شاهدت على قناة تلفزيونية اوروبية سلسلة فلم وثائقي للماورائيات او ماوراء الطبيعية وكانت الحلقة عن "الانتحار" وركزت على عدة اشخاص حاولوا الانتحار عبثا وكان احد الافراد رجل في الخمسين من عمره شرح في الحلقة عن ثلاث محاولات انتحار له فاشلة وصورت تمثيليا وكانت الخطوة الاولى انه قطع شرايين عروق يديه, ولكن هناك من تدخل وقطع عليه رغبته وانقذ حياته بالضماد وبالتالي الاسعاف. والمحاولة الثانية كانت بالابتعاد وتواريه نوعا ما عن الناس وقرب جذع شجرة تبعد عن منزل سكني من طابقين علق علي احد جذوع الشجرة حبل يلتف حول رقبته وتدلى من جذع الشجرة شانقا نفسه- لينتزعها- فشاهدته مصادفة احدى الساكنات فهاتفت على الفور من جاء الى نجدته ولم يفلح في تحقيق غايته وعاد خائبا. وكان مرحا وبشوشا في طرحه لقضيته. ولكن في المحاولة الثالثة اغلق بأحكام منزله وادخل رأسه في فرن "البوتجاز" بعد ان احكم منافذ دخول الهواء وخروجه من المطبخ واستنشق كثيرا من الغاز الذي تسرب بعد فتحه, حتى افقده وعيه ودخل في طور التحول من الحياة الى الموت. فماذا حدث وماذا شاهد؟ -وهذا المهم- قال بعد عودته الى الحياة انه رأى نفقا مشعا(مثل كل حالات رصد الموت الاكلينيكي) بنور هادئ ينجذب نحوه وحوله اطار مظلم ويسير بسرعة بالغة تفوق سرعة الضوء وكان كلما يتعدى حاجزا يسمع او يوحى اليه على الاحرى بصوت معلما اياه بانه كسر الحاجز الاول وتلاه الحاجز الثاني والثالث وقارب الرابع (وكأنه يمر عبر حواجز الازمنة) ووجد في نهاية الرحلة وعلى مشارف الحاجز (قبل كسره) الرابع امرأة تشبه صورتها اٍمرأة عربية او شبه السيدة مريم بهيئتهاالمعروفة تقول له انه لم يحن بعد وقته لكي يكسر الحاجز ويستقر في هذا العالم, لانه لن يعود الى الحياة لو مر من الرابع ودخله, وعليه حدثته بكلام -مخيرة- ان عليه ان يعود ويقوم بدوره المنوط به في الحياة(كل كائن حي لم يخلق عبثا) ويعمل الخير ويترفع عن الماديات, واقتنع بالعودة من حيث اتى عائدا عبر الحواجز ذاتها عكسيا ومتلبسا جسده الملقي في المطبخ من خلال قمة اعلى رأس الجمجمة بقوة مشبها ذلك كمن يدخل في زجاجة (حشوا مؤلما) بعد ان عاش الدفئ والتلذذ الروحاني خلال رحلته الطوعية, وبالتزامن سخر له القدر قريبة من عائلته فتحت عليه باب البيت (بنسخة مفتاح احتياطي) لتقوم بالواجب الطارئ وتغلق تسرب الغاز وتفتح الشبابيك وتهوي المنافذ. ربطا لما سرد اخبرني صديق انه قد حلم حلما غريبا وقبل مشاهدتي لهذاالبرنامج بعدة ايام (وللفت النظر اعلن بان صديقي حلم حلما حتى لايُتهم بأنه مُتسفل او من رواد القبور او مجدف) وكان في حلمه يحاول تهجئة ايات من "الكتاب المقدس" بحضور "قس كاثوليكي" يشير باصبعه الى السٍفر ثم الايات لكي يقرأها ولكنه لم يتمكن من مشاهدة الاحرف كونها تزداد اهتزازا كلما ركز بنظره نحوها, وعندما يتوقف عن التركيز يشاهد الايات تتضح وتصبح مقروءة ولم تكن الاحرف عربية بل رموز غريبة رسومية, فهم فحوى معنى الاية اٍيحائيا تقول, (ان الناس الذين يموتون ينتقلون الى السماء الخامسة ليستقروا فيها وتصبح لهم مستقرأ كحياة اخرى من نوع أخر). ويبدو ان هذه "الحياة المقصودة" هي البرزخ قبل القيامة