أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضياء سعدي محمد - عاش القائد..طاق..طاق..طاق















المزيد.....


عاش القائد..طاق..طاق..طاق


ضياء سعدي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 657 - 2003 / 11 / 19 - 05:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان نذراً وديناً في رقبتي يراودني منذ يوم 6-3-1989 أي قبل اكثر من 14 عاماً علىأن اكتب وأفضح ذلك اليوم الاسود الذي صعدت فيه روحك الى بارئها انت و12 عراقياً بريئاً يوم شاء القدر عليّ وعلى اصحابي واصدقائي الجنود الخريجين المكلفين باداء الخدمة الالزامية بمشاهدتكم وانتم تُذبَحونَ في ميدان الرمي في مركز تدريب مشاة الحلة بطريقة همجية (حتى قبائل الزولو في افريقيا قبل الاف السنين عندما كانت تقتل الحيوان وليس الانسان فانها لاتقتله مثلما يقتله الويلاد النشامى !!)..نعم ياعمّاه ان مشاهدة اعدامكم كانت قسراً علينا رحمة الله على روحك والذي يرفض ان يشاهد مأساتكم سوف يُربَط مثلكم تماماً ومعكم في نفس الوقت( بحبال بلاستيكية سميكة والتي من الممكن ان يُسحب بها لوري كبير من دون ان ينقطع خيط منها) ويعدم مثلكم! لقد كنا يا عمي العزيز اكثر من 2000 شاب خريج عراقي تم سَوقُنا لأداء خدمة العلم كما تُساق الخراف الشبعانة الى المجزرة!والدليل على كلامي انهم كانوا يستخدمون الفعل( سيقَ )لأداء الخدمة الالزامية لحد تأريخ الغاء الجيش العراقي من خارطة العراق على يد الامريكان!وكانوا يصرون على استخدام هذا الفعل (سيقَ) الاهانة المتعمدة عندما كانوا يكتبون كلمات مثل (تأريخ السوق-سيقَ بتأريخ- من تأريخ سوقه)! وهكذا فالكل بنظرهم عمو العزيز رحم الله روحك الطاهرة أقول كلنا بنظرهم كنا خرافاً سمينة حان الوقت  لسوقها ولذبحها من الوريد الى الوريد ولكي يتم مهر القرار الذي اعدمتم به بدمائكم ولكي ترفع برقية العهد والوفاء والولاء والطاعة لمقام الرئيس القائد باني مجد العراق العظيم-حفيد الحسين وعلي وأسد الامة العربية وضرغامها الهمام صدام حسين  وجرة القلم (الشخبوطة )التي سوف يشخبطها عريف بسيط يعمل في القلم لكي يرفع كتاب نقلنا  (مصير حياتنا)الى جبهات الموت والدمار جبهات الدفاع عن الذين يدافعون عن! العوجة وتكريت وقصر القادسية والسجود والسلام والنصر والجمهوري والقيادة القومية والقطرية ومجلس امانة الوزراء وبناية رئاسة جهاز المخابرات وفروعها ودوائرها ومديرية الامن العامة وفروعها  والشعبة الخامسة والرضوانية وسجن رقم1 وسجن ابو غريب والمنظمات والفرق والشعب والفروع الحزبية وبيوت المسؤولين البررة من ضباط امن الى مخابرات وصولا الى الرفاق المناضلين الحزبيين واسرهم المسكينة التي رهَنَت ارواح ابنائها سيوفاً مشرعة بيد القائد وليس بيد الوطن !..فالوطن مسألته علينا نحن الخراف السمينة ان ندافع عنه وأما القائد المفدى فشيء مختلف تماماً فيجب ان يدافع عنه من عنده مواصفات يستحق فيها ان يدافع عن حفيد الحسين وليس شعيط ومعيط من امثالنا عمو العزيز رحمك الله فنحن واجبنا معروف ولم يتعدَ المناطق التالية من مدن بلادنا!