أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل عبد اليوسف - ضمائر الناس














المزيد.....

ضمائر الناس


اسماعيل عبد اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال نصف قرن تقريبا ابتدأت نهضتنا الحديثة , قد جربنا - بدافع من تقليد الغربيين و انخداع بحضارتهم - ان نعتمد على وسائلهم التربوية بعيدين عن الدين الذي زعم زاعمون منا انه رجعية و جمود , فماذا جنينا .....؟؟؟

مشكلتنا ليست في نقصان العلم ولا ضالة الثقافة ولا قلة الأكفاء للقيام بنهضتنا الحديثة , ولا في انخفاض مستوى الوعي و الذكاء كما كان يدعي الاستعماريون من قبل , ولا في عدم أخذنا بأساليب الحضارة الغربية و مفاهيمها كما كان يدعي بعض رواد الفكر في بلادنا , فلقد أخذنا من ذلك كله بنصيب كبير , وان عندنا من الذكاء ما يساوي الام المتحضرة و يفوقها, ولكن مشكلتنا الحقيقية هي ضعف (الضمير ) الاخلاقي عند جمهرة العاملين في حقول النهضة و ميادينها المتعددة , ثم امتداد هذا الضعف الى جماهير الشعب , و لا أشك في أن استمرار ضعف الضمير يؤدي الى موته , و موت ضمير الامة الاخلاقي .

ولا علاج لهذه المشكله الا العودة الى الدين لتربية ضمائر الناس و حملهم على الاستقامة في سلوكهم الأخلاقي و الاجتماعي و الوطني .

ذلك أن الدين عند المؤمن يجعل العلاقة بينه و بين الله مباشرة , فهو يراقبه في حركاته و سكناته , و يعلم دخائل نفسه و حقيقة نيته ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) .

و من ثم فهو يخشى عقابه ان اساء , و يرجو ثوابه ان احسن و يبادر الى التوبة ان انحرف فأي منبه لضميره أقوى من هذا ...؟؟

ولا ينقص من قيمة هذه الحقيقة ما يرى من انحراف بعض المتدينين في سلوكهم الاجتماعي و الاخلاقي , ذلك لأننا لا نعني بالدين مظاهره التي فقدت روحها, فالدين قبل كل شيء مراقبة الله في الأعمال و خشية الروح في العبادة , و استقامة السلوك في الحياة , و حسن الخلق مع الناس , فمن لم يكن كذلك كان فهمه للدين خاطئا , او دعوته الى الدين خداعا , و قد عاب الدين على هؤلاء صنيعهم و أنذرهم و توعدهم ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله الا بعدا ).

فلا يعتبر هؤلاء مقياسا يعرف به مدى أثر الدين في تكوين الضمير .

على ان الذين بنظرون الى هؤلاء المنحرفين ليشككوا في قدرة الدين على تربية المجتمعات تربية سليمة , لا ينظرون الى النماذج المستقيمة الذين نراهم بأعيننا , و يعيشون بين أظهرنا و هم أمثلة حية للصدق و الامانة و الاخلاص و التضحية و الفداء .

فتجاهل هؤلاء و تذكر اولئك فحسب حيف في الحكم , ومغالطة في المنطق , لا يلجأ اليها من يبتغي الى الحق سبيلا .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست النائحة كالثكلى


المزيد.....




- “مغـامرات عصومي ووليد” اضبط تردد قناة طيـور الجنة التحديث ال ...
- حل مشكلة التشويش على تردد قناة طيور الجنة مع الترددات الصحيح ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسماعيل عبد اليوسف - ضمائر الناس