أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مجدلاني - لقاء اريحا انطلاقة العملية السياسية















المزيد.....

لقاء اريحا انطلاقة العملية السياسية


احمد مجدلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت التكهنات قبل انعقاد قمة أريحا بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ، وخاصة وان البعض مما اعتاد ان يوصف هذه اللقاءات بالعبثية والتي لا طائل منها او أنها تأتي في سياق العلاقات العامة، للحاجة الماسة لكلا الطرفين لإثبات بان هناك حركة سياسية وخصوصا أولمرت ارتباطا بالضغوط الأمريكية الناعمة المسلطة عليه ، والضغوط القوية الداخلية الناجمة عن الفضائح المالية ، وسوء إدارة الحرب العدوانية على لبنان ونتائج تحقيق لجنة فينوغراد ، ربما تحمل هذه التوقعات غير المتفائلة شيئا من الواقعية والمصداقية ارتباطا بالتجربة التاريخية غير المشجعة للعديد من اللقاءات السابقة التي جرت على مستوى القمة ، واستنكاف الطرف الإسرائيلي وتراجعه عن تنفيذ ما كان قد تعهد بتنفيذه ، مما اضطر الرئيس عباس إلى إلغاء لقاء كان مقررا بسبب عدم التحضير الجدي للقاء، والذي يعني ان اللقاء لم يكن ممكنا ان يسفر عن أية نتائج ملموسة مما يصب فعلا في خانة العلاقات العامة .
بيد ان هذه التجربة التي نتحدث عنها وهي غير مشجعة ليس فقط مع رئيس الوزراء الحالي، وإنما مع القيادات الإسرائيلية كافة منذ عهد رابين، وبيرس نتنياهو مرورا بشارون وانتهاء بأولمرت ، بعدم احترام المواعيد والاتفاقات. ورغم هذا التقدير والمعرفة لدى القيادة الفلسطينية، فإنها كانت تمتلك الرؤية بأهمية اللقاءات ليس للقاء بحد ذاته، وإنما لتفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلي للادعاء بان الطرف الفلسطيني لا يريد او يتهرب من اللقاءات ويحمله مسؤولية أمام الأطراف الدولية الراعية، وتتحول الضحية إلى مدانة بقدرة الديماغوجيا والتضليل والانحياز الأمريكي ، وبدل من توفير قوى ضغط دولية لجانب الحقوق الفلسطينية تتولد قوى ضغط على الجانب الفلسطيني باعتباره معيق ومعطل لعملية السلام .
يمكن القول ان لقاء قمة أريحا قد حمل شيئا مختلفا عن اللقاءات السابقة ، ليس لأنه يعقد في أريحا باعتبارها تحت السيطرة الفلسطينية ، وإنما أيضا لان هناك جملة من المتغيرات السياسية التي تجعل لهذا اللقاء أهمية يمكن وصفها كبداية إعادة انطلاق العملية السياسية ، رغم عدم القدرة على لمس نتائج ملموسة منذ اللقاء الأول ، والذي قد يشكل وفقا للنتائج التي أعلن عنها بداية لسلسة لقاءات أخرى تمهد او تفتح الطريق أمام انعقاد الاجتماع الدولي المقرر عقده في الخريف القادم .
هذا اللقاء جاء ثمرة تحرك أمريكي نشط في المنطقة بهدف حث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى بلورة ، اتفاق على جملة من القضايا التي تشكل قاعدة لانعقاد مؤتمر الخريف ، ولان الولايات المتحدة لا تريد ممارسة ضغوط جدية على حكومة أولمرت بشان جدول أعمال اللقاء ، ومرجعيته والقضايا محل النقاش ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وفي سياق حاجتها لحشد أوسع ائتلاف لمواجهة إيران وبرنامجها النووي ، وكذلك تحالف طهران دمشق بيروت غزة ، وحرصها على ان تتعزز هذه الجبهة لمعالجة أزمة احتلال العراق المتفاقمة على المستوى السياسي والأمني، فقد عمدت السيدة رايس في جولتها الأخيرة إلى طرح جملة من الأفكار العامة حول المؤتمر ، وترك تفاصيل الاتفاق على جدول أعماله للأطراف المعنية لإعطاء فرصة لأولمرت للتحرك الداخلي ، علاوة على تقديم محفز جديد له لتقديم ما يمكن تقديمه وهو ضمان مشاركة المملكة العربية السعودية في هذا اللقاء وهو ما يشكل بالنسبة لإسرائيل مكسبا سياسيا كبيرا وفاتحة جديدة بالعلاقات الإقليمية، والتطبيع مع أهم دولة عربية إقليمية ذات نفوذ اقتصادي وروحي كبيرين .
غير ان هذه المحفزات رغم أهميتها بالنسبة لأولمرت في المرحلة الراهنة ، فإنه وفي ظل الأوضاع الداخلية التي عاني منها ومازال ، فإن الخيار الأفضل بالنسبة له هو البحث عن مبادرة سياسية إسرائيلية، هذه المبادرة تحقق له جملة من المكاسب ، ولا ترتب عليه التزامات وأثمان سياسية عليه دفعها مقدما ، ويمكن تقدير مكاسب هذه المبادرة وفقا للتصور التالي :
- أخذه لزمام المبادرة السياسية مما يعطيه الفرصة لفرض جدول الأعمال السياسي على مستوى الحركة السياسية، والسعي من جهة أخرى لتوجيه رسالة داخلية بمدى قدرته وقوته على إدارة العملية السياسية لإسكات المعارضة.
- توجيه رسالة للمجتمع الدولي وللأطراف الراعية للعملية السياسية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل ترغب في التسوية وليست مشغولة فقط بقضاياها الداخلية ، او في البحث عن ذرائع للبقاء في الضفة الغربية.
- المبادرة السياسية تعطي رسالة قوية من جانب أولمرت بان إسرائيل تستجيب للمطالب الأمريكية والدولية بإعطاء "أفق سياسي" للمعتدلين الفلسطينيين في مواجهة قوى التطرف وخاصة بعد انقلاب حركة حماس وسيطرتها على قطاع غزة.
- الاتفاق على الإطار السياسي الذي يقترحه، وجرى تسريبه لوسائل الإعلام الإسرائيلية، يتمحور حول تغيير الواقع في الضفة وغزة ويضع في هذه الأثناء جانبا قضية اللاجئين والقدس التي لا يعتبر حلهما شرطا ضروريا لإقامة الدولة الفلسطينية.
- بلورة التفاصيل وتنفيذ التسوية الذي تنطوي على مصاعب للطرفين يمكن أن يُترك لمرحلة المصادقة على اتفاق المبادىء الجديد هذا ،من خلال إجراء انتخابات فلسطينية والتصويت عليه في الكنيست.

