أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود المفرجي - كتاب: (العراق وامريكا ... الى اين) فلسفة الواقع قبل وبعد الحرب














المزيد.....

كتاب: (العراق وامريكا ... الى اين) فلسفة الواقع قبل وبعد الحرب


محمود المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كثيرة هي الكتب التي اختصت بالشأن العراقي وكثيرة هي الاقلام التي خطت الاحداث بوجهات نظر متفاوتة مؤكدة التفاعل والمسايرة الادبية للمتغيرات المفاجئة التي اصابت العراق وتحولاته التي مرت بلمح البصر عبر محطات كثيرة كانت جديرة بالمتابعة والتحليل .
فمن خلال الاطلاع على هذا الكم الهائل من المؤلفات والمقالات التي اختصت بالشأن السياسي العراقي ، لاحظنا انها تتشابه في كثير من الموارد من ناحية الحدث التاريخي ومن ناحية التحليل التفسيري.
ولكن عند اطلاعي على كتاب (العراق وامريكا الى اين؟) الذي نحن في صدد عرضه ، وجدت فيه الكثير من المناقب التي تحسب لمؤلفه ، فهو يعتبر اول كتاب في العالم يختص بهذا الشأن ، فضلا عن كونه اول كتاب يُكتب في مرحلتين تاريخيتين مهمتين من تاريخ العراق الحديث ، مرحلة ما قبل السقوط ومرحلة ما بعد السقوط، فضلا عن كونه خط بأنامل رجل دين وبدرجة (مجتهد) واستاذ في الحوزة العلمية في النجف الاشرف، الا وهو سماحة اية الله الشيخ قاسم الطائي ، وكأن هذا الكتاب كان ردا على جملة من اتهامات الفكر الليبرالي العلماني الذي يصور رجل الدين على انه مجرد كيان روحي يَبرَع ويبدع في علوم الطهارة والنجاسة والخمس والزكاة والصلاة والصوم، اما السياسة فلها اهلها ، وليس من الصحيح ان يزاحم رجل الدين الغير ضالع في هذا المضمار لانه سوف يساعد في خلط اوراق العملية السياسية ، ويؤخرها ، وبالتالي سوف تترك آثارا سلبية على البلد. وقد تكون هذه الفكرة هي التي دفعت الليبراليين الى تجزئة نظريتهم الى الليبرالية الثقافية والليبرالية الدينية والليبرالية السياسية ... الخ ، مما اعطاهم المسوغ المثالي لتجزئة النظرية الاسلامية ايضا، الى اسلام سياسي ، اسلام ثقافي ، واسلام ديني وهلم جرة من المصطلحات المستوردة.
ومن المناقب التي تحسب لهذا الكتاب ، ان جزءا كبيرا منه قد كتب وما زالت طبول الحرب تقرع ، طارح فيه الكاتب اراءه وتوقعاته باسلوب تفكيري متسلسل ممزوجا باسلوب الحداثة المتمردة على المألوف لمثل هكذا مؤلفات، وبهذا يكشف كاتبه عن ذهنية واسعة كانت واضحة في جملة قراءاته لما يمكن ان تصل اليه الاحداث ، ووفق الاليات التي اتخذها معسكر القوة (امريكا)، في تحشيد الرأي العام العالمي ليحضا باكبر عدد ممكن من التأييد الدولي ، ليصنع منها مبررا نموذجيا للانقضاض على نظام صدام.
وهذا ما طرحه المؤلف في فصله الاول (عراق ما قبل الكارثة) ، الذي ابتدأه في سياسة افتعال الازمات وتراكمها بقوله "تهيئة الأرضية المناسبة لأزمة جديدة، حيث لم يكن العالم مستعداً للتعامل معها بفاعلية لانشغاله بالأزمة القديمة السابقة، ولكنها موضوعة في حساباته, حال انتهاء تعامله مع السابقة بحيث لا يجد أي رد فعل قد يضطر لاتخاذه, إذ لم تترك له الأزمة السابقة فرصة للتأمل أو التعاطي مع الأزمة الجديدة، فيضمن مصالح بلده أو شعبه أو الظروف الإقليمية التي تصب في إطار مصالحه الخاصة، وإنما يجد نفسه سائراً في ركاب التعامل مع الأزمة الجديدة بلا رويّة أو إرادة تحسباً لأي طارئ قد يفاجئ به وهو يعيش في عالم قد أحكم الكبار سيطرتهم عليه ولم يجد نفسه إلا وقد ساير اللعبة ومارسها وفق رغباتهم وإرادتهم".
