أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مجدلاني - جولة رايس الثالثة وردم الفجوة التفاوضية















المزيد.....

جولة رايس الثالثة وردم الفجوة التفاوضية


احمد مجدلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل وصول رئيسة الدبلوماسية الأمريكية الدكتور.رايس للمنطقة بعد زيارة فاشلة بكل المعايير للعاصمة الروسية موسكو ، كمحاولة لتهدئة قلق ومخوف قادة الكرملين من العودة لسباق التسلح الذي وسم مرحلة الحرب الباردة ، بالقرار الأمريكي بنشر ما سمي بالدرع الصاروخي في بعض بلدان أوروبا الشرقية ، وردود الفعل الروسية الغاضبة بإلغاء ومن جانب واحد اتفاقية حظر التجارب على الصواريخ متوسطة المدى، مما أضفى إشكاليات وتعقيدات جديدة تواجه الدبلوماسية الأمريكية عما هي عليه في العراق وأفغانستان وكذلك في الملف الذي فتح لاستئناف العملية السياسية المتجمدة في الشرق الأوسط منذ أكثر من سبع سنوات بعد فشل تلك المحاولات في كامب ديفيد في أواخر عهد الرئيس الأمريكي السابق كلينتون .
وربما اعتقدت الدبلوماسية الأمريكية ومخططي البيت الأبيض ان فتح هذا الملف قد يساعد الإدارة الأمريكية في تكتيل موقف عربي وربما إسلامي أوسع في صراعها المفتوح مع إيران ، على تقاسم النفوذ ليس في منطقة الخليج فحسب وإنما في آسيا الوسطى على الثروات النفطية والغاز الذي تزداد أهميته مع تراجع الاكتشافات النفطية في العالم وكذلك مصادر الطاقة البديلة ، ومما يعزز مخاوف الإدارة الأمريكية النجاح الذي قد تحرزه إيران في ملفها النووي ليعزز من قدراتها الإقليمية ويضعف من دور الولايات المتحدة ، ويقلل من حصتها الكبرى او من هيمنتها شبه المطلقة على مصادر وطاقات المنطقة .
الدبلوماسية الأمريكية التي تراعي في حركتها السياسية المصالح الإسرائيلية باعتبارها الشريك الاستراتيجي في المنطقة، عليها في هذه الظروف المعقدة والصعبة الموائمة مما بين هذه المتطلبات وما بين الحاجة الفعلية لإعطاء مصداقية وجدية للأطراف العربية والإسلامية التي ما زالت مترددة وقلقة على مضمون اللقاء الدولي الذي دعا له الرئيس الأمريكي ، والى ماذا سيفضي هذا اللقاء من نتائج تبرر او تغطي المشاركة لإعطاء القدرة للإدارة الأمريكية لإتمام تحركها سلما او حربا اتجاه إيران أولاَ ، وربما سوريا لاحقا إذا لم تستطع إغرائها او الضغط عليها لتحييدها او لفصم علاقتها وشراكتها مع الحليف الإيراني .
استهلال رايس لفاءاتها مع قادة الائتلاف الحكومي لحكومة أولمرت ، وسماعها لغة مشتركة تؤكد عدم استعدد إسرائيل للذهاب لأبعد من المشاركة بلقاء الخريف بدون أية تحديدات او التزامات ، والإصرار على بيان ختامي فضفاض وعائم لا يحدد القضايا ، وبدون جدول زمني وسقف لانتهاء المفاوضات التي من المفترض إعادة إطلاقها بعد انتهاء اللقاء في الخريف القادم .
رئيسة الدبلوماسية الأمريكية التي استهلت جولتها من التحذير من مصادرة الأراضي الفلسطينية باعتبارها عملا يهز الثقة بالعملية التفاوضي القادمة ، عادت لتؤكد بعد لقاءها بباراك وزير الدفاع الإسرائيلي وزعيم حزب العمل قبل تواجهه لواشنطن لبحث النظام الدفاعي الجديد لإسرائيل ومساهمة الولايات المتحدة فيه ، ان الولايات المتحدة لن تجبر إسرائيل على ما لا تستطيع قبوله .
المواقف المزدوجة للدبلوماسية الأمريكية اتجاه ذات المشاكل يذكر بذات الدبلوماسية التي اتبعت أثناء التحضير لمؤتمر مدريد الذي قام على أساس مبدأ الغموض البناء وربما تسعى رئيسة الدبلوماسية الأمريكية لإعادة ذات التجربة بعد ستة عشر عاما على انقضاء التجربة الاولى بالفشل الذر يع ، الذي لم تحرز العملية السياسية التي انطلقت منذ ذلك الوقت أي تقدم يذكر على صعيد المسارات التفاوضية الفلسطينية والسورية ، في حين تم معالجة الوضع على الحدود اللبنانية من جانب واحد ومازال هناك العديد من الإشكاليات التي بحاجة للترسيم .
ومع انطلاق عمل الأطقم التفاوضية المشتركة الفلسطينية- الإسرائيلية بتواقت زمني مع وصول رايس للمنطقة واستعدادها للبقاء أربعة أيام تقضيها بجولات مكوكية مابين رام الله – وتل أبيب ، فإن اتضاح القضايا الخلافية والجوهرية قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات حول وثيقة البيان الختامي وماذا سيتضمنه ، لا يمكن ان يوحي بان هذه الجولة مرشحة ان تنجم لا عن تقدم فعلي وجدي باللقاءات الثنائية ، وإنما عدم قدرة الدكتور رايس من التدخل الفعال بردم الفجوة الواسعة ما بين الطرفين ، والميل للحديث من تقليل سقف التوقعات من النجاح بالجولة الاولى من المفاوضات بين الطرفين ، وكذلك الحديث عن جولات لاحقة للمنطقة للمساعدة على جسر الفجوة ما بين الموقفين الفلسطيني- والإسرائيلي .