التي عرفنا بعضها لأول مرة من بيانات عبد الجبار محسن عام1980  وهي(المحمرة-عبادان-الطاهري وجسر حالوب-غرب الكارون-الشوش-ديزفول-كيلان غرب -مهران-الخ)الى ان رجع نصفنا حفاة والنصف الاخر بين شهيد لانه مظلوم  وجريح ومعوق ومفقود واسير الى(شرق البصرة-الفاو-مجنون-نهر جاسم-هور الحويزة-شرق العمارة-بدرة-مندلي-سيد صادق-بنجوين-حاج عمران الخ)هذا كان واجبنا في الموت في حرب ايران وبعدها كان مكاننا محجوزاً مسبقاً وتم الاعداد له بعناية منذ زمن طويل لكي تتوفر فيه كل عوامل الراحة والهناء في مناطق 5نجوم رملية في (حفر الباطن-الكويت كاملة بعد اغتصابها - حدودها الشمالية مع البلد الذي دخل منه الحرامية و المافيا ليلاً من خلاله عليها ومع الاسف لتأريخ بلاد الرافدين الطاهرة والتي لايأتي منها غير الخير والطيبة ولكنها ايضاً كانت مغتصبة محتلة من صدام ياطويلين العمر !!..  وصولاً الى البصرة وبعد ذلك على الخط السريع بين البصرة –ناصرية الى ان اصبحت اماكن تواجدنا عمو العزيز رحمك الله في وسط قرى ومدن بلدنا الجنوبية والشمالية السوداء بنظر القيادة الحكيمة! لكي نُقتل من قبل الاعداء ابناء دولة أخرى جاءت لتعتدي علينا من على بعد 13 الف ميل اسمها العراق !!!؟و لكي نُذبح من الوريد للوريد عام1991 وعلى ان يقسم فينا الصحابة الكبار(والعياذ بالله)( علي وعزت وحسين ومحمد) واتباعهم واذنابهم  على ان لايبقوا فينا مخبّر يُخبر عن مصيرأهلنا والعشير الذين أتينا من المريخ لكي نحتل العراق بلد البعثيين والتكارتة ونسكن في مدن البصرة والناصرية والسماوة والعمارة والديوانية والكوت والحلة والنجف وكربلاء واربيل ودهوك والسليمانية وكركوك وديالى منذ اكثر من 7 الاف سنة

وهكذا ياعمّي العزيز رحمك الله ,,سوف يذهب امر سَوقنا الى السيد الامر طبعاً ليوقع عليه بدون ان يرى حرف واحد فيه من كثرة البريد المتكدس امام منضدة السيد الامر المحترم دائماً من قبل الصغار المهان دائماً من قبل الكبار! (ليس بالرتبة العسكرية فقط بل بدرجة القرابة من العمام والخوال والنَفِسْ في العوجة) وبعد ذلك سوف نُودّع احلامَنا وشبابنا وامهاتنا والثكالى اخواتنا ونودع قبوركم التي دفنتم فيها على عجل بعد ان استدان اهلكم ثمن الاطلاقات الكثيرة التي تم اعدامكم بها لكي نذهب لنلق مصيرنا في مغامرة جديدة وفصل جديد من بطولات القائد الضرورة !
انني اتذكّر وجهك ياعمي العزيز الف رحمة على روحك,, مع انني لم أرى منه سوى لحيتك البيضاء الناصعة الطويلة التي نزلت على رقبتك بسبب طول فترة الاحتجاز,انني أتذكر جسمك الطاهر القصير البدين ودشداشتك الصيفية البيضاء مع اننا كنّا في الشتاء! ويشماغك الابيض والاسود  اتذكرك عمي العزيز رحمة الله على روحك الطاهرة يوم انزلوك من الصندوق الاسود الكبير الذي لايحتوي على فتحة هواء بحجم فتحة فم العصفور! أتذكّر عندما أنزلوك ومن معك في ذلك اليوم السادس من اذار عام 1989 في الساعة الثامنة والنصف صباحاً  لكي يلفوا على اجسادكم الطاهرة حبا ل النايلون الجديدة والغليظة جداً ولازلت اتذكر لونها الاصفر الحاقد اللئيم ,نعم لم يخطئوا عندما اختاروا هذا اللون الذي يعبّر عن ذوقهم الاصفر المسموم الحاقد ولم يخطئ البائع الذي أعطاهم هذه الحبال مجاناً ودعماً للمجهود الحربي! وهو الممنون دائماً للثورة التي البسته وأولاده نعالاً بعد ان كانوا حفاة!..  