أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - المثقفون العرب - وعقدة صدام














المزيد.....

المثقفون العرب - وعقدة صدام


فاخر جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 655 - 2003 / 11 / 17 - 04:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


  يستمر السجال بين المثقفين العراقيين و بعض المثقفين العرب، حول طبيعة التطورات التي أعقبت الاحتلال الامريكي ـ البريطاني للعراق وكيفية تحديد الموقف منها، في ظل أجواء يسودها التوتر والاتهامات المتبادلة. ومن أجل بناء علاقات جديدة تقوم على حقائق الواقع العراقي الراهن، أحاول إلقاء الضوء على الحجج التي يطرحها  كلا الطرفين.
  كثيراً ما ينتقد المثقفون العرب  أشقائهم المثقفين العراقيين، على موقفهم من التطورات الراهنة في العراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس البائد " صدام حسين " . ويقدمون الكثير من المبررات لنقدهم ، نشير إلى أهمها:
  1 ـ المثقف العراقي تخلى عن مفهوم  الوطنية القائمة على المحافظة على السيادة والاستقلال. وعند تفكيك هذه الحجة وبناءً على مفهوم الوطنية نفسه الذي يعني" مبدأ يعبر عن حب المرء لوطنه ,وعن استعداده لخدمة مصالحه …إنها انشداد المرء الطبيعي نحو مسقط رأسه ,نحو اللغة الأم والتقاليد الوطنية ,واهتمامه بمصير البلاد التي ترتبط حياته كلها بها )، يتبين لنا أن المثقف العراقي وطنياً من الطراز الأول لأنه رفض استمرار انحدار وطنه وشعبه نحو المصير المجهول الذي كان يجره إليه الدكتاتور صدام حسين. وقد تمثل رفضه بالمقاومة المتعددة الأشكال التي خاضها ضد السياسيات الاستبدادية التي أنتهجها الحكم البائد والتي ساهمت في النهاية إلى عزلته التامة عن الشعب العراقي والتي اتضحت بالملموس أثناء الاحتلال الأمريكي لبغداد.
   2 ـ تخلي المثقف العراقي عن القضايا القومية ، قضية الفلسطينية والوحدة العربية. وعند مناقشة هذه الحجة يتضح للمتابع لسياسية نظام صدام حسين تجاه هاتين القضيتين، إن النظام العراقي كان من أكثر الأنظمة العربية ضرراً على الوحدة العربية والقضية الفلسطينية، فهو الذي أطفأ حلم الوحدة وشوه محتواها الإنساني بالغزو العراقي للكويت، حيث خرب دولتين ودمر مواردهما البشرية والمادية وأعطى المبررات الكافية للتواجد العسكري الكثيف في منطقة الخليج. وهو الذي خرب كل أشكال التضامن العربي، الذي بدونه لا يمكن تحقيق أي تقدم في تلبية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.  أفلا يحق للمثقف العراقي رفض التفكير والأسلوب الصداميين للوحدة والقومية؟
   3 ـ ابتعاد المثقف العراقي عن العقلانية السياسية من خلال تعامله مع نتائج الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني للعراق. وعند تفكيك هذه الحجة نراها لا تصمد للمحاكمة ، كيف؟ لقد تحدث، بالأصح راهن، العديد من المثقفين والسياسيين العرب على تقسيم العراق والحروب الطائفية والعرقية إذا زال صدام. وكان هذا الرهان خاسراً، حيث حدث العكس، عندما استأنفت المسيرة العقلانية للفكر السياسي العراقي، التي تعطلت خلال فترة الإحتراب السياسي والفكري الذي اندلع أثناء الأحداث التي تلت ثورة تموز  1958. وكانت ثمرة نتائجها العملية  السماح، لمن كان يعاني من جنون العظمة ، أن يقيم دكتاتورية استبدادية قلما يوجد لها مثيل في العالم المعاصر. فعدم الانجرار وراء شعارات الخروج الفوري لقوات الاحتلال والمقاومة المسلحة له، وأخيراً تشكيل مجلس الحكم الانتقالي الذي تفوق في تمثيله لمكونات الشعب العراقي، القومية والطائفية والاجتماعية ، إضافة إلى اتجاهاته السياسية والفكرية، على أي نظام ديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط. إن كل ذلك يعتبر دليلاً على التفكير السياسي العقلاني وليس إبتعاداً عنه.
4 ـ  يشير بعض المثقفين العرب إلى حدوث تغيير في طريقة تفكير المثقفين العراقيين.إن هذا الاستنتاج صحيح تماماً. فكما هو معروف أن الشعب العراقي مولع بالمعرفة بكافة أنواعها ، ويشير الناشرون  العرب إلى كساد سوق الكتب منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن العراقي الذي عانى اقتصاده كثيراً بسبب الحروب الداخلية والخارجية التي شنتها سلطة، صدام حسين، هذا أولاً، وثانياً، إن الشعب العراقي مصاب " بعقدة  صدام" التي نتمنى أن لا تصيب أياً من الشعوب العربية. وهذه العقدة جعلت مثقفيه وسياسييه يعيدون النظر بطريقة تفكيرهم وأسلوب عملهم وخطابهم السياسي الذي يبنى الآن على حقائق الواقع بدلاً من العاطفة والحماسة وشعاراتها التي جعلتنا أكثر ابتعاداً عن تحقيق أهدافنا الوطنية والقومية . إن هذا التغيير من حقنا نحن المثقفين العراقيين، " فـالذي  يعد العصي ليس مثل الذي يضرب بها " كما يقول المثل العربي.  
 أخيراً ، أن ما نطلبه ، نحن المثقفين العراقيين، من أشقائنا المثقفين العرب ، هو احترام خصوصية بلدنا التي تقوم على ثراء التنوع القومي والديني والطائف وتنوع اتجاهاته  الفكرية والسياسية، والتلاحم مع مثقفيه وجهودهم في بناء العراق الجديد بالطريقة التي يفهمونها ، بعد تحررهم من عقدة صدام ، فنحن الآن كعراقيين، لسنا بحاجة إلى شرعية من أحد، كما إننا لسنا بحاجة إلى من يفكر عنا فـ " سكان مكة أدرى بشعابها "، وكل ما نأمله أن لا يكون المثقفون العرب جزءاً من الذين يرون أن الخطر قادم من العراق الجديد، العراق الديمقراطي.  



#فاخر_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح الدولة والمجتمع في العراق في النصف الثاني من القرن الع ...
- طبيعة المرحلة الراهنة والمهام الآنية للحركة السياسية العراقي ...
- ملاحظات أولية حول إعداد الدستور العراقي
- بطاقات وفاء لصديقي النبراس باسم الصفار
- تاريخ العراق المعاصر عبر اليوم الأخير من حكم عبد الكريم قاسم
- المعارضة العراقية بين الدبابة الأمريكية والخيار الوطني


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - المثقفون العرب - وعقدة صدام