أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم راشد عبد الحميد - حثالة البروليتاريا مرة أخرى















المزيد.....

حثالة البروليتاريا مرة أخرى


إبراهيم راشد عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 03:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثنيت على نفسي حين أرجأت التعليق على مقال السيد سلام إبراهيم عطوف كبّة ـوالذي توّهني في اسمه عطوف ـ حيث شككت أول الأمر في كونه نجل السياسي والإقتصادي والأكاديمي المرموق الدكتور إبراهيم كبّة
المقال المقصود هو الذي بحث فيه الأستاذ سلام إبراهيم عطوف كبّة شريحة حثالة البروليتاريا
حيث لم يمضِ وقتٌ طويل حتى طلع علينا السيد عادل حبه بمقال يتعلق بنفس الموضوع،
والحقيقة أن مقال السيد كبّة كان غنيا وثريا كما هو الحال بالنسبة لمقال السيد حبه لولا ان الأخير كان سرديا وبدا في مطلعه مسنّداً إلى مصادر علميّة ولكنه أي مقال السيد حبه سرعان ما سرح بأفكار منها ما هو صائب ومنها ما لا ندري لأي مصدر تسنّد في البرهان عليه فتحول إلى مقال إنشائي سردي طويل لا يقنع القاريء حتى لو قال أنه كان شاهد عيان لأن العراقيين ممن شاهدوا العديد من أحداث الفترات التي تكلم عنها معظمهم ما زالوا أحياء وبوسعهم أن يرووا ما جرى من مناظير ومعايير متباينة
ورغم أنه لن يغيّر شيئا في الموضوع أن يكون من المصادفة تناول موضوع محدد بهذا الشكل في وقت واحد ولا ينقص من أهميته بل يوحي بوجود جماعة أو جهة مهتمّة بهذا الأمر وهو شيء طيب على كل حال
لقد حاول السيد كبّة أن يصوّر لنا أن الفوضى الضاربة بالبلاد والمشاكل الأساسية مردها إلى هذه الشريحة أو قل الطبقة وقد بذل جهدا طيبا في وصفها وأتى على عدد من مميزاتها وصفاتها
وبالرغم من كوننا نقف إلى جانب السيد حبه في الرجوع إلى أدبيات الفكر الماركسي واليساري ألاّ أننا نعتبر أن فكرة التأكيد على موضوعة التهميش واعتبارها من مقومات حثالة البروليتاريا أمر أصبح من غير المسلّم به لأسباب تتعلّق بتعريف التهميش وكونه أصبح واسع النطاق وكبير الحجم جدا وتمارسه قوى ومؤسسات متنوعة وقد اعتبر عدد من السياسيين والقادة أنهم كانوا مهمّشين لفترات طويلة مثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مثلا
حيث اعتبر نفسه مثالا صارخا للتهميش لما يزيد عن عشرين عاما , كما جاء في حديث له مع ولاة الأقاليم بداية عهده الجديد
كما أن كاتب المقال اعتبر الطلاب والخريجين مثلا للتهميش وأن الجامعات إنما هي معامل لتفريخ المهمشين
إن الخلط بين مفهومي حثالة البروليتاريا والمهمّشين قد أضعف قيمة المقالين العلميّة برأيي على الأقل
كما أن مقال السيد حبة قد ساح بنا سياحة طويلة في أحداث العراق المعاصرة ولم يقدّم لنا مفهوما واضحا لتصوّره
أن يتّفق السيدان على أن المهمّشين هم الفئة الخارجة عن السياق الأجتماعي قهذا ليس مما يمكن الركون إليه لأن كل الحركات الجديدة والمجددة في المجتمع لجأت إلى الخروج عن السياق الإجتماعي وعن المألوف وهذا مما يعتبر أمرٌ طبيعي في التاريخ العالمي المعاصر في كل ميادينه الإجتماعيّة والثقافيّة والإقتصاديّة بل والسياسيّة أيضا
أما ما ذكره السيد حبه حول كون الشقاوات ومن لفّ لفّهم إنما هم من صنع التيار القومي وردّ ذلك مرة أخرى بعد ثورة تموز 58إليهم فهذا كان يمكن أن يكون صادقا لو نسينا أبو الهوب وغيره ممن كان الشيوعيون يستخدمونهم أيضا في التظاهرات والإضرابات
أما وإن سلوك حثالة البروليتاريا قد أخذ يتمتع به وسط واسع جدا من المساحة الإجتماعيّة في البلاد فإننا لم نعد نستطيع أن نلقي العبء كله على تلك الشريحة البائسة ..إن تتبع الأحداث عشيّة احتلال العراق ولمن كان يعيش داخل البلاد يعرف جيدا ما كانت تثقف به عدد من الأوساط التي التحقت بالأحزاب والتنظيمات لما بعد الإحتلال لقد شاعت افكار اللي ماعنده فلس مايسوى فلس
وموضوعة المدارس ما توكّل خبز والعلم ما ينفع وما إلى ذلك وبشكل بارز ومثير للإنتباه وفي فترة الحصار تسرب أكبر عدد من الأطفال من مدارسهم وشاعت الرشاوى إلى حد بعيد حتى أن المسؤولين آنذاك أنفسهم لم يعودوا يستطيعون إنجاز أعمالهم دون الرشوة وبأسباب الفساد العام
وبدا واضحا أن هذا التثقيف المتسارع منظم وتقف وراءه جهات معيّنة
أما الفرهود الذي ذكره السيد حبه فإنني أشيره إلى البعض من مقالات السيد سيار الجميل والتي يلمح فيها إلى أنه مفهوم من نواحي لوازم الإحتلال العمل على حلّ أجهزة النظام الذي سقط وهذا يُعتبر علامة فارقة من علامات أي احتلال وهو استمرار لما كان يُعتبر في التاريخ القديم باستباحة المدن والبلدان بعد الفتح لثلاثة أيام حيث كان الفاتحون يبيحون الدماء والأموال والأعراض لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام لا يقع الفاعلون فيها تحت طائلة القانون وكل ما في الأمر أننا شهدنا الثلاثة أيام تستطيل إلى أربعة سنوات أو يزيد
إن القراءة الواقعيّة للأحداث تؤيد أن لا حثالة البروليتاريا ولا غيرها مسؤولة عن الأفعال التي حصلت بل هي مجموعة إجراءات أريد بها قلب الواقع الإجتماعي وإعلان سقوط الدولة العراقيّة ليتسنّى بناء دولة جديدة ومختلفة عن سابقتها تماما وهذا مما لا تقع مسؤوليته لا على المهمّشين ولا حثالة البروليتاريا كما عرفنا
إن الأحداث التي جرت في عهد سيطرة الشيوعيين على الشارع كانت أيضا مما طُرح على أنه من أسباب الحقد الطبقي المبرر واستعان اليساريون وبرروا كل ما إ ستهجنه كاتبا المقالين من أفعال
واليوم نرى أن فئات واسعة تُديم بقاء الإصطفاف على حاله وتثقف بكل ما أوتيت من قوة بالنعرات الطائفية والعرقية؟ لماذا ؟ لأن مصلحتها تتطلب ذلك ومستعدّة أن تُضيف إلى هؤلاء المهمشين فصائل جديدة بتوسيع مساحة الفاقة والعوز ودفع شرائح من الطبقات المتوسطة إلى الإنحدار إلى أسفل البروليتاريا عن طريق الفاقة والجهل واليأس
إن عدم ظهور تنظيمات اجتماعيّة وسياسية تعتني بالشرائح الفقيرة والبائسة وتقوم يتوعيتهم وتنظيمهم والوقوف إلى جانبهم في المحن والأزمات وتقدّم المقترحات والحلول السديدة من شانه أن يوسع حجم هذه الشرائح ويفاقم أزمة البلاد بكل طبقاتها وفئاتها
اللوم وإلقاء المسؤوليّة على شبح نستخرجه من متون أدبيات الفكر اليساري ليس هو الحل بل هو النزول إلى مواقع هؤلاء وتثقيفهم والعمل على توعيتهم لأن البلاد لم يعد فيها مثقفون ولا طلائع تقدميّة ,كلهم كانوا قد تركوا البلاد وهاجروا وبقيت جماهيرهم في القهر وتحت ظل جلادين لا يرحمون سحقوا نفوس أبيّة ومناضلين أشدّاء لا لشيء بل لأنهم لم يستطيعوا الهرب أو لم يجدوا لهم مأوى أو ملاذ اً !
(كم نفوسٍ بريئةٍ حسّاسة سحقوهنّ عن طريق الخساسة !)
نحن الآن ليس لدينا بروليتاريا أساسا والطبقة العاملة لم تعد لها مميزات وملامح كما كان الأمر في الأربعينات والخمسينات واختفت مؤسسات المجتمع المدني فالعمل الجماهيري والنقابي والإتحادات والجمعيات ليست لها فعالية تُذكر ولا يعرف مثقفونا فضلا عن سواهم كيف يتناقشون فكل واحد يفترض أن الحق معه ..ولم يعد يوجد بيننا من ضالته الحقيقة
إن التدهور الذي حصل خلال أربعين عاما أسودا لا تبرره تفسيرات نرجع بها إلى حثالة البروليتاريا رغم وجودها ولكن كما يقول العراقيون(الشق كبير جداً) وما زال هناك من يثقف بالجهل وأن العلم لا ينفع والمدارس ما توكل خبز لكي يستطيع أن يُعبّيء أكبر عدد من الناس في الإنضمام لمختلف المليشيات والمافيات وسواها ولن تجد البلاد بعد حين من يُمكن أن يحمل مسؤوليّة إعادة الإعمار
إن الأفغان بعد إطالة الوضع البائس والإحتراب الطويل لم يعد هناك من يجيد تدوير عجلة الإقتصاد والعمل لأنهم لا يعرفون سوى استعمال الكلاشنكوف وزراعة الخشخاش وليس هناك أدنى من هذا الإنحطاط الحضاري
أقول أن حثالة البروليتاريا هي فعلا شريحة موجودة ولها خصائص مثلما تم ذكره في المقال بعيدا عن خلط ذلك بالمهمشين لأن هذا المفهوم اكتسب معانٍ جديدة في ظل التحولات المقصودة في دفع شرائح متعددة بالإكراه والإضطهاد إلى موقع الإذلال وهذا لا يجعلهم يصبحون من حثالة البروليتاريا لأن النشيد الأممي القديم والذي يردده معظم الشيوعيين واليساريين ربما لحد الآن يقول :
هبّوا ضحايا الإضطهادِ
ضحايا الجوع باضطرار
أليس كذلك ؟
إن مساحة عظيمة من المهمشين والمظلومين وضحايا الإضطهاد والجوع باضطرار هم الذين يعوّل عليهم ماركس ومن مضى على منهجه في إحداث التحولات الإجتماعيّة,وهذا أقلّ متطلبات استمرار الفكر التقدمي والنداء بتبرير الحاجة إليه.
إذا كانت المباديء الماركسيّة حيّةً إلى الوقت الحاضر فإنه يتوجب على الدوام تذكّر مبرراتها واهدافها
هل ما زال ممكنا النظر إلى التفاعلات الإجتماعيّة الإقتصاديّة على أنها نتيجة الصراع الطبقي؟ وهل يُمكن أو هناك إمكانيّة لإلغاء الفوارق الطبقيّة ؟وهل مازالت الطبقة العاملة مؤهلة لقيادة التحولات الإجتماعية الإقتصاديّة؟إذاً فإن قيادة شريحة حثالة البروليتاريا تقع على عاتق وتحت قيادة البروليتاريا نفسها ولا يُمكن أبدا أن نُسقط عليها كل الكوارث والأخطاء فعلى الأقل علينا أن نعمل على تقليص حجمها وفعاليتها السلبية ورفع مستوى عناصرها ما أمكن
لا سيما أن الوعي والوعي وحده هو الفارق الأول بينها وبين البروليتاريا القائدة




#إبراهيم_راشد_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام المجلسين
- مجموعة القيم الموجبة والسالبة للأدب
- إعلام غير ثقافي
- مالثقافة؟
- تُرى من كان على صواب
- الحكومة القوية والحكومة الضعيفة
- روح رفاقيّة ووفاء يثير الإعجاب


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم راشد عبد الحميد - حثالة البروليتاريا مرة أخرى