نعم ياعمي العزيز رحمة الله على روحك لازلت اتذكر الشريط اللاصق الذي كان ملصوقاً على افواهكم لكي لاتخرج منه كلمة واحدة في حضرة الحجاج التكريتي الصغير (قرقوش ابو نفس الدنية-هاشم المجيد) وتم تلبيس رؤوسكم الطاهرة بالكبّوس الاسود لكي لايعرفكم المشاهدون الكرام!! الذين هم  نحن!! فانتم منا ونحن منكم والمطلوب ان نراكم تُقتَلون وتُعدَمون لكي يتم أخصاؤنا وقتل حتى اعضائنا التناسلية ونحن في أوائل العشرينات من العمر نتيجة الخوف من المشهد المروع الذي رأيناه عند اعدامكم والرجفة التي انتابتنا جميعاً من جراء ذلك! والتي اصابت فينا كل كياننا وروحنا وأحاسيسنا ومشاعرنا وطموحاتنا وابتسامات الشباب العريضة فينا لتستبدلنا الى شباب مات اكثر من نصفنا في بطولات وملاحم القائد الضرورة ومات القسم الاخر غيضاً وجوعاً وحسرةً والماً وتأفّفاً وتشريداً وغربةً قاتلة لأحسننا حظاً !ولكي لانفكر للحظة واحدة من ان نعارض ولو حتى بأضعف الايمان نظام باني مجد العراق العظيم! لقد كانت اول هدية قدمتها حكومة الثورة العظيمة وقائدها البطل الينا نحن أبنائه الشباب الخريجين ابناء العشرين والاصغر منهم من المواليد 1971 عندما كان عمرهم 18 سنة وتم (سوقهم) أيضاً معنا في تلك الفترة لترويضهم وتسمينهم مثلنا لكي يموتوا فداءاً وقرباناً للقائد المنتصر بالله صدام حسين!! فاذا كان القائد منتصراً بالله فلماذا( يسوقوننا) لكي نُقتل من اجله وهل هو بحاجة لأن ينتصر بنا؟؟؟ مادام هو بالله منتصراً مثلما يقول؟؟
نعم ياعمو العزيز رحمة الله على روحك  لقد سمعتك تأنُّ من دون الاثني عشرة مظلوماً المربوطين بجوارك!كنت لا أفهم ماكنت تريد أن تقوله لان صوتك كان صوت مشوش بسبب عدم قدرة لسانكم على الحركة بسهولة لكي تنطلق كلمة الحق مدوية منه ضد القتلة المأجورين وذلك بسبب الشريط اللاصق السميك(بلاستر يستخدم في المستشفيات)على فمكم الطاهر !!ولكنني سمعتها مدوية من فمك عمو العزيز رحمة الله على روحك عندما تمكنت من قظم الشريط اللاصق بأسنانك الامامية الباقية في فمك والتي أبقاها الله لكي تنطق بكلمة حقّه العظيم
(أنا بريء ياعمي,, فدوة أروحلكم أولادي اني عمكم,,اني بكد(بقدرعمر)ابوكم!!عمي اني رجال شايب!! اني ويني و وين الفرارية(انا اين والهاربين من الخدمة العسكرية اين؟
,,يقصد الفارق الكبير في العمر بينه وبين المشمولين بالخدمة العسكرية)
(اني رجّال جد وعندي بنات متزوجات وأولاد متزوجين وعندي أحفاد وابن ابني يريد يتزوج ياعمّي !!اني مو مواليد 1946 ياعمّي صدّقوني..لقد حصلت على هوية الاحوال المدنية عندما ذهبت لكي اتزوج وانا زلمة عمري حوالي 20 سنة !!وقدّر الموظف عمري في ذلك الوقت وسجل 1946 ؟! يا عمي والله ما ادري شكد عمري ,واني عمكم فلاّح امي ما اقرا ولا اكتب !!؟ وانتم اكيد مثل اولادي(اكو واحد يكتل عمه؟ يكتل ابوه؟)لا عمي ما تسووها(ماتفعلوها)!!
 هذا الكلام العراقي باللغة العامية العراقية  سمعته انا وكل الحاضرين الجالسين على الارض معي(اكثر من 2000شخص) في ساحة ميدان رمي مركز تدريب مشاة الحلة في الساعة 9:10 دقائق صباحاً من يوم6-3-1989 ولم يستطع الجلاّدين من أن يوقفوه عن الكلام لانهم كانوا يبحثون عن( بلاستر) يسدّ فمه فلم يجدوا! ! (سبحانك اللهم) ..