ثم ينتقل المؤلف بانتقالة محسوبة الى ما وراء الكواليس وبداية سيناريوهات الاسقاط، ويتناول الرفض الفرنسي والروسي في ضرب العراق ، ويعلله بسبب عدم إعطاءهم دورا مهما في هذه الحرب بقوله: "أن المعارضة التي تقودها فرنسا لتأكيد تواجدها في القضايا الدولية الساخنة، ومحاولتها لعب دور متميز مع الكبار في الساحة الدولية، المتمثلين بأمريكا وروسيا إلى وقت قريب، وتأكيد الاستقلالية السياسية الفرنسية بعيدا عن الارتماء في أحضان الإدارة الأمريكية، ذلك الدور الذي تمثله بريطانيا أفضل تمثيل" ثم يقول في مكان اخر " والأمر عينه مع روسيا لتعيد شيئا من وجودها في الساحة الدولية لتواجه به الازمات ومناطقها كما كانت ابان عهد الاتحاد السوفيتي السابق لتبقي لها بعض النفوذ والحصص من القرارات الدولية وان تمرير النموذج العراقي ومعالجته وفق الرؤية الأمريكية سيحسر دور الروس عن الساحة الدولية وبالتالي ستتعرض مصالحها إلى الاضرار الكبيرة لان التوافق السياسي والنصرة الدولية تعني المزيد من الاستثمار والربح الاقتصادي على حساب الكسر والانكسار فالذي يدفع اكثر هو المتتبع مع بقاء النموذج الروسي المتمثل بالقوة العظمى وامكانياتها في لعب دور فاعل ومؤثر في السياسة الدولية وترتيب أوضاع الأزمات".
ولم ينسى الكاتب ، الجانب النفسي والمعنوي للعراقيين الذي توقع (واصاب) ، بانهم سوف لن يزجوا انفسهم في هذه الحرب بقوله " وقد وصل حال أمنيات البعض منهم ان لا يأمل أي شيء من هذه الحياة الا ان يرى نهاية رئيس النظام وليكن بعدها فنائي، ما اغربها من امنية، خلقها البأس وسودها الحزن وعتّمها الظلم الذي ساد سنوات طوال، ترك اثاره في كل بيت انة وعويلا".
ثم يستعرض الكاتب ردود الفعل المختلفة في داخل العراق ، ومن ثم يتناول هذه الحملة العسكرية من جانبها الاقتصادي وتوقعاته في تهديم هيكلية الدولة كليا ومدى تأثيرها وانعكاساتها على الواقع العراقي ومستقبله الاقتصادي، بعدها يستعرض الواقع السياسي العراقي باسلوب نقدي واقعي وتأثير رجالات الحوزة في هذا الواقع.
بعدها يقوم الباحث بالدخول الى عراق ما بعد صدام ، حيث يتناول اهم المحطات التي تمخضت عنها الاحداث من مجلس الحكم ومرورا باحداث النجف ودور التيار الصدري فيه والى الان .
وفيما يبدو ان باب هذا الكتاب لم يُسد ، فالاسلوب الذي اعتمده الباحث ، يعطي انطباعا للقارئ على ان هذا الكتاب هو خطوة اولى ومرحلة مهمة من مراحل العراق التاريخية، بل هو باب لخطوات قادمة تكون مكملة الى هذا الكتاب وبنفس النسق التاريخي.

* كاتب وصحفي



#محمود_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية
- من مواطن الى رئيس الوزراء
- من يكفل الحريات ومن يطبق الديمقراطية .... ردا على مقالة هرمز ...


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمود المفرجي - كتاب: (العراق وامريكا ... الى اين) فلسفة الواقع قبل وبعد الحرب