أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عبدالله - الفكر القومي الإيراني الحديث- الجزء الأول















المزيد.....

الفكر القومي الإيراني الحديث- الجزء الأول


محمود عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 06:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أسباب التخلف الثقافي الأحوازي
(1- القبلية، 2- الفكر القومي الأيراني الحديث، 3- الفكرالديني الشيعي)

2- الفكر القومي الإيراني الحديث
الروح الاستعمارية خرجت من جبّة الفكر الإيراني المدعى أنه حديث .

الجزء الأول .
بداية نشير أن موضوعنا هذا ينقسم إلي نقطتين أساسيتين- نشرح بهما أثر الفكر القومي الإيراني في تخلف الثقافة الأحوازية، مثلما شرحنا في الموضوع الأول أثر القبلية في هذا التخلف.
النقطة الأولى : لا نتطرق إلي بداية تاريخ تشكل الفكر الإيراني الحديث الذي يؤرخ له من – لحظة ولي العهد القاجاري "عباس ميرزا"- المتوفى عام 1832 ميلادي (1)، بل نبدأ من لحظة انتهاء الحرب العالمية الأولى1917- م، و ذلك لأهمية أحداثها و أثرها(2) ، و في المقدمة منها الحدثين الأساسيين في هذه المرحلة و هما- تثبيت الخطاب الأيديولوجي العنصري "خطاب الهوية" ، و فرض "وحدة إيران" الجديدة بعد تأسيس "الدولة القومية الفارسية " ، وهذين الحدثين يقفان بشكل مباشر وراء التخلف الثقافي الأحوازي.
النقطة الثانية: لا نتناول كل مكونات الفكر القومي الإيراني – لأن مكوناته عديدة منها إلتي لا ينفع ذكرها لأنها لا علاقة لها في موضوعنا، ومنها إلتي تم درسها و إشباعها فلا حاجة لتكرارها هنا ، لذلك نتناول محور من هذا الفكر نطلق عليه- (الروح الاستعمارية)- و هي الروح التي تشبع بها و حملها هذا الفكر،و تمثلت في جانبين أساسيين- نركز عليهما- الأول: "خطاب العرق- الهوية" (3 ) ،و الثاني: "عنف الدولة "(4) ، والاثنين معاً شكلا هجوماً واحداً منسقاً تعرض له الشعب العربي الأحوازي - هجوم تنوعت أشكاله طوال ثمانية عقود ،و قد شهدت العقود الثمانية الماضية منذ عام 1925 م حتى يومنا هذا- تنفيذ مشاريع عديدة وفق برامج و خطط منسقة نالت- ( ثلاث محاور)- أساسية تشكل هوية و حياة الشعب العربي الأحوازي .
وتبعاً لهذا التصنيف نبدأ من الجانب الأول و هو "خطاب الهوية"، نشرح مضمونه و غاياته منذ لحظة حضوره المتصلب في الفكر القومي الفارسي ، و تحديداً في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى ،و هو الحضور الذي يشكل أحد أهم أحداثها، وهي أحداث تعد مصيرية و مفصلية معاً في تاريخ إيران الحديث، و إذا هناك مفصل كبير في تاريخ إيران تعد الوحدة هي ذلك المفصل دون منازع لها.
الوحدة إلتي أنتجها "خطاب الهوية" بأمتياز، و التي صبت فقط في (مصلحة الشعب الفارسي)- حيث وفرت له هذه الوحدة السيطرة و الوصاية المطلقة على باقي الشعوب غير الفارسية،الشعوب التي دون رغبة منها خضعت إلي هذه السيطرة(احتلت) التاريخية.