وبعدها ياعمي العزيز رحمة الله على روحك هل تعلم لماذا كان كل ذلك التأخير في اعدامكم فأنت تتذكّر أنكم وقفتم مربوطين بالحبال على الاعمدة لمدة طويلة ولكن كم استغرق الوقت واين ومن هو الذي قتلكم ولماذا كل هذا التأخير في اعدامكم ؟؟؟كل هذه الامور التي كانت تخطر في بالك ولم تجد عليها جواب ,,أجيبك عنها بعد 14 سنة مع انني أجبتك عليها في حينها وأنا انظر اليكم باكياً مذهولاً أحاكي نفسي الجبانة ..ترى ماذا تفكرون ألان؟؟ ,,كان سبب تأخير قتلكم هو عدم حضور قرقوش بابل هاشم المجيد في الوقت المحدد لانّه كان سكراناً قبل ليلة مع عظيم الحلاق وجوقته الغجريات مطربات البادية أكرمكم الله وأنه قد صحا متأخراً من النوم وقبل أن يأتي اتّصَلَ افراد حمايته لكي يتم تحضير طعام فطوره في بهو الضباط المطل بصورة مباشرة على ميدان الرمي !!؟ وبعد ان وصل في الساعة العاشرة صباحاً ذهب فوراً الى بهو الضباط القريب جداً من ميدان الرمي بمسافة أمتار معدودة وبدا يلتهم المحشي والمشوي والمقلي والقوزي وهو ينظر من الزجاجة الامامية الكبيرة لبهو الضباط على منظر هؤلاء ال.......برأيه وهم مربوطين ينتظرون ساعة المصيرالتي يقررها الشيطان قرقوش السمين ...
فخرج قرقوش ابو نفس الدنية وهو يلوك ويحاول أن يمضغ لقمته التي تعمّدَ أن تكون كبيرة جداً لكي يتسلى بها وهو يشاهد القتل لأنها ستبقى في فمه يلوك ويمضغ بها فترة طويلة نسبياً لكبر حجمها وللأنتعاش والشهية المفتوحة جداً لرؤية الدماء وتخيلها تمضغ مع اللقمة في الفم لكي تضيف عليها طعماً ورونقاً أخّاذا(لم لا وهي دماء خليط من خيرة وأشرف الدماء)  فهو كان يأكل ويتلذذ ويشير للجلاوزة أن هيّا هلمّوا ,,باشروا !! لماذا انتم واقفين؟؟اولاد الكلب!! ماذا تنتظرون؟؟ أرونا اللون المفضّل
 
فبدأ احد الجلاوزة بقراءة قرار مجلس قيادة الثورة بأعدام الهاربين الخونة السفلة المدرجة اسمائهم ادناه رمياً بالرصاص مع شرح تفصيلي عن سيرة كل اسم عند قراءته ولازلت اتذكر احد الاسماء وكان لشخص من بيت عائلة شريفة ومعروفة في الحلة وكيف ان هذا القو..... كان يعمل قو... على اخته (أجلَّكُم الله) وألخ من أحقر ما نطق الانسان من نعوت على أَلَدّ اعداءه من البشر وهكذا وصولاً الى اخر القائمة التي لم يسلم منها واحد لم يدنس اسمه واسم أخواته وأمه في وحل شرورهم ولكن هيهات فنحن سمعنا بأسم واحد منهم كانوا يصفونه مع أخته بهذه الصفات ويقولون عنه انه أحقر شخص في هذه الحُثالات أمامكم وهو ابن الحسب والنسب فكيف بالباقين الذين لم نعرف أسمائهم! فقط ألقابهم التي تدل على نسب ال بيت محمد لنصفهم على الاقل!!؟؟هي التي كانت تدلّنا على هُويّاتهم  ووجوههم الطاهرة من خلف (البلاستر والكبوس الاسود) الذي أرادوا أن يحجبوا نور براءتهم وطهارتهم من خلاله ولكن هيهات
سألت نفسي سوالا ياعمّي العزيز رحمة الله على روحك هو(تُرى ألا يكفي ألاعدام ؟؟لكي يأتون على ألاخت والام بالاسماء والتفاصيل الشنيعة العارية من الصحة الاّ من الاسم فقط!!؟؟)