وبدون أدنى شك فإنه لا يمكن تجاهل الايجابيات السياسية والشخصية المتوقعة لأولمرت من الاستجابة لمرحلة سياسية جدية تطلق، انطلاقا من المناخ الدولي والحاجة الأمريكية والصعوبات الداخلية التي يمر بها ، فبدلا من محاولة إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن حرب لبنان كانت ضرورية وحققت النتائج المرجوة منها ، فإنه ينطلق بمبادرة سياسية تاريخية تعزز موقعه كقائد سياسي بمستوى رابين وشارون وتظهره بمظهر القائد صاحب القرار، وربما هذه المبادرة سترفع من رصيده الشعبي وتعزز مواقعه الداخلية في حال ترشيحه لنفسه كما أعلن لولاية جديدة في مواجهة نتنياهو وأهود براك.
وفي مقابل الرؤية الإسرائيلية هذه ، فإن دوافع الرئيس عباس والمنطلقة أساسا ، من الثوابت التالية :
- تمسكه بالثوابت الفلسطينية والقائمة على أساس العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
- تمسكه بخيار السلام كخيار استراتيجي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
- إدراكه بان عامل الوقت لا يسير لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته ، وكلما خسرنا مزيدا من الوقت خسرنا مزيدا من الأراضي الفلسطينية.
- إدراك أهمية اللحظة السياسية التاريخية وتوظيف الحاجة الأمريكية لبناء تحالف إقليمي في مواجهة تحديات الإستراتجية الأمريكية في المنطقة ، وتوظيفه لمصلحة التوصل لحل سياسي على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ، ومبادرة السلام العربية .
- توظيف أي تقدم ملموس على المسار السياسي ، في مواجهة الأزمة السياسية الداخلية ، وفي زيادة عزلة حركة حماس ، تمهيدا لإضعافها وإسقاطها شعبيا قبل التوصل لحل سياسي معها والتوجه لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة على قاعدة ما يتم التوصل له من اتفاقات .

ان الانطلاق من أهمية الدعوة لعقد اللقاء الدولي والعمل على تحويله لمؤتمر دولي انطلاقا من مرجعيات عملية السلام التي انطلقت في مدريد ، وتوفير رعاية دولية له تحت سقف الأمم المتحدة، واليات رقابة تضمن تطبيق ما يتم التوصل له بالمؤتمر ، وليس البحث في اتفاقية إطار جديدة غير معروفة مرجعيتها ، ولا السقف الزمني لتطبيقها ، او آليات وضمانات تطبيقها .

رام الله
8.8.2007








#احمد_مجدلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير التقصير
- مخاطر جدية على المشروع الوطني الفلسطيني
- تعزيز ثقافة التمكين للمرأة الفلسطينية
- قمة الحد الادنى
- الانتخابات البلدية خطوة أولى نحو دمقرطة المجتمع الفلسطيني
- محددات المبادرة السياسية الاوروبية
- مسؤليات سد فراغ الغياب المؤقت للرئيس
- ثقافة التهميش والاقصاء
- خيارالانتخابات المبكرة الاسرائيلية
- مابعد الانتخابات الامريكية
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2
- اوهام السلطة والحل الشاروني
- ازمة سياسية ام ازمة النظام السياسي
- الانتفاضة في عامها الثالث: الأهداف والمهام المباشرة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مجدلاني - لقاء اريحا انطلاقة العملية السياسية