أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم راشد عبد الحميد - تأملات في الوضع الدولي















المزيد.....

تأملات في الوضع الدولي


إبراهيم راشد عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُحاول أكثر من جهة ممن يضطلع بالدراسات الإستراتيجية في العالم أن تستشرف صورة العالم في المنظور القريب أو المتوسط فضلا عمّا يُعرف في عالم اليوم بالدراسات المستقبليّة
وبطبيعة الحال ومنطق الأشياء فإن تحرّي مستقبل بلادنا والمنطقة التي نعيش فيها يتعلق ويرتبط بشكل أكثر وثوقا بالعالم الذي نعيشه ويزداد ذلك يوما بعد يوم .
لكي نستطيع أن ندرس ونتلمّس صورة وطننا في المستقبل المنظور نجد أنه من الضروري تحريّ التطورات على الصعيدين الإقليمي والعالمي على حدٍّ سواء
فكل من الأوضاع المذكورة مرتبط بصلة وثيقة بالآخر وليس هذا سوى أمر من طبيعة الأشياء في عالم اليوم ولو في طورٍ متزايد عما كان في عالم الأمس أيضا على نحوٍ ما!
إن العالم مع زيادة السكان والتطور العلمي والتقدم التقني أصبح كما نسمع قرية صغيرة،ولم يعد من الممكن أن يتّبع أحدٌ ما أو أمّةٌ ما مبدأ الإكتفاء الذاتي الذي كان كثيرٌ من الناس يؤمنون به بالأمس!والذي من شأنه في نهاية المطاف أن يؤدي إلى غلق الباب والإنعزال عن العالم.
لقد بلغني يوما ما أن هناك من المفكرين من وصف مسار التاريخ بأنه يشبه شكل الحلزون المخروطي بشكل مقلوب أي أنه يعيد نفسه على نحوٍ ما ولكن على كل طور ينتشر قطره ويرتفع درجةً ما وهكذا فإذا كان ذلك التشبيه صحيحا أو قريبا من هذا فإنه لا يعيد نفسه إطلاقا بل يُخيّلُ لنا أنه يُعيد نفسه فقط
أما الركون إلى اختراع مقولة انتهاء التاريخ أو سقوطه فهذا أمر مضحك تماما لأنه لو كان كذلك لما استمرّت معاهد البحث العلمي في دراسة أصل الكون ومنشأه !إذ أن لكل شيء تاريخ ومهما مضى بنا الزمن سنستمرّ بتنقيب الماضي والبحث في كيفيّة حصوله.
بتعاظم خطر الإمبراطوريّة العربية الإسلاميّةأيام مجدهاالماضي حاولت أوربا الوقوف بشتى الوسائل لوقف هذا الخطر ..وظل البحر المتوسط مركز صراعات طويلة لعدة قرون بين الدولة العربيّة الإسلاميّة و جيرانها الأوربيين ..وتتوّج الصراع هذا بسلسلة حروب طويلة والتي باتت تُعرف اليوم بالحروب الصليبية حيث كانت الخلافة العبّاسيّة التي تتمثّل فيها الإمبراطوريّة المذكورة،كانت في أطوارها الأخيرة وتعاني من مشاكل وتناحر متعدد الأشكال بسبب التناقض القومي الذي كانت تتكوّن منه فضلا عن أسباب أخرى متعددة.. ولكن الحروب المباشرة أيقظت مشاعر أهل المشرق مما لم يكتب لها النجاح بل منيت باندحار واسع لمكونات أوربا السياسية أمام القائد المعروف صلاح الدين والباقي معروف لدى القاريء.. وأظهر بعض الؤرخين وجود رسائل و خطابات متبادلة بين المكونات السياسية الأوربيّة آنذاك ودول الشرق الأقصى ومنهم المغول بهدف التحريض للإنقضاض على الدولة العبّاسية بخلق جبهة أخرى من الشرق وإضعافها وكان هذا هدف أثبت فاعليّته حين انقضّ المغول على مقرّالخلافة العبّاسيّة في بغداد ..ولكن انتشار الأطماع المغوليّة امتدّت إلى أوربا نفسها مما ضيّع على الممالك الأوربيّة فرصة الإستفادة المباشرة من الغزو المغولي .. بيد أن خضوع العالم لفترة من الإنحطاط لم يدم طويلا .. وكانت الممالك الأوربيّة تخوض صراعات فيما بينها وكذلك مع الدولة العربية الإسلاميّة في الأندلس .. وفي غضون ذلك بدأت تظهر إمبراطوريّة إسلاميّة جديدة هي الإمبراطوريّة العثمانيّة والتي قامت على أساس من التفاعل الإسلامي و المخلفات المغوليّة وأقوام الشرق الأقصى وخصوصا شعوب تركمانستان وأوزبكستان و الطاجيك والقرغيز وممالك الهند الإسلاميّة من الغزنويين وغيرهم ومن بقايا مملكة خوارزم العظيمةوالتي قوضها المغول مما أتاح للأتراك أن يقيموا دولتهم المترامية بتأييد من العرب و المسلمين وبهذا قامت خلافة إسلاميّة جديدة كان لها أثر بالغ جدا على الوضع الأوربي وهزّ الممالك الأوربيّة المختلفة .. وكان بوسع الإمبراطوريتين العثمانية والأندلسيّة أن تنسّقا معا لمواجهة النهضة السياسية المتعاظمة للأمم الأوربية ولكن شيئا من هذا لم يرد إلينا وبذلك كانت الممالك الأوربيّة ترد مرة على التحديات العثمانية ومرة على التحديات الأندلسيّة بخيارات مفتوحة.. واستطاعت اوربا أن ترد بسرعة على التحدي العثماني باحتلاله القسطنطينيّة في العقد التاسع من القرن الخامس عشر الميلادي وذلك بالإطاحة بدولة غرناطة آخر ممالك العرب الأندلسيّة في مطلع القرن السادس عشر الميلادي أي بعد فترة وجيزة من احتلال القسطنطينيّة.. بل في نفس الوقت تقريبا، وهكذا تفرّغت اوربا للمد العثماني وانفتحت البحار وما وراءها أمام أوربا فساح الإسبان ثم البرتغاليون ثم الهولنديون في شواطيء العرب و المسلمين ولم يجدوا موطيء قدم لهم في البلاد الإسلاميّة رغم ازدهار التجارة والحياة الإقتصاديّة نتيجة لذلك .. وفي هذا العصر دارت حروب وصراعات عنيفة بين المعسكرين في الشرق الأقصى ولكن وجود التجار العرب و المسلمين في جنوب شرق آسيا جعل تغلغل الأوربيين أمرا ليس سهلا ووجدمعظم الأوربيين أن الإسلام كان قد سبقهم إلى أندونيسيا وأمم ماليزيا وإلى الفلبين وسواحل استراليا.. ولكن ظهور الإنكليز على الساحة الدوليّة كان هو الأكثر أثرا حيث استطاعت بريطانيا أن تجد لها موطئا ممتازا في القارة الهنديّة وشيئا فشيئا استقرّ الوضع لهم هناك وقد وجدت بريطانيا في الهند كل أسباب الإزدهار الإقتصادي الذي مكّنها من التطوّر اللاحق في شتى ميادين الحياة وجعل منها الدولة والقوة الأعظم في العالم فيمابعد ولقرون عديدة..
ولكن الوضع الأوربي لم يكن مستقرا وخضعت القارة الأوربية إلى سلسلة من الحروب والصراعات وتنازع الأوربيون على مصادر الثروة وعلى مركز القوّة والسلطة مرارا .. كما هو معروف ولأسباب عديدة من أهمها الصراع على السلطة والثروة ومنابع الثروة المتمثّلة بالبلاد التي أصبحت خاضعة لها مثل امريكا ومثل الهند والشرق الأقصى .. وغني عن القول أن اكتشاف القارة الأمريكية كان بهدف اكتشاف طريق آخر إلى الهند .. ..إن استقرار الأوضاع في الهند لبريطانيا كان من شأنه أن يرفع من القدرة و الإمكانيات البريطانية على حساب باقي الممالك الأوربيّة .. ولا نريد أن نطيل .. ولكن مما لا شكّ فيه أن فرنسا نابليون فيمابعد كان من أهدافها في الحملة على مصر أن تسنح الفرصة لفتح الشرق والوصول إلى الهند أو على أقلّ تقدير قطع الطريق على البريطانيين من ان يستطيعوا أن يربطوا بين الغرب و الشرق لأن عقدة بريطانيا كانت هي عدم وجود صلة مباشرة بين طرفي الإمبراطوريّة وقدحاولت بريطانيا أن تجد لها طريقا ولكن الإمبراطوريّة العثمانيّة كانت عائقا صخريّا ..وثبت وجود مراسلات بين نابليون وبين الثائر الهندي آنذاك المسمّى صاحب سيبو .. لتمويل حركته المناهضة للبريطانيين.. بيد أن انكسار نابليون في حملته على مصر كما هو معروف أسعد البريطانيين الذين يذكر بعض المؤرخين أنّهم قدّموا ما يستطيعون للعثمانيين للتضييق على الوجود الفرنسي آنذاك ..إن مما زاد في الطين بلّة أن الأوربيين لا يورّثون ثرواتهم إلاّ إلى الإبن الأكبر أما الأخوة الآخرون فلهم المجد والألقاب فقط .. وهذا يخلق على الدوام طبقة من الأمراء بدون ثروة لا مناص من أن يبحثوا لهم عن أرض أو ثروة يقيموا لهم عليها وجودهم الملكي .. وهذا لم يكن موجودا في الإسلام فالأمر في الحكم كان على هذا النحو مجانبا للشرع الإسلامي لأن الحكم في الشرع شورى ..ومع ذلك فإن الثروة كانت تورّث كما هو في المواريث الشرعيّة وقد فرّق المسلمون بين الملكيّة الخاصّة والسيادة في الوقت الذي كان الأوربيون يخلطون بينهما خصوصا في القرون الوسطى..وهذا الأمر طرح العديد من المحاربين الأوربيين بهدف إقامة وجود يعيد لهم التميّز الملكي .. وكان هذا من دواعي تصعيد الصراعات على الدوام ..
من ناحية أخرى أيضا لم تكف النوايا البريطانيّة من أن تربط بريطانيا بالهند كما أسلفنا .. ولكن هذا لم يحصل واعتقدت بريطانيا أن العثمانيين هم العقبة الكبرى .. واستُدرج العثمانيون إلى الحرب العالميّة الأولى وتم القضاء عليهم وعلى ممتلكاتهم وتم تقاسم توابعهم ا لإمبراطوريّة .. ولكن الفرصة لم تسنح لهم لربط الهند ببريطانيا أيضا بسبب الصراعات الأوربيّة وكذلك بظهور المكوّن الشيوعي في روسيا مما جعل الأمريصبح أكثر تعقيدا بل أكثر من ذلك فقد خسرت بريطانيا في وقت لاحق حضورها في العديد من المواقع ولا نخطيء كثيرا إن قلنا في كل المواقع وأصبح الإقتصاد البريطاني في حال لا يحسد عليه منذ أن استقلّت الهند والصين وبلدان الشرق الأقصى والبلاد العربيّة وغيرها ..
لم يكن حال باقي الممالك الأوربيّة أو المكوّنات الأوربيّة بأحسن حال عندما صحا الجميع من كابوس الحرب العالميّة الثانية ..ودخل العالم في صراع جديد بين العالم الشيوعي والعالم الحرّ وهو نزاع أتى على كل العناصر الماديّة اللازمة للتقدّم والرقي الأوربي المنشود..وبذلك خضع العالم إلى التمحور حول القطبين الرئيسين ولم يكن أحد يستطيع أن يشترك في صراعهما البارد أو الحار لضخامته وجسامة التبعات والمستلزمات ..
واليوم وبعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار السلطة الشيوعيّة ..يتلفّت العالم إلى مراكز القوة والقطبيّة ليتسائل .. هل هو أحادي القطبية؟ أي دولة عالميّة ؟..الحقيقة إن شيئا من هذا مازال مبكّرا التفكير به ولهذا اتجه الباحثون الستراتيجيون إلى تحليل القوى الدوليّةو استشراف المراكز المتوقّعة النشوء في الحقبة اللاحقة
وقد شهدنا انطلاقة دوليّة برعاية الأمم المتحدة أواخر أيام السكرتير العام السابق كوفي عنان وبحضور متخصصين من الدول الكبرى وظهر جانب منها على شاشة التلفزيون قبل بصعة سنوات
لا شكّ أن الولايات المتحدة هي الأوفر حظا في الحصول على مقعد متقدّم لقيادة العالم لأسباب متعدّدة لا نريد أن نخوض فيها هنا .. ولكن العديد من المحللين يرون أيضا أن اوربا باتحادها تستطيع أن تجد لها مقعدا آخر ومن المحللين من يشير إلى الصين التي تتقدّم بسرعة للحصول على مقعد ثالث ..إذا هذه هي المراكز المرشحة لقيادة العالم في المستقبل القريب .. ولكن المارد الأمريكي يعمل بنشاط وسرعة للتفرد في السلطة والقيادة على العالم..مالعمل إذا؟.. كان على أوربا أن تفكّر باستمالة المارد الصيني وخلق شراكة مناسبة للوقوف بوجه النفوذ الأمريكي المتعاظم.. كيف ؟ لا بد من خلق محور اتصال مباشر بين الكتلتين الصينية والأوربية .. وهذا يتيح موارد طبيعية وبشرية تكافيء الكتلة الأمريكيّة إن لم تتفوّق عليها ولكن الكتلة الأمريكيّة هي الأخرى ليست غافلة عمّا يجري وهي تعرف بالموارد المتنوعة التي يزخر بها مثل هذا التكتّل الجديد إن نشأ .
