الاقتصاد و الاستثمار .. و البشت ...!!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:31
المحور: كتابات ساخرة
    

مازالت الحكومة الموقرة ومؤسساتها المختلفة تتحدث ما بين الحين و الآخر عن الطفرة العمرانية و الطفرة الاقتصادية و الطفرة الاستثمارية.. و لكنها في خضم هذه الأحداث لم تتحدث عن كيف ترفع المواطن المسكين في كلا القطاعيين الحكومي و الخاص من حضيض الفقر و الحاجة….!!! قد أصاب القطاع الحكومي بعض المكرمات و العطايا تحت مقولة ما يسمى بالزيادة 15 % التي مازالت تحيط بها الضبابية و الغموض فالبعض يقدر الزيادة بأنها 9 % و الأخر 10% و غير بأنها 11 % وآخر بأنها 12 % بالرغم من إن الأمر الملكي كان بنص على إنها 15% …!!! وبقى إخواننا المتقاعدين من أبناء الحكومة الموقرة والتي أعلنت الأخيرة فض الارتباط بهم .. بسبب بلوغهم السن التقاعدي …!! فهم اليوم يندرجون تحت مسمى ” مت قاعدا ” ..!! فالمتقاعدون اليوم ما زالوا يأملون في نظرة عطف .. و رجاء من الحكومة الموقرة والتي أثبتت قبضتها الحديدية وتمسكها بكافة الخيوط.. و القرارات و الأنظمة..!!! حتى إن سعادة النواب الكرامقوة.ا بذلك ورضوا بالأمر الواقع على مضض ..!!! فهم اليوم لا حول لهم و لا قوة .. سامحهم الله …
إن الاقتصاد أو ما يسمى بالاستثمار أو بالطفرات الاقتصادية والاستثمارية في مملكة البحرين قد لبس البشت ..!!! فأصحاب البشوت هم أصحاب الاقتصاد و الاستثمار .. أما المواطن المسكين فهو يرى الأبراج و القلاع و المنتجعات و الجزر تنمو بسرعة كبيرة فيق مشدوها.. وهو مازال واقفا على حاله مشدوها لهذه الطفرة العمرانية و الاقتصادية و الصناعية .. ويطرح سؤال .. هل سيكون للمواطن العادي من الحلو نصيب ..؟؟!!! فالأسعار ما زالت في ارتفاع .. سواء سعر الأراضي و البيوت أو سعر المواد الغذائية .. حتى الأجانب قد لمسوا هذا التغير الكبير في الأسعار..!! و الغريب إن الحكومة الموقرة تصرح بين الحين و الأخر بان الأسعار تحت السيطرة..!!! وان الأسعار مدعومة .. !!! و عندما تعجز عن الإقناع.. تعترف بخجل وان موجة زيادة الأسعار عالمية ..!!!
فالنفط مثلا احد المقومات الاقتصادية لمملكة البحرين فقد بلغ سعر النفط اليوم 96 دولار للبرميل وهو مرشح إن يصل إلى 100 دولار وما فوق في فصل الشتاء .. والدول المنتجة و المصدرة للنفط تتمتع اليوم بفاض كبير في ميزانياتها التي دأب عليها الإفلاس تارة أو العجز تارة أخرى في السنوات السابقة حسب التصريحات الرسمية.. و يبقي السؤال .. ما هو تأثير زيادة النفط على المواطن المسكين في مملكة البحرين ..؟؟!!! من الطبيعي اقتصاديا أن تزداد الأسعار في الدول المنتجة للنفط وستزداد ما زاد سعر النفط في الارتفاع .. فدولنا الخليجية كافة في الأصل تستورد المنتجات المعيشية أو الغذائية لمواطنيها ..!!! من دول مصدرة تشترى النفط بأسعار عالية ..!!! فالمعادلة في غاية البساطة . إذا اشتريت بسعر مرتفع .. لا بد وان أبيع بسعر مرتفع أيضا ..!!!
أما ما يخص بالعقار أو الأراضي في مملكة البحرين فقد ارتفعت الأسعار بشكل جنوني حيث بلغت نسبة الغلاء ما يقارب 700 % و هي بالتأكيد نتيجة حتمية..في الوضع السائد في مملكة البحرين ..!!! فهناك طلب كبير وهناك عرض قليل .. وهى معادلة اقتصادية أيضا ..!!! ولكنها في مملكة البحرين تم فرضها .. فهي ليست ضمن الأوضاع الاقتصادية المتعارف عليها..!!!
ففي مملكة البحرين هناك ما يقارب 80% أراضي خاصة وهذه الأراضي الخاصة بالإضافة إلى أراضي جديدة تم دفنها .. فقد تم تدويرها و استثمارها تحت مسميات مشاريع اقتصادية كبيرة مثل ” درة البحرين و جزر أمواج و العرين و الرفاع فيوز و المرفأ المالي وأبراج اللؤلؤ وسرايا الياسمين و سرايا البساتين و جزيرة الريف و فيلا مار وغيرها من المشاريع الاقتصادية العملاقة ….!!! فهل لمثل هذه المشاريع الاقتصادية نفع للمواطن العادي البسيط ..؟؟!!! كم من المواطنين من يقدر على تكلفة الشراء أو السكن في إحدى هذه المشاريع المكلفة ..؟؟!! مما لا شك فيه سيظهر من الحكومة الموقرة أو مؤسساتها الاقتصادية من سيحاول إن يدحض هذه المقولة وسيبرر إن الموطن هو المستفيد الوحيد منها..!!! وان الدخل القومي هو المستفيد .. ..!!! ولكن مجرد سؤال اى من المواطنين سيستفيد ..؟؟!! الذي يلبس البشت أو الذي لا يملك حتى ثمنه ..؟؟!! إن موجة غلاء أسعار الأراضي و العقارات قد تسبب بها المتنفذون وأصحاب البشوت .. فالأراضي في الأصل كانت جميعها هبات و عطايا و منح .. لأشخاص ليسوا بالتأكيد من ساكني البيوت الآيلة للسقوط أو الشقق و البيوت المؤجرة ..!!!
الحكومة وبدون دراسة متعمقة قد سمحت بتملك العقار وبتملك الأراضي للأجانب فارتفعت الأسعار فأصبح المواطن في سباق ميؤس بين توفير لقيمة الأرض وتحمل كاهل القروض وبين الأسعار المطردة حتى أصبح السباق بين المواطن السلحفاة و سعر الأراضي الأرنب …!!! و اليوم تتجه الحكومة إلى التملك الكامل للمستثمرين للمشاريع الصناعية..!!!
وهناك أمر آخر سيزيد الأعباء المعيشية وسيرفع الأسعار وهو ما يختص بإصلاح سوق العمل.. فالجميع على علم بان أسعار استقدام العمالة الأجنبية سترتفع وستتضاعف و يبدو إن السادة أصحاب البشوت و المتنفذين وأصحاب القرار قد غفلوا أو تغافلوا عن نتائج تطبيق هذه الأنظمة و القرارات ..!!! ومدى تأثيرها على الأسعار بشكل عامالفقر.المواطن المسكين ذو الدخل المحدود والمواطن ذو الأقل من المحدود ..ومن هو على مستويات متقاربة من حد الفقر ..!!! فيبدوا إن حل مشكلة ما ( مثل البطالة ) ستكون بخلق مشكلة اكبر وهى تحميل المواطن أعباء أخرى مثل زيادة الأسعار ..!! مع إن الحل يكمن نظرة شاملة و موضوعية للمشكلة..!!!
البعض من المواطنين المساكين حاول لبس البشت لعله إن يصبح من أهل الاقتصاد و الاستثمار .. فأنتها به المطاف إلى المستشفى قسم الأمراض الجلدية و الحساسية..!! ادعوا له بالشفاء ..!!!

* البشت .. عباءة الرجل .. يرمز لاصحاب السلطة و التميز ..

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل