أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - قصص ألمانية سوريالية (1)














المزيد.....

قصص ألمانية سوريالية (1)


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:42
المحور: الادب والفن
    



السيدة [ فراو ] روزنباخ 1

عانت في طفولتها من قسوة أبيها إلى حد الإفراط . كما نال شقيقها الأكبر منها بعامين السيد [ هر ] روزنباخ ما نالت الشقيقة من ظلم وقسوة والديهما. كان الأب غيوراً على زوجه بشكل لا يُصدق . أما الزوجة فإنها من عائلة نبيلة الأصل تحمل لقب ( فون )
Von
عالية الثقافة متفانية في حب زوجها وطفليها لكنها ما كانت تتدخل في علاقة الزوج بهذين الطفلين . ما كانت تحتج مثلاً حين يتطرف الأب في تعنيفهما وضربهما لأسباب تافهة أو لأمور طبيعية فيما يتعلق بأعمار الأطفال . إذا أخطأ أحدهما في تهجّي كلمة صعبة في بعض الكتب المدرسية فالويل له . بدل أن يصحح الأب المهندس خطأ طفليه ينهال عليهما تقريعاً وضرباً مبرّحاً دونما رحمة . تلتزم الأم جانب الصمت المطبق خوفاً من أن تنتقل إليها عدوى أو حمّى الغضب غير المبَرَر والمفرط في تجاوز الحدود المعقولة . كان الأب مرتاحاً كثيراً من موقف زوجه الهادئ والكيّس لكنها كأم كانت تضطرم في داخلها نيران الغضب ولكنْ لا حول لها ولا قوة . كانت تتحاشى التصادم مع الزوج المتطرف في عصبيته وغيرته لكي لا تصل الأمور بينهما إلى حالة الطلاق ، لأن َّ عقيدتها الدينية لا تسمح به وكانت إمرأة كاثوليكية متدينة كثيراً . زادت الحرب العالمية الثانية الأوضاع العائلية سوءاً على سوء . كانت تسكن العائلة في أواخرهذه الحرب / 1944 ـ 1945 / في مدينة ( هامبورك ) ، حيث الجوع والنقص الحاد في المواد الغذائية وقصف الحلفاء الجوي الشديد والمركّز وحياة الملاجئ المظلمة وصفارات الإنذار التي لا تكاد تنقطع . فاقمت هذه الأوضاع من حال الأب فإزداد عصبية ونفادَ صبر ٍ وتطرفاً في كيفية معاملة أفراد أسرته بما فيهم زوجه وأم أولاده . لم يخفف من هذا الوضع كونه كان محسوباً على ملاك مهندسي القوة الجوية الألمانية مع راتب ومخصصات مجزية ولكن ، ما قيمة راتب عالٍ لا يضمن إبتياع أبسط الحاجات اليومية الأساسية التي تتطلبها الحياة اليومية للإنسان ؟ ما قيمة نقود لا تمكنك من شراء كيلوغرام بطاطا أو قطعة زبد لفطور أطفالك أو حتى زوج حذاء يحتذونه ؟ تداخل هذان العاملان في وعي ولا وعي الطفلين ، البنت الصغيرة وأخيها ، حتى كبرا مع مر الزمن فأصبحا عاملي قلق نفسي حاد وإضطرابات عصبية وخلل في الثقة بالنفس ثم ـ وهذا الأمر شديد الغرابة ـ أصبحت البنت كأبيها شديدة الغيرة حتى إنها فقدت وقد كبُرت ونضجت الكثير من أصدقائها المقربين جداً منها بسبب هذه الغيرة المفرطة . تعتقد هي بأنها ورثت هذا الإنحراف ، الغيرة المرضية ، من أبيها وإنها تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية ... هكذا تعتقد هي . أما آثار الحرب والجوع والهلع فقد إنتقلت بدورها إلى ولديها . إقترب الأول منهما كثيراً من حالة الجنون وأدمن المخدرات فترك البيت وعاشر أهل السوء من أقرانه وتشرد ردحاً من الزمن بدون عمل . بل ، وغدا سارقاً يعتاش على ما يسرق من كتب من دور الكتب والمكتبات العامة وعلى ما يسرق من فاكهة وخضار وغيرها من محلات بيعها ولا سيما الأسواق المسماة الضخمة . الولد الجانح يسرق والأم تدفع الغرامات وأجور المحامين أمام المحاكم . لم يسلم الإبن الثاني من الجنوح الخطير . أدمن هو الآخر على تعاطي المخدرات والسرقات من المخازن والدراجات الهوائية من الشوارع . عاد الأول للحياة مع والدته وأجبرته على أخذ العلاجات اللازمة للشفاء من حالة الإدمان على المخدرات فحالفه النجاح وشفي شفاءً تاماً . دخل معهداً تكنيكياً وأتم الدراسة فيه كفني في الألكترونيات المتطورة . برع في هذا الإختصاص وأصاب الكثير من النجاحات في كل مجال عمل فيه . أما أخوه فلقد قاوم وقاوم محاولات والدته في إقناعه بقبول العلاج الضروري الذي يساعده على ترك المخدرات فظل مدمنا ً ، لكنه أكمل دراسته في الجامعة وحصل على درجة الماجستير في الفنون المسرحية . تجاوز الإثنان سن الأربعين دون زواج ولا أسرة ولا ذريّة . الطريف أن الأخ الأكبر الذي ما زال يتعاطى حبوباً طبية خاصة تخفف عنه وطأة ما فيه من إضطرابات عصبية تقول أمه إنه ورثها من جده ، أبيها ... الطريف أن هذا الولد يعمل في مؤسسات طبية وعلمية شهيرة مع الكثير من النجاح في عمله . وأكثر ، لديه صديقة كاد أن يتزوجها لولا نصيحة خاله وأمه . صديقته هي الأخرى مريضة عصبياً ولديها مشاكلها الخاصة مع نفسها ومع ولدها من زوج سابق . كيف يتزوج نصف مجنونين ؟ وكيف سيكون حال أطفالهما فيما لو أنجبا ؟؟ !! نصف مجنون + نصف مجنون = مجنون كامل !! أما الثاني حامل الماجستير والناجح في أعماله فليس له أية صديقة !! تقول أمه عنه إنه يخاف من النساء ومن فكرة الزواج وإنه يعاني من عقدة غاية في الخطورة : كان شاهد حادث إنتحار والده أمام عينيه حين كان طفلاً في السادسة من عمره.
ما قصة هذا الأب المنتحر ؟ من هو وكيف تزوج السيدة روزنباخ ؟



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتنبي والأرمن / شكر للسيدة سهيلة بورزق
- من تأريخ الحلة النقابي والسياسي / الجزء الثاني
- من تأريخ الحلة النقابي والسياسي / الجزء الأول
- المتنبي وفاتحة والطبيبة أسماء
- رسايل تلفونية بين المتنبي وحنان عمّان
- المتنبي يزور الخيمة سراً
- المتنبي والمتصوف هرون بن عبد العزيز الأوراجي
- المتنبي وحنان
- المتنبي وإبن بطوطة ( مداخلة إشتراكية رمزية ) / إلى مليكة الح ...
- المتنبي والصورة / إلى حنان في عمّان
- المتنبي يروي قصة لجوئه
- المتنبي متوعك الصحة
- في ضيافة المتنبي
- المتنبي وفوزي كريم
- مع المتنبي في مقهى
- لقاء مفاجئ مع المتنبئ / وأد الجنس البشري
- المتنبي والمِعرّي وفايروس الشيطان
- المتنبي على فضائية كوكب المريخ
- المتنبي : إنفجارات في ألمانيا وكوارث في العراق
- بعد السقوط / المتنبي و ( الدفتردار مهدي الهوبزي ) -القسم الث ...


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - قصص ألمانية سوريالية (1)