أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد قاسم - هل الكرد عامل تمزق في المنطقة ام عامل استقرار















المزيد.....

هل الكرد عامل تمزق في المنطقة ام عامل استقرار


أحمد قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:55
المحور: القضية الكردية
    


إن مسألة الكرد واشكاليته في المنطقة تمتد الى أكثر من خمسة قرون ،في البداية كانت بين الدولة الصفوية والسلطة العثمانية الى ان فصلتها معركة جالديران المشهورة بين الدولتين عام 1514 م وتجزئة كردستان حسب اتفاقية قصر شيرين فيما بينهما في المرحلة الأولى وتصاعدت هذه الإشكالية بعد ظهور الدول القومية في المنطقة في بداية القرن التاسع عشر وطوال القرن العشرين،ومن ثم ظهور التيارات العنصرية واتباع سياسة الصهر والذوبان القومي في بوتقة القوميات الكبرى في تلك الدول من آسيا وافريقيا ومن ضمنها الوجود الكردي الذي تمزق وطنه وفق اتفاقية سايكس بيكو بعد انهيار السلطنة العثمانية وتشكيل الدولة التركية بزعامة مصطفى كمال السيئ الصيت والسلوك في مراحل حكمه الديكتاتوري النازي والعنصري حتى العظم، وتشكيل الدولة السورية والعراقية مما أدى التقسيم الى وضع جزء من كردستان تحت حكم بغداد وجزء الحق بالدولة السورية وبقي الجزء الأكبر تحت رحمة الدولة التركية الكمالية، ومنذ ذلك الوقت يُمارس بحق الشعب الكردي أبشع أنواع الاضطهاد والفصل العنصري من قبل تلك الانظمة ناهيك عن بقاء جزء من كردستان ضمن الحدود السياسية لإيران منذ المرحلة الأولى من التقسيم، حيث هي الأخرى ذاقت أبشع صنوف الاضطهاد وفي عصر الشاهنشاهية الصفوية والنظام الفارسي المخبأ تحت عباءة الدين منذ ما يقارب ثلاثة عقود، حيث أدت مجمل الممارسات اللا إنسانية من قبل الأنظمة الحاكمة والمتعاقبة في تلك الدول الى ذرع الخوف وعدم الاستقرار الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لدى المجتمع الكردي وإشعارهم في الداخل وكأنهم عناصر غريبة بين مجتمعات تلك الدول ودفعهم نحو المجهول وكانهم جماعة ليست لهم علاقة بالارض والانتساب الى نسب مجتمعي مثلها مثل أي مجتمع آخر على الكرة الأرضية.
حيث سمي أكراد ايران بأبناء الجن وأكراد تركيا بأتراك الجبال وأكراد سوريا بأكراد عرب، وللتاريخ حقه أن يقال عن أكراد العراق الذين اعترف بهم دستوريا في عهد عبد الكريم القاسم، بموجبه سمح للأكراد ممارسة حقوقهم الثقافية دستوريا واعترف بأن الأكراد هم القومية الثانية بعد الأكثرية العربية، ولكن الانظمة المتعاقبة والجماعات الشوفينية العربية مارسوا سياسة النفاق تجاه الأكراد وسمي الحزب الديمقراطي الكردستاني بالإنفصالي لممارسة الاضطهاد العنصري ضد ذلك الحزب دون أي وجه حق، مما أدى الى اشعال ثورة أيلول عام 1961 ضد النظام العنصري في بغداد ورفع شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي، حيث كانت اتفاقية آذار لعام 1970 ثمرة لهذه الثورة العتيدة أُقر من خلاله الحكم الذاتي لكردستان العراق على أن تنفذ بنود الاتفاقية خلال أربع سنوات، ولكن مع الأسف الشديد، تصاعد نفوذ القوميين والشوفينيين داخل حكومة البعث العراقي، مما أدى الى سيطرة شخصيات بربرية لذمام المبادرة وسرعان ما تذكرت تلك الزمرة روح اتفاقية آذار مما أدى الى استئناف الحرب واشعال الثورة مرة أخرى عام 1974 – 1975 والتي انتهت باتفاقية الجزائر المشؤومة على الشعبين الكردي والعربي على حد سواء، حيث بدأت الثورة من جديد عام 1976 في مرحلة كان صدام حسين المقبور يتصاعد الى سدة الحكم وزعامة حزب البعث والذي تفرد بقراراته عام 1978 اثر محاولته قتل احمد حسن البكر بالسم، اذ كانت الكوارث تتلاحق بالعراق الى أن تحرر منه بالتدخل الخارجي لعام 2003، وحصل ما حصل، حيث كنا على اطلاع تام بما يدور في الساحة العراقية من تدخلات اقليمية ودولية، جعلت منه ساحة لتصفية حساباتهم القذرة بأساليب لم يشهدها التاريخ من قبل