كنت منهمكا ً بهذا السؤال ياعمّي العزيز رحمة الله على روحك عندما سمعت المذيع يردد على المجموعة التي انتشرت ببنادقها لكي تقتلكم من مسافة 1.5 متر فقط  كلمات (عاش الجيش-عاش الشعب-عاش الوطن-عاش القائد)وعندما قال (عاش القائد) وانتهى منها فوراً بدأ الرمي !! وعرفت حينها كيف هو شكل وطريقة الاعدام الصّدامية الممتعة عندما يجد الويلاد النشامى! وقت لكي يلهوا بمراسيم اعدامات جاهزة عند الطلب لالاف الشباب من خيرة ما أنجب العراق من شباب طيلة 7000 سنة ..وتذكرت حينها انني سمعت نفس هذه الشعارات يوم امس 5-3-2003 ولكنني لم تكن عندي خبرة لأعرف ان معنى عاش القائد هو امر الرمي عند الاعدام!! في عهد القائد الضرورة ّ!! وكنت يوم أمس جالساً على مسافة بعيدة  من ميدان الاعدام
لقد كانت صدمة نفسية عميقة لازالت تؤثر بي وتقضّ مضجعي الى هذا اليوم ولكنني اريد ان أكمل وأقول لك عميّ العزيز رحمة الله على روحك أنني وهؤلاء الجنود الخراف السمينة كنا قد شاهدنا الجزء الثاني من دراما القتل هذه عندما تم اختتام فصل القتل الثاني بكم في يوم 6-3-1989 بعد أن شاهدنا الفصل الاول قبل يوم من قتلكم في صبيحة يوم 5-3-1989 عندما جاؤوا ليعدموا 6 أبرياء مثلكم وبنفس الطريقة وبنفس الظروف حيث ربط المساكين في الشمس وبقوة بالحبال لمدة ساعتين لغاية أن يحظر المدلل ابن عم ابن صبحة (قرقوش أبو نفس الدنية)هاشم المجيد,,ونحن أيضاً كنّا نتحرَّق ألماً وغيظاً طيلة ثلاثة ساعات انتظار لرؤية مشهد أعدام لناس من دمّنا ولحمنا لأول مرّة في حياتنا مع العلم انّ أكثر من 75% من بيننا لم يذبحوا دجاجة أو يشاهدوا عملية ذبح كبش في حياتهم!! هل تعلمون لماذا ؟(لكي لا نكون مو خوش ويلاد مثل هؤلاء الجبناء الخونة) هكذا قالها لنا(قرقوش أبو نفس الدنية)هاشم المجيد وهو يودّعنا على أمل اللقاء بنا في الحلقة القادمة من مسرحية(عاش القائد.. طاق..طاق..طاق)
بحثت كثيراً وسألت كثيراً كل من صادفني وكان عنده دماغ يعمل ويسمى طبيب غير بعثي!! السؤال التالي(هل يجب ان يتم اطلاق 30 اطلاقة على شخص من بندقية الية كلاشينكوف عيار 7.62 ملم تعمل بقوة الغاز ونابض الارجاع وسرعة الاطلاقة فيها 710 متر في الثانية!! (مثلما قال لنا ن.ع قاسم  امر فصيلنا اثناء التدريب في شتاء 1988-1989 ) لكي تقتل بشر يقفون امام فتحات هذه البنادق وهم( جلد وعظم) من الجوع والتعذيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قال لي الجميع لا ابداً لا حاجة الى 29 طلقة اخرى فقط واحدة ولو كانت بحجم اصغر أي لو كانت طلقة مسدس صغيرة فانها كافية لقتل الدب الاسود !!!!!!!!!!!!!!!ولا حاجة اصلاً للبندقية التي درست عنها في خدمتي العسكرية عند ن.ع قاسم اكثر من دراستي لاسمي واسم ابي وامي وديني !!ولقد نسىالمسكين ن.ع قاسم حتى امه بسبب تكرار الدرس !
قلت لهؤلاء المساكين الاطباء (غير البعثيين طبعاً) وكيف هو شعوركم لو أخبركم انهم استخدموا المخزن الثاني الذي يحتوي على 33 طلقة عند الرص و30 طلقة على المرتاح !!! قالوا لي أين استخدموه ؟؟؟قلت لهم  في أطلاقة الرحمة التي سوف تطلق على المجرمين السفلة (وبكرم حاتم الطائي المشهورين به هؤلاء الويلاد!!فكانت طلقة الرحمة تساوي 30 اطلاقة اخرى جديدة تفّرغ في رأس أحد الخونة الهاربين من الخدمة العسكرية هؤلاء! لكي ترحمه من عذاب الثلاثين طلقة السابقة؟؟؟؟؟؟؟ وعلى قاعدة المبلّل مايخاف من المطر!!) فذهل كل طبيب غير بعثي!! فور سماعه هذه البشاعة والسادية في القتل التي يمتاز فيها الويلاد النشامى عن غيرهم من ابناء القائد الشرفاء!!!
هل تعرفون لماذا لم اسأل طبيب بعثي هذا السؤال ؟ الجواب بسيط لانني رأيت بأم عيني نقيب طبيب عسكري رشيق يرتدي نظارة طبية وشعر رأسه خفيف الى حد ما  كان ينتظر في سيارته البرازيلي الرصاصي اللون موديل 1983 لكي يفحص الجثث بعد الاعدام لكي يأمر هذا الطبيب البعثي المخلص لقائده المنصور بالشيطان طبعاً!! بان يتم أعادة رمي هذا المسكين لانه حي يرزق ,,فرد عليه المقدم الشرطة الذي كان يقف خلف القَتَلة المجرمين من الشرطة المطوّعين الشباب الذين كانوا برتب شرطي اول فما دون بعد أن فرّ كل ألجلاوزة من هاشمها الى اصغر مسؤول في الدولة فالكل كان يجب ان يحضر هذه الزفة وبعد ان انتهت تركونا جالسين مصدومين بهول ما رأينا وفرّوا مذعورين أكثر منّا ..اقول فأذا بهذا المقدم يسب أبو الذي اعطى هذا النقيب الطبيب العسكري شهادة الطب قائلاً له (أعطيه فرصة لكي يموت ولو دقيقة ..انت شلون طبيب ؟؟ألعن ابو اللّي أنطاك الشهادة!!) فغضب النقيب وزعل وقال له وقّع على مسؤوليتك!!فقال له المقدم (لا يابه على ماذا؟ تكرم اغاتي ,تفضلوا ارموه ب30 طلقة اخرى مثلما يريد الطبيب!!! وفعلاً تم رمي المسكين بثلاثين طلقة في أخرى رأسه لكي يصبح بدون رأس !!!!!!!!!
كنت اشاهد هذا المنظر من مسافة لا تزيد عن عشرين متراً من هؤلاء المساكين )
وبعدها لا أتذكّر لماذا قمت لأساعد سائق سيارة الاسعاف التي حملت الجثث ال13 في سيارة واحدة فقط !!!جثة فوق جثة !!وكانت جثة الرجل الذي اكل نصيبه مضاعف من الاطلاقات لا تدخل في السيارة التي ضاقت بالجثث المتهرئة لكبر حجم الجثة ولطولها الكبير فقام سائق الاسعاف والرجل العجوز الذي يعمل معه وانا وصديقي ورئيس عرفاء الوحدة نائب ضابط حميد  بالمستحيل لكي نضعها في الاسعاف ولكن هيهات ولا ادري لماذا اصريت على ذلك لكن موفق صديقي قال لي لقد ركضت بسرعة بأتجاه جثة الشيخ الذي كان يصيح
    (عمو والله اني مو مواليد 1946 ..صدقوني!!انتم ليش مارايدين تصدقون عمكم؟)فصدقه الويلاد النشامى واثلجوا قلبه بالطلقات التي نشفت دمه لكي يثلج قلبه)
الم اقول لكم انهم عباقرة في علم التشريح!!!!
 
اقول قولي هذا
والله على ماقلت ورأيت شهيد...الله على ماقلت ورأيت شهيد..والله على ما قلت ورأيت شهيد
وألف رحمة الله على روحك عمي العراقي المظلوم وأنا لا اعرف اسمك لغاية هذا اليوم.

 



#ضياء_سعدي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورالعراقي الجريح - ترى كيف سيُحكم العراق من جديد..وكيف سي ...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضياء سعدي محمد - عاش القائد..طاق..طاق..طاق