أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق الصافي - الأزمة العراقية‮ - ‬التركية‮: ‬شيء من التاريخ















المزيد.....

الأزمة العراقية‮ - ‬التركية‮: ‬شيء من التاريخ


عبد الرزاق الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفروض ان‮ ‬يكون رئيس الوزراء التركي‮ ‬رجب طيب اردوغان قد التقى بالرئيس بوش‮ ‬يوم امس،‮ ‬للبحث في‮ ‬الازمة العراقية‮ - ‬التركية،‮ ‬الناجمة عن التهديدات التركية باجتياح اقليم كردستان العراق،‮ ‬بذريعة ملاحقة مقاتلي‮ ‬حزب العمال الكردستاني‮ (‬ب ك ك‮) ‬الذين‮ ‬يتخذون من الجبال الوعرة في‮ ‬المثلث العراقي‮ ‬الايراني‮ ‬التركي‮ ‬قواعد لهم لشن‮ ‬غارات على مواقع الجيش التركي‮ ‬في‮ ‬المناطق التركية المحاذية للعراق‮. ‬
واللقاء الذي‮ ‬تم أمس‮ ‬يستهدف،‮ ‬من الجانب الامريكي،‮ ‬على الاقل،‮ ‬حل الاشكال الناجم عن طريق الدبلوماسية بعيداً‮ ‬عن تجييش الجيوش واجتياح الحدود العراقية،‮ ‬كما تريد المؤسسة العسكرية في‮ ‬تركيا‮. ‬هذا الاجتياح الذي‮ ‬يشكـّل انتهاكاً‮ ‬سافراً‮ ‬للقانون الدولي،‮ ‬واعتداءً‮ ‬فظاً‮ ‬على سيادة العراق ووحدة اراضيه،‮ ‬اللتين طالما ورد ذكرهما في‮ ‬البيانات،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يصدرها وزراء خارجية تركيا وايران وسوريا في‮ ‬اجتماعاتهم الدورية،‮ ‬على مدى سنوات عديدة،‮ ‬منذ خروج اقليم كردستان عن سيطرة الحكومة في‮ ‬بغداد في‮ ‬العام ‮١٩٩١ ‬بموجب القرار الدولي‮ ‬الذي‮ ‬اعتبر اقليم كردستان العراق منطقة ملاذ آمن‮. ‬هذه الاجتماعات التي‮ ‬تواصلت حتى سقوط نظام صدام حسين في‮ ‬العام ‮٣٠٠٢. ‬ومن المعروف ان الحكومة التركية التي‮ ‬كانت تخضع لما‮ ‬يريده الجيش،‮ ‬توصلت الى عقد اتفاقية مع نظام صدام في‮ ‬العام ‮٨٧٩١ ‬تبيح لها التوغل في‮ ‬العراق الى مسافة عشرات الكيلومترات لملاحقة المتمردين الاكراد‮ (‬الاتراك‮)‬،‮ ‬تحسباً‮ ‬من الجانب التركي‮ ‬لما‮ ‬يمكن ان تتطور اليه الامور من جانب المناضلين الاكراد المطالبين بحقوقهم القومية المشروعة،‮ ‬ولجوئهم الى الكفاح المسلح لنيل هذه الحقوق‮. ‬وهو ما حصل فعلاً‮ ‬في‮ ‬العام ‮٤٨٩١‬،‮ ‬عندما بدأ حزب العمال الكردستاني‮ ‬الكفاح المسلح‮. ‬
وها قد مر ما‮ ‬يقارب الربع قرن على بدء الكفاح المسلح من دون ان‮ ‬يستطيع الجيش التركي‮ ‬القضاء على حزب العمال الكردستاني،‮ ‬رغم تمكنه من اعتقال رئيس الحزب عبدالله اوجلان والحكم عليه بالسجن مدى الحياة‮. ‬الامر الذي‮ ‬يعني‮ ‬ان اللجوء الى القوة والحملات العسكرية لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يكون الطريق لحل المسألة القومية الكردية في‮ ‬تركيا‮. ‬ويكشف من الناحية الاخرى ان التحجج بوجود بضعة مئات من مقاتلي‮ ‬حزب العمال الكردستاني‮ ‬في‮ ‬منطقة المثلث العراقي‮ ‬الايراني‮ ‬التركي‮ ‬الوعرة جداً‮ (‬وهي‮ ‬منطقة اعرفها بشكل جيد،‮ ‬إذ عشت فيها عدة سنوات مع المقاتلين العراقيين عرباً‮ ‬وكرداً‮ ‬وكلدو آشوريين،‮ ‬أيام الكفاح المسلح ضد نظام صدام،‮ ‬حيث كانت مواقعنا في‮ ‬مرمى مدفعية نظام صدام،‮ ‬دون ان تستطيع قواته التقدم لاحتلال تلك المواقع‮).‬
ومن هنا استطيع الجزم بأن طلب الجيش التركي‮ ‬من الحكومة العراقية باعتقال مقاتلي‮ ‬حزب العمال الكردستاني‮ ‬وتسليم قيادييهم الى الحكومة التركية،‮ ‬انما هو طلب تعجيزي،‮ ‬لا اكثر ولا أقل‮. ‬وليكون تعذر القيام به من جانب الحكومة العراقية او حكومة اقليم كردستان ذريعة‮ ‬يبرر بها الجيش التركي‮ ‬إصراره على اجتياح الحدود العراقية بهدف،‮ ‬ليس القضاء على حزب العمال الكردستاني،‮ ‬بالاساس،‮ ‬بل زعزعة حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والوضع في‮ ‬العراق ككل‮.‬
فليس سراً‮ ‬ان المؤسسة العسكرية التركية لا تخفي‮ ‬ضيقها بما حققته الحركة القومية الكردية في‮ ‬العراق من نجاحات تجسدت في‮ ‬إقرار النظام الفيديرالي‮ ‬في‮ ‬العراق دستورياً،‮ ‬والاعتراف بإقليم كردستان العراق ومجلسه الوطني‮ ‬وحكومته‮. ‬وما‮ ‬يتركه هذا من تأثير على الحركة القومية الكردية في‮ ‬تركيا،‮ ‬التي‮ ‬تطالب بحقوق قومية مشابهة‮. ‬
لقد ابدت الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان العراق تفهماً‮ ‬كبيراً‮ ‬لقلق الحكومة التركية من نشاط مقاتلي‮ (‬ب ك ك‮) ‬المسلح،‮ ‬واستعدادهما للقيام بما تستطيعان القيام به للتضييق على هذا النشاط،‮ ‬وتقديم النصح من جانب القادة الكرد العراقيين لحزب‮ (‬ب ك ك‮) ‬بترك العمل المسلح،‮ ‬والاستفادة من الامكانيات المتاحة في‮ ‬ظل حكومة حزب العدالة والتنمية،‮ ‬لتطوير نضالهم السلمي‮ ‬للحصول على مزيد من الحقوق القومية المشروعة،‮ ‬وتجنباً‮ ‬لما‮ ‬يصيبهم من عزلة عن‮ ‬غالبية ابناء الشعب الكردي‮ ‬في‮ ‬تركيا وفي‮ ‬عموم كردستان‮. ‬
كما ان الرأي‮ ‬العام الدولي‮ ‬ومواقف الحكومة الامريكية والاتحاد الاوربي‮ ‬المعلنة هي‮ ‬ضد الاجتياح‮. ‬كما ان بإمكان المراقب السياسي‮ ‬ان‮ ‬يلحظ الفارق بين مواقف الحكومة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان‮ ‬غير المتحمسة للحل العسكري،‮ ‬ومواقف المؤسسة العسكرية المتشددة،‮ ‬التي‮ ‬تريد توظيف هذه المواقف لاستعادة تحكمها الذي‮ ‬كانت تمارسه سابقاً‮ ‬على الحكومات التركية المدنية‮. ‬
فهل ستفلح الجهود في‮ ‬الحد من تطرف‮ (‬ب ك ك‮) ‬ولجم جموح المؤسسة العسكرية التركية،‮ ‬وإصرارها على الحل العسكري‮ ‬الذي‮ ‬يلحق اكبر الاضرار ليس فقط بأبناء اقليم كردستان العراق وحكومة الاقليم والوضع في‮ ‬العراق ككل،‮ ‬بل وبالدولة التركية التي‮ ‬تستميت للدخول في‮ ‬الاتحاد الاوربي؟