ممكن أن يكون علاج ذلك هو مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يمتد من المغرب إلى أفغانستان وبإمكانه أن يعيق ظهور التلاحم الأو ربي الصيني
وقد غازلت إيران هذه المشاريع بدعوتها العالم الأوربي إلى إحياء طريق الحرير الذي هو في الواقع معاكس للشرق الأوسط الكبير .. والذي تغازل فيه التكتّل الأوربي .. وبذلك فتحت على نفسها ابواب المشاكل .. الكل يريد أن يحتوي إيران لأنها قلب طريق الحرير وكذلك هي البلد الوحيد الذي يشكّل مفتاح الشرق الأوسط الكبير..إلى جانب نفس الأهميّة بالنسبة للعراق طبعا .
إن حلف بغداد السابق لم يكن يضمّ البلاد العربية بل اقتصر على إيران والعراق وباكستان وأفغانستان وتركيا.. فقط، وهذا هو لولب كل من مشروعي الحرير والشرق أوسط الكبير .. وهو على نفس مقاصد البحث ، اليوم .. إي كما يقول الدكتور سيار الجميل(بلغة واضعي برامج الكومبيوتر ) إنما هو استدعاء لبرنامج ثانوي لخدمة برنامج متكامل جديد .
إلى الآن ربما يكون كل شيء في متناول التصوّر ولكن ما هو وضع روسيا ؟ إن روسيا ليست هي بعد ضمن الإتحاد الأوربي .. والوضع الإقتصادي مازال يتعيّن عليهم أن يجدوا له حلول ومعالجات لكي تستطيع أن تنضمّ إلى الإتحاد الأوربي ولم تحصل روسيا لحد الآن على إي من الوعود التي وعدها الغرب .. ربما عادت روسيا هي الأخرى إلى المشاريع القديمة في الوصول إلى ما يسمّى بالمياه الدافئة وهو تعبير يقصد به الثروة النفطيّة .. ويشجّعها وجود شراكة قديمة بين روسيا القياصرة وإيران الإمبراطوريّة الفارسيّة أيّام التحدّي العثماني .. إن المساومة والمراهنة على إيران ربما تمنحها فرصة للقول نحن هنا ولن يكون لا الشرق الأوسط الكبير ولا التكتّل الأوربي الصيني(طريق الحرير) ممكنا إلاّ بالتفاهم معنا ..وهكذا اليوم صرح وزير الخارجيّة الروسي السيد لافروف أن روسيا تشعر بالتهديد بسبب مساعي تقليص دورها في القارّة الأوربيّة .. وهذا يؤكد تحليلنا أعلاه.
وقد طلع اليوم المسيو ساركوزي عند زيارته إلى المغرب بفكرة ليست جديدة أبدا وهي فكرة اتحاد الدول المطلّة على البحر المتوسط وليس فيها جديد أكثر من فكرتي الشرق الأوسط الكبير ومن طريق الحرير
وهذا يوضّح بشكل ثلاثي الأبعاد مقدار الإهتمام الواسع عالميا بمنطقتنا ومحتوانا الإقليمي،إن المسيو ساركوزي يحبّ أن يقتطع القسم الفرانكوي من الشرق الأوسط ليضيفه إلى العالم الأوربي وهناك من يحاول أن يدرس ما يسمّى بهلال الأزمات وهو باكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وشيئا من هنا ومن هناك وكل هذه التقسيمات مراحل ولا تعدو عن مراحل للمشاريع الكبرى التي أسلفنا ذكرها

إن المشاركة ضمن محور استراتيجي أمر أصبح يتّضح يوما بعد يوم و أكثر فأكثر ولا بدّ لكل من الدول الصغيرة والكبيرة أيضا من أن تتشارك مع الكيانات الكبرى في العالم لكي تستطيع أن تتفاعل فيما بينها لتكوين أو عدم تكوين المحاور المتوقّعة لقيادة العالم .. مازال هناك طريق طويل وقد تكون اتّضحت للعالم قدرة الولايات المتحدة على قيادة العالم ولكن حكم العالم كامبراطوريّة واحدة مازال بعيدا بعد ..ولكنّه في نفس الوقت ليس مستحيلا ..
طبعا هذه ليست وجهة نظري الفكريّة بقدر ما هي استقراء لوقائع تاريخيّة وسياسية استراتيجيّة لا دخل لآرائي الشخصيّة بها لا من قريب ولامن بعيد ..
وكملاحظات متنوعة أذكر هنا :

الخلاصة:
هناك مشاريع دوليّة تختص بمستقبل منطقتنا وعالمنا الإقليمي منها
1.منطقة الشرق الأوسط الكبير(المقترح أو المشروع الأمريكي)
2.منطقة طريق الحرير وتطرحه الأجندة الإيرانية لإغراء الإتحاد الأوربي للإلتحام
بالمارد الصيني المتعاظم.
3.مشاريع مرحليّة مثل مشروع المسيو ساركوزي والمتعلق بدول البحر المتوسط
4.مشروع مرحلي مثل هلال الأزمات الذي يشمل باكستان وأفغانستان وإيران والعراق
وسوريا ولبنان وفلسطين أو الأردن.
وبودّي أن أنوّه إلى أن المشاريع الأوربية لا تستند إلى الأسانيد الماديّة والستراتيجيّة فقط بل قد تحمل علي ظهرها دعاوى دينيّة أو عنصريّة قد تؤدّي إلى صراعات وكوارث بعيدة عن الأهداف المعلنة ويبدو أن المشروع الأمريكي هو المشروع الذي لو تم تنقيته من حب الهيمنة المطلقة واستخدام القوة المفرطة والغاشمة لكان أوفرها واقعيّةً لأن أهل المنطقة حسّاسون جدا إزاء المكر والخداع الأوربي المجرّب ومحاولات التنصير والتبشير وسواها
إن الأهداف العالميّة يجب أن تتحلّى بقدر مقبول من القيم والمثل النبيلة وقدر أعلى من الفضائل والتسامح العنصري والمذهبي والديني
وأن لا تستند إلى أي شكل من أشكال التناحر الديني أو العنصري أو المذهبي ولا الأيديولوجي كذلك إن مشروع الشرق الأوسط الكبير لو تمت دراسته وصياغته بشكل يتحرّى مصالح العالم وبضمنها مصالح دول المنطقة وروعيَ فيه اتباع القيم والفضائل والتراحم والتعاطف وأن يساعد الكبير أخاه الصغير وأن يتقبّل فيه القويّ مراعاة الضعيف لأمكننا أن نقول أنه أفضل المشاريع المطروحة لأن الولايات المتحدة وإن كان ماضي سياستها يستند إلى القهر والقوة لكنه لا يعتمد المكر والخديعة الأوربية اللتان تنتزعان الثقة انتزاعا من قلوب مختلف الشعوب وتورث حب الإنتقام والثأروتعميق الكراهية لأنها توحي بالإحتقار أكثر مما توحي به القوة وحدها أو التعسّف فيها مهما بلغ لأن القوة توحي بالضعف وليس الإحتقار.
إن مراعاة ثقافات مختلف الشعوب ما زال ممكنا في الفكر الأمريكي أكثر منه في ضمير أوربا التي ترى أن ثقافات الأمم الأخرى مرحلة لبلوغ مستوى ثقافتها السامية ..رغم أن جذور الثقافة الأوربية هي الدين وهو نتاج الفكر والثقافة التي ازدهرت في منطقتنا
كانت هذه محاولة لإلقاء بعض الأضواء على المخاض الدولي الحالي لعله يأتي بخير لكل أمم الأرض ويفتح فجر يومٍ جديد من أجل أجيال عالم اليوم المتعطّشة إلى التقدم والرخاءو أجيال عالم المستقبل الذين نتمنى لهم أن يعيشوا عالما خاليا من التناحر والتخلف ،إنه قريبٌ ولا شكّ
وربما للحديث صلة والسلام.



#إبراهيم_راشد_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حثالة البروليتاريا مرة أخرى
- نظام المجلسين
- مجموعة القيم الموجبة والسالبة للأدب
- إعلام غير ثقافي
- مالثقافة؟
- تُرى من كان على صواب
- الحكومة القوية والحكومة الضعيفة
- روح رفاقيّة ووفاء يثير الإعجاب


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم راشد عبد الحميد - تأملات في الوضع الدولي