والحساب. ومن منا لم يفكر بامور من هذا النوع والمستقبل وغموضه والموت وبعده. واغلب الاحلام تداعيات للتفكير في اليقضة التي تختزن في اللاشعور, والحلم هو متنفس او تعبير عن اللاوعي او الطبقة الباطنة العميقة التي نخفيها, وهو ضرورة فيزيولوجية ونفسية, بحاجة الى تنفيس وتحقيق التوازن والمراجعة. هذا الحلم لم استطع تفسيره على طريقة " سيغموند فرويد" في كتابه "تفسير الاحلام" لاني لست من جهابذة تفسير الاحلام ولكن سرعان ماجائني التأويل (على سبيل الشغف وحب الاطلاع) في الفلم الوثائقي السابق الذكر لصاحبنا "متعوس الرجاء" الذي حاول الانتحار ثلاث مرات (دون جدوى) وقد قادني ربط حلم صديقي وفيما قاله بطل الفلم الوثائقي انه كسر حواجز ثلاثة في رحلته الى "الموت" وتوقف على مرمى الرابعة. ومن باب تأويل "الهاوي" على سياق الحلم, ان الحواجز خمسة اولها الخروج من الجسد فهو بحد ذاته حاجز وتلاهاالاربعة حواجز والتي شاهدها بطل المحاولات الثلاث فصار مجموعها خمس مما توافق وما حلم به صديقي "فلان", أن الناس لهم حياة اخرى بعد الموت في السماء الخامسة. (مجرد حلم غريب!!) وهي مسألة لاتتجاوز الحلم وليست بالطبع تفسيرا اكاديميا يعول عليه.
"تجربة الخروج من الجسد", يقال انه حقيقة ويمكن تطبيقها, يعتقدالمشتغلون بهذا النوع من الماورائيات بوجود جسد اثيري او من الطاقة يتكون حال الخروج منفصلا عن الجسد الاصلي وعلى مقربة منه اثناء النوم ويربط بينهما حبل فضي. ويقوم اغلب الممارسين لهذا النوع الماورائي من اجل المتعة وهناك من يستخدمها لعلاج بعض الحالات النفسية. ومن الشروط اللازمة لنجاح التجربة, القدرة على الاسترخاء التام والبقاء في حالة الوعي. يجب ان يتمتع الشخص على القدرة لتحريك نقطة الوعي الى خارج الجسد. وان يتمتع الشخص بطاقة ذهنية كافية ليتمكن من اداء الرحلة واٍٍحداثياتها, وينصح بممارسة "اليوغا" او رياضة التأمل للمساعدة. هناك بُعدين يمكن دخولهما حال الخروج من الجسد, "البعد المادي", والذي يكون الشخص قادر على مشاهدة العالم كما هو وبأحداثه والتي تقع في نفس الوقت. كمن يذهب خارج المنزل ويرى الناس منهمكين في اعمالهم ويمكن اخبارهم بماكانوا يفعلون ويمكن الدوران حول الكرة الارضية. البعد الاخر هو "النجمي", وهو البعد الذي يلي المادي مباشرة ومن صفاته انه يلتقط افكار واحلام وذكريات وتقليعات كل كائن حي على وجه الارض ويحولها الى حقائق وكائنات اي ان محتوى هذا العالم هو نتاج الطاقة الابداعية الهائلة لدى الانسان. كان هذا جزء منقول قرأته عن "تجربة الخروج من الجسد". قد تكون غامضة وصعبة الفهم ولكن لمن اراد التعمق فيها عليه الاستعانة بكتب حول هذا الموضوع وقراءة تجارب لافراد قاموا وعاشوا التجربة بل حتى والممارسة الشخصية فكل ذلك ينطوي تحت فروع عدة منهاالاحلام الواضحة او الجلية, "التليباتي" او التخاطر عن بعد والمشاهدة عن بعد. عن هذا العالم الخفي اعتمدت بعض الجامعات في الولايات المتحدة علم "الباراسيكلوجي" والتعامل مع هذه الظواهر بجدية ودراستها وتخصيص لها ميزانية لبحثها.. فعلا لاحدود لقدرة الانسان وطاقاته انه صراع علم القدرات الخارقة والخفية وسباق القوى العظمى في المستقبل.