و أهم ما أبرزته هذه السيطرة من معطيات هو – تغييب و تهميش ثقافات الشعوب غير الفارسية ،مقابل تعالي ثقافة الشعب الفارسي - التعالي المصحوب بالروح العنصرية، وقد هيمنت الروح العنصرية على هذه الثقافة في الجانبين المكونين لها المدون- المكتوب و الوعي الشفوي ،و بروز"التعالي الثقافي الفارسي والتمكين له " – مع تهميش ثقافات الشعوب غير الفارسية- لم يأت أي منهما من فراغ بل جاءا من خلال مشروع تم الاشتغال عليه بجدية.
والجدية تمثلت في ذلك الحضور حول هذا المشروع من جانب كل الشخصيات(5) والقوى القومية المتشددة منذ لحظة الجيل المؤسس- الأول إلي الجيل الثاني حيث تصلب الجميع على مقولة "العرق الآري" ،وشكلت هذه المقولة القيمة المركزية في المشروع القومي الفارسي برمته.
وهذه المركزية و الأهمية التي حظي بها العرق الآري في الفكر آلأيديولوجي الفارسي لها أسبابها و دوافعها منها التي تم تدوينها و الدعوة لها و الدفاع عنها في الماضي (6) أو التي لا يزال الحاضر يشهد التصريح بها (7) ،وهذه-النصوص و التصريحات المكونة للخطاب القومي الفارسي إجمالاً هي التي كان دورها فاعل في تغيب هويات الشعوب غير الفارسية كما كان دورها في تشكيل هوية الأمة الفارسية الحديثة التي نرى هيمنتها اليوم، حيث اعتمدت في تشكيلها على ذلك التعريف لمفهوم "الأمة"( 8) الذي أعطى العرق الدور الأساس في بناء هوية أية أمة تريد أن تتميز عن غيرها و تشكل ذاتها و تتحرر من سيطرة الآخرين عليها، وهو إجمالاً تعريف أوروبي ، تمسك به كل القوميين الفرس ليكون لهم الروح التي تربط الأبناء بالآباء و الأجداد ربط مادي و معنوي، و هذا الربط أخذ العمل به من جانب القوميين الفرس أثر اتصالهم بأوروبا اتصال شكل لهم الرؤية و الموضوعية معاً ( 9) .
و الدور الأوروبي في تبلور الوعي و تحديد الرؤية القومية عند الفرس كان مهماً و واضحاً ، وهنا لا نقصد وضع تعريف عن مفهوم "الأمة" لأن ذلك التعريف لم يوضع من أجل الفرس بل الدور المهم عائد أثر الاكتشافات التي ظهرت على يد علماء أوروبا الذين كشفوا الآثار الصخرية(10) المتعلقة بالعهدين "الساساني"، و "الأخميني" - إضافة للنصوص المكتوبة التي ترجمت إلي بعض اللغات الأوروبية الحية(11) ، عن حضارة الفرس في الماضي ، و قد تزامنت هذه الاكتشافات مع فترة انتشار نظرية " تفوق العرق الآري" على باقي الأعراق للعالم الفرنسي جوبينو 1817-1882 ، وهي نظرية أصلاَ وهمية لا يعد بها علمياَ (12).
وكل من نظرية تفوق العرق الآري مع الاكتشافات حددا بوضوح الطرق التي سار عليها الفرس نحو بلوغ غاياتهم المهمة، و التي في سبيلها بذلوا كل الجهود و تمثلت في -
أولا:إخراجهم من الأزمة التي كانت تعصف بهم على صعيد الهوية القومية .
ثانياً: شكلت وحدتهم آلأيديولوجية و تثبيتها من خلال استنهاض و يقظة الوعي.
ثالثاً: ظهور الدولة الفارسية التي تشكلت وفق متطلبات القومية الفارسية .
رابعاً: فرض قبضة السيطرة على الحاضر الإيراني و تشكيل وحدة سياسية وجغرافية قومية.
خامساً: تصفية و احتواء الشعوب غير الفارسية من خلال فرض منهج التناسي ضدهم.
و هذه (الإنجازات الخمس) تعد هي الأساس و ركيزة ما جاء في مضمون "خطاب القوميين" الفرس من طموح و دعوة في تجاوز الثلاثية- ألف: السلطة الاستبدادية ،و كانت تمثلها السلطة القاجارية،ب:الاستبداد الديني الذي يقف أمام تطور كل من "العقل"، و"العلم"، ت:الهجوم الأجنبي المهدد الدائم للهوية الفارسية ويمثله الخطر الأخضر العربي (13) .
و هذه الرغبات والمضامين انبثقت منها الروح الاستعمارية، الروح التي نجاحها و انتشارها جاء على حساب طموحات و رغبات الشعوب الأخرى ، ومنها الشعب العربي الأحوازي .
التي قد اشتدت و ازدادت حدتها تجاه هذا الشعب في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى ( 14) ، و تمثلت في البداية في ذلك الاستهداف الذي تصدى لإنجازه "رضا خان" (15) ،القادم إلي طهران و هو حامل طموح السيطرة، و الذي تم تقوية و تعزيز هذا الطموح من جانب القوميين لإنجاز مهمته، و تمثل ذلك في ما صدر من جانب أعضاء مجلس الشورى من تغيير نصوص (36،37،38) من مواد دستور(16) المشروطة الضعيف لينصب بموجبها "رضا خان بهلوي"- من رئيس وزراء و قائد الجيش إلي ملك على إيران خلفاً للشاه أحمد قاجار؛ وهذا التمهيد نحو التنصيب الشرعي- القانوني بعد السيطرة التي فرضها رضا خان على مؤسسة كل من "الجيش" و مجلس "الشورى" عجل كثيراً في تحركه نحو ذلك الاستهداف الذي أصبح مباشر و سار على اتجاهين -
الأول: الصراع الذي نشب ضد وجود الأمير "خزعل بن جابر" للقضاء على سلطته السياسية , الصراع أبتدأ منذ لحظة وصول رضا خان إلي طهران قاصداً منه أن يتخلى الأمير خزعل عن كافة الأمور لصالحه .
ثانياً: استهداف ثقافة و تراث الشعب العربي الأحوازي، و هذا الاستهداف الثاني تصدى للاشتغال عليه و إنجازه ليس فرد خاص و جهة محددة بل تحملت الدولة الإيرانية كل المسؤولية لتنفيذ ذلك الطموح و بأساليب شتى و طرق مختلفة جميعها قصدت سلب إرادة هذا الشعب و تصفية هويته العربية و بمنهج واحد هو "عنف الدولة" .
و منهج عنف الدولة الذي نعرفه بأنه (استخدام القوة المنظمة ضد الأفراد و الجماعات قصد سلب إرادتهم و تخويفهم و عنف الدولة إضافة إلي دوره في أضعاف جسد و نفسية الإنسان يطال الهوية و الوجود الاقتصادي- المجتمعي)- و هذا النوع ما تمارسه الدولة الإيرانية ، و قد أنجزت من خلال هذا "العنف" كثيرا من طموحاتها السياسية، و رغباتها العنصرية القومية الهادفة جميعاً إلي إبقاء الشعب العربي الأحوازي يعيش في قعر التخلف- التخلف الذي قد عملت إلي تثبيته و تعميقه طوال 80 عاماً في شتى نواحي الحياة .
حيث بواعثه و مصادره التي يعاني منها شعبنا كثيرة منها التي يمكن الاستدلال عليها بالإحصائيات، ومنها التي ممكن الإشارة لها بالتحليل، و تقسم على ثلاث محاور-
(المحور الثقافي- ،المحور الاقتصادي/ الأجتماي ، المحور السياسي /الأمني)، و هذه المحاور قد نفذت على شكل مشاريع كل مشروع له قوانين و ضوابط خاصة به تم تكليف الوزارة المختصة التابعة للدولة على تنفيذ مضمون المشروع بأسلوب الترهيب و الترغيب.

