أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المفرجي - الكفن والوصية














المزيد.....

الكفن والوصية


محمود المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



اطلعت على الفصل الاول من كتاب الكفن والوصية والموسوم (انا وحسن مطلك والفأرة سميرة) لصديقي العزيز الكاتب خضير ميري الذي تربطتني به علاقة صداقة ثقافية من خلال تبادلنا لقراءة نتاجات بعضنا البعض. لكن بالحقيقة ان اطلاعي على كتابات ميري كانت محصورة بمقالاته الثقافية التي احرص على متابعتها من خلال الصحف ، ولم اطلع على نتاج من نتاجاته من هذا النوع ، لاسيما التي يتحدث به عن تجربة شخصية تاريخية مرت بحياته المزدحمة والمثيرة.
نعم ان تجربته هذه كنت قد سمعتها منه شخصيا ، وكنت اعرف انه دونها في قصة له حسب ما اخبرني ، وهذا هو الذي دفعني بان اطلب منه ان يرسل لي هذه القصة لاطلع عليها.
وبعد اطلاعي على هذا الفصل رأيت انه كاتب جريء زاوج بين العمل الادبي وبين الفلسفة التي لا أظن انه يستطيع التخلي عنها والتي يؤكد عليها بتناوله بعض مصطلحاتها ، واعتقد انها سابقة ومنقبة تحسب له خاصة ، وللثقافة العراقية عامة، بل هي ضرب من ضروب الحداثة والتجديد للجملة القصصية العراقية وميزة تميزها ونقطة مضافة لتفوقها.
تناول الكاتب في قصته مرحلة من مراحل حياته البسيطة والفقيرة في معيشتها والكبيرة في احداثها ، باسلوب يشد القارئ من خلاله ويجعله يعيش اجواء القصة ويقحمه في احداثها ويشعره انه بطلها من غير ان يشعر.
يمتاز باسلوب رشيق ينم عن قدرة لا متناهية في تنقلاته يجعل القارئ يترقب الاحداث بفضول كبير وخاصة انه يخرج من الطرح المعقد في السرد باستعامله العبارات العراقية الدارجة البسيطة والمتداولة.
اوضح ما لمسته هي الثقة العالية بالنفس والقدرة على الكتابة بدون أي تحفظات ، فاسراره وطبيعة حياته الفوضوية لا تقوى امام قلمه ، والجرأة العفوية الصادقة الغير مقصودة في سرد بعض جوانب حياته التي تكشف عن براءة وخيال شفاف وعالم غريب يريد ان يهرب من خلاله عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه حينذاك.
لا ابالغ بالقول ان الكاتب هو افضل من ترجم انفعالاته النفسية على الورق من خلال توصيفاته المكانية والاجواء التي احاطت ببطل قصته، الذي سافرت معه وتفاعلت مع قلمه ، كأني لم اقرأ كتابا انما اشاهد فلما سينمائيا بسيناريو محبوك وباخراج محترف.
لم يخفي الكاتب تعلقه بمدينته العتيقة بغداد وحاراتها الفقيرة وشوارعها الضيقة التي دارت قصته بين (درابينها وحاناتها)، وهو يعكس بهذا حياته البسيطة الكئيبة المنغلقة على نفسها التي حصرها بين الكتاب والسكارة والمجالس الادبية والكأس الذي يؤكد على كونه مفردة مهمة من مفردات حياته العفوية .
ان اسلوب ميري يمثل انطلاقة جديدة لمرحلة قصصية عصرية سوف تأخذ طريقها مستقبلا، واعلان عن ولادة جيل ادبي عراقي اتى كنتاج متراكم من كم هائل للثقافة العراقية يختلف كل الاختلاف عن اترابه الذين سلكوا مسلكا يكاد يكون كلاسيكيا بالرغم من جماليته.

* كاتب وصحفي عراقي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب: (العراق وامريكا ... الى اين) فلسفة الواقع قبل وبعد الح ...
- يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية
- من مواطن الى رئيس الوزراء
- من يكفل الحريات ومن يطبق الديمقراطية .... ردا على مقالة هرمز ...


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المفرجي - الكفن والوصية