكو مع كيني الذي يعيش في الجوار . نظرت سالي ولاحظت أن ابنها شين قد انزعج ثم عرفت السبب: كان كيني يخفي بعض قطع الليكو في جيبه . كان شين يبدو مستعداً للانفجار حين دمدم إلى كيني . ذهبت سالي مسرعة إلى شين ووضعت يديها بقوة على كتفيه وقال "قف واجمد" .
أن الجزء الأول لمساعدة طفلك على الحد من اندفاعاته هو الجزء الأهم: فيجب أن تتعلم أن تتوقف وتجمد قبل الشروع بالعمل . فجزء الثانية الذي تثبت فيه ولا تعمل حسب أي اندفاع يمكن أن يشكل فرقاً مهماً – خصوصاً في الأوضاع المتوترة أو الخطرة . وان التوقف ليس بالأمر الهين تعلمه بالنسبة للعديد من الصغار خصوصاً بالنسبة لأولئك الأصغر عمراً والأكثر اندفاعاً . لذا حين تبدئين أول مرة فقد يكون عليك أن تحدي من هياج طفلتك بأن تضعي يدك برفق وثبات على كتفيها وتقولي: "قفي واجمدي" ، استمري بالقيام بذلك كلما برزت أوضاع مناسبة حتى يمكنها التوقف من تلقاء نفسها . فكرة أخرى هي مساعدتها على تطوير استجابة خاصة تذكرها بأن عليها أن تثبت كأن تقول لنفسها: "واحد مسييسبي ، اثنان مسييسبي" وتأخذ نفساً بطيئاً وعميقاً وتضع علامة توقف ادعائية أمام عينيها أو مجرد أن تقول "قفي واجمدي" داخلها . ويجب على الطفل أن يمارس "التجمد" باستخدام الأسلوب المختار – مرة اثر مرة اثر مرة – حتى يصبح الأمر طبيعة ثانية. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستتمكن فيها من التوقف فعلاً للتفكير خلال وقت المحاولة . تذكري: انك تساعدين طفلك على تعلم عادة جديدة وان افضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال الممارسة المتكررة .
2- فكري : عندئذ همست سالي إلى شين: "فكر ، شين ، هل هذه فكرة جيدة ؟ ما الذي قد يحدث ؟ بوسعها أن ترى أن شين قد بدأ استعادة السيطرة والتفكير بما قد تكون عليه نتائج أعماله . صرخ شين "لكنه اخذ قطع الليكو ملكي ، وأنا غاضب حقاً" ردت سالي "بوسعي أن أرى انك غاضب . لكن كان يبدو كما لو انك كنت تريد أن تضربه . ماذا سيحدث بعدئذ ؟" أجاب شين "سأقع في متاعب كبيرة وربما تأذى كيني" .
أن الجزء الثاني من مساعدة الصغار على السيطرة على دوافعهم هو بجعلهم يفكرون بشأن وضعهم الناجح والنتائج المحتملة لاختيارهم الخاطئ . واسهل طريقة للتدريب على التفكير هي بتعليم طفلك على النظر فيما حوله بسرعة ورؤية ما يحدث ثم يسأل نفسه أسئلة مثل "هل أن ذلك صح أم خطأ ؟" "هل هذه فكرة صائبة ؟" "هل سيتأذى شخص ما ؟" "هل ذلك آمن ؟" "هل يمكن أن أقع في متاعب ؟" . بل حتى أن الأطفال الصغار جداً يمكنهم أن يتعلموا هذه الخطوة . بالطبع سيحتاج طفلك في البداية إلى أن يذكر نفسه بالأسئلة بحيث ستحتاجين إلى أن تسأليه مراراً الأسئلة أولاً . فحين يسمعك تسألي نفس السؤال مرة بعد مرة فسوف يبدأ باستخدامها داخل عقله دون تذكرة منك .
التكهن بما ستؤول إليه القرارات هو ليس بالأمر السهل بالنسبة إلى العديد من الصغار – ناهيك عن الأطفال. غير أن التكهن هو جزء مهم لمساعدة الصغار على التعامل مع الدوافع بحيث يتسنى لهم عمل الصواب . فبدون توجيه منك لمساعدتهم فيما قد يؤدي إليه تصرفهم لاندفع العديد من الصغار نحو خيارات قد تكون خطيرة أحياناً وإحدى الطرق لمساعدة طفلك على التفكير بالنتائج المحتملة هو بتعليمه على أن يسأل نفسه "لو قمت بذلك ، هل سأبقى اشعر على ما يرام غداً ؟" وإحدى الأفكار المسلية التي يمكن استخدامها مع طفلك هو أن تخبريه على الادعاء بأنه قارئ حظ يمكن أن يرى المستقبل. ثم اسأليه "ما الذي تراه يحدث لو فعلت ذلك ؟" ذكري طفلك لو أنه شعر انه سوف يتأسف فيما بعد لاتخاذه قراراً معيناً فان عليه أن يستبعد هذا الخيار . ومتى ما شعر بالارتياح من جوابه فانه سوف يتخذ الخيار السلوكي المناسب .
3- اعملي الصواب: في العادة تتدخل سالي في أي وقت يجد نفسه في صراع مع طفل أخر لكن هذه المرة منعت نفسها من القيام بذلك . لقد عرفت أن شين لابد أن يبدأ في تعلم القيام باختياراته هو بنفسه . وهذا يعني أيضاً أن عليه أن يتعلم التعامل مع نتيجة قراراته . لذا انتظرت سالي لترى ما قد يقوم به ابنها .
استدار شين إلى كيني وقال "أنا غاضب حقاً . لقد أخذت قطع الليكو خاصتي واريدك أن تعيدها لي" .
ابتسمت سالي: لقد كانت تلك خطوة كبيرة بالنسبة إلى شين . ففي العادة ينزعج شين ويلجأ إلى الضرب وكانت تلك هي المرة الأولى التي كان قد توقف فيها ليفكر بأعماله . وكان لا يزال بحاجة إلى المساعدة للسيطرة على اندفاعه نحو الضرب لكن كان بوسع سالي أن ترى علامات التحسن . لقد بدأ يراقب تصرفه .
تساعد الخطوتان الأوليتان طفلك على التوقف والهدوء ثم التفكير فيما قد يحدث لو استمر بسلوكه . وإذا مضى الطفل في تصرفه فلن يكون هناك تراجع – إذ سيلتصق بنتيجة قراره. أما الخطوة الأخيرة فتساعد طفلك على أدراك انه وحده المسؤول عن أعماله وهو جزء مهم لتطور الذكاء الخلقي . فالناس الأذكياء خلقياً لا يفكرون قبل أن يعملوا حسب بل ويتحملون المسؤولية عن أعمالهم . وهم يقومون بذلك بقبول ما يحدث دون طرح أعذار أو إلقاء لوم حتى وان كانت النتيجة غير حكيمة أو غير آمنة. النقطة هي أن جميع الصغار ملزمين بصنع قرارات غير حكيمة أحياناً وهذا جانب واحد من الحياة . فلو قامت طفلتك بخيار غير حكيم فقومي باستخدامه كفرصة لمساعدتها على التفكير بالخطأ الذي قامت به بحيث يمكنها أن تقوم بخيار افضل في المرة القادمة . أن هدفك هو ليس إلقاء محاضرة بل توجيهها بحيث تدرك النقطة التي أخطأت عندها في عملها ثم تساعديها على التفكير فيما يمكن أن تقوم به بدلاً عن ذلك. فبعد كل شيء يجب أن تتعلم طفلتك في النهاية السيطرة على دوافعها وتعتمد على نفسها للقيام بأفضل القرارات. أما ما يتبع ذلك فهي عبارة عن أسئلة قليلة يمكن أن تستخدميها مع طفلتك خلال وقت الاسترخاء لمساعدتها بهدوء على فرز ما يحدث .
• ماذا تريدين أن يحدث ؟ ماذا حدث بدلاً عن ذلك ؟
• في أي نقطة تعتقدين انك ارتكبت الخطأ ؟
بناء الذكاء الخلقي
تقدير السلوك
1- ينظم من قبل التاريخ
2- من المعني ؟
3- أين حدث ذلك ؟
4- وضح ما حدث ؟
5- ماذا أرادت أن يحدث ؟
6- في أية نقطة حدث الخطأ ؟
7- كيف تشعر عما حدث ؟
8- كيف ترى أن الشخص الأخر يشعر ولماذا تعتقد أن هذا الشخص يشعر هكذا؟
9- سمي شيئاً كان يمكن أن تفعله بحيث لم يحدث ذلك ؟
10- ماذا ستفعل المرة القادمة التي يحدث بها ذلك ؟
• هل فكرت في أن تقولي كلا ؟ ما الذي جعلك تستمرين ؟
• ماذا بوسعك أن تفعلي المرة القادمة بحيث لا يحدث ذلك مرة أخرى ؟
إن ( بناء الذكاء الخلقي ) في الصفحة السابقة هو عبارة عن استراتيجية لاستخدامها مع طفلتك حين يكون الشخص الأخر معنياً بالمشكلة . وسعي هذه الصيغة ويكون بوسع طفلتك استخدامها لكتابة ما حدث ثم طوري خطة لمعالجة وضع معين . أن بوسع الأطفال الصغار أن يكتبوا أجوبتهم . لقد صممت ذلك عندما كنت ادرس قبل عدة سنوات لمساعدة تلاميذي على أن يروا ليس فقط كونهم مسؤولين عن سلوكهم بل كذلك لوجود طرق لتغيير هذا السلوك . لقد تقاسمت هذه الاستراتيجية مع مئات المدرسين في ورش عملي وعشرات المدارس في القطر تستخدمها الان مع تلاميذها لمساعدتهم على تطور الرقابة الذاتية .

ما العمل بشأن أزمة الرقابة الذاتية الضعيفة
• لأجل تعليم الأطفال الرقابة الذاتية يجب عليك أن توضحي هذه الرقابة للصغار بأن تكوني مثالاً حياً للرقابة تلك .
• كوني مدركة لمعدلات العنف في التلفزيون والموسيقى والأفلام والعاب الفيديو ثم ضعي معايير واضحة لطفلك ولا تحيدي عنها .
• احجمي دائماً عن إعطاء مكافآت ملموسة مقابل جهود طفلك . ساعديه على تطوير نظام المكافأة الذاتية لديه والذي يمتدح فيه نفسه عن عمل جيد قام به .
• يعتبر بيتك هو افضل مكان يتعلم فيه طفلك عن طريق التجربة والخطأ على كيفية السيطرة على دوافعه والتعامل مع المواقف المتوترة . عززي جهوده حتىيكون واثقاً من العمل بمفرده .
• يحتاج الصغار إلى ممارسة صنع القرارات الأخلاقية لذا ساعدي طفلك على التفكير بالنتائج المحتملة ثم وجهيه نحو القيام بالخيارات الصحيحة الآمنة وبهذه الطريقة سيتعلم العمل بشكل صحيح دون مساعدتك .



#سعد_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثالثة
- بناء الذكاء الخلقي:الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثانية
- بناء الذكاء الخلقي- الفضائل الجوهرية السبعة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الرابعة