و كل مشروع من هذه المحاور الثلاث له نماذج تدل عليه نبدأ من المحور الأول- الثقافي .

المصدر:
1.مبانى فكرى ادبيات مشروطه-حسن اكبرى بيرق- الطبعة الاولي 1379تاريخ إيراني انتشارات بابا.
2. التاريخ السياسي لإمارة عربستان 1897- 1925مصطفى عبد القادر النجار-دار المعارف بمصر.
3. مجلة كاوه الدوره الجديده بعد الحرب العالمية الاولي عام 1920 .
4. عرب الأهواز- واقعهم طموحهم نحو تقرير المصير – جابر أحمد الطبعة الاولى 2006 بيروت.
5. زرسالاران يهودى و بارسى،استعمار بريتانيا و ايران- عبدالله شهبازى – موسسه مطالعات و بزوهشهاى سياسى جلد اول- (مقدمه) تهران 1382.
6. ناسيوناليسم و تجدد در فرهنك سياسى بعد از مشروطيت- نادر أنتخابى/نكاه نو بهمن اسفند1371.
7. تحولات قومى در ايران- علل و زمينه ها / د مجتبى مقصودى - الطبعة الاولي طهران-1380. ينظر أيضاً إلي- مجلة إيران مهر-آبان وآذار1384- برفسور فاروق صفى زاده ص 104-106 – تبار آرياى خوزستان .
8. قراءات في الفكر القومي العربي الكتاب الثاني – أصدار مركز دراسات الوحدة العربية بيروت الطبعة الاولى 1993 .
9..إيران بين الثورتين يرواند آبراهميان- ترجمة أحمد محمدى و محمد فتاحى الطبعة الثانية 1377 .
10. ايران از اغار تا بيش از اسلام – كيرشمن ترجمه محمد معين-1348 طهران.
1 1. آرتو كريتنسن المستشرق الدنماركي وضع تسعة مولفات باللغة الدنماركية و سبع باللغة الفرنسية حول تاريخ إيران القديم.
12. آينده نمره مسلسل 24- صص 930- جلد دوم – محمود أفشار.
13. فرضّيه ها نجادى آريا و سامى نادرست شابور رواسانى- مجله اطلاعات سياسى اقتصادى ش
14 . تاريخ بيست ساله ايران جلد سوم – حسين مكى انتشارات امير كبير تهران .
15.تاريخ خوزستان از دوره افشاريه تا دوره معاصر- موسى سيادت جلد دوم جاب اول قم- 1379 .
16.تجديد نظرهاى جند كانه در قانون اساسى مشروطه- على اكبر جعفرى، حسن زارعى، محمود آبادى – مركز اسناد انقلاب أسلامى جاب اول 1382 .




#محمود_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني و مفهومه في الوعي الأحوازي- موانعه و سبل تجاو ...
- سلط مرجعيات التخلف الثلاث-اولاً- القبيلة ،ثانياً- الفكر القو ...
- القبلية مضخة التخلف الكبرى- دورها في التخلف الأحوازي الجزء ا ...
- المجتمع المدني مفهومه في الوعي الاحوازي
- الأستبداد و الديمقراطية في إيران- قيمة الطاعة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمود عبدالله - الفكر القومي الإيراني الحديث- الجزء الأول