في الوقت الذي كان فيه اقليم كردستان دائما هو الملاذ الآمن المتاح لكل العراقيين الخيرين الذين يهربون من الارهاب الجنوني، وهذا ما جعل من القيادات الكردية عاملا استقرار بين العراقيين للحفاظ على وحدة العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة اتخذوا للفدرالية عزائا لهم. ومع كل النواقص والكوارث والصعوبات التي تلحقهم لأول مرة في تاريخ العراق يتوحد هذا الشعب تحت قبة برلمان منتخب وحكومة منتخبة تدير الازمات بجدارة فائقة وبروح ومعنويات وطنية عالية ، مصرون على ايصال العراق الى بر الأمان والانتعاش بعد الخراب الذي الم به طيلة الحقب السابقة والتدمير الذي يحصده أيادي مختلفة الانتماء والمشارب من خارج العراق، والذي أصبحت عائقا خطيرا أمام تقدم العراق واختيار شعبه لمستقبل جديد يؤمه الوئام والوحدة والائتلاف بين مكوناته.
إن الذي يتتبع تجربة العراق الديمقراطية يدرك تماما مستقبل المنطقة، وسأخص بذلك ايران، تركيا، سوريا الدول التي تجاور العراق وتتقاسم كردستان فيما بينها، وان تجربة العراق الفدرالي ستسحب على تلك الدول إن شاؤوا أم أبوا ذلك ، وهذا ما لا ترضاه تلك الدول خوفا على مصالحهم الذاتية أي مصالح الأنظمة الحاكمة، لذلك نرى مدى تدخلاتهم الغير شريفة والتي تبرربتبريرات أكثر قذارة في الشأن العراقي، وما التصعيد التركي العسكري ضد اقليم كردستان مؤخرا إلا شكل جديد قديم لأشكال التدخلات الأخرى آخذة وجود قواعد حزب العمال الكردستاني التركي ذريعة لها لدق أسفين بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد و لضرب تجربتهم الديمقراطية والفدرالية، ولكن سرعان ما أستدرك الطرفان الموقف التركي وتوحدت مواقفهم الوطنية لصد هذه المؤامرة اللعينة والمتفق عليها من قبل تلك الدول المذكورة، و ماتأييد الرئيس السوري لهذه الحملة الا اشارة واضحة تصب في خانة الاتفاق المسبق بينهم، ومهما يكن فقد تم تجاوز هذه المحنة بأسلوب سلمي و التي أتبعها الحكومة العراقية، وإلا فهل بإمكان تركيا انهاء ما لايقل عن عشروين مليون كردي من كردستان تركيا، وهل ينتهي الشعب الكردي من كردستان تركيا بمجرد ترحيل قيادات حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل الوعرة؟، فهل لا تدرك الحكومة التركية بأن قواعد حزب العمال الكردستاني منتشرة في جبال حكار وموش وسيرت وآل عزيز وغيرها، حيث يمارسون نشاطاتهم بكل جرأة .
ولا يخفى على احد ان الحكومة التركية كالنعامة تغطس رأسها في الوحل العراقي، اضافة الى خلفيات الازمة التي افتعلتها و المكشوفة للعالم أجمع . لماذا اذا لا ترجع الى مواقعها الصحيحة وتعالج المسألة من جذورها مع الشعب الكردي بأساليب ديمقراطية ومدنية. ويقينا إن العملية العسكرية التركية لا تصب إلا الزيت على النار، والأكراد لا يريدون ذلك حيث كان حزب العمال الكردستاني في تركيا يرفع شعار تحرير وتوحيد كردستان، وقاتل من أجل تحقيق ذلك بعد أن فشلت كل الحركات الكردية في تركيا من معالجة الوضع، وبالمقابل واجه هذا الحزب جميع الأحزاب الكردستانية في اجزاءها الاربعة، أدت الى نشوب الإقتتال بين الأخوة في كل مكان ، وتضررت الحركات الكردية والشعب الكردي من ممارسات هذا الحزب أكثر من الإضرار بتركيا نتيجة تبنيه ذلك الشعار الغير واقعي وتدخلاته في الشأن الداخلي الكردستاني وهذه التدخلات أساءت بشكل أو بآخر على مستقبل تطلعات شعبنا في أجزاءه الأربعة، والملفت للنظر هو دعم الأنظمة ذاتها لحركة حزب العمال الكردستاني واستثماره فيما بينها أي ( سوريا والعراق و ايران). أما اليوم الذي انقلب فيه السحر على الساحر فان هذه الدولتسحب من حزب العمال الكردستاني كل الاستحقاقات، وتطلبه بالتنازل عن تحرير وتوحيد كردستان، حيث اكتفوا مؤخرا بالاعتراف الدستوري لوجود الشعب الكردي في تركيا، واحقاق الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية، فماذا تريد تركيا بعد.
