أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقي - أفكار فنطازية/الحركة الثانية مقام لا الكبير الإيقاع الليكرو تعزف بعاطفة واضحة














المزيد.....

أفكار فنطازية/الحركة الثانية مقام لا الكبير الإيقاع الليكرو تعزف بعاطفة واضحة


سنان أحمد حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 08:26
المحور: كتابات ساخرة
    


مثل مسخ كافكا بدأت القصة ولكن في البداية فقط..جلس فاخر من النوم وهو يشعر بضيق وعدم ارتياح لم يعلم سببه ..ولكنه بعد أن بدأ بارتداء ملابس العمل اليوميّة عرف أن الملابس قد تكون ضاقت عليه قليلا
في اليوم التالي تيقّن أن الملابس قد ضاقت فعلا
وفي اليوم الثالث لم يعد ممكنا ارتداؤها أبدا لضيقها الواضح
اشترى ملابس بديلة وكانت فضفاضة هذه المرة
ولكن الضيق عاوده بعد يوم أو اثنين
حاول أن يشتري أخرى ولكنه فكر قليلا وحدث نفسه أن ينتظر لبضعة أيام ليرى كيف ستستقر مقاساته !
لكن مقاساته لم تستقر أبدا
أخذ كل جزء من جسمه بالتضخم والتوسع وأصبح يكبر شيئا فشيئا بلا توقف
الآن لم يعد يستطيع أن يخرج من باب الدار لأنه أطول من ارتفاع الباب كثيرا
وأخذ يكبر ويكبر
ولم يعد بمستطاعه أن يجد ملابسا تلائمه أو تلائم مقاساته،الحذاء أصبح مشكلة كبيرة
لقد وصل طول قدمه مترا كاملا ..وما زال يكبر ويكبر
حتى بلغ ارتفاع رأسه ارتفاع مبنى من طابقين وهكذا راحت الناس تتناقل أخبار هذا العملاق الذي ما زال يكبر
لقد كان خجولا جدا ويحاول أن يتوارى عن الناس ويتجنب تعليقاتهم التي كانت سمجة ووقحة أحيانا حيث يسألونه عن كل شيء حتى عن طول أصابعه وأطوال أعضائه الأخرى وزنة البعض الآخر منها ولهذا كان يخجل جدا
ولكنه ما زال يكبر ويكبر
وتجرد مرغما من كل أنواع الملابس ماعدا ما كان يستر عورته وتحفّى وتخفّف من كل شيء
ورغم برودة الليالي ألا أنه كان يستمتع بالليل لأن أحدا لا يكون معه ويستطيع أن يختلي مع نفسه طوال ساعات الليل الساكن

وكبر كثيرا حتى أخذت هامته تلامس بعض السحب الخفيضة
وأصبحت مشكلة إطعامه مشكلة كبيرة جدا ولكن نفرا من الجمعيات الإنسانية أخذ على عاتقه توفير الغذاء والدواء
له ومن الطريف أن حبّة الأسبرين التي أصبح يتناولها عند شعوره بصداع كانت تزن خمسة كيلوات وتأتيه خصيصا
من معامل الأدوية كتبرع خاص وطبعا يعتبرونها بمثابة إعلان عن الدواء ومنتجيه
عندما يقف فاخر لم يعد هناك أحد يستطيع أن يكلمه لأنه بكل بساطة لا يسمع ما يقولون ولا هم يعون ما يقول
أصبحت المسافة بينه وبين الناس كبيرة جدا
ولكن مما سدّ في نفقات فاخر واحتياجاته أن مؤسسة السياحة عملت برنامجا لزيارته من قبل السواح المحليين والأجانب وطبعا جزء من العائدات المالية تخصص لاحتياجات فاخر الحياتية ولما بلغ فاخر من الكبر حدا لا يوصف تدخلت الجمعيات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني بل اليونسيف ومنظمة الأغذية والزراعةومنظمات الأمم المتحدة كافة في الموضوع .حتى بلغ الأمر حدا تدخل فيه الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا مطالبا حماية فاخر وتوفير احتياجاته الإنسانية على نفقة المجتمع الدولي
فصنعت له إحدى المعامل في الولايات المتحدة كرسي مرافق صحيّة كبير جدا يلائم حجمه وكان الكرسي مثار تندّر الصحافة العالميّة فترة طويلة
لم يكن ممكنا صنع سرير لفاخر لأنه ما زال يكبر ولو بنسبة أقل من ذي قبل
ولكن من المفرح جدا أن المملكة المتحدة تبرعت له بملابس أساسية وداخليّة من القطن وكان هذا الأمر مثار ارتياح كثير من رجال الدين الذين اثارهم التعرّي الفاضح الذي آل إليه أمر فاخر
حينما أرسل له مطعم مكسيم الفرنسي أحد أطباقه الشهيرة تطلب الأمر استخدام عدةأطنان من المواد الغذائية واللحوم أما الحساء فلم يتم إنجاز نقله إلاّ بعدد من الصهاريج التي تُستعمل لنقل البترول
أما روسيا فتبرعت بصناعة أجهزة اتصالات تساعد فاخر على التواصل المقبول مع العالم
وعندما صنعت الصين له آلة تقليم الأظافر أثارت ضحك العالم لأنها ولا شك دخلت سجل كينيس للأرقام القياسية فقد كانت كبيرة جدا وتقرب من شكل الرافعات الكبيرة
لقد أصبح عملاقا حقيقيا وزاد طوله على أكبر ناطحات السحاب في العالم وقد فكّرت عديد من الشركات لاستخدامه في وظائف تتطلب هذا الإرتفاع ولكنه كان ما يزال خجولا جدا ويحاول أن يتوارى عن الأنظار
وقد تنبّأ بعض العلماء أن يصل طول فاخر في نهاية المطاف إلى الطبقات العليا للغلاف الجوي وهذا قد يشكل خطورة عليه لأنه سوف لن يتمكن من التنفس جيدا وربما يفارق الحياة مختنقا ولكن هذا التنبؤ لم يصدق بعد وقليل في الأوساط العلميّة من يُصدّقه أو يؤيّده
وبدأت السلطات المحليّة للموقع الذي يقف عليه فاخر تقلق كثيرا من احتمال مفارقة فاخر للحياة إذ كيف سيوارونه
التراب وكيف سيدفنونه وسرحت أخيلة المسؤولين المحليين في خيال علمي مزعج
كل ذلك كان ما زال توقعات فقط ولكن الأمر الحقيقي الذي حصل فعلا أن فاخر بدا يتذمر من الوحدة والعزلة وفاتح هيئة الإتصالات التي ترتبط به ألكترونيا بكل حياء وبهمس خفيض أنه يتطلع إلى الزواج! ليكمل نصف دينه!!!



#سنان_أحمد_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الراحل عبد الخالق محمود ولوركا وغرناطتهما


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقي - أفكار فنطازية/الحركة الثانية مقام لا الكبير الإيقاع الليكرو تعزف بعاطفة واضحة