ولكن أيا كانت الجهود الأمريكية التي تبذل على هذا الصعيد رغم أهمية ذلك لضمان الوصول لوثيقة اتفاق مشتركة يعقد على أساسها اللقاء الدولي ، فإنه ما زالت هناك بعض الإشكاليات الأساسية التي لم تحل والتي بدونها لا يمكن ضمان نجاح اللقاء المرتقب بالخريف المقبل . ورغم تأكيد أولمرت ان الوصول لوثيقة اتفاق ليس شرطا لانعقاد اللقاء ، فإن كافة الأطراف العربية وعلى رأسها العربية السعودية لا ترى ما يبرر مشاركتها في لقاء الخريف القادم في أنا بولس إذا لم تكن الأمور واضحة ، كما هو الحال كذلك بدعوة الأطراف العربية المعنية بالصراع مثل سوريا ولبنان التي يشملها تطبيق قراري مجلس الأمن 242، 338 ، والذي ينبغي اللقاء ان يعقد على أساس مرجعية هذين القرارين وسائر القرارات الأخرى ذات الصلة بالصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي ، ومن هنا فإن عدم وضوح المرجعية التفاوضية ، وكذلك مشاركة الأطراف المعنية بالعملية السياسية ، وضمان جدول زمني للمفاوضات مع آليات ملزمة لمراقبة تطبيق ما يتم الاتفاق عليه ، تشكل قضايا جوهرية علاوة على قضايا المضمون الأخرى التي تسعى رايس لردم الفجوة او جسرها مابين الموقفين الفلسطيني- والإسرائيلي .
وبدون استباق للأمور وإطلاق أحكام مسبقة على جولة رئيسة الدبلوماسية الأمريكية الحالية والتي تدعونا إلى عدم رفع سقف التوقعات من نتائج جولتها الحالية ، فإن الوقائع تشير وبدون ذلك ان الإدارة الأمريكية غير راغبة ان لم نقل هي غير جادة، ولا يعني ذلك إنها غير قادرة على الضغط على إسرائيل لضمان فرض تراجعات جدية تلزمها بأسس عملية السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لضمان النجاح الفعلي للقاء المرتقب ، وانعدام الرغبة والجدية يضفي عدم مصداقية على الوعود التي تطلقها بان المؤتمر سيكون جديا وناجحا ، كما إنها توحي وبما لا يدع مجالا للشلك ان لعبة الوقت التي طالما لعبتها الإدارات الأمريكية السابقة ، إلى جانب الغموض البناء ومحاولة حشر القيادة الفلسطينية في زاوية ضغط الوقت لفرض تراجعات جوهرية والقبول بما لا يمكن القبول به كأساس لتسوية شاملة ودائمة وليس عادلة، هذا التكتيك قد جرب سابقا في قمة كامب ديفيد ولم يجلب النتائج المرجوة منه ، وقد يشجع إسرائيل والإدارة الأمريكية لتكرار التجربة مرة أخرى حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني ، لعل هذه الحالة والتي تعني ضعفا داخليا تدفع القيادة الفلسطينية لقبول ما رفضته بالسابق.
ان هذه الأوهام وان كان ما يبررها نظريا، فإنه سقط من حسابات أصحابها ان حقيقة واقع الانقسام الداخلي الفلسطيني لن يدفع القيادة الفلسطينية إلى قبول ما رفض سابقا، وإنما قد يدفعها إلى التشدد أكثر ليس انطلاقا من تمسكها بالثوابت الوطنية التي تعلن ليلا ونهاراَ تمسكها بها فحسب، وإنما حتى لا تظهر هذه القيادة إنها مفرطة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على حساب بقاء سلطتها على جزء من الأراضي الفلسطينية، وتعطي الشرعية والمشروعية السياسية والوطنية لأصحاب المشروع الانقلابي بأبعاده الإقليمية والدولية .



#احمد_مجدلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة في عامها الثامن
- اجتماع الخريف الدولي وصراع الارادات
- دروس انتصار بلعين
- معركة اعدة بناء مخيم نهر البارد
- حركة حماس والنموذج الاسلامي
- لقاء اريحا انطلاقة العملية السياسية
- تقرير التقصير
- مخاطر جدية على المشروع الوطني الفلسطيني
- تعزيز ثقافة التمكين للمرأة الفلسطينية
- قمة الحد الادنى
- الانتخابات البلدية خطوة أولى نحو دمقرطة المجتمع الفلسطيني
- محددات المبادرة السياسية الاوروبية
- مسؤليات سد فراغ الغياب المؤقت للرئيس
- ثقافة التهميش والاقصاء
- خيارالانتخابات المبكرة الاسرائيلية
- مابعد الانتخابات الامريكية
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2
- اوهام السلطة والحل الشاروني
- ازمة سياسية ام ازمة النظام السياسي


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مجدلاني - جولة رايس الثالثة وردم الفجوة التفاوضية