هل من المعقول أن يعاد شعب بكامله وبعد ذلك تفكر تركيا بوضع حل لهذه المسألة؟ مهما يكن بإمكان تركيا ان تعالج المشكلة مع أطراف أخرين يؤمنون بالعمل السياسي و الدبلوماسي والعمل السلمي إن شاءت المعالجة الفعلية ، ولكن حتى الان لا يبدو في الافق شئ من هذا القبيل لدى الإدارة التركية وخصوصاً المؤسسة العسكرية منها ، وقرار برلمانهم الاخير بالسماح للعمل العسكري وشن هجمات داخل اقيلم كردستان العراق خير دليل على ذلك ، لتدفع بالكرد إلى إتخاذ موقف لا تخدم مصالح الشعبين التركي و الكردي على حد سواء ، ومن جملتها ان الادارة التركية لا تريد خيراً لتركيا بل تجد وراءها أياماً تسوده خيبة أمل لمستقبل تركيا ، بذات الدرجة من الخيبة تنجر المعادلة على سوريا و ايران مع الاسف ، مع أخذ الإعتبار إختلاف مواقعهم الاقليمية و الدولية في مجريات الاحداث .
من هنا سأدخل إلى بيت القصيد. أن التجربة التاريخية من خمسة قرون و خصوصاً ما حصل في القرن الماضي أكد منطقياً وواقعياً بإن إنشاء دولة كردية تشمل الأجزاء الأربعة غير ممكن في المستقبل القريب ، و ان الاستمرار في تهميشهم من الحياة السياسية و الاقتصادية وحتى الثقافية غير ممكن أيضا من قبل الانظمة الحاكمة. واذا كانت هذه الأنظمة فعلا تعمل باخلاص من أجل شعوبها، فعليها أولا الاستدارة لحل هذه المشكلة القومية في بلدانها ، وفتح المجال أمام المجتمع الكردي للانخراط في مجتمعات تلك الدول ومشاركتها مشاركة متوازية، ورفع الغبن عنهم من خلال إقناعهم بانهم ليسو غرباء عن بلدهم ، وان بامكانهم المشاركة مع غيرهم لبناء مستقبل هذه الدول واخذ القرارات و الترفع للمناصب في دوائر ومؤسسات الدولة مع احترامهم لخصوصيتهم القومية من خلال دستور يحترم فيه حقوق الاقليات و القوميات على اساس ديمقراطي توافقي كما حصل في العراق وهذ ما سيجعل من هذه الدول أكثر تقاربا فيما بينها لوجود قاسم مشترك يضاف الى القاسم الديني وسيجعل المنطقة أكثر رخاءً و ازدهاراً ، وعلينا ان ندرك مدى اهمية دور هذا القاسم الذي يربط بين تلك الدول كحلقة وصل فيما بينها إذا انفكت ستتفكك المنطقة باسرها ، لذا من مصالح شعوب المنطقة و حكوماتها ان تتجه نحو هذه الاهمية وان تساعد تلك الدول من اجل وضع حل سلمي لهذه المسالة التي اصبحت قنبلة موقوتتة قد تتفجر في لحظة اذا عوملت بشكل عبثي ، وان العبث بوجود اكثر من أربعون مليون نسمة في بقعة واحدة تشكل خطرا جسيما على مستقبل المنطقة ، وعلى المجتمع الدولي ان ياخذ دوره وان لا يترك هذه الانظمة ( سوريا – تركيا – ايران ) بالانفلات العشوائي تجاه قمع الحركات الكردية ، انطلاقا من تجاهلهم لوجود هذا الشعب العريق ودفعهم نحو التمرد و التطرف و العمليات المسلحة . واريد ان انوه هنا شيئاً مهماً في هذا المجال ، بانه حتى الان لا توجد جماعة او حزباً كردياً يتبنى الارهاب بما فيهم حزب العمال الكردستاني ، وخوفاً من استمرار تلك الانظمة التي تقمع هذا الشعب ان تؤدي الى تكوين مثل تلك الجماعات الارهابية من بين المجتمع الكردي اللذي بغنى عن نشؤ مثل ذلك .
وأكرر مرة أخرى بأن إنكار وجود اكثر من اربعون مليون نسمة و تهميشهم من ممارسة حياتهم السياسية و الجتماعية و الثقافية تنافي كل القيم و المبادئ الانسانية و الدينية و مبادئ حقوق الانسان .
ومن الاولى للمجتمع الدولي أن يبادر من جانبه الى تفعيل القضية مع الدول المعنية لوضع حل سلمي لهذه المسالة و فرضها على تلك الانظمة اللتي لا تبدو في افاقها بوادر خير تجاه شعوبها ، مع الاخذ بالاعتبار بان شعوب المنطقة أنهكت من تجارب الحروب و المجازر و عدم الاستقرار ، فهل نستطيع ان ناخذ بالعامل الكردي سبيلاً للإستقرار أم عاملاً للتمزق و الانشطار ؟



#أحمد_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا تحاول وقف رزنامة الزمن


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد قاسم - هل الكرد عامل تمزق في المنطقة ام عامل استقرار