#عبد_الرزاق_الصافي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك سياسي‮ ‬واسع بلا نتيجة ملموسة
- ‮»‬تقسيم العراق‮«.. ‬بالون سياسيR ...
- ضد الحرب .. ومع إسقاط النظام بأيد عراقية


المزيد.....




- تحوّل مغاير كليًا.. شاهد كيف ردت روسيا على عزم ترامب تزويد أ ...
- -أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية- - ...
- اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء.. وإسرائيل تأمر بمهاجمة ق ...
- إسبانيا تطلب تعليق اتفاق الشراكة الأوروبي مع إسرائيل مادامت ...
- للمرة الأولى.. فرنسا تمنح حق اللجوء لجميع الغزيين غير المشمو ...
- 3 حالات خلال 10 أيام.. انتحار الجنود يكشف عمق الأزمة النفسية ...
- احتفال في مدينة يوتوبوري السويدية بمناسبة الذكرى 67 لثورة 14 ...
- ثورة الخصوبة في الشرق الأوسط .. أطفال أقل مشاكل أكثر؟
- الولايات المتحدة: إجلاء 500 شخص على الأقل من منطقة غراند كان ...
- نيس: --صدمة كبيرة-- بعد منح محكمة فرنسية كنيسة أرثوذكسية ومق ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق الصافي - الأزمة العراقية‮ - ‬التركية‮: ‬شيء من التاريخ