أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب تومي - فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش















المزيد.....

فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 01:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


" القوش "
هذا الأسم الجميل كائن في اعماقنا ، راسخ في عقولنا ، يمثل البوصلة التي تلوّح الى الوطن دائماً ، إنها الفنار الذي يرشدنا نحو الوطن في حلنا وترحالنا . لا اجمل من ان نتفيأ بظلال ذكرياتنا عبر مرور قوافل الزمن ، فتعود الأحلام الوردية في الليالي الربيعية المقمرة ، ونبحر بقاربنا نحو دفئ الذكريات الى ذات المرافئ اللذيذة أيام الطفولة والشباب في منعطفات أزقة القوش الضيقة وبيادرها وكنائسها وسوقها ومدارسها وهوائها العليل وكهوفها التاريخية وحقولها الخضراء وناسها الطيبين وجبلها الأشم وهو الصديق الوفي والشاهد الوحيد الدائم لعراقة هذه المدينة التاريخية .
شاهدنا على مدى ساعة ونصف الساعة برنامج جميل عن القوش تحت عنوان " سهرة طرب من القوش " اشترك فيه نخبة من الشعراء والمطربين والممثلين ، لقد مر الوقت بسرعة وهذا دليل تعلقنا بالبرنامج الشيق ، لكن هذا لا يمنعنا من إبداء ملاحظات نقدية بناءة نرى فيها الصواب ، ولكنها ليست محصنة من احتمالات الخطأ .
الشابة مقدمة البرنامج لم اتوصل الى معرفة اسمها وكنت اتوقع ان اقرأه في نهاية البرنامج لكن يبدو انه اهمل او ربما فاتتني قراءته .
كانت مقدمة البرنامج بارزة في حضورها تستقطب لقطات كثيرة من الكامرة والضوء . كانت جميلة بشبابها وزيها الألقوشي التراثي وابتسامتها اللطيفة التي رافقتها في معظم فقرات البرنامج ، فأظهرت الكامرة انسجامها واندماجها مع اجواء سهرة طرب من القوش . وينبغي ان نذكر انها كانت مسترسلة في اسئلتها ، لكن لا حظت انها تفتقر الى التلقائية والعفوية بعد الأنتهاء من طرح السؤال مباشرة ، وثمة جانب آخر في توقيت السؤال ووجه ملائمته ، وكمثال غير حصري سالت مقدمة البرنامج الزميل غزوان رزق الله : كيف كان الألاقشة يقضون اوقات فراغهم ايام غياب الراديو والتلفزيون ، وكان غزوان موفقاً في الأجابة عن هذا السؤال وأورد مثال الرجال الذين كانوا يجلسون ويتسامرون عند قنطرة محلة اودو ، وفي الحقيقة كان هذا السؤال ينبغي ان تطرحه مقدمة البرنامج على الصديق جميل حيدو بداعي المرحلة العمرية التي تفيض بالذكريات عبر السنين الطويلة .
لقد كان غزوان يتحدث بلغة الأكاديمي العارف وبلغة كلدانية صافية وهو يريد ان يقول ان المسرح هو وجهته رغم بروزه في مجالات أخرى .
الزميل الصديق جميل حيدو ذكّرنا بمسرحيته شيرو ملكثا التاريخية وهي باللغة الكلدانية ، وسمّعنا أشعاراً جميلة وكان موفقاً في طريقة قراءته لقصيدته الشعرية ( معلم : ملبانا ) .
لدي ملاحظة هنا حينما سألت مقدمة البرنامج الزميل جميل حيدو سؤالها :
كيف ترى الشعر قديماً وحديثاً ؟ وكان الجواب ان الشعر سابقاً كان عبارة عن منحلياثا دون ان يكون له أي قواعد للشعر ، لكن الشعر اليوم يخضع لضوابط وقواعد شعرية .
يبدو ان الأجابة عبرت على مقدمة البرنامج دون معارضة منها ، كيف كان الشعر القديم عبارة عن ( منحلياثا ) ؟ وغير خاضع لضوابط ، إنه زعم لا يستند على الواقع ، فهناك المنحلياثا والأهازيج الشعبية التي تقال في المناسبات وهناك الشعر الموزون والمقفى ، إن كان حديثاً او قديماً ، وعلى مقدمة البرنامج ان تلاحظ الجواب وتناقشه ، إن تطلّب ذلك ، قبل الأنتقال الى السؤال التالي .
الزميل الفنان عماد ربان كان بارعاً في تقديم مقامه معتمداً على قدرته الصوتية وتجربته الطويلة في الغناء والكلمات الجميلة التي سطرها له الصديق الشاعر فاضل بولا :
لبّي بحبّاح متريلا أيني منّاح لا سويلا ...
الشابة الجميلة الممثلة فالين ، واعتقد هي ابنة الصديق ابلحد سورو ، ومن حديثها كان يبدو إلمامها بالمسرح ولها هواية التمثيل ولا سيما على خشبة المسرح ، واعتقد الواجب يقتضي تشجيع هذه المواهب الشابة .
الشاعرة منال ابونا كانت متمكنة وتتسلح بلغة غنية زاخرة بالألوان توظفها برشاقة للتعبير عن المشاعر الجياشة ، كانت تصول في جولاتها بين واحات الأفكار ودهاليز الخيال بمقدرة الفارس المتمرس الشجاع .
اطربنا نديم الألقوشي بأغنياته الجميلة ونتمنى له مستقبلاً زاهراً ، وكان للشاب العازف رضوان حضور واضح ومؤثر في سير البرنامج وهذا ما قامت به الشابات مع الشباب الذين اشتركوا بملابسهم الألقوشية الجميلة بالدبكات الفولكلورية التراثية لشعبنا الكلداني .
المطرب ريمون كان له حضوره الواضح من خلال اغانيه لا سيما اغنية ( شوقناخ بشينا يوما خرايا ) .
لقد كان للمخرج التفاتة ذكية حقاً في المداخلة الشعرية للشاعرة منال مع اغنية ريمون ، أزعم انها اجمل لقطة مؤثرة خلال البرنامج .
وأخيراً كان الممثل غسان الصفار الذي افلح في تبديل جو الحزن والشوق والآلام الى مناخ فيه شئ من المرح والفكاهة ، وهو يسترسل بلغته الألقوشية المحببة بأنه ممثل وشاعر هاوٍ ، ونتمنى له ولكل هذه الطاقات الشابة ان تأخذ دورها ونصيبها في المسيرة الثقافية والفنية والرياضية في القوش الحبيبة .
واعتذر مقدماً إن كنت قد نسيت او اغفلت التعليق عن اسماء اخرى كان لهم حضور في هذا البرنامج ، فالبرنامج تكامل بجميع المساهمين فيه .
بقي ان نقول :
ـ كان يجب على مقدمة البرنامج ان تقدم كل شخص قبل محاورته بنبذة مختصرة وهو يعطي معلومات إضافية عن عمره شهادته .. الخ .
ـ كان واضحاً ما تشكله السماعة من عائق لقارئ القصيدة وكان يفضل ربط السماعة الصغيرة كالتي كان لمقدمة البرنامج .
ـ كان اسم البرنامج هو " سهرة طرب من القوش " وهذا يوحي للمشاهد ان الحلقة سيحضرها المطربون والعازفون وربما الملحنون ، لكن الحلقة كان فيها اعداد متساوية من الشعراء والممثلين المسرحيين والمغنين ، فتسمية ، سهرة طرب من القوش ، لم يتلائم مع ماعرض من اشعار ومناقشات حول المسرح والمسرحيات .
العمل مهما كان ناجحاً لا بد ان تشوبه بعض الهفوات وهذا لا يقلل من شأن البرنامج . وسيبقى الوقت الذي أمضيناه مع برنامج " سهرة طرب من القوش " ذكرى جميلة ليس الى نسيانها سبيل .
ونأمل الا تكون زيارات قناة عشتار لألقوش زيارة الغرباء أي بالسنة حسنة ، ولا نرضى بأغينة فيروز : زوروني كل السنة مرة .. حرام ، إنما نريد ان تكون زيارات متكررة ، إن ألقوش تشكل احد الأهرامات الثقافية والتراثية الأصيلة والتي ينبغي تسليط الأضواء عليها كي لا يطويها غبار النسيان مع تقادم الأيام والأعوام .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً للأستاذ نوري المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا ال ...
- تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني
- إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
- عيد سعيد يا مليار مسلم
- أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
- الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب
- كